وزير الخارجية قدم دعوة البرهان للرئيس السيسي لزيارة السودان
تاريخ النشر: 24th, February 2025 GMT
لأول مرةٍ منذ7 سنوات.. اجتماع آلية التشاور السياسي بين “الخرطوم والقاهرة”..
الســــــودان ومصــــــــر.. احكام التنسيق المشترك..
وزير الخارجية قدم دعوة البرهان للرئيس السيسي لزيارة السودان..
يوسف قدم شرحًا عن قرب حسم القوات المسلحة لحرب العدوان
عبد العاطي أعلن رفض القاهرة القاطع لتشكيل حكومة موازية..
انعقاد اجتماع (الآلية) دليل عافية على التنسيق بين البلدين.
القاهرة_ محمد جمال قندول- الكرامة
التأم صباح أمس (الأحد)، اجتماع آلية التشاور السياسي بين وزارتي خارجية السودان ومصر العربية، وذلك لأول مرةٍ منذ سبع سنوات.
وشهدت علاقات البلدين تطورًا كبيرًا خلال السنوات الأخيرة، تبلورت في احتضان أرض الكنانة للسودانيين القادمين من السودان بسبب الحرب بأرقامٍ كبيرة.
التبادل الاقتصادي
واستعرض اجتماع الأمس القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك، وسبل تبادل الدعم في المنظمات الإقليمية والدولية.
وترأس الجانب السوداني وزير الخارجية د. علي يوسف، فيما شكل نظيره المصري د. بدر عبد العاطي حضورًا كبيرًا.
واستعرض يوسف للجانب المصري آخر التطورات فيما يخص المشهد العسكري، وقدم شرحًا عن قرب حسم القوات المسلحة السودانية لحرب العدوان التي تشنها الميليشيا الإرهابية على الشعب السوداني.
كما أشار يوسف إلى إعلان رئيس مجلس السيادة الانتقالي لخارطة طريق تفضي إلى حكومة (تكنوقراط) تقود البلاد إلى مرحلة انتخاباتٍ حرة ونزيهة.
من جانبهم، يرى خبراء سياسيون أنّ انعقاد اللجنة الوزارية بين البلدين يعد دليل عافية على أنّ العلاقات الثنائية تمضي بتنسيق عالٍ وتشهد تطورًا كبيرًا.
وأضافوا أنّه من الضروري أن تعمل اللجنة الوزارية على تنشيط الملفات العالقة خاصةً زيادة التبادل الاقتصادي بين الدولتين.
دعوة للسيسي
وخلال اللقاء، أكد وزير الخارجية د. علي يوسف، رفض السودان لمحاولات الميليشيا الإرهابية وأعوانها ورعاتها الخارجيين لتقسيم البلاد، بعد أن أيقنوا بالهزيمة.
وبالمقابل، جدد وزير الخارجية المصري موقف بلاده الداعم للشرعية في السودان ومؤسسات الدولة الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة التي تضطلع بدورھا في الحفاظ على وحدة وسلامة واستقرار السودان.
وأكد رفض مصر لقيام أي إطار آخر أو حكومة موازية للحكومة الشرعية في السودان، ورفضها لأي تدخل خارجي في السودان.
يوسف قدم دعوة رئيس مجلس السيادة الانتقالي للرئيس المصري المشير عبد الفتاح السيسي لزيارة السودان.
ملفاتٌ مهمة تم نقاشها خلال لقاء الوزيرين أمس، ومن ضمنها: القضايا الإقليمية، حيث تم الاتفاق على إحكام التنسيق في قضايا المياه، وأمن البحر الأحمر، والقرن الإفريقي.
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: وزیر الخارجیة
إقرأ أيضاً:
صدام علني بين الحلفاء.. الإخوان يكشفون دورهم في حرب السودان
شهدت الساعات الأخيرة داخل معسكر بورتسودان تصاعدًا لافتًا في التوتر بين قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقيادات الحركة الإسلامية المسلحة التي تقاتل إلى جانب القوات الحكومية، بعد تفجر خلاف علني على خلفية تصريحات البرهان التي نفى فيها وجود عناصر من الإخوان المسلمين أو كوادر الحركة ضمن قواته المنخرطة في الحرب منذ أبريل 2023.
غير أن النفي لم يمرّ مرور الكرام؛ إذ ردّت قيادات الحركة الإسلامية بسلسلة تسجيلات ومقاطع فيديو تثبت—وفق روايتهم—مشاركتهم المباشرة في العمليات الجارية، بل وتظهر أنهم "العصب الرئيسي" للقتال، بينما اعتبر بعضهم أن الجيش السوداني لا يمكنه الاستمرار دون دعمهم.
وفي أحدث ردٍّ على تصريحات البرهان، قال أحمد عباس، والي سنار الأسبق في عهد نظام البشير، إن "من يديرون الحرب الآن هم الحركة الإسلامية، وإن 75% من المقاتلين الذين يقاتلون مع البرهان هم من أفراد الحركة". وأضاف بتحدٍّ: "هل ما زال هناك من ينكر أن الحرب في السودان هي حرب الحركة الإسلامية؟"
وأكد عباس أن الحركة الإسلامية لا تعمل في الظل، بل تمارس دورها بشكل مباشر، قائلاً: "نحن من نسند الحكومة، ونحن من يجلب لها الدعم… وحتى علاقاتها الخارجية تُحلّ عبرنا". كما شدد على أن التنظيم لا يزال يسيطر على جزء كبير من اقتصاد البلاد، رغم حلّ لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو.
من جانبه، يواجه البرهان انتقادات متزايدة بعد إنكاره أي وجود للإخوان داخل السلطة التي يديرها حاليًا، رغم أن الواقع الميداني—وفق مراقبين—يشير إلى هيمنة واسعة لعناصر التنظيم على مفاصل الدولة العسكرية والمدنية. وهو ما أكده القيادي الإسلامي عبدالحي يوسف خلال ندوة في إسطنبول حين قال: "البرهان أعجز من أن يقضي على الإسلاميين لأنهم موجودون حتى في مكتبه".
تصريحات يوسف وعباس فتحت الباب واسعًا أمام تساؤلات حول حجم الشرخ بين المؤسسة العسكرية وقيادات الحركة الإسلامية التي تُعد الشريك الأبرز للجيش في الحرب الدائرة مع قوات الدعم السريع.
وفي تصريحات لموقع سكاي نيوز عربية، قال الطيب عثمان يوسف، الأمين العام للجنة تفكيك التمكين، إن حديث البرهان عن عدم سيطرة الإخوان على السلطة "يكذبه الواقع"، مقدّرًا نفوذهم بما يفوق 95% من أجهزة الدولة ومؤسساتها. وأضاف أن اللجنة تمتلك من الأدلة ما يكشف حجم الجرائم والفساد الذي مارسه التنظيم وكيفية تمكين كوادره داخل قطاعات الأمن والقضاء والاقتصاد.
ويرى محللون أن هذا الجدل العلني غير المسبوق بين طرفي التحالف الحكومي–الإسلامي لا يُعد مجرد سجال إعلامي، بل يعكس أزمة بنيوية عميقة داخل المعسكر الذي يقود الحرب. فبينما يسعى البرهان لإظهار الجيش كقوة وطنية مستقلة بلا هوية أيديولوجية، يتمسك الإسلاميون بإبراز دورهم المركزي كقوة قتالية وتنظيم سياسي يريد فرض نفسه لاعبًا رئيسيًا في مرحلة ما بعد الحرب.
ويحذر خبراء من أن هذا التوتر المتصاعد قد يكون مقدمة لتحولات أكبر في بنية التحالف القائم، خصوصًا في ظل الضغوط الدولية والإقليمية المتزايدة، وتراجع الوضع الميداني في عدة جبهات.
ومع استمرار الحرب وتعقّد المشهد، تبدو العلاقة بين الجيش السوداني وحلفائه الإسلاميين مرشحة لمزيد من الانفجار، وسط مؤشرات على صراع نفوذ داخل السلطة المؤقتة. ففي وقت يسعى البرهان إلى تقديم نفسه للمجتمع الدولي كلاعب مستقل، يصر الإخوان على تذكيره بأنهم جزء أساسي من قوته على الأرض.
وبين الاتهامات المتبادلة والظهور العلني للتنظيم، يبدو أن الحرب في السودان لم تعد فقط مواجهة عسكرية، بل صراعًا داخليًا على السلطة والشرعية ومسار الدولة خلال المرحلة المقبلة.