خالد الجسمي يسخِّر الذكاء الصناعي في توليد الطاقة
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
خولة علي (أبوظبي)
يشهد قطاع الابتكار في دولة الإمارات نهضة واسعة يقودها جيل من الشباب الطموح، الذين استطاعوا توظيف معرفتهم العلمية وقدراتهم التقنية لتقديم حلول مبتكرة تخدم المجتمع وتعزز مكانة الدولة في مجالات التصنيع والتكنولوجيا. ومن بين هؤلاء المبدعين المهندس خالد محسن الجسمي، الذي كرس خبرته في مجالات الإلكترونيات والطاقة الميكانيكية والكهربائية لتأسيس مشروع يعنى بتطوير وتصنيع منتجات محلية تضاهي نظيراتها العالمية عبر تطوير حلول عملية لمشكلات يمكن مواجهتها في الحياة اليومية، لاسيما في المركبات الترفيهية واليخوت.
ولادة الفكرة
انبثقت فكرة المولد الكهربائي من تجربة واقعية خاضها خالد الجسمي أثناء إحدى رحلاته البرية، حيث واجه صعوبات في استخدام المولدات المتوفرة في الأسواق. ويقول: لاحظت أن المولدات الأجنبية لا تتناسب مع بيئتنا الخليجية، سواء من حيث الحرارة أو اختلاف الفولتية أو حتى ارتفاع تكلفة الصيانة وقطع الغيار. وهكذا ولدت الفكرة في تطوير مولد كهربائي إماراتي يتكيف مع طبيعة المناخ المحلي ويلبي احتياجات المستخدمين بكفاءة عالية، وتحولت الملاحظة إلى مشروع صناعي متكامل يمثل نموذجاً للفكر التطبيقي والإبداع الهندسي المحلي. أخبار ذات صلة
مواصفات عالمية
يشير الجسمي إلى أن الابتكار لم يكن مجرد تحسين على المولدات التقليدية، بل كان إعادة تصميم كاملة لمنظومة الطاقة. ويقول: الابتكار يتمثل في تصميم مولد كهربائي إماراتي متكامل تم تطويره بالكامل باستخدام مكونات داخلية من شركات عالمية، مع تعديلات هندسية على أنظمة التبريد والعادم والتحكم والاهتزاز والصوت. ويضيف: المولد أكثر هدوءاً بنسبة تصل إلى 8 ديسبل من الأنواع الشائعة، ويوفر في استهلاك الوقود بنسبة 40%، كما يسهل صيانته من دون الحاجة إلى تفكيكه.
ذكاء تقني
يولي الجسمي أهمية كبيرة لتجربة المستخدم، حيث يسعى إلى تبسيط التقنية من دون المساس بجودتها. ويقول: من أهم مميزات المنتج الدمج بين الأداء العالي وانخفاض كلفة الصيانة وسهولة توفر قطع الغيار، إضافة إلى أنظمة ذكية تمكن المستخدم من مراقبة المولد والتحكم فيه عن بعد عبر الهاتف من أي مكان في العالم. وتم تصميم المولد بحيث يمكن صيانته بسهولة، مع اعتماد طلاء مقاوم للحرارة والرطوبة، واستخدام مواد عالية المتانة لتحمل الاهتزازات والظروف القاسية. ويؤكد الجسمي أن هذه التفاصيل الدقيقة كانت جوهر التميز في المنتج الذي يجمع بين الذكاء الصناعي والمرونة التشغيلية.
بناء الفريق
يوضح الجسمي أن أبرز التحديات كانت في إيجاد مصنعين محليين قادرين على تنفيذ التصميم بدقة عالية، وإقناع بعضهم بأن الفكرة قابلة للتطبيق داخل الدولة. ويذكر أن الفريق واجه صعوبات في تطوير أنظمة التبريد وامتصاص الاهتزازات، إلا أن الإصرار والتجارب الميدانية المتكررة أثمرت عن نتائج مبهرة. ويرى الجسمي أن الابتكار في مجال الطاقة يمثل ركيزة أساسية لمستقبل الاستدامة الصناعية في الدولة، ويقول: الابتكار في قطاع الطاقة ليس ترفاً، بل ضرورة لتطوير حلول أكثر كفاءة واستدامة. والإمارات اليوم أصبحت بيئة خصبة للابتكار الصناعي، ودورنا أن نكون مثالاً واقعياً للفكر المحلي بأن نخدم المجتمع ونقلل من الاعتماد على الاستيراد.
ويضيف: الإقبال على المولد كان كبيراً من ملاك الكرفانات ومحبي الرحلات، ونجاح التجارب الميدانية في الرحلات الطويلة إلى أوروبا شجعنا على تطوير النسخة الثانية بمواصفات إضافية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
نورة الجسمي: انطلاقة عالمية للريشة الطائرة من شاطئ خورفكان
علي معالي (أبوظبي)
بعد عامين فقط من نشأة اتحاد كرة الريشة الطائرة رسمياً، ينجح الاتحاد في استضافة أول بطولة كأس عالم للريشة الطائرة في الهواء الطلق، على شاطئ مدينة خورفكان في إمارة الشارقة وسط مشاركة دولية كبيرة من مختلف قارات العالم، حيث تفتتح غد البطولة، فيما تنطلق المنافسات الخميس على شاطئ مدينة خورفكان.
وفي حوار خاص لـ«الاتحاد» قالت نورة الجسمي، رئيس اتحاد الريشة الطائرة، نائب رئيس الاتحاد الآسيوي، نائب رئيس اللجنة المنظمة لكأس العالم: «استضافتنا للمونديال له العديد من الأهداف التي ننشدها خلال الفترة المقبلة، منها المساهمة في نشر اللعبة على نطاق واسع بين كل من يتواجد على أرض الإمارات، إضافة إلى تعزيز الحضور الدولي للاتحاد الإماراتي، ليس فقط على مستوى آسيا والمنطقة، بل العالم، وكذلك الاحتكاك بنخبة من أبطال العالم».
وقالت: «في النسخة الأولى من المونديال تشارك 12 دولة يمثلهم 92 لاعباً ولاعبة، من البرازيل وهولندا وألمانيا والصين وهونج كونج، وإندونيسيا، ويشارك منتخبنا بـ10 لاعبين، تم تجهيزهم بالشكل القوي من خلال معسكرات متنوعة ما بين دبي وخورفكان للوصول بهم إلى المستوى المطلوب، ولن نكتفي بمجرد المشاركة، بل طموحاتنا كبيرة في الصعود لمنصات التتويج».
وكشفت نورة الجسمي أن عدد الممارسين للعبة بالدولة وصل إلى أكثر من 12 ألف ممارس قائلة: «لدينا عدد كبير من الأندية تمارس اللعبة بشكل قوي سواء في أبوظبي أو كلباء وكذلك نادي النصر، إضافة إلى عدد كبير من الأكاديميات المنتشرة بالدولة».
وعن سبب إسناد الاتحاد الدولي للنسخة الأولى لدولة الإمارات قالت نورة الجسمي: «البنية التحتية والملف الذي تم تقديمه للاتحاد الدولي من الأسباب التي جعلت النسخة الأولى من المونديال تقام على أرض الإمارات، ولكي تنطلق منها إلى العالم بعد ذلك، وهو ما أشاد به الاتحادان الآسيوي والدولي في ظل السمعة الطيبة والخبرة التي تحظى بها دولتنا في استضافة كافة الأحداث الرياضية».
وتابعت: «اللعبة تنتشر بشكل كبير، بدليل وصول عدد الأكاديميات إلى 55 أكاديمية تشارك في اللعبة، بخلاف أندية الدولة أيضاً ما بين أبوظبي ودبي والشارقة، وعدد الفعاليات المجتمعية تتزايد بشكل يدفعنا إلى التفاؤل بمستقبل الريشة الطائرة».
وقالت: «هدفنا في أولمبياد الشباب المقبل بداكار أن نكون على منصة التتويج من خليل تأهيل لاعبنا ريان وثقتنا كبيرة في جميع عناصر المنتخب، ونخطط لنشر اللعبة التي أصبحت في المدارس والجامعات وتزايد عدد المدربين الحكام واللاعبين من المواطنين ونسعى مستقبلاً أن يكون المركز التعليمي العالمي في اللعبة أن يكون مقره بالإمارات».
وأضافت: «نسعى إلى نشر اللعبة في كافة الدول المجاورة حيث لا يمارس اللعبة رسمياً حالياً سوى الإمارات والسعودية، وسوف نكون مركزاً مهماً بالمنطقة لنشرها وتطويرها بالشكل المناسب من كافة النواحي التنظيمية والفنية».