اتهامات متبادلة| أستاذ قانون دولي عن مشهد ترامب وزيلينسكي: خروج عن قواعد الإتيكيت والدبلوماسية
تاريخ النشر: 1st, March 2025 GMT
شهدت الساحة السياسية الدولية، حدثًا غير مسبوقا وتحديدا في 28 فبراير 2025، حيث اندلع خلاف علني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال اجتماع في البيت الأبيض، بعدما تطور النقاش إلى تبادل حاد للاتهامات، ما أثار تساؤلات حول احترام البروتوكولات الدبلوماسية وقواعد الإتيكيت في مثل هذه اللقاءات.
وتعليقا على ذلك، أكد الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي، أنه كان من المقرر أن يناقش الرئيسان اتفاقية لاستغلال الموارد المعدنية في أوكرانيا كخطوة نحو تحقيق وقف إطلاق النار في الصراع المستمر مع روسيا.
وأضاف: إلا أن الاجتماع تحول إلى مواجهة حادة عندما انتقد ترامب طلبات زيلينسكي المستمرة للحصول على مساعدات عسكرية، معتبرًا أن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد الصراع إلى حرب عالمية ثالثة.
وأوضح أستاذ القانون الدولي، في تصريحات خاصة لصدى البلد: من جانبه، رفض زيلينسكي تقديم أي تنازلات لروسيا، مشيرًا إلى الانتهاكات السابقة من قبل موسكو وعدم التزامها بالاتفاقيات، حتى انتهى الاجتماع بشكل مفاجئ دون التوصل إلى اتفاق، مما أثار قلقًا بشأن مستقبل الدعم الأمريكي لأوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي.
قواعد الإتيكيت والبروتوكول الدبلوماسيوأوضح سلامة: تستند اللقاءات بين رؤساء الدول إلى مجموعة من القواعد البروتوكولية والإتيكيت التي تهدف إلى ضمان الاحترام المتبادل والحفاظ على العلاقات الدبلوماسية. من بين هذه القواعد:
*الاحترام المتبادل*يجب على القادة التعامل مع بعضهم البعض بلباقة واحترام، وتجنب الانتقادات العلنية أو الإهانات الشخصية.
*السرية*تُعتبر المناقشات الخاصة بين القادة سرية، ولا يتم الكشف عن تفاصيلها إلا بموافقة جميع الأطراف المعنية.
*التنسيق المسبق*يتم التحضير للقاءات الرسمية بعناية، مع تحديد جدول الأعمال والمواضيع التي ستُناقش مسبقًا لتجنب أي مفاجآت أو توترات.
*التواصل البناء*يُفضل استخدام لغة دبلوماسية بناءة تهدف إلى تعزيز التعاون وحل النزاعات بطرق سلمية.
وبناء على ذلك، أوضح الخبير القانوني الدولي، أن ما حدث بين ترامب وزيلينسكي يعتبر خروجًا عن هذه القواعد، حيث تم تبادل الانتقادات بشكل علني وأمام وسائل الإعلام، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات الثنائية ويثير تساؤلات حول مستقبل التعاون بين البلدين.
واختتم: الحفاظ على البروتوكولات الدبلوماسية وقواعد الإتيكيت ليس مجرد تقاليد شكلية، بل هو أساس لضمان التواصل الفعّال وبناء الثقة بين الدول، مما يسهم في تحقيق الاستقرار والسلام على الساحة الدولية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دونالد ترامب الرئيس الأمريكي الحرب العالمية الثالثة الرئيس الأوكراني زيلينسكي الحرب الروسية ترامب وزيلينسكي
إقرأ أيضاً:
ماذا وراء استبعاد توني بلير من مشهد إدارة غزة في المرحلة المقبلة؟
أكدت مصادر متعددة خلال الأيام الأخيرة، استبعاد رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير من مشهد إدارة قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة، بعد تردد اسمه بشكل لافت منذ طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن أشخاص مطلعين على المناقشات أن "بلير لم يعد مرشحا لعضوية مجلس السلام الذي اقترحه ترامب بشأن غزة".
وكان بلير الشخصية الوحيدة المرتبطة علنا بالمجلس عندما أعلن ترامب عن خطته المكونة من 20 نقطة لإدارة غزة بعد الحرب. في ذلك الوقت، وصف ترامب بلير بأنه مرشح قوي، وأعرب عن إعجابه به. كما أبدى بلير استعداده للعمل في المجلس، الذي يعتزم ترامب رئاسته.
لكن هذا التحول يظهر حجم الخلافات التي تكتنف تفاصيل خطة ترامب، وتحديدا فيما يتعلق بالانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي تتضمن إشكاليات بارزة أهمها المطالبة بنزع سلاح حركة حماس.
إلا أن حركة حماس تقابل هذه المطالبة بالتمسك بضرورة الضغط على الاحتلال لتنفيذ تعاهداته التي تنصل منها في المرحلة الأولى من الاتفاق، قبل الحديث عن أي مرحلة مقبلة، وخاصة فيما يتعلق بتنفيذ البرتوكول الإنساني وإغاثة الفلسطينيين في غزة بشكل عاجل.
وفي قراءته لاستبعاد بلير من المشهد في غزة، قال الكاتب والمحلل السياسي وسام عفيفة إن هذا الاستبعاد يكشف تنافس الوسطاء، واختلالف الأجندات في الطريق إلى المرحلة الثانية، مضيفا أنه "في الكواليس البعيدة عن صخب الكارثة في غزة، لا يدور النقاش حول اليوم التالي فقط، بل حول من سيملك مفاتيح هذا اليوم؟".
التوتر الصامت
وتابع عفيفة في تحليل اطلعت عليه "عربي21": "اسم توني بلير كان كافيا ليكشف حجم التوتر الصامت بين عواصم الإقليم، ويظهر أن المرحلة الثانية ليست مجرد ترتيبات أمنية أو خطط إعمار، بل معركة نفوذ إقليمي كاملة".
ولفت إلى التقارير التي تحدثت عن دفع الإمارات بقوة إلى تمرير بلير رئيسا للمجلس التنفيذي، ضمن إطار "مجلس السلام" المقترح في خطة ترامب لإدارة غزة، معتبرا أنه "بالنسبة لأبوظبي لم يكن بلير مجرد اسم، بل استثمار سياسي طويل الأمد، كونه رجل خبر شبكات النفوذ، وساهم في هندسة نظم ما بعد الأزمات، وصاحب حضور واسع في ملفات المنطقة".
وأردف قائلا: "لكن في اللحظة التي بدا فيها ترشيحه على وشك التثبيت، دخلت السعودية إلى المشهد، وبموقف واضح لا يحتاج كثيرا إلى تفسير، قالت لواشنطن: بلير خارج اللعبة، ولم يكن اعتراض الرياض تقنيا أو بروتوكوليا بل استراتيجيا".
وأوضح أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان رأى في بلير امتدادا مباشرا لنفوذ محمد بن زايد وشبكه مستشاريه، وهو ما يتعارض من وجهة نظر الرياض، مع فكرة أن تقوم إدارة غزة على توافق إقليمي لا على رغبة دولة واحدة مهما كان وزنها".
وأكد أن "واشنطن فهمت حقيقة أساسية، أنه لا استقرار في غزة من دون السعودية، ولا مجلس سلام قادر على العمل إذا بدأ بخلاف إقليمي حاد"، منوها إلى أنه "في ظل التقارب المتزايد بين واشنطن والرياض، وجدت الإدارة الأمريكية أن الاصطفاف مع الموقف السعودي هو الخيار الأكثر استقرارا، فجاء قرار استبعاد بلير نهائيا".
ورأى عفيفة أن اسقاط اسم بلير كشف عن خلاف سعودي- إماراتي متصاعد حول شكل النفوذ في ملفات المنطقة، إلى جانب التقارب السعودي- الأمريكي الواضع الذي يعيد رسم موازين القوة.
تفاصيل غير واضحة
من جانبه، ذكر الباحث في العلاقات الدولية علي أبو رزق أن استبعاد بلير من مشهد "اليوم التالي" في غزة، لا يعني فشل الطريقة الأمريكية، التي لا تزال تفاصيلها غير واضحة، حتى لدى الناطقين باسم البيت الأبيض أنفسهم.
ورأى أبو رزق في قراءة اطلعت عليها "عربي21" أنه ينبغي أن يبقى الإصرار على أن يكون "اليوم التالي" فلسطينيا، وألا يتم السماح بأي حال لهدم الكيانية الفلسطينية واللعب في الهوية الوطنية عبر كيانات مستوردة.
ولفت إلى أهمية الالتزام بالدبلوماسية المكوكية، والتواصل مع الوسطاء بشكل يومي للقيام بمهامهم وواجباتهم، واستنفاد كل طريقة ممكنة للاستثمار في عامل الزمن لعدم العودة إلى وتيرة الإبادة، بأي طريقة ممكنة.