بغداد اليوم - بغداد

أكد الخبير الأمني أحمد التميمي، اليوم السبت (1 اذار 2025)، أن القوات الأمريكية كثفت من لقاءاتها مع شيوخ ووجهاء العشائر في سوريا، في محاولة لاستنساخ تجربة صحوة العراق ونقلها إلى البادية السورية.

وقال التميمي في حديثه لـ"بغداد اليوم"، إن "الكثير من منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بما في ذلك الغربية، تناولت مؤخراً سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها قيادات أمريكية مع شيوخ ووجهاء وشخصيات من العشائر العربية في سوريا، التي تسكن المناطق الحدودية المتاخمة للعراق.

وبالتالي، فإنها محاولة لتوحيد الرؤى بهدف استنساخ تجربة صحوة العراق ونقلها إلى هذه المناطق ذات الجغرافيا المعقدة، التي تشهد منذ سنوات نشاطاً متفاوتاً لخلايا تنظيم داعش وتنظيمات أخرى متطرفة مثل حراس الدين القريبين من القاعدة".

وأضاف التميمي، أن "القوات الأمريكية تسعى إلى دعم تلك العشائر من خلال التسليح والتدريب، إضافة إلى جمع المعلومات وخلق قنوات تفاعل مع قياداتها عبر الدعم والانفتاح على بعض المتطلبات الخدمية العاجلة، ما يشكل ورقة ضغط نفسية ستعزز من التفاعل مع تلك القوات".

وأشار إلى أن "العقوبات الأمريكية بدأت تشعر بقلق من بروز تنظيمات أخرى إلى جانب داعش، مثل حراس الدين، وغيرها من التنظيمات المتطرفة. وبالتالي، وجدت القوات الأمريكية نفسها مهتمة بملف هذه العشائر، بهدف توحيد جهودها لتشكيل تكتلات عشائرية تعرف جغرافيا الأرض، مما يتيح لها تشكيل مسار قتالي لمواجهة خطر تمدد هذه التنظيمات".

وأوضح التميمي، أن "القوات الأمريكية تسعى من خلال هذه الاجتماعات إلى بلورة خارطة طريق لإدارة ملف أمن هذه المناطق، خاصة وأنها قريبة من بعض القواعد الأمريكية، ووجود أحزمة بشرية أمنية مؤيدة أو متحالفة معها أمر ضروري لتفادي أي إشكاليات أمنية في المستقبل".

ودخلت القوات الأمريكية سوريا عام 2015 بموجب تفويضات استخدام القوة العسكرية لعامي 2001 و2002، والتي أُصدرت لشن حرب ضد تنظيم القاعدة في أفغانستان، وغزو العراق للإطاحة بنظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وقد رأى الرئيس الأمربكي السابق باراك أوباما أنه بإمكانه استخدام تلك التفويضات لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية أيضا.

ومع توسع تنظيم الدولة، وبسط سيطرته على مناطق سورية عام 2013، وتبنيه هجمات عسكرية في أوروبا عام 2015، نفّذت الولايات المتحدة وحلفاؤها آلاف الضربات الجوية على مواقع للتنظيم في سوريا، ودعمت عمليات قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضد التنظيم.

وبدأت الولايات المتحدة عام 2018 سحب معظم قواتها من سوريا، وأبقت على قوة طوارئ، بلغ تعدادها نحو 400 جندي، وازداد العدد لاحقا، حتى وصل في صيف عام 2024، وفق بيانات معهد بحوث الكونغرس، إلى نحو 800 جندي، بتمويل مقداره 156 مليون دولار، خُصصت لصندوق التدريب والتجهيز ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا.

وتبقي الولايات المتحدة قوات لها في سوريا، لتحقيق مجموعة من الأهداف، حددها معهد أبحاث الكونغرس، في تقريره "سوريا وسياسة الولايات المتحدة" بالنقاط التالية:

الحيلولة دون قيام تنظيم الدولة الإسلامية من جديد، ومعالجة التهديدات التي تشكلها بقاياه.مكافحة تنظيم القاعدة.تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى سوريا.معالجة تحديات روسيا وتركيا وإيران للعمليات الأمربكية في سوريا.

وتُنظَّم العمليات العسكرية الأمريكية في سوريا في إطار عملية العزم الصلب التي أطلقتها الولايات المتحدة عام 2014، للقضاء على تنظيم الدولة في العراق وسوريا.
 

وتتمركز القوات الأمريكية في سوريا في 17 قاعدة و13 نقطة عسكرية، وفق دراسة صادرة عن مركز جسور للدراسات، نُشرت في تموز 2024، سُجلت فيها نقاط الوجود العسكري الأجنبي في سوريا، وتم الاقتصار على إحصاء القواعد والنقاط الثابتة، التي تمارس فيها تلك القوات قيادة وصلاحيات كاملة، دون حواجز التفتيش والنقاط المتحركة والمؤقتة.

وتنتشر معظم تلك القواعد والنقاط، بحسب الدراسة، في المنطقة الشمالية الشرقية من سوريا، وتعتبر تلك المواقع قواعد ارتكازية، مهمتها دعم قوات سوريا الديمقراطية في عملياتها العسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

ويقع 17 موقعا منها في محافظة الحسكة، و9 في محافظة دير الزور، و3 في محافظة الرقة وتضم كل من محافظات حمص وحلب وريف دمشق واحدة لكل منها.

ومن أبرز القواعد الأمريكية في سوريا:

قاعدة كوباني أو عين العرب بريف حلب الشمالي.قاعدة تل أبيض على الحدود السورية مع تركيا.قاعدة رميلان شرق القامشلي.قاعدة تل بيدر شمال محافظة الحسكة.قاعدة الشدادي قرب مدينة الشدادي النفطية.قاعدة عين عيسى شمال سوريا.

المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

 


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: تنظیم الدولة الإسلامیة القوات الأمریکیة الولایات المتحدة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

إيران تنفذ حكم الإعدام بحق 9 من عناصر تنظيم الدولة

أعلنت إيران اليوم الثلاثاء تنفيذ حكم الإعدام بحق 9 عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية، بعد إدانتهم بالتخطيط لهجمات ضد مدنيين داخل البلاد عام 2018.

وذكر موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية الإيرانية أن أحكام الإعدام نُفذت بعدما صادقت عليها المحكمة العليا الإيرانية، موضحا أن المتهمين نالوا محاكمات "عادلة" وأدينوا استنادا إلى "أدلة واعترافات وشهادات".

وبحسب المعلومات، فإن العناصر التسعة أوقفوا بعد اشتباك دام مع قوات الحرس الثوري الإيراني في المناطق الغربية من البلاد في يناير/كانون الثاني 2018.

وقال قائد القوات البرية في الحرس الثوري حينها، محمد باكبور، إن هذه الخلية كانت "تنوي التسلل إلى إيران وتنفيذ هجمات متزامنة في المدن الحدودية والوسطى".

وأضاف أن بعض عناصر الخلية فجروا ستراتهم الناسفة أثناء المواجهات، مما أسفر عن مقتل 3 من عناصر الحرس الثوري.

 وقالت الشرطة الأحد الماضي إنها اعتقلت 13 عضوا في التنظيم في عمليات دهم منسقة بـ4 ولايات، حسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.

وتأتي هذه الإعدامات في سياق جهود مستمرة تبذلها السلطات الإيرانية لمواجهة تهديدات تنظيم الدولة الذي سبق أن أعلن مسؤوليته عن هجمات كبرى داخل البلاد.

إعلان

وفي يونيو/حزيران 2017، نفّذ عناصر من التنظيم هجوما مزدوجا استهدف مبنى البرلمان الإيراني وضريح آية الله الخميني في طهران، مما أسفر عن مقتل 18 شخصا وإصابة أكثر من 50 آخرين.

وفي عام 2024، تبنى التنظيم هجومين انتحاريين استهدفا مراسم تأبين للجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قُتل في غارة جوية أميركية بطائرة مسيّرة في يناير/كانون الثاني 2020. وأودى ذلك الهجوم بحياة 94 شخصا على الأقل.

مقالات مشابهة

  • إيران تنفذ حكم الإعدام بحق 9 من عناصر تنظيم الدولة
  • نائب إطاري يطالب حكومته بإخراج القوات الأمريكية من العراق
  • غارات أمريكية على سوريا تقـ.تل قياديا في تنظيم حراس الدين
  • السلطات السورية تكشف عدد المواطنين العائدين إلى سوريا منذ سقوط النظام
  • عاجل | مصدر أمني للجزيرة: تفجير وتبادل لإطلاق النار بين القوات الأفغانية ومسلحي تنظيم الدولة قرب مطار كابل
  • سبب الانفجارات في قاعدة كادينا الأمريكية باليابان
  • 4 إصابات جراء الانفجار في قاعدة كادينا الجوية الأمريكية باليابان
  • إصابة عسكريين يابانيين في انفجار بقاعدة كادينا الجوية الأمريكية
  • انفجار في قاعدة كادينا الجوية الأمريكية باليابان
  • التنف أم الحسكة.. قاعدة وحيدة ستُبقي عليها أمريكا في سوريا