الأيدي الناعمة تعزز حضورها في الصناعات الدفاعية
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
شهد معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2025» حضوراً متزايداً للكوادر النسائية في قطاع الصناعات الدفاعية، مما يعكس دور المرأة الإماراتية المتنامي في شتى مجالات هذا القطاع الحيوي، الذي يشمل الهندسة والتكنولوجيا المتقدمة والجودة والمطابقة وغيرها من المجالات النوعية.
ويبرز هذا التوجه ضمن استراتيجية دولة الإمارات لدعم التوازن بين الجنسين في القطاعات الحيوية وتعزيز الكفاءات الوطنية، حيث تسهم المرأة اليوم بدور محوري في تطوير الحلول الدفاعية المتقدمة ودعم الابتكار في الصناعات العسكرية والأمنية.
ويؤكد «آيدكس 2025» المكانة الرائدة التي وصلت إليها المرأة الإماراتية في مجال الصناعات الدفاعية، حيث برزت مشاركات نوعية لمهندسات وخبيرات إماراتيات أسهمن في تطوير مشاريع استراتيجية تدعم القدرات الدفاعية للدولة وتعزز مكانتها في الأسواق العالمية.
وقال سعيد بن خادم المنصوري، مستشار المعارض الدفاعية بكابتل للفعاليات مجموعة أدنيك، إن الدورة الجديدة من المعرض شهدت زيادة لافتة في مشاركة المرأة التي تلعب دوراً متنوعاً في القطاعات العسكرية، إلى جانب أدوارها المهمة في المجالات الفنية وغير الفنية.
وأضاف أن المشاركة النسائية لم تقتصر على الزائرات، بل شملت أيضاً وجوداً بارزاً للأيادي الناعمة في منصات العارضين، مما يعكس تنامي دور المرأة في قطاع الصناعات الدفاعية.
وعلى صعيد التصنيع والهندسة، لعبت المهندسات الإماراتيات دوراً بارزاً في تطوير المشاريع الدفاعية.
وفي هذا الإطار، استعرضت هدى الجنيبي، ضابط أول في القسم التجاري، بمجمع توازن الصناعي، دورها في دعم نجاح مشاركة المجمع في المعرض من خلال استعراض الخطط المستقبلية.
ومن جانبها، قالت المهندسة عائشة عبدالله الأحمد، مهندسة شبكات واتصالات في توازن للجودة والمطابقة.
وبدورها، أشارت المهندسة مريم العامري، مهندسة إلكترونيات في توازن للجودة والمطابقة، إلى أن نسبة المواطنين في الشركة تبلغ نحو 80%، ومن المتوقع زيادتها بنهاية العام. «وام»
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات آيدكس و نافدكس الصناعات الدفاعیة
إقرأ أيضاً:
لبنان يودع زياد الرحباني
من بلدة المحيدثة بكفيا، في لبنان، خرجت جنازة زياد الرحباني، فكانت التحية الأخيرة له، كما أحبه الناس: بسيطا، صادقا، عابرا للطوائف والانقسامات.
وكان وداع زياد أشبه بمرآة لوطن يفتّش عن ذاته. حضر الجميع: رسميون، فنانون، مثقفون، وناس عاديون. حضروا لا ليشاهدوا، بل ليشاركوا. احتضان شعبي وفني وثقافي من كل الاتجاهات، وكأن لبنان بكامله أراد أن يقول: هذا ابننا.
وكانت فيروز هناك شامخة كأغنياتها، وصامتة. وقفت قرب نعش ابنها كأنها ترتل في قلبها نشيدا قديما. لم تنطق، لأن صوتها معروف حتى في السكوت، ولأن الحزن إذا لفّ بالدانتيل الأسود، يصبح أبديا.
وفي عز لحظة الفقد، بقيت فيروز أيقونة كما عهدها الجميع؛ لم تنكسر، لكنها أوصلت وجعها بلا صوت.
ولم يكن حضورها في وداع زياد الرحباني عاديا، بل هالة صامتة مشبعة بالألم والوقار. كانت مكسوّة بالدانتيل الأسود، لكن وهجها لم يخفت. عيناها تائهتان، وفيهما كل الحب الذي لا يقال، وكل الغصّات التي لا تبكي علنا.
لم تصرخ فيروز ولم تنهار، لم تتكلم، لكن كل من رآها شعر وكأن الزمن توقف أمامها احتراما. كانت راقية، حتى في حزنها وقوية، رغم الانكسار. واقفة، كأنها تلقي آخر ترنيمة بصمت أبدي.
لم يحدق الناس كثيرا في النعش، بل في الأم الواقفة إلى جانبه. فيروز، التي اختبروا حضورها في صوتها لعقود، ووقفوا اليوم أمام حضورها الصامت، وعينها الحزينة.
وبجوارها، كانت ريما الرحباني تهمس بصمت العيون. لم تتكلم، ولم تظهر للكاميرات، كانت بكاملها مع أمها. تتفقد خطواتها، تمسك يدها، تلتفت لها بين لحظة وأخرى كأنها تقول: “كلنا منك، ومنك القوة”.
ملامح ابنتها ريما كانت دامعة، لكنها مشدودة. فيها من صلابة الأب، ومن شغف الأخ، ومن حنان الابنة. كانت ريما الحارسة، المرافقة، والشاهدة على وجعٍ لا يروى بالكلام.