الجزيرة:
2025-06-10@20:50:18 GMT

بالميراس يصف حملة نيمار ضد ملاعب البرازيل بـالسطحية

تاريخ النشر: 19th, February 2025 GMT

بالميراس يصف حملة نيمار ضد ملاعب البرازيل بـالسطحية

قال نادي بالميراس المنافس في دوري الأضواء البرازيلي لكرة القدم إنه لا يوجد أي أساس علمي لمزاعم نيمار وتياغو سيلفا وممفيس ديباي الذين كانوا ضمن مجموعة من اللاعبين أطلقوا حملة للمطالبة بعدم خوض مباريات على ملاعب العشب الصناعي في البرازيل.

ويعد بالميراس ونادي بوتافوغو (حامل اللقب) ونادي أتلتيكو باراناينسي الذي هبط للدرجة الثانية من بين الأندية التي تستخدم العشب الصناعي.

ودفعت تكاليف الاستثمار والصيانة المرتفعة الأندية بكافة أنحاء العالم للجوء إلى ملاعب العشب الصناعي.

وتستخدم عديد من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز ملاعب تجمع بين العشب الطبيعي والصناعي، إذ لا يُسمح باستخدام ملاعب يغطيها العشب الصناعي بالكامل.

والعام الماضي، صوتت أندية الدوري الأسكتلندي الممتاز على منع استخدام العشب الصناعي اعتبارا من موسم 2026-2027.

لماذا يحتج اللاعبون على العشب الصناعي؟

يعتقد نيمار وديباي وسيلفا، إلى جانب لاعبين آخرين، أن العشب الصناعي يزيد من مخاطر الإصابة ويؤثر سلبيا على جودة اللعب. وفي بيان مشترك، قالوا: "كرة القدم طبيعية وليست صناعية".

وقال اللاعبون -في بيان مشترك- أمس الثلاثاء: "من المقلق رؤية الاتجاه الذي تسلكه كرة القدم البرازيلية. إنه لأمر سخيف أن نناقش اللعب على العشب الصناعي في ملاعبنا".

نيمار (يمين) مهاجم سانتوس البرازيلي (رويترز)

وأوضح البيان أنه "من الناحية الموضوعية، مع حجم وسمعة كرة القدم لدينا، لا ينبغي أن يكون هذا النقاش خيارا على الإطلاق.. في الدوريات الأكثر احتراما في العالم، يتم الاستماع إلى اللاعبين ويتم ضخ استثمارات لضمان جودة أرضية الملعب".

إعلان

وتابع "إذا كانت البرازيل ترغب في أن تلعب دورا بارزا عالميا، فإن الخطوة الأولى التي ينبغي لها أن تتخذها هي المطالبة بجودة الملعب الذي يلعب عليه اللاعبون ويتدربون عليه.. المباريات الاحترافية لكرة القدم لا تُلعب على العشب الصناعي".

ردّ بالميراس

في المقابل، قال بالميراس إنه على الرغم من أنه يرى النقاش حول جودة الملاعب البرازيلية مسألة بالغة الأهمية، فإن القضية لن تُحل "بانتقادات سطحية تفتقر للأساس العلمي".

وأضاف النادي -الذي يقع مقره في ساو باولو- أن ملعبه الصناعي معتمد من قبل الاتحاد الدولي (الفيفا) ويخضع لمراجعة سنوية منذ تنفيذه عام 2020 لضمان أن أرضية الملعب تتبع نفس معايير ملاعب العشب الطبيعي وفي حالة ممتازة.

وتابع "لا يوجد أي دليل علمي على أن خطر الإصابة في الملاعب الصناعية أعلى من ملاعب العشب الطبيعي… وأظهرت استطلاعات مختلفة أن فريقنا المنافس في دوري الأضواء يعاني من معدلات إصابات أقل على مدار السنوات الخمس الماضية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العشب الصناعی

إقرأ أيضاً:

من الكاكاو إلى الشوكولاتة: قصة التحول الصناعي في غرب أفريقيا

في أواخر شهر مايو/ أيار (2025)، أطلق الرئيس الغاني "جون دراماني ماهاما" حملة تصنيع وطنية تهدف إلى تسريع النمو الاقتصادي والتنمية في بلاده، داعمة سياسته؛ "الاقتصاد على مدار الساعة"، والتي تسعى إلى خلق فرص عمل وتنشيط الأعمال التجارية المحلية؛ لتعزيز التصنيع وإنتاج الأغذية الزراعية.

وتأتي تحركات الرئيس الغاني في إطار الاتجاهات البارزة في دول مختلفة بغرب أفريقيا في الشهور الأخيرة لإنعاش قطاعاتها الصناعية، بما في ذلك قمة غرب أفريقيا للتصنيع والتجارة لعام 2025، والتي يُقرّر انعقادها في شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2025 في مدينة لاغوس، في نيجيريا، تحت عنوان: "تسريع الثورة الصناعية المستدامة في غرب أفريقيا من أجل الرخاء الاقتصادي". وهذه القمة يُتوقع منها أن تُشكّل منصةً إقليمية لوضع إستراتيجيات عملية للتقدم الصناعي، وتنويع التجارة في غرب أفريقيا.

العوامل الرئيسية الدافعة للتصنيع في غرب أفريقيا

تقع غرب أفريقيا في موقع إستراتيجي يجعلها جسرًا بين أوروبا وأفريقيا، ويُتيح لها الوصول إلى الأسواق والموارد الناشئة. كما توفر سواحلها المتميزة بموانئ بحرية رئيسية – مثل موانئ لاغوس في نيجيريا، وأبيدجان في ساحل العاج، و"تيما" في غانا – مراكزَ تصديرٍ حيوية للسلع المصنّعة وواردات المدخلات الصناعية.

إعلان

ومما يدفع إلى جهود التصنيع في غرب أفريقيا أن دول المنطقة بدأت تُدرك الأهمية الإستراتيجية لمواردها، مثل النفط والغاز، والمعادن: (الذهب، وخام الحديد، والألماس، والمعادن الأرضية النادرة)، بالإضافة إلى الإمكانات الهائلة لمنتجاتها الزراعية، مثل الكاكاو، وزيت النخيل، والمطاط، والقطن.

وهذا الإدراك المتنامي يُعزز مساعي التحول الإستراتيجي نحو القيمة المضافة من خلال البحث عن طرق لمعالجة هذه المواد الخام داخل المنطقة بدلاً من تصديرها خامًا، وبالتالي الاستحواذ على حصة أكبر من قيمتها. وأهمية هذه النقطة الأخيرة كامنة في حقيقة أن النسبة الكبرى من الموارد الخام بغرب أفريقيا تُصدّر إلى الدول الأخرى، مما يؤثر سلبًا في تطور دول المنطقة ونموها الاقتصادي.

وتتجلى بعض جهود التصنيع بالمنطقة في دولتَي غانا وساحل العاج، اللتين تتطلعان إلى معالجة الكاكاو وتحويله إلى شوكولاتة وغيرها من المنتجات النهائية، إلى جانب نيجيريا التي تتحرك في الشهور الأخيرة نحو تحويل الليثيوم الخاص بها إلى مكونات لمركبات الطاقة الجديدة.

وهناك عامل التركيبة السكانية الشابة والمتنامية، والتي قد تُوسّع الطبقة المتوسطة في غرب أفريقيا، مما يُغذي الطلب على السلع الاستهلاكية، ويُخلق زخمًا قويًا للتصنيع المحلي. وقد يُمثّل تنامي التركيبة السكانية الشابة أيضًا ميزةً كبيرةً لرأس المال البشري في الصناعات كثيفة العمالة، مثل الصناعات الخفيفة، والمنسوجات، والتجهيز الزراعي، وهي قطاعاتٌ حيويةٌ للمراحل الأولى من التصنيع في المنطقة.

ويُقوي هذه النقطة ما أظهرته البيانات الحديثة أن منطقتي غرب أفريقيا ووسطها تمثل مجتمعةً شريحةً سكانيةً شابةً للغاية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى. كما أن تقديرات بنك التنمية الأفريقي أنه بإمكان متوسط العمر في أفريقيا (19 عامًا) – إذا أُحسن استخدامه – أن يُضيف 47 مليار دولار إلى ناتجها المحلي الإجمالي.

إعلان

وتشمل جهود التصنيع في المنطقة سياسات صناعية متنوعة ومحددة، تشمل مبادرات جذب الاستثمار الأجنبي المباشر من دول مختلفة، وإنشاء مناطق صناعية، وتحسين سهولة ممارسة الأعمال التجارية. إضافة إلى تزايد الاستثمارات الكبيرة في البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات النقل (وخاصة الطرق والموانئ والمطارات)، والطاقة (بما في ذلك مشاريع الطاقة المتجددة والتطوير النووي)، والبنية التحتية الرقمية.

وفي حين أن استخراج الموارد (التعدين والنفط والغاز) لا يزال مهمًا في غرب أفريقيا؛ إلا أن الصناعات الرئيسية الأخرى التي تدفع نمو المنطقة تشمل المعالجة الزراعية، من خلال تحويل المنتجات الزراعية إلى سلع ذات قيمة أعلى، كما هو الحال مع تحويل الكسافا إلى إيثانول والنشا، والكاكاو إلى شوكولاتة.

وهناك جهود متزايدة في الصناعات التحويلية الخفيفة، والمنسوجات، والملابس، والأدوية، والصناعات الناشئة للسيارات. كما تستفيد بعض دول المنطقة من إمكانات الطاقة المتجددة الهائلة، مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، والطاقة الكهرومائية. بينما تُعيد دول أخرى هيكلة إدارات طاقتها التقليدية، كما هو الحال مع مشاريع تطوير قطاعات النفط والغاز الجارية في غانا، والسنغال، لتكون هذه الدول مراكز للطاقة. بالإضافة إلى قطاع التكنولوجيا المزدهر، حيث تعمل مراكز الابتكار والشركات الناشئة على تعزيز قطاعات التجارة الإلكترونية والاتصالات.

مبادرات ومراكز صناعية ناشئة

أدّت الصحوة الصناعية والمبادرات الوطنية إلى بروز مناطق وممرات محددة في غرب أفريقيا كمراكز صناعية. ويُحفّز ظهور هذه المراكز سياسة "إيكواس" الصناعية، مثل "السياسة الصناعية المشتركة لغرب أفريقيا 2010-2030″، التي تهدف إلى زيادة معالجة المواد الخام المحلية في المنطقة إلى متوسط 30 في المئة بحلول عام 2030، وتعزيز التجارة البينية داخل دول الكتلة الإقليمية في السلع المصنعة إلى 50 في المئة من تجارة المنطقة.

إعلان

وتتصدر نيجيريا دول غرب أفريقيا من حيث نمو هذه المراكز والممرات الصناعية، حيث بذلت البلاد في السنوات الأخيرة مساعي حثيثة نحو تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط الخام. وقد كانت ضمن توجهات إدارة الرئيس الحالي "بولا تينوبو" تبنّي سياسة "نيجيريا أولًا"، والتي تهدف إلى إعطاء الأولوية للإنتاج المحلي من خلال فرض تعريفات جمركية وحصص وحظر على بعض المنتجات المستوردة، لتكون النتيجة بلوغ قيمة الصادرات غير النفطية 1.7 مليار دولار أميركي في الربع الأول من عام 2025، بزيادة قدرها 25 في المئة عن الربع الأول من عام 2024، حيث تتصدر هذه الجهود الكاكاو ومشتقاته، واليوريا مع الأسمدة، والكاجو.

ومن المراكز الناشئة في نيجيريا: "كانو" (الواقعة شمال غرب نيجيريا)، والتي تشمل مبادراتها الصناعية "برنامج مناطق التجهيز الزراعي الصناعي الخاصة"، المُصمم لجذب استثمارات القطاع الخاص في قطاع التجهيز الزراعي ذي القيمة المضافة، من خلال توفير البنية التحتية الأساسية والخدمات، ودعم السياسات داخل المناطق المحددة.

وهناك ولاية "آبيا" (الواقعة جنوب شرق نيجيريا) المتميزة بصناعة المنسوجات والصناعات الزراعية، وولاية "أوغون" (الواقعة جنوب غرب نيجيريا) التي تتربع على عرش المراكز الصناعية المتصاعدة في نيجيريا، حيث تضم العديد من شركات التصنيع الصغيرة والكبيرة مع مصانع الصلب. هذا، إلى جانب لاغوس، المركز التقليدي لاقتصاد نيجيريا، والذي دخل مجال الصناعة البترولية مؤخرًا بسبب مصفاة دانغوتي.

وهناك ممر "أبيدجان-لاغوس"؛ وهو مشروع طريق سريع عابر للحدود الوطنية، تبلغ تكلفته 15.6 مليار دولار أميركي، ومن المقرر أن تواصل الكتلة الإقليمية بناءَه في عام 2026، على أن يُستكمل في عام 2030. ويربط الممر سبع مدن بغرب أفريقيا، وهي: أبيدجان، وتاكورادي، وأكرا، ولومي، وكوتونو، وبورتو نوفو، ولاغوس، كما يمر عبر خمس دول، هي: ساحل العاج، وغانا، وتوغو، وبنين، ونيجيريا.

إعلان

ويُتوقع أن يُوفر ممر "أبيدجان-لاغوس" حوالي 70 ألف وظيفة مباشرة، كما يُقدّر عدد سكان المناطق الحضرية الذين سيصلهم الممر بحوالي 173 مليون نسمة بحلول عام 2050، مما يُحفّز النمو الاقتصادي والتصنيع التحويلي على طول مساره، ويدعم التجمعات الاقتصادية الرئيسية الناشئة في مدن المسار، ويُحسّن الروابط بين المراكز الحضرية والمدن الثانوية والمناطق الريفية وممرات النقل الأخرى في غرب أفريقيا، وخاصة المطارات والطرق والسكك الحديدية والموانئ.

ومن دول غرب أفريقيا التي تبذل جهودًا كبيرة لإنعاش قطاعها الصناعي: ساحل العاج، وغانا، والسنغال. فساحل العاج تواصل تقدمها في مجال معالجة الكاكاو ذات القيمة المضافة للأسواق الأفريقية الأوسع. كما تتصاعد شهرة غانا والسنغال، من بين دول أخرى، كمركزين رئيسيين للطاقة في المنطقة؛ نتيجة الاستثمارات في النفط والغاز، والطاقة المتجددة.

ففي غانا، وقّعت الحكومة في يونيو/ حزيران 2024 اتفاقية بقيمة 12 مليار دولار مع ائتلاف صيني-غاني لمشروع مركز بترولي، يضم ثلاث مصافٍ وخمسة مصانع بتروكيماوية، وذلك لإضافة القيمة في قطاع الطاقة الغاني. وفي السنغال، وافقت مجموعة بنك التنمية الأفريقي على قرض بقيمة 75 مليون دولار لدعم برنامج تعبئة الموارد ودعم التنمية الصناعية.

ويُضاف إلى ما سبق أنّ مبادرة "تجمع غرب أفريقيا للطاقة" بين عامي 2012 و2024 (بدعم مجموعة البنك الدولي )، مكّنت من إنشاء وتشغيل أكثر من 4 آلاف كيلومتر من خطوط النقل الطاقوي، والتي تربط دولًا مثل: ساحل العاج، وغينيا، وليبيريا، وسيراليون، وبنين، وبوركينا فاسو، والنيجر، ونيجيريا، والسنغال. كما أبرمت الشركة الاستثمارية "أفريقيا 50" شراكة مع "البورصة الإقليمية لغرب أفريقيا" لتقديم سندات مشاريع للبنية التحتية وأدوات مالية أخرى، بهدف تعبئة رأس مال طويل الأجل من مستثمرين إقليميين، لتطوير البنية التحتية في منطقة "الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب أفريقيا"، والتي تضم: بنين، وبوركينا فاسو، وساحل العاج، وغينيا بيساو، ومالي، والنيجر، والسنغال، وتوغو.

إعلان

جدير بالذكر أن دول تحالف الساحل تبذل جهودًا متزايدة نحو التصنيع رغم ما تواجهه من تحديات سياسية وأمنية. فبوركينا فاسو – على سبيل المثال- تُركز على تحقيق الاستقلال الاقتصادي والسيادة الغذائية من خلال مبادرات التصنيع الزراعي، وإضافة قيمة للموارد المحلية، مثل زيادة إنتاج الحبوب، وإنشاء مصانع خاصة بالطماطم، وإنتاج القطن. كما أن دولة مالي أنشأت 12 قطبًا زراعيًا لسلاسل القيمة الزراعية، مما يضمن الاكتفاء الذاتي الغذائي، ويُعزز مكانة البلاد كمُصدّر صافٍ. وفي النيجر، يوجد تحرك في قطاع النفط، مع مساعٍ لمشاركة القطاع الخاص في الطاقة الشمسية، وتحديث الزراعة.

اغتنام فرصة التحولات التجارية العالمية

تُوفر التحولات التجارية العالمية، التي تتسم بالحمائية واضطرابات سلاسل التوريد والنزاعات الجمركية المستمرة بين الاقتصادات الكبرى، فرصةً فريدةً لغرب أفريقيا. ومن جوانب الاستفادة من هذه التحولات تنويع المنطقة لسلسلة توريدها لكي تُصبح خيارًا أكثر جاذبية لدى المصنّعين والمشترين العالميين الذين يُعيدون النظر في إستراتيجياتهم التوريدية. كما أن موارد المنطقة الهائلة، وتزايد قواها العاملة، وتحسين بيئات أعمالها، قد تُقدّم غرب أفريقيا كفرصة جذابة للشركات التي تحاول إنشاء قواعد تصنيع جديدة.

وهناك فرصةٌ أخرى لغرب أفريقيا، تتمثل في التجارة البينية الأفريقية وتحقيق التكامل الاقتصادي من خلال مبادرة "منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية"، وذلك لأن من أهداف المبادرة تعزيز الروابط التجارية بين الدول الأفريقية، وتقليل الاعتماد على الأسواق الخارجية، وتمكين أعضائها من إنشاء سلاسل قيمة إقليمية متينة، وجذب الاستثمار من خلال إنشاء سوق موحدة في جميع أنحاء القارة.

وقد أكّد "والي إيدون"، وزير المالية النيجيري، على أن "منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية" قادرة على إعادة وضع نيجيريا في المسار الصحيح كوجهةٍ تنافسيةٍ للتجارة والاستثمار، مما يُعزّز تنويع سلسلة التوريد والقيمة المضافة المحلية. كما تتوقع حكومة غانا أن يزيد استغلال اتفاقية "منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية" في صادراتها الإقليمية، وتُقدّر ساحل العاج أن تُعزّز المبادرة معالجة الكاكاو ذات القيمة المضافة داخل الأسواق الأفريقية الأوسع.

إعلان

إن الحاجة العالمية للمواد الخام، وخاصةً المعادن الإستراتيجية والمهمة للثورة الخضراء (مثل الليثيوم والكوبالت)، تُوفّر ميزةً إستراتيجية لغرب أفريقيا، وذلك بانتقال المنطقة من مجرد أماكن لاستخراج هذه الموارد إلى منطقة لمعالجتها. بالإضافة إلى تنامي الرغبة العالمية في الحصول على المنتجات المصنوعة في أفريقيا، واتساع الطبقة الوسطى الأفريقية، مما يُسهم في بناء سوق محلية قوية للسلع المصنعة، ويُقلل من الاعتماد على الأسواق الأجنبية المتقلبة، ويُشجع في الوقت نفسه التصنيع المحلي.

ويُضاف إلى ما سبق أن الدعوات تزداد لحكومات غرب أفريقيا لاستكشاف اتفاقيات تجارية مع مناطق ودول أخرى من العالم، وتعزيز علاقاتها مع آسيا والقوى الناشئة الأخرى، بهدف التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد التقليدي على الغرب، وتعويض الخسائر المحتملة من الرسوم والتوترات الجمركية الجديدة، وتوسيع نطاق الوصول إلى الأسواق المتنوعة.

ومن المجالات الناشئة التي يمكن لدول غرب أفريقيا الاستفادة منها: "التصنيع الأخضر"، الذي تتركز المحادثات والمقترحات السياسية المرتبطة به في إنتاج الطاقة المتجددة (الطاقة الشمسية الكهروضوئية، وتخزين الطاقة)، ونماذج الاقتصاد الدائري، وتوظيف أساليب مالية، مثل السندات الخضراء لدعم التصنيع المستدام. إضافة إلى الذكاء الاصطناعي، الذي يُنظر إليه كأداة أساسية للإستراتيجية الصناعية لأفريقيا، وذلك لقدرته على تحسين عمليات التصنيع والتجارة، وإزالة العوائق الصناعية القديمة، مما جعل مفكرين ومثقفين أفارقة يدعون إلى تحويل بعض مؤسسات التعليم العالي إلى "جامعات الابتكار" لإعداد الشباب الأفريقي لمستقبل يعتمد على الذكاء الاصطناعي.

تحديات أمام اغتنام الفرصة

رغم الفرص المتعددة التي توفرها التحولات التجارية العالمية لغرب أفريقيا، فإن هناك تحديات قد تُعيق قدرة المنطقة على الاستفادة الكاملة منها. وعلى رأسها عجز عدد من دول المنطقة في البنية التحتية، مثل شبكات النقل غير الكافية، وإمدادات الطاقة غير الموثوقة، والاختناقات اللوجيستية، وغيرها من الأمور التي ترفع تكاليف الإنتاج وتُحدّ من القدرة التنافسية. ويدعم هذه النقطة حقيقة أن انقطاع التيار الكهربائي المستمر في عدد من دول غرب أفريقيا يؤثر بشدة على التصنيع والإنتاج.

إعلان

وهناك ندرة في العمالة الماهرة والقدرات التكنولوجية في بعض دول المنطقة، مما قد يخنق نمو الصناعات المبتكرة والمتقدمة. كما أن هناك صعوبات في وصول العديد من الشركات والحكومات في المنطقة إلى تمويل كافٍ وغير مكلف لمبادراتها الصناعية، إلى جانب أن فجوة الائتمان للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم في المنطقة واسعة وكبيرة.

ومن التحديات أيضًا استمرار عدم الاستقرار السياسي والصراعات الإقليمية في بعض أجزاء غرب أفريقيا، كما هو الحال مع أزمة الإرهاب والتمرد المسلح في وسط الساحل وبحيرة تشاد وبنين وتوغو، وانسحاب بوركينا فاسو ومالي والنيجر من "إيكواس". إذ يمكن أن تُثبّط هذه التطورات التجارة البينية والاستثمار، وتُعطل تدفقات التجارة، خاصة في المناطق الحدودية المتضررة أو القريبة منها، مما يُقوّض جهود التكامل الإقليمي.

ويُضاف إلى ما سبق أن عددًا من دول غرب أفريقيا تعاني من البيروقراطية والفساد، اللذين يُشكلان عائقًا كبيرًا في بيئة الأعمال، مما يجعلها غير مواتية، وذلك لأن اللوائح والقوانين المعقدة، واستشراء الفساد، وانعدام الشفافية، كلها تردع المستثمرين المحليين والدوليين القادرين على دفع عجلة الصناعة في المنطقة.

بل رغم مبادرات التصنيع ومساعي التنويع الاقتصادي سابقة الذكر، فإن العديد من اقتصادات غرب أفريقيا لا تزال تعتمد على تصدير المواد الخام غير المصنعة، مما يجعلها عُرضة لتغيرات أسعار السلع العالمية ويُحدّ من قدرتها على تحقيق قيمة أعلى. كما أنه رغم استمرارية جهود تطوير سياسات تصنيع قوية على المستويين؛ الوطني والإقليمي، فإن تنفيذها الفعّال والمتسق قد يُمثّل تحديًا آخر.

خاتمة

إن غرب أفريقيا في مساعيها نحو التصنيع بحاجة إلى بحث آليات إضافة القيمة من خلال تحويل مواردها الخام، وتعزيز التكامل الإقليمي، وبناء مناخ أعمال مُمكّن من خلال تنفيذ سياساتها الوطنية والإقليمية والاستثمار في البنية التحتية الحيوية. كما تحتاج المنطقة إلى إصلاح التعليم والتدريب المهني لتعزيز نقل المهارات وبناء القدرات، بالإضافة إلى تنويع أسواق التصدير والشراكات من خلال ضمان تحقيق المنفعة المتبادلة ودعم أجندتها الصناعية.

إعلان

وأخيرًا، تتطلب جهود التصنيع توفير فرص مستمرة للحصول على التمويل، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال تعزيز المؤسسات المالية المحلية، وتشجيع الإقراض للقطاع الصناعي، وخاصةً الشركات الصغيرة والمتوسطة. بالإضافة إلى استكشاف التمويل المختلط، وتوفير سُبُل تمويل بديلة للشركات، مع تقوية الشراكات بين القطاعين؛ العام والخاص.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • جمعية "يبصرون" تنفذ حملة إزالة المياه البيضاء لحجاج بيت الله الحرام
  • لحماية المنتوج والنسيج الصناعي..ورشة عمل بين وزارتي الصناعة والتجارة
  • منافس الأهلي.. بالميراس يعلن قائمة فريقه استعداداً لكأس العالم للأندية
  • منافس الأهلي.. بالميراس يعلن قائمته لكأس العالم للأندية 2025
  • من الكاكاو إلى الشوكولاتة: قصة التحول الصناعي في غرب أفريقيا
  • اللاعبون كانوا على قدر المسئولية.. أحمد الطيب يعلق على فوز الزمالك بكأس مصر
  • رئيس البرازيل يشيد بالدور الحيوي الذي تضطلع به الإنتربول برئاسة أحمد ناصر الريسي
  • سابقة.. المغرب أول بلد يستخدم الكاميرا العنكبوتية في جميع ملاعب كأس أفريقيا
  • السلامي: اللاعبون الأكثر جاهزية سيلعبون امام العراق .. والتعمري مصاب
  • الإنتهاء من تثبيت العشب الطبيعي بملعب الرباط الجديد