حاولت تحدي مرضها وشاركت الناس يومياتها.. رحيل فتاة القمر يثير حزنا بالمغرب
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
خيّمت حالة من الحزن العارم على منصات التواصل الاجتماعي في المغرب عقب وفاة الفتاة فاطمة، التي عرفت بـ"فتاة القمر" بعد معاناة طويلة مع مرض "جفاف الجلد المصطبغ".
وفاطمة الزهراء غزاوي، فتاة مغربية كانت تبلغ من العمر 31 عاما، وأصيبت بمرض "جفاف الجلد المصطبغ" عندما كانت في عمر عامين، وتوفيت حديثا بعد تدهور حالتها إثر معاناتها من فقر الدم الحاد.
يشار إلى أن المصابين بمرض جفاف الجلد المصطبغ يعرفون بـ"أطفال القمر" أو "القمريين"، لأنهم لا يستطيعون الخروج إلا في الليل، إذ تعد الشمس عدوًّا لهم لأنها تؤثر فيهم بشكل مختلف عن باقي البشر.
وجفاف الجلد المصطبغ مرض وراثي جيني غير معد، وطبيعته تتمثل في أن الأنزيمين اللذين يعالجان هذا المرض لا يعملان لدى المصابين به على تكوين خلايا جديدة بديلة للخلايا المتضررة.
وتظهر أعراض المرض عادة عند سن عامين، حيث تحدث حروق جلدية بعد تعرضٍ قليل للشمس ولا تشفى هذه الحروق، ثم تتحول إلى بقع وتتقشر، وبعدها تتطور إلى الإصابة بسرطان الجلد في سن مبكرة جدا.
ولا يعيش المصابون بهذا المرض في معظم الأحيان لمدةٍ طويلة من العمر، إذ إن الإحصائيات بيّنت أن أقل من 40% فقط من المصابين يعيشون أكثر من 20 عامًا، في حين أفادت بأن 1 من كل مليون شخص في الولايات المتحدة الأميركية يصاب بهذا المرض.
وكان لفاطمة الزهراء حضور على منصات التواصل الاجتماعي، تحاول من خلاله نشر الوعي بشأن مرض جفاف الجلد المصطبغ، وبث التفاؤل بين من أصيبوا به، كما كانت تنقل تجربتها الواقعية ويومياتها في التعامل مع مرضها، والطرق التي تتبعها لتحديه والتعايش معه في الوقت ذاته، فكانت تنشر فيديوهات تتعلق بالتجهيزات التي تتخذها للخروج في ضوء النهار، والكريمات التي تستخدمها والأقنعة التي تضعها لحماية نفسها من ضوء الشمس.
حزن واسعورصد برنامج "شبكات" في حلقته (22/8/2023) جانبا من حزن المغاربة على وفاة فاطمة الزهراء، ومن ذلك ما غرّد به الحبيب بو حاجب "نرجو من المسؤولين عن الصحة ببلادنا الحبيب أن يعطوا أهمية لهذا المرض.. المرضى أطفال القمر يتألمون، ولا حياة لمن تنادي، كل التضامن مع أطفال القمر".
في حين كتبت ليلى ندوفي "إنه لمن المحزن أن ترى هؤلاء القمريين يعانون في صمت تحت وطأة الأنين والألم وفي غياب تام للتغطية الصحية وصمت المسؤولين.. إلى أين وإلى متى هذا الصمت؟ حسبنا الله ونعم الوكيل، الموت واحد ولكن معاناة هؤلاء القمريين مسؤولية الجميع".
أما محمد خليل فقال "إنا لله وإنا إليه راجعون.. اللهم ألهم أهلها الصبر والسلوان.. تعايشت مع مرض نادر، ومع الأسف مرض لم يدخل في قائمة التغطية الصحية".
وعبّر خالد نجاحي عن مشاعره بتغريدة كتب فيها "فاطمة الزهراء المسكينة تلك الشابة التي تحدت المرض ونظرة المجتمع لمرضى أولاد القمر، وكانت تظهر بوجه مكشوف وتفسر نوع هذا المرض ومعاناة المرضى في المغرب عبر صفحتها في فيسبوك".
وفي السياق، أفادت أخصائية الأمراض الجلدية والتجميل الدكتورة فريدا طنوس بأن الوسيلة الأمثل هي وقاية الجلد والحماية الموضعية له من أشعة الشمس، وتغطية الجسم بالملابس، إضافة إلى تناول حبوب تساعد على تلك الحماية.
وأكدت، في حديثها لبرنامج شبكات، أنه يجب كذلك علاج سرطان الجلد حال ظهوره بمختلف الوسائل الممكنة، لافتة إلى وجود أمل كبير في التوصل لعلاج جيني في المستقبل القريب.
من جانبه أسّس والد فتاة القمر الراحلة الحبيب الغزاوي جمعية التضامن مع أطفال القمر بعد أن علم بمرض ابنته، وتهدف الجمعية لمساعدة المرضى بشتى الطرق وتسهيل حياتهم وزيادة الوعي بمرضهم.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الغلاء يبعد مغاربة المهجر عن شواطئ المملكة هذا العام !! (فيديو)
ربط مواطنون بكورنيش أكادير تراجع تعداد الوافدين من مغاربة العالم هذه السنة لقضاء عطلتهم الصيفية بشواطئ المملكة، بموجة الغلاء غير المسبوقة التي تعرفها الفضاءات السياحية بالمغرب، والتي يتجاوز سعر المبيت لليلة واحدة 700 درهما للفرد، بينما يرتفع ليتجاوز الألفي درهما في دروة الصيف.
من بين المتحدثين لـ »اليوم24″ شاب من مغاربة العالم إسمه رشيد ينحدر من مدينة أكادير، قال بأنه فوجئ رفقة أسرته لأول مرة بضعف إقبال المهاجرين المغاربة على السفر للمغرب هذا الموسم.
وقال بأن الوضع يبدو عاديا هذه المرة في ميناء طنجة، حيث سجل ضعف كبير في الإقبال على السفر هذه السنة، مقابل ما كانت عليه الأوضاع في السنة الفارطة من ضغط كبير على الطرقات وبوابات الجمارك واكتظاظ للسيارات على مستوى الميناء.
وربط رشيد هذا التراجع في الإقبال بشكاوى المغاربة المقيمين بالخارج من غلاء أسعار تذاكر السفر، سواء عبر الطائرات أو مصاريف النقل عبر السفن، إضافة لمخلفات شكاوى المهاجرين المغاربة السنة الفارطة من استغلال أرباب دور الإيواء الفرصة في فترة الصيف لرفع أسعار ليالي المبيت.
في المقابل قالت متحدثة أخرى بأن الأسعار الملتهبة كل موسم صيفي هي السبب الحقيقي في تغيير المغاربة لوجهاتهم السياحية نحو الجزر والشواطئ الإسبانية، نظرا لعقلانية الأسعار المعمول بها هناك، وجودة الخدمات المقدمة في منتجعاتها السياحية مقارنة مع ما يعيشه القطاع بالمغرب من غلاء غير مفهوم للأسعار، وهو ما يعني أن الأسر الصغيرة تحتاج على الأقل إلى ما يقارب أربعة ملايين سنتيم لقضاء عطلتها في المدن الشاطئية بالمغرب.
كلمات دلالية اكادير صيف2025 غلاء الاسعار مغاربة العالم