متى تعلو الأصوات الداعية للسلام فوق أصوات المعارك؟
تاريخ النشر: 20th, February 2025 GMT
من رفعوا أصواتهم منذ بداية الفتنة، رافضين للحرب العبثية ولإعطاء مشروعية لأي من أطرافها، كانوا يتخوفون من سفك الدماء وضياع الأرواح والممتلكات وتجذر الفتن بين أبناء الوطن. بما يهدد وحدة هذه البلاد وتماسك نسيجها المجتمعي الذي تأثر كثيرا بسبب مغامرات النظام الانقاذي وحروبه.
في بدايات العهد الانقاذي فتحوا أبواب البلاد على مصراعيها لكل مغامر وكل متطرف، ومنحوهم أوراق الجنسية وجوازات السفر، لم يكن لهم من هم سوى هدم فكرة الوطن وجعله مشاعا ومفتوحا للجميع وأن يصبح قبلة لإخوانهم في كل مكان.
وفي حين انشغل بعض هؤلاء القادمين من الإرهابيين بإنشاء الخلايا وتجنيد الاعضاء، انشغلوا هم بجمع المعلومات عن تلك المجموعات، وباعوها لاحقا للأمريكان طمعا في شراء رضاهم!
فتحوا أبواب الوطن في البداية واقترحوا قانونا للجنسية لا يعرف الحدود، وانتهى بهم الأمر بعد سنوات للتمييز داخل الحدود ضد أبناء الوطن نفسه، فسنوا قانون الوجوه الغريبة، ليصبح أبناء الوطن غرباء في وطنهم، ويتعرضون للتنكيل والموت لمجرد الاشتباه بأنهم دعموا المليشيا، التي أنشأوها هم وكانوا أكبر داعم لها حتى نازعتهم في السلطان.
هل كانت امارات التشظي البادية الان للعيان ستحدث لو ان قيادة الجيش أرسلت وفدا لمفاوضات جنيف؟ او أعلنت جنوحها للسلم ووقف الحرب، كم من الأرواح كان يمكن إنقاذها؟ أطفال ونساء ورجال ماتوا دون ذنب، جراء سقوط الدانات في المناطق السكنية والأسواق، والقصف العشوائي، ومات وتعذّب الكثيرون وتعرّضوا للانتهاكات في رحلة النزوح، وحتى في المنافي عانوا من الاستغلال وصعوبة الإجراءات وغلاء الرسوم والسلع وانعدام الأمن في بعض المناطق.
هل كانت المواسم الزراعية ستتعرض للفشل بسبب استهداف محطات الكهرباء؟ وتتهدد المجاعة أبناء بلادنا؟ هل كان سيتم تدمير المؤسسات العامة وممتلكات المواطنين؟
من أشعل نيران الحرب لا تهمه آثارها ولا تحّرك معاناة الضحايا ضميره الميت، ثلاثة عقود شنوا فيها الحرب في كل أطراف هذه البلاد ودفعوا الجنوب دفعا للاستقلال عن الوطن الام، وهم في سبيل فعل الشيء نفسه الان مع أجزاء أخرى في بلادنا.
يجب ان يطغى صوت العقل على صوت الرصاص، وتعلو الأصوات الداعية للسلام فوق أصوات المعارك وفوق أصوات دعاة التقسيم، ليتسنى انقاذ وحدة هذه البلاد وضمان سلامة أبنائها.
ستبقى جذوة ثورة ديسمبر مشتعلة في النفوس، لأن الحفاظ على قيم تلك الثورة العظيمة هو السبيل الوحيد لوقف الحرب ومعالجة آثارها الكارثية واستعادة شعبنا لحريته وكرامته وأمان ابنائه.
لابد من عودة لجنة التفكيك لأنه ما لم يتم تفكيك وتصفية النظام الكيزاني الفاسد الذي يمسك بخناق الدولة، فإن الفتن والحروب لن تتوقف في هذه البلاد.
لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.
#لا_للحرب
أحمد الملك
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: هذه البلاد
إقرأ أيضاً:
مكر الليل والنهار.. الداعية علي الجفري يثير تفاعلا بدعائه لمصر بعد مظاهرات ضدها بشأن غزة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أشعل الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري، الجمعة، تفاعلا بدعائه لمصر في ظل ما تتعرض له من مزاعم تلتها بعض مظاهرات في بعض الدول ادعت أنها "تتحمل مسؤولية المجاعة في قطاع غزة".
وقال الجفري في تدوينة عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، تويتر سابقا: "اللهم احفظ مصر وأهلها، وأعِنها على حملها الثقيل، وادفع عنها كيد الكائدين، وعدوان المعتدين، ومكر الليل والنهار، ورُدّ عنها تطاول السفهاء، وحقد الحاقدين، وإرجاف المُرجفين، يا رب العالمين".
وأثارت تدوينة علي الجفري تفاعلا وجاءت أبرز الردود كالتالي:
ومن جانبه، هاجم الإعلامي المصري أحمد موسى المظاهرات التي نظمها عناصر من "الحركة الإسلامية" في إسرائيل ضد مصر.
وكتب أحمد موسى في منشور عبر "إكس"، مؤخرا: "ما هذه الوقاحة والخيانة التي يقوم بها الإخواني الصهيوني كمال الخطيب ومعه رائد صلاح وشلة من تنظيم الإخوان العميل ممن سحبوا معهم عائلاتهم وأسرهم وأطفالهم للتظاهر أمام السفارة المصرية في تل أبيب وسط تأمين وحراستهم من الشرطة الإسرائيلية، ونظموا هذه التظاهرة للقيام بهذه التمثيلية السخيفة لتبرئة إسرائيل من جرائمها في غزة سواء القتل والحصار والتجويع".
وأضاف موسى: "هؤلاء هم الإخوان يتحالفون بشكل واضح وفي العلن مع نتنياهو ضد مصر...مظاهرة اليوم في تل أبيب كشفت الدور الحقيقي الذي تنفذه جماعة الإخوان ودعواتها للفوضى تنفيذا للمشروع الصهيوني"، حسب تعبيره.