د. مسلم بن علي المعني **

 

سلطنا الضوء في المقالة السابقة على نهج التعليم من أجل التعليم وعرَّجنا بشكل مختصر على المجالات الثلاثة الأساسية التي تركز عليها البرامج الأكاديمية في مؤسسات التعليم العالي والتي يمكن تلخيصها في المجال المعرفي والمجال المهاري والمجال السلوكي. في هذه المقالة سنركز على المجال المعرفي.

إن بناء البرنامج الأكاديمي يجب أن يتألف من مقررات دراسية تتوزع بين المقررات التي تركز على المجال المعرفي والمجالات الأخرى من خلال مخرجات تعلم محددة.

فمخرجات التعلم القائمة على المعرفة تركز بشكل أساسي على الحقائق ذات الصلة بمجال تخصص الطالب وكذلك المفاهيم والنظريات والمبادئ التي يتعين على الطالب أن يفهمها بشكل جيد. لذا عندما ننظر إلى الخطة الدراسية لبرنامج بكالوريوس، نجد أنها تتوزع على ثمانية فصول دراسية والتي حددها الإطار الوطني للمؤهلات ضمن 4 مستويات: المستوى الخامس (مقررات السنة الأولى)، المستوى السادس (مقررات السنة الثانية)، المستوى السابع (مقررات السنة الثالثة)، المستوى الثامن (مقررات السنة الرابعة).

فمقررات السنة الأولى تركز على وضع حجر الأساس للمجال المعرفي والسلوكي مع إتاحة الفرصة للطالب في تطوير مهاراته الأساسية. لذا تجد أن معظم البرامج الدراسية تبدأ في هذه المرحلة بالذات بالتعريف بالموضوعات الأساسية في التخصص مثل مقررات المداخل مثل مدخل إلى القانون أو مدخل إلى الترجمة أو مدخل إلى المالية. كما تضم مقررات السنة الأولى مقررات عامة على هيئة متطلبات جامعية تركز على مجالات المعرفة الأساسية في العلوم الإنسانية والاجتماعية وغيرها.

وفي السنة الثانية، يبدأ الطالب في التعمق أكثر في التخصص وما يرافقه من تجربة تعليمية في تطبيق المعرفة على المواقف العملية مع بناء المهارات السلوكية بشكل أكبر، مما يسهم بشكل كبير في تعميق الفهم لدى الطلبة للموضوعات الأساسية مع بدء الانخراط في مواضيع متخصصة تتعلق بمجال التخصص.

أما بانتقال الطالب إلى دراسة مقررات السنة الثالثة، فيكون في هذه المرحلة قد تشكَّل لديه أساس معرفي متين؛ حيث يتم التركيز على تطوير المعرفة المتخصصة والمهارات المتقدمة والجوانب السلوكية، مما يزيد من توسع دائرة المعرفة المتخصصة في مجال التخصص لديه وما يصاحبها من مستوى متقدم للفهم للموضوع ذات الصلة بمجال تخصصه.

وفي السنة الأخيرة، يتحول التركيز إلى تعزيز جميع مخرجات التعلم لدى الطالب، بحيث يتمكن من تطبيق المعرفة المتخصصة، وإتقان المهارات الأساسية، وتبني الجوانب السلوكية التي تمكنه من الدخول إلى سوق العمل أو مواصلة دراساته العليا، وهنا يبرز المجال المعرفي لدى الطالب في استطاعته في توظيف المعرفة التي اكتسبها في جميع السنوات الثلاث السابقة في مشروعات واقعية مثل مشاريع التخرج مع المشاركة العميقة في الموضوعات والاتجاهات المتخصصة في مجال تخصصه.

** عميد كلية الزهراء للبنات

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

درجة حرارته ارتفعت في المدرسة.. التعليم تنعى طالب STEM وتكشف تفاصيل وفاته

نعت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني وفاة الطالب أدهم عاطف محمد بمدرسة المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا STEM ببني سويف، الذي وافته المنية أمس، إثر تعرضه لوعكة صحية، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.

وتقدمت الوزارة بخالص العزاء والمواساة لأسرة الطالب.

وحرصًا من الوزارة على كشف جميع التفاصيل المتعلقة بحالة الوفاة، وردا على ما يتم تداوله من معلومات غير صحيحة، تود الوزارة أن توضح أنها أجرت تحقيقا موسعا حوّل ملابسات حالة الوفاة، وفي هذا الإطار تود توضيح ما يلي:

وفاة طالب مدرسة ستيم

بتاريخ السبت 6/ 12/ 2025، لم يتمكن الطالب من اللحاق بالحافلة المخصصة لنقل الطلاب إلى المدرسة، وقد تواصل والد الطالب مع الأخصائي الاجتماعي عبر "واتساب" وأرسل صورة للطالب وهو على فراش المرض، موضحًا حالته الصحية، وعلى الفور، أكد الأخصائي ضرورة بقاء الطالب في المنزل حتى تمام شفائه، على أن يزوّد المدرسة بتقرير وشهادة مرضية، مع التأكيد لولي الأمر بأن الامتحان سيتم إعادته للطالب لاحقًا حفاظًا على صحته.

في صباح يوم الأحد 2025/12/7، فوجئت إدارة المدرسة بحضور الطالب بصحبة والده الذي أفاد بتحسن حالته، رغم أن علامات الإعياء كانت واضحة على الطالب، قامت إدارة المدرسة والأخصائي الاجتماعي بإبلاغ ولي الأمر بعدم إمكانية بقاء الطالب داخل المدرسة، حرصًا على سلامته وسلامة زملائه، إلا أن ولي الأمر أصر على ترك نجله بالمدرسة معللًا عدم قدرته على اصطحابه مرة أخرى للمنزل، ثم انصرف.

قامت طبيبة المدرسة بالكشف على الطالب، ولاحظت ارتفاعًا في درجة حرارته وحالة إعياء واضحة، وأوصت بضرورة نقله لإجراء كشف خارجي، وقد تم التواصل مع ولي الأمر مرات متتالية لضرورة حضوره، إلا أن الظروف الخاصة التي ذكرها حالت دون وصوله، وبناءً عليه، قام الإشراف الطبي بعزل الطالب في غرفة العزل الطبي ومتابعة حالته وصرف العلاج المبدئي وفق الإجراءات المتاحة.

في صباح الاثنين 2025/12/8، ساءت حالة الطالب، مما استدعى قيام المدرسة بنقله فورًا إلى مستشفى بني سويف العام حفاظًا على سلامته وإبلاغ ولي الأمر بكل ما تم من إجراءات، وبعد حضور ولي الأمر، أصر على نقل نجله إلى التأمين الصحي على مسئوليته الكاملة، ووقع على إقرار رسمي بذلك، ثم نُقل الطالب إلى مستشفى الصدر، حيث وافته المنية مساء الثلاثاء 2025/12/9، وفقًا للتقارير الطبية الصادرة عن المستشفى.

وتجدد الوزارة خالص التعازي لأسرة الطالب، داعيةً المولى عز وجل أن يلهمهم الصبر والسكينة في هذا المصاب الأليم.

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي إطلاق السياسة الوطنية للابتكار المستدام لجعل مصر مركزًا إقليميًا للابتكار
  • وزير التعليم العالي يطلق خريطة وطنية للتحول نحو اقتصاد المعرفة حتى 2030
  • القاهرة ضمن أفضل 100 تجمع علمي وتكنولوجي عالميًا.. وزير التعليم العالي يستعرض الرؤية الوطنية للبحث العلمي
  • التعليم العالي: إعلان أول خريطة ابتكارية للمشروعات البحثية في مصر
  • وزير التعليم العالي: إنشاء منصة رقمية رائدة لدعم اقتصاد المعرفة وتعزيز الشراكة العلمية
  • وزير التعليم العالي: منصة رقمية رائدة لدعم اقتصاد المعرفة وتعزيز الشراكة العلمية
  • وزير التعليم العالي: انضمام مصر لهورايزون أوروبا يعكس ريادتها العلمية
  • وزير التعليم العالي: نمتلك مليون باحث مصري
  • التعليم العالي تحدد آخر موعد للمنح الجامعية
  • درجة حرارته ارتفعت في المدرسة.. التعليم تنعى طالب STEM وتكشف تفاصيل وفاته