هل تكثر المشاكل العائلية في رمضان؟ وكيف نتجنبها بذكاء؟
تاريخ النشر: 2nd, March 2025 GMT
رغم حالة السعادة والترحاب بحلول شهر رمضان الكريم، فإن حالة من الترقب والقلق قد تسيطر على البعض بسبب المشكلات التي تجتاح العديد من المنازل تحت عنوان "متطلبات رمضان" والتي تنفجر في بعض المنازل مع الأيام الأولى من الصيام، لتتحول بهجة الشهر إلى قلق وشعور بالضيق، وتنقلب التجمعات العائلية المرتقبة إلى أفخاخ تٌحسب لها الحسابات، المادية والمعنوية، فضلا عن الكثير من الهموم المتعلقة بالإرهاق الناتج عن التسوق وعمليات التنظيف وإعداد الطعام بكميات أكبر من المعتاد في بقية الأيام، لكن المسألة تذهب أحيانا إلى أبعد من ذلك.
تعرف ياسمين سعيد، ربة منزل وأم 3 أطفال ما يجري كل عام بـ"خناقة رمضان" وتقول للجزيرة نت إن "مشاجرات المواسم صارت أمرا معروفا، بل هي تقليد في العديد من العائلات، حيث ترتبط المناسبات بمزيد من عمليات الشراء، والاحتياجات الإضافية لتبدأ النقاشات الحادة حول ما يجب وما لا يجب شراؤه، وصولا إلى المشاجرة الكبرى التي قد تنتهي من بعدها إلى غضب وخصام قد يمتد طوال الشهر الكريم، لتلتحم مشاجرة رمضان بمشاجرة العيد، وقد تتطور الأمور في بعض الأحيان إلى انفصال أو على الأقل طلاق لفظي مع احتدام النقاش".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باسم ياخور وتيم حسن وبسام كوسا.. نجوم يتصدرون الدراما السورية في رمضان 2025list 2 of 2من السقا لباسم ياخور.. إصابات متلاحقة لنجوم دراما رمضان 2025end of listوتضيف ياسمين، "ثمة مشكلات ثابتة لا تتغير من عام لآخر، مثل الجدال السنوي حول الجهة التي سوف نذهب إليها في اليوم الأول من رمضان، عائلتي أم عائلة زوجي؟ ويتكرر الجدال حين يتعلق بالاستضافة، أي مَن العائلتين سوف ندعوه إلى الإفطار؟ خاصة مع ميزانية البيت المحدودة والتي لا تحتمل أكثر من عزومة كبيرة واحدة في الشهر، مما يثير الكثير من الضيق وكثيرا ما نبدأ الشهر متخاصمين، ففي الوقت الذي أرى فيه أن عائلتي أولى بزيارتنا في أول يوم، يرى هو أن عائلة الزوج هي الأولى، وهكذا".
وتحمل مزيد من المشكلات المجموعات الخاصة بالسيدات عبر مواقع التواصل بشأن المشاجرات حول "الياميش" و"الزينة" ومزيد من المصروفات التي صارت تثقل كاهل الكثيرين ماديا ومعنويا.
وتروي الدكتورة إيمان عبد الله استشاري العلاج النفسي الأسري -للجزيرة نت- قصة واحدة من الحالات التي تعاملت قبل وقت قصير وتقول "جاءتني سيدة تشكو إفراطها في شراء زينة رمضان، كانت تعاني من مشكلة حقيقية وإسراف غير منطقي في شراء الأغراض المتعلقة بالشهر الكريم، حتى من دون حاجة للدرجة التي يمكن أن تنفق معها مصروف شهر كامل على أغراض زائدة عن الحاجة مما دفعها لطلب المشورة، حيث تبين أن والديها قد اعتادا على طقوس بعينها قبيل الشهر الكريم، ومع وفاة والدها في سن صغيرة احتفظت السيدة بعادة الشراء المبالغ فيها، محاولة منها للتمسك بذكريات الماضي واستعادة السعادة التي اعتاد والدها بثها في المنزل".
وتضيف "أكثر المشكلات التي تقع قبل حلول الشهر الكريم، أو خلاله، عادة ما تكون بسبب الخروج عن روح رمضان، وعن الأولويات التي يتطلبها، فبدلا من الاهتمام بالتجهيزات الروحانية الخاصة بالصلاة والصوم والعبادة، صار كثيرون يؤدونها بطريقة شكلية وآلية دون استشعار للطاقة الجبارة للشهر، مع انصراف تام عن الهدف، فصار حلول الشهر مرادفا لزيادة الإنفاق على الطعام بدلا من المحتاجين، والإسراف بدلا من الزهد، إجهاد مادي يضاف إليه الإجهاد البدني الناتج عن اختلال نظام الطعام والنوم، والطاقة الضخمة التي تبذل في الدعوات المتكررة (العزومات) وما يصاحبها من مشكلات عائلية تتجدد خلال الاجتماعات، وهكذا يتحول الصيام الذي يهدف في جوهره إلى التخلص من الضغوط والأمور الزائدة إلى عبء ومعاناة".
مزيد من الإجهاد المادي والمعنوي، والتطلعات التي تفوق الميزانيات المتاحة وسط أزمات مادية خانقة، تقود إليها حالة التشجيع الشديدة على الشراء في المحال والأسواق، وحتى التلفزيون، مع كم ضخم من الأعمال الفنية تحملها القنوات تصيب بحالة من التشتت، وكما تقول المعالجة النفسية إيمان عبد الله إن ذلك كله يقود إلى خلل في تنظيم الوقت خلال رمضان، وتضيف "أحد أكبر المشكلات الصامتة التي تزيد من معاناة الأسر خلال شهر رمضان إلقاء المسؤولية بالكامل على عاتق الأم، بداية من العناية باحتياجات أهل المنزل، مرورا بأعمال التنظيف وإعداد الطعام، مع مزيد من المسؤوليات الخاصة بالمذاكرة للأولاد، والواجبات الاجتماعية مما يزيد من الضغوط على الكثير من النساء".
6 مشكلات أساسية بالتجمعات العائليةتواجه العائلات على مستوى العالم مجموعة من التحديات أثناء اجتماعها في المناسبات السنوية، ومن بينها شهر رمضان الكريم. وتشير الباحثة والكاتبة في مجال علم النفس إيزادورا ألمان إلى ما تحمله التجمعات العائلية من مشاكل تنتج عن الاحتكاك لعدد كبير من أفراد العائلات بعد وقت طويل من الغياب، الأمر الذي يفتح الباب للعديد من المواقف المحرجة وغير المتوقعة، خاصة في حال وجود مشاحنات أو اختلافات قديمة، وهكذا يتم تجاهل البعض حول المائدة، أو توجيه كلمات جارحة لآخرين مقصودة كانت أو غير مقصودة. وبينما يشعر البعض بتحيز ضدهم، يشعر آخرون بإهمال متعمد وطريقة غير مريحة في التعامل، بالإضافة إلى تلك النقاشات التي تثير غضبا مفاجئا بين الجميع مع مناقشة أمر سياسي بسيط حوله اختلافات في وجهات النظر، تقود أحيانا البعض إلى مغادرة التجمع من الأساس.
وقد لخص مجموعة من المعالجين الأسريين أشهر المشكلات التي تواجه التجمعات العائلية في 6 مشكلات أساسية هي:
التعرض إلى طرح أسئلة بها تدخل في الأمور الخاصة والشخصية. إعادة مناقشة بعض المشكلات القديمة أو الموضوعات غير المرحب بها من الجميع. التعليق على سلوك الأطفال في العائلة، أو على ردود فعل وطريقة تربية الآباء لأولادهم. معاملة البالغين الأصغر سنا كما لو كانوا ما يزالون أطفالا أو مراهقين. سرد قصص عن الآخرين تعرضهم للإحراج وسط بقية أفراد العائلة. ينشأ الصراع أيضا حول من يزور من وعلى الهدية التي يجب أن يتم جلبها وميزانيتها، ومن يجب أن يتحملها.تنصح الدكتورة إيمان عبد الله باستغلال شهر رمضان في تبني عادات جديدة لدى أفراد الأسرة جميعا "فممارسة عادة معينة لـ30 يوما متواصلة يحولها إلى سلوك، لهذا أنصح الأمهات بمعالجة انعدام الشعور بالمسؤولية لدى الأولاد خلال شهر رمضان الكريم بإشراكهم ومساعدتهم في المهام الملقاة على عاتقها، وهذه فرصة ذهبية لتعديل السلوكيات والتخلص من الأعباء بدلا من تبنيها".
إعلانوتضيف "حل المشكلات يبدأ بالتخلي عن الصورة الذهنية والكتالوج الاستهلاكي الذي رسمه البعض للشهر الكريم باعتباره شهر شراء الكثير من المنتجات، وتناول المزيد من الطعام الدسم الذي ربما لا يتناوله البعض على مدار العام إلا في هذ التوقيت، لكن شهر رمضان فرصة للتخلص من العادات والسلوكيات السلبية، والتخلص من الضغوط مع استغلال عدد ساعات العمل القليلة في مزيد من الصفاء الروحي والتقرب من الله دون إسراف أو مغالاة، ولهذا لا يليق الدخول في جدالات لأسباب مادية في شهر يدعو إلى الزهد، فحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه".
ويرى خبراء في مجال علم نفس الأسرة ضرورة اتباع مجموعة من الخطوات لتخطي اجتماع العائلة خلال العزومات بسلام أهمها:
ترك الماضي وعدم الخوض في أي قصص جدلية أو أمور سياسية. إدراك أن أساليب الأبوة والأمومة تختلف من زمان إلى آخر، ومن شخص لآخر لذا يفضّل عدم التعليق. يفضّل عدم تقديم النصيحة على الملأ، لا سيما إذا لم يطلبها أحد. إدراك أن الشباب لم يعودوا أطفالا وأن أعمارهم الصغيرة لا تبرر معاملتهم على أنهم أشخاص غير بالغين. الامتناع عن مشاركة أي قصص قد تحرج شخصا آخر أو تسبب له ضيقا خلال الاجتماع. الترحيب بالجميع على قدر من المساواة. استغلال وقت تجمع العائلة في صناعة المزيد من الذكريات السعيدة والتقاط الكثير من الصور الجميلة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان رمضان 2025 الشهر الکریم الکثیر من شهر رمضان مزید من
إقرأ أيضاً:
ياسر ريان: حسام حسن قرأ المشهد بذكاء وتفادى عواصف كأس العرب
قال الكابتن ياسر ريان، نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر السابق، إنه على الرغم من أن انسحاب الكابتن حسام حسن من قيادة المنتخب في البطولة العربية (كأس العرب) كان قرارًا ينم عن قراءة ذكية للمشهد لتجنب إخفاق مؤكد، إلا أن هذا القرار وضعه تحت ضغط مُضاعف قبل بطولة الأمم الأفريقية.
وأضاف الكابتن ياسر ريان، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ، ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، أن الكابتن حسام حسن "قرأ المشهد بدري بدري" وأدرك أن المشاركة بمنتخب يفتقر للانسجام والجاهزية في البطولة العربية كانت ستصعب الأمور عليه شخصيًا، وكان الإخفاق متوقعًا، وكان سيؤدي إلى تدهور معنوياته ومعنويات اللاعبين قبل التحدي الأهم، معقبًا: "الكابتن حسام تفادى العواصف؛ فلو كان خسر في بطولة العرب، لكانت معنوياته قبل كأس الأمم صعبة جدًا".
وأوضح أن هذا التجنب لم يلغِ حالة الغضب الشعبي العام، الذي تصاعد للمطالبة بإقالة اتحاد الكرة واللجنة الفنية بالكامل بعد أداء المنتخب في البطولة العربية، مشيرًا إلى أن المشكلة التي يواجهها حسام حسن الآن هي أن أي إخفاق في بطولة الأمم الأفريقية ستكون له تداعيات كارثية، وستبدأ المطالبات بالإقالة الجماعية للمسؤولين، وهناك سابقة لذلك، فبعد الخسارة الكبيرة أمام السعودية في بطولة القارات بالمكسيك (عهد الكابتن الجوهري)، تمت إقالة اتحاد الكرة بالكامل بقيادة الكابتن سمير زاهر فورًا.
ولفت إلى أن النقطة الأكثر خطورة التي يواجهها الجهاز الفني هي عدم جاهزية عدد من اللاعبين الأساسيين الذين تم اختيارهم لخوض أمم أفريقيا، موضحًا أن نجوم أساسيين يعانون من قلة المشاركة، وهم إمام عاشور الذي لا يشارك بشكل أساسي مع ناديه سوى لدقائق قليلة، ومصطفى فتحي الذي يمر بفترة عدم مشاركة أو تذبذب في المستوى، ومحمد صلاح الذي لا يشارك بصفة أساسية مع ليفربول مؤخرًا.
ولفت إلى أن البعض يرجع هذا الاعتماد إلى رغبة حسام حسن في اتباع سياسة الكابتن الجوهري؛ أي اختيار مجموعة محددة والاعتماد عليها بشكل مستمر لبناء التجانس؛ لكنه يرى أن هذا لا يتناسب مع الواقع الحالي، حيث أن جيل الجوهري كان يضم "حيتاناً" وقامات فنية قوية مثل حسام وإبراهيم حسن، وأحمد رمزي، بينما الجيل الحالي يعاني من عدم ثبات المستوى وقلة القدرات الفنية المتاحة.
ونوه بأنه في ظل هذا التوتر، أصبح لزامًا على المنتخب المصري أن يصل إلى النهائي على الأقل لتفادي ردود الأفعال الغاضبة؛ لكن الرؤية الفنية الحالية تبدو متشائمة: صعب جدًا الوصول إلى النهائي بالنظر إلى المستوى الحالي؛ فالمنتخب الحالي، باستثناء بعض الأسماء المؤثرة، قريب في مستواه من المجموعة التي شاركت في البطولة العربية.
وأكد أن نقاط القوة تتمثل في محمد صلاح وتريزيجيه؛ فهما الوحيدين القادرين على إحداث الفارق الحقيقي، مشيرًا إلى أن هناك لاعبين مؤثرين مثل حمدي فتحي وإبراهيم عادل الذي يلعب في دوريات عربية ليسوا في جاهزيتهم الكاملة.
وشدد على أن مستوى المنتخبات في أمم أفريقيا سيكون أعلى بكثير مما شوهد في البطولة العربية، مشيرًا إلى الفارق الكبير في المستوى بين مصر ومنتخبات صاعدة مثل المغرب.