سواليف:
2025-06-23@16:14:10 GMT

ذاكرة الأصابع..

تاريخ النشر: 22nd, February 2025 GMT

#ذاكرة_الأصابع..

#خاص_سواليف

مقال السبت 22-2-2025

الورق لا يخذل أبداً، يبقى الى جانبك وفوق رأسك وقرب قلبك، منذ أن ولدت #الأبجدية فوق كراستك الأولى حتى  خواتيم وصية  آخر العمر ، #الورق لا يخذل أبداً، وأنت على #سرير_المرض ، أو غرفة السجن ،أو في ” #سكن_الغربة ” ، حتى عندما يخون اللسان تعابيرنا ومشاعرنا ، وتمطر #العيون دمع العجز  أو يحاصر  المرض قدرتنا على النطق …يبقى الورق لساننا .

.

مقالات ذات صلة  نصائح من الأمن للقيادة في الصقيع 2025/02/22

كان #الدفتر بالنسبة  لي “النزيل” الأوحد الذي يفهمني ، يستوعبني ، يستمع الى كل شجوني وأبث له حزني وأرقي ، كنت أوقظه من “خُرج”ِ السرير آخر الليل ، فلا يتأفف أو يتذرّع بالنعاس ، ولسان حاله يقول لي :لم أنم بعد ، قل ما شئت فأنا أسمعك..حمّلني ما تريد  فأنا أتحمّلك، صحيح أنني صديق من ورق لكنني أحمل كلاماً ثقيلاً كالجبال ، اكتب مرافعتك من جديد، مارس مهنتك وأن كنت مسلسلاً بالحديد، اكتب ففي فيك هناك المزيد..

كان الدفتر وسادتي ، وغطائي ،ورغيف خبزي #آخر_الليل ، الدفتر هو  الصديق الوحيد الذي سُمح له أن يقضي محكوميته معي  في نفس الغرفة  كــ” #اولاد_قضية ” ، رغم أنه بلا  سجل ولا رقم في مركز الاصلاح ، لا بل أنه بالأصل بلا تهمة ولا حكم سوى أنه صديقي..!!

منذ خروجي أحاول الكتابة على لوحة مفاتيح “اللاب توب”، فأكتشف أن اصابعي نسيت مواضع الحروف والأزرار، نسيت أين حرف “الذال” وأين الشدّة ؟ بعد ان زالت الشِّدة  أين اشارة الاستفهام والتعجّب و”شحطات” الجمل المعترضة، ناهيك عن تنبيهات البطارية بأن صبرها بدأ ينفد ، كأنها تقول لك لا وقت للتفكير ولا للبلاغة ولا للصور البيانية ، فترتبك تعابيري  فوق بلاط المفاتيح المرصوفة كقبورٍ “غربية” وتموت..

يبدو أن للأصابع ذاكرة أيضاً، تفقدها جزئياً أو كلياً ان لم ينشطها وفاء الشريك النظير ..لذلك .. عدت من جديد لعالم الورق..هنا على الدفتر … بيننا #خبز_وملح ، #حبر_وتناهيد ، دمع وعرق، هنا الكثير من #الدفء والحِلْم والقليل من #النزق..

#أحمد_حسن_الزعبي

Ahmed.h.alzoubi@hotmail.com   

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: خاص سواليف الأبجدية الورق سرير المرض العيون الدفتر آخر الليل اولاد قضية خبز وملح الدفء

إقرأ أيضاً:

تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق.. جرحٌ ينكأ ذاكرة العنف الطائفي(تقرير)

 


في صباح دامٍ لا يختلف كثيرًا عن أيام الحرب التي عاشتها سوريا لعقد كامل، عاد صوت الانفجارات ليخترق جدران العاصمة، وهذه المرة من داخل أحد بيوت الله؛ استهدف هجوم انتحاري كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة، أثناء قداس يوم الأحد، مخلفًا عشرات القتلى والجرحى، في مشهد هزّ وجدان السوريين، وأعاد إلى الأذهان سنوات النزف الطائفي.

داخل الكنيسة، كانت الأجراس تُقرع والصلوات تتلى، قبل أن يقتحم مسلح المكان ويبدأ بإطلاق النار بشكل عشوائي على المصلين، ثم فجّر نفسه بحزام ناسف وسط الحشود. دقائق معدودة حولت القداس إلى مأساة، وصدى الانفجار اخترق جدران الطمأنينة التي بدأت تتشكل في دمشق بعد سنوات من الصراع.

وزارة الداخلية السورية أكدت أن منفذ الهجوم ينتمي لتنظيم "داعش"، في ما اعتبر أول هجوم انتحاري يستهدف كنيسة داخل دمشق منذ سنوات. التحقيقات لا تزال جارية، وسط حديث عن احتمال وجود مهاجم ثانٍ فرّ من موقع التفجير بعد إطلاق النار.

الحصيلة كانت ثقيلة: 20 قتيلًا و52 جريحًا، وفقًا للبيانات الرسمية، بينهم نساء وأطفال كانوا قد اعتادوا القداس الأسبوعي في الكنيسة التي تعد من أقدم الكنائس الكاثوليكية في دمشق، وتحمل رمزية دينية واجتماعية لأبناء الحي.

صدى الحادث لم يبقَ في حدود العاصمة؛ إذ توالت الإدانات من مؤسسات رسمية ودولية، كان أبرزها بيان من الأمم المتحدة يدعو لحماية دور العبادة واحترام حرية الأديان؛ كما عبّرت المنظمة الآشورية العالمية عن صدمتها، واعتبرت الحادث "استهدافًا ممنهجًا للمسيحيين في سوريا"، ودعت إلى وقفة جادة ضد موجات التطرف المتجدد.

السلطات السورية من جانبها سارعت لتشديد الإجراءات الأمنية، وفرضت طوقًا مشددًا حول دور العبادة المسيحية، كما دعت المواطنين للإبلاغ عن أي تحركات مشبوهة، في محاولة للسيطرة على الموقف ومنع تكرار المأساة.

في بلد أنهكته الحرب وبدأ بالكاد يستعيد بعضًا من توازنه، يشكّل الهجوم على كنيسة مار إلياس نكسة قاسية، وتذكيرًا دامغًا بأن خطر التطرف لا يزال كامنًا، وأن معركة سوريا من أجل السلام والتعايش لم تنتهِ بعد.

الدماء التي سالت في الدويلعة صباح هذا الأحد، لم تكن فقط ضحايا انفجار، بل جرس إنذار جديد بأن الأمل بحاجة إلى حماية، وأن التعايش لا يزال هشًا، في وطن يحاول أن ينهض من تحت ركام الذاكرة.

مقالات مشابهة

  • صنعاء القديمة.. ذاكرة الحجر والهوية في وجه الزمن والتحدي
  • تفجير كنيسة مار إلياس بدمشق.. جرحٌ ينكأ ذاكرة العنف الطائفي(تقرير)
  • موقف أبوَي من أمير جازان مع طفلة نسيت قصيدتها أمامه.. فيديو