القدس المحتلةـ شكك محللون وباحثون في الرواية الإسرائيلية حيال تفجير الحافلات في تل أبيب الكبرى، مساء الخميس، حيث سارعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية فور وقوع التفجيرات للزعم بأن خلفية هذه العملية قومية، بينما أوعز وزير الدفاع يسرائيل كاتس للجيش بتكثيف وتوسيع العمليات العسكرية في الضفة الغربية المحتلة.

وسارعت القراءات والتحليلات الإسرائيلية إلى التحريض على الضفة الغربية، ودعت إلى توسيع عملية "السور الحديدي" في الضفة، مشيرة إلى أن المنظمات الفلسطينية تنجح في الدخول إلى إسرائيل وزرع عبوات ناسفة رغم ما يقوم به الجيش في الضفة.

وفي موقف يتناغم مع المؤسسة الأمنية والحكومة الإسرائيلية، دعت قراءات محللين عسكريين إسرائيليين لتوسيع العملية العسكرية في الضفة ردا على تفجير الحافلات الثلاث، والعثور على أغراض مشبوهة في مواقع مختلفة بمدينتي "بات يام" و"حولون" جنوب تل أبيب.

ويضع توقيت التفجيرات والأسلوب الذي نفذت به الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول من يقف وراء زرع العبوات الناسفة الخمس وتفجير الحافلات الثلاث، وما إذا كانت فرضية المؤسسة الإسرائيلية بأن الحديث يدور عن عملية قومية وإن تجهيز العبوات الناسفة تم في الضفة، وهي الفرضية التي تبقي الكثير من الغموض والضبابية خصوصا وأنه لم يتبن أي فصيل فلسطيني التفجيرات.

إعلان

وما عزز الشكوك وكذلك التساؤلات -كما استعرضتها قراءات المحللين والباحثين الفلسطينيين- هو سرعة الردود الإسرائيلية والجزم بأن العملية ذات خلفية قومية حتى دون استكمال التحقيقات، وإيعاز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لقوات الأمن بشن هجوم صارم في الضفة، كما أجمع المحللون أن إسرائيل وظفت تفجير الحافلات من أجل الشروع قدما بتنفيذ مخططات الاستيطان والضم.

توقيت التفجيرات

ويوضح المحلل السياسي بلال ضاهر أن توقيت التفجيرات، وكذلك ما خلفته من أضرار بالممتلكات دون وقوع خسائر بشرية، يثير الكثير من التساؤلات وكذلك الشكوك، خصوصا وأنه حتى الآن لم يتبن أي فصيل فلسطيني هذه التفجيرات.

وعلى الرغم من ذلك، يقول ضاهر للجزيرة نت إن "إسرائيل تتخوف من سيناريو عودة تفجير الحافلات في قلب المدن الإسرائيلية، وكذلك زرع العبوات الناسفة، مثلما كان سائدا خلال الانتفاضة الثانية، وتأتي هذه التخوفات في ظل التصعيد العسكري غير المسبوق ضد مخيمات اللاجئين في الضفة".

وأوضح المحلل السياسي أن هذه التفجيرات ستحفز حكومة نتنياهو على توسيع العدوان على الضفة الغربية وتوسيع العملية العسكرية في مخيمات طولكرم ونور شمس وجنين، مشيرا إلى أن توقيت التفجيرات جاء بعد شهر من بدء العملية العسكرية بمخيمات اللاجئين شمال الضفة.

الردود الإسرائيلية

ويعتقد الباحث بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن توقيت التفجيرات مستغرب، وكون هذه التفجيرات لم تسفر عن وقوع قتلى أو جرحى، فمن المستبعد أن تكون مثل هذه التفجيرات من عمل المقاومة الفلسطينية.

وعزز شلحت، في حديثه للجزيرة نت، هذه التقديرات إلى التغييرات والإجراءات والتصريحات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين فور وقوع التفجيرات، قائلا إن "ردود الفعل الإسرائيلية على التفجيرات تضع الكثير من علامات الاستفهام حول هذه التفجيرات".

إعلان

ولفت إلى أن إسرائيل كانت بجاهزية عليا لتعلن فور وقوع التفجيرات أنها قررت فتح "أبواب جهنم" على الضفة المحتلة، مشيرا إلى أن البيانات الصادرة عن رئيس الوزراء ووزير الدفاع والجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" كلها متناغمة ومتناسقة لتعلن عن المزيد من التصعيد في الضفة.

وأوضح شلحت أن إسرائيل -ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في غزة- تشن عدوانا عسكريا على الضفة وخاصة مخيمات اللاجئين، قائلا "ما كان في غزة من أساليب قتل وتدمير وإبادة نقلت إلى الضفة، حيث تعتقد إسرائيل أن ما تقوم بها بالضفة تمهيد لتوسيع الاستيطان ومخطط ضم الأراضي".

استمرار الحرب

ويرى الباحث بالشأن الإسرائيلي أن حكومة نتنياهو ومن خلال العملية العسكرية الواسعة في الضفة والتي أطلق عليها جيش الاحتلال اسم "السور الحديدي" هي تنفيذ عملي لما تعهد به نتنياهو لرئيس حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش، بتسريع وتوسيع الاستيطان وضم الضفة للسيادة الإسرائيلية.

وشدد شلحت على أن العدوان الإسرائيلي يستهدف بالأساس مخيمات اللاجئين الفلسطينيين، وهذا ما تكشف خلال الحرب، حيث تم استهداف وتدمير المخيمات في قطاع غزة، وكذلك جنوب لبنان، بهدف جعلها بيئة غير قابلة للعيش، ومحاربة حق العودة.

ونبه إلى أن إسرائيل ومنذ "طوفان الأقصى" بالسابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، تعززت لديها قناعة أن عليها استمرار الحرب حتى تتم تصفية القضية الفلسطينية "لكن ليس بالضرورة ما تقوله إسرائيل يتحقق".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات العملیة العسکریة مخیمات اللاجئین تفجیر الحافلات هذه التفجیرات أن إسرائیل على الضفة الکثیر من فی الضفة إلى أن

إقرأ أيضاً:

لماذا اختارت إسرائيل "الأسد الصاعد" اسمًا لعمليتها العسكرية ضد إيران؟

استحوذ اسم "الأسد الصاعد"، العملية العسكرية التي اختارتها إسرائيل عنوانًا لمواجهتها مع إيران، على اهتمام واسع خلال الفترة الأخيرة. وقد قدم البعض تفسيرات متعددة حول أسباب اختيار هذه التسمية، بين من رآها مستوحاة من نص توراتي، ومن اعتبرها محاولة "لاستفزاز الداخل الإيراني" وتمهيدًا لإسقاط النظام. اعلان

وقد أرجع البعض اسم "الأسد الصاعد" إلى آية توراتية تعد بمستقبل "إسرائيل القوية"، وتحديدًا الآية 23:24 من سفر العدد، التي تقول: "هُوَذَا الشَّعْبُ يَقُومُ كَشِبْلِ أَسَدٍ، وَيَرْتَفِعُ كَأَسَدٍ شَابٍّ؛ لَا يَضْطَجِعُ حَتَّى يَأْكُلَ فَرِيسَةً، وَيَشْرَبَ دَمَ قَتْلَى".

وتعد هذه الآية جزءًا من النبوءة الأولى لبِلعام، النبي غير الإسرائيلي والعراف، الذي شبّه قوة إسرائيل بأسد لن يرتاح حتى يُشبع جوعه، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

Relatedإسرائيل تهاجم مفاعل أراك للماء الثقيل في إيران.. ماذا نعرف عن المنشأة؟خسائر الاقتصاد الإسرائيلي ستصل إلى أكثر من 28 مليار دولار جراء الحرب مع إيرانجنرال العقوبات والقبضة الحديدية.. من هو محمد كرمي قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني؟

وقد شوهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل يوم واحد من شن الضربات على إيران، وهو يضع ورقة مكتوبة بخط اليد في شق بحائط البراق في القدس.

ولاحقًا، شارك مكتبه صورة للورقة، التي كُتب عليها: "سينتفض الشعب كالأسد".

مكتب نتنياهو يشارك صورة لرئيس الوزراء وهو عند حائط البراق في القدس

من زاوية أخرى، رأى آخرون أن اختيار اسم "الأسد الصاعد" كان خطوة محسوبة لاستفزاز المعارضة الإيرانية، وحثها على التحرك للإطاحة بالنظام. إذ ويرتبط رمز الأسد مع الشمس بشعار الدولة الصفوية، التي مثلت هوية إيران قبل قيام ثورة الخميني في أواخر السبعينيات.

وكان نجل الشاه وولي عهد إيران السابق، رضا بهلوي، قد دعا الإيرانيين إلى القيام بـ"انتفاضة شاملة" ضد النظام، مشيرًا إلى أن هذا هو الوقت المناسب لاستعادة البلاد.

وفي هذا السياق، قال نتنياهو، الخميس، إن إسقاط النظام الإيراني يعتمد على إرادة الشعب، لكنه قد يكون أيضًا نتيجة للهجمات الإسرائيلية.

من أين تأتي تسميات العمليات العسكرية؟

في وقت سابق، أوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن المؤسسة العسكرية تقوم أولًا باختيار أسماء العمليات العسكرية باللغة العبرية، ثم تترجمها إلى العربية والإنجليزية قبل الإعلام عنها بشكل رسمي.

ومع أنه لا "توجد آلية واضحة لاختيار الأسماء، إذ أحيانًا يتم توليدها إلكترونيًا وأحيانًا يختارها أشخاص داخل المؤسسة العسكرية، إلا أن العامل الأساسي هو دراسة مدى تأثيرها على المجتمع الإسرائيلي والدولي".

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • الجامعة العربية: الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران تضرب كل محاولات البحث عن حل دبلوماسي
  • إسرائيل تعلن اغتيال قائد في فيلق القدس وتؤكد مقتل 17 عالماً نووياً إيرانياً منذ بدء العملية
  • “أوتشا”: “إسرائيل” هجّرت 680 فلسطينيًا بالضفة خلال 2025م
  • على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة
  • جيش الاحتلال يقتحم مدنا وبلدات بالضفة الغربية ويعتدي على الفلسطينيين
  • خبير استراتيجبي: العقيدة العسكرية الإسرائيلية تتهاوى أمام الصواريخ الإيرانية
  • البيت الأبيض: ترامب تلقى إحاطة عن العملية الإسرائيلية اليوم
  • وزارة الدفاع الإسرائيلية تعلن وصول 14 طائرة محملة بالمعدات العسكرية من أمريكا
  • لماذا اختارت إسرائيل "الأسد الصاعد" اسمًا لعمليتها العسكرية ضد إيران؟
  • إسرائيل تعلن تفجير قلب إيران النووي"..تفاصيل جديدة عن قصف مفاعل راك يفتح أبواب الجحيم