على قائمة اليونسكو.. «التلي» ذوق المرأة الإماراتية الراقي
تاريخ النشر: 3rd, March 2025 GMT
لكبيرة التونسي (أبوظبي)
تفخر الإمارات بموروثها الحضاري والثقافي، وتهتم بصون التراث وحمايته من الاندثار، لنقله إلى الأجيال القادمة، عن طريق المؤسسات والمراكز المعنية بالتراث والحرف اليدوية التقليدية، وعبر الخطط والمبادرات والمهرجانات المختلفة على مستوى الدولة.
تُعد حرفة «التلي»، نوعاً من التطريز التقليدي في دولة الإمارات، وإحدى مكونات التراث الثقافي المحلي التي توارثتها الأجيال عبر الزمن، ومن الحرف التقليدية التي مارستها النساء الإماراتيات في المنازل، حيث كُن يجتمعن بعد الانتهاء من أعمالهن المنزلية، لاستغلال وقت فراغهن فيما يعود بالنفع عليهن وعلى أسرهن، فكانت تقوم المرأة بحياكة الملابس بأدوات يدوية بدائية، لتمثّل عنصراً فاعلاً في المجتمع الإماراتي، وتثبت قدرتها على الإبداع والابتكار والاستفادة من موارد بيئتها.
حرفة عريقة
عن هذه الحرفة التي تم إدراجها في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية «اليونسكو»، في ديسمبر 2022، قالت د. موزة بن خادم المنصوري أستاذ أكاديمي جامعة الذيد، إن «التلي» من الحرف النسائية الشهيرة في دولة الإمارات، فهي تعكس اهتمام المرأة الإماراتية بزينتها وجمالها قديماً، رغم ظروف البيئة القاسية وكثرة أعبائها في الماضي، كانت هذه الحرفة مصدر رزق للعديد من الأسر، حيث كانت تجتمع النساء في الفريج وقت الضحى أو المساء بعد الانتهاء من الأعمال المنزلية، ويمارسن حرفة «التلي» كهواية أو كمصدر للرزق، وكانت الجدات يقمن بتدريب الصغيرات على ممارسة هذه الحرفة، حرصاً على نقلها للأجيال واستدامتها، باعتبارها جزءاً مهماً من التراث الشعبي.
قيم مجتمعية
وعن الصور المجتمعية التي رافقت ممارسة هذه الحرفة، أشارت المنصوري، إلى أن لها دلالات اجتماعية تعكس قيم التكافل والمحبة والتعاون، حيث إن، جميع نساء «الفريج» كن في المناسبات السعيدة، يساعدن بعضهن البعض ويتعاون على خياطة ملابس العروس دون مقابل، كما جسدت الحرفة عناصر جمالية واقتصادية واجتماعية، وعكست أذواق النساء الإماراتيات في الزينة، موضحة أنها تحتاج إلى صبر ودقة وبراعة وقوة تركيز أثناء ممارستها.
بيئة محلية
وعن مميزات حرفة «التلي»، أوضحت المنصوري أنها ترتبط بالنسيج اليدوي التقليدي، وتتميز بألوانها الزاهية وتصميماتها الجميلة، وبأنماطها المستلهمة من عناصر البيئة المحلية، ويستغرق إنجاز تصميم «التلي» من بضع ساعات إلى عدة أشهر، بناءً على طبيعته ومدى تعقيده، وعدد الخيوط المستخدمة فيه، ويطلق على تصاميم «التلي» نسبة إلى الطريقة المستخدمة في إنتاجه، من بينها «ساير ياي» (الذهاب والإياب) و«بوخوصتين» أو «بوفتلتين» و«بوخوصة» أو«بوفتلة»، وغيرها، ويُستخدم التلي في تزيين جميع أنواع الملابس النسائية، من فساتين الأعراس والفساتين الرسمية إلى الملابس اليومية.
استدامة
أشارت موزة المنصوري إلى إن الإمارات تحرص على نقل أسرار حرفة «التلي» للأجيال المقبلة، لإكسابهم الخبرات والمهارات والمعارف التي يحتاجونها لتعلم هذه الحرفة التقليدية، إلى جانب رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهميتها وتاريخها وأصولها، ودعم ورعاية المهارات والمعارف الحرفية وتطويرها، والاستثمار في الطاقات الشابة والمبدعة، مما يرسخ التراث المحلي واستدامته في نفوس الأجيال الناشئة، ويوثّق علاقتها بالهوية الوطنية.
ظفيرة من النسيج
موزة المنصوري تُعرّف «التلي» بأنه ظفيرة من النسيج محبوكة على شكل شريط من خيوط القطن أو البريسم، تتوسطها بكرة من مزيج الفضة أو الذهب، ويُستخدم هذا الشريط لتزيين الصدر والأكمام في الثوب التقليدي للمرأة، كما يوضع «التلي» حول الصدر وأكمام الكنادير الخاصة بالأعراس والمناسبات، وتُستخدم الآن الخيوط الاصطناعية كبديل لخيوط الفضة أو الذهب الخالص.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات المرأة الإماراتية التراث التراث الإماراتي التلي هذه الحرفة
إقرأ أيضاً:
المنصوري: الظفرة يعود إلى مكانه بين الكبار.. وهدفنا الاستمرار في «المحترفين»
معتصم عبدالله (أبوظبي)
أخبار ذات صلة
أهدى حمدان سيف المنصوري، رئيس مجلس إدارة شركة الظفرة لكرة القدم، إنجاز التتويج بدرع دوري الدرجة الأولى موسم 2024-2025، وعودة الفريق إلى «دوري أدنوك للمحترفين»، إلى سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، رئيس النادي، مؤكداً أن دعم سموه المستمر كان «حجر الأساس» لهذا النجاح الكبير.
وقال المنصوري: «الإنجاز ثمرة المتابعة الحثيثة والرؤية الثاقبة لسمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، والذي كان محفزاً دائماً للفريق، ونحن نحصد الآن نتائج الرعاية المستمرة والدعم اللامحدود».
وعن مشوار الظفرة في البطولة، أشار المنصوري إلى أن المنافسة صعبة، إلا أن التخطيط المبكر منذ الموسم الماضي والعمل الجماعي أثمرا عن الصعود والتتويج. وأضاف: «نهدي اللقب لجماهيرنا التي ساندتنا، ونشكر نادي العربي على الاستقبال الرائع في مباراة التتويج».
وأكد رئيس شركة الظفرة لكرة القدم، أن الفريق عاد إلى مكانه الطبيعي بين الكبار، وقال: «نهدف هذه المرة إلى البقاء والاستمرار في دوري المحترفين، بعدما جددنا الثقة في المدرب الكرواتي ألين هورفات، الذي نجح في قيادة الفريق رغم بعض العثرات».
واستحق الظفرة التتويج باللقب الثالث في تاريخه بعد موسمي 2010-2011 و2016-2017، وذلك بفوزه في الجولة الأخيرة على العربي 1-0، ليرفع رصيده إلى 57 نقطة، بفارق «نقطة» عن دبا الوصيف، ورفيقه في رحلة العودة إلى «دوري أدنوك للمحترفين».
وسجّل هدف المباراة الوحيد المهاجم النيجيري إيزيكيل نومونفي في الدقيقة 11، من عرضية متقنة أرسلها خليل إبراهيم من كرة ثابتة، ليحسم «الفارس» اللقب وسط فرحة جماهيرية كبيرة.
وأنهى الفريق موسمه بـ17 فوزاً و6 تعادلات مقابل 3 خسائر، وبلغ مجموع أهدافه 43 هدفاً، فيما استقبلت شباكه 18 هدفاً، ليكون أقوى دفاع في المسابقة.
وشهد ملعب العربي بعد نهاية المباراة مشاهد فرح لا تُنسى، حيث احتفل اللاعبون والجهاز الإداري مع الجماهير التي زحفت خلف الفريق، مرددين الهتافات ومطلقين الألعاب النارية، في مشهد يعكس حجم الإنجاز وفرحة العودة المنتظرة إلى دوري الأضواء.
ولم تغب لحظات الامتنان عن اللاعبين الذين أشادوا بدور الجماهير، مؤكدين أن دعمهم «الوقود الحقيقي» في طريق التتويج. وشارك الجهاز الإداري الفريق فرحة اللقب داخل أرضية الملعب، قبل رفع درع البطولة في لحظة انتظرها أنصار النادي طويلاً.
من جانبه، قدّم عبيد سالم الشامسي، النائب الثاني لرئيس اتحاد الكرة، التهنئة لفريقي الظفرة ودبا، مشيداً بالمنافسة القوية التي امتدت حتى الجولة الأخيرة، مؤكداً استمرار دعم الاتحاد للأندية من خلال برنامج «الامتياز الرياضي».
وعبّر اللاعب ريان يسلم عن سعادته الكبيرة باللقب، مُهدياً الإنجاز إلى المدرب الكرواتي هورفات، الذي غاب عن مراسم التتويج بسبب ظرف صحي، وقال: «تركيزنا كان على التتويج رغم ضمان الصعود، والهدف المقبل هو تقديم مستوى قوي والعودة إلى تشكيلة المنتخب».
أما أحمد العطاس، مهاجم الفريق، فأشاد بدور الجهازين الفني والإداري، وأهدى الإنجاز لعائلته وزوجته، مؤكداً أن الظفرة يستحق العودة إلى مكانه الطبيعي في «دوري المحترفين».
في المقابل، توّج الفرنسي ساندر جمال مهاجم الفجيرة بلقب هداف الدوري برصيد 21 هدفاً، متقدماً على البرازيلي دياجو دا سيلفا «دبا»، والغاني كوينسي أنطون «يونايتد» برصيد 19 هدفاً لكل منهما، فيما جاء الغيني محمد لامين ياتارا مهاجم الظفرة رابعاً برصيد 17 هدفاً.