بعد ساعات قليلة من فوز الفيلم الوثائقي الفلسطيني "لا أرض أخرى No Other Land"، بجائزة الأوسكار عن أفضل فيلم وثائقي طويل، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي بهدم مدرسة في مسافر يطا جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، تلك المنطقة التي يوثّق الفيلم معاناتها جراء اعتداءات الاحتلال والمستعمرين المتكررة والهادفة إلى تهجير أبنائها قسرا لصالح التوسع الاستعماري.

اقرأ ايضاًلابيد يقترح مصر لإدارة غزة لـ15 عاما مقابل إسقاط ديونها.. ما رد القاهرة؟

رئيس مجلس قروي سوسيا جهاد النواجعة، أفاد لـ"وفا" بأن قوات الاحتلال أخطرت بهدم مدرسة فلسطين الأساسية المختلطة بمسافر يطا، حيث داهم جنود الاحتلال المدرسة الواقعة بمنطقة اشكارة وسلمت إدارتها إخطارا لهدمها بتاريخ 26 آذار/ مارس الجاري، بحجة عدم الترخيص.

ووفقا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، نفذت سلطات الاحتلال خلال شهر شباط/ فبراير الماضي، 79 عملية هدم طالت 156 منشأة، ووزعت 93 إخطارا لهدم منشآت فلسطينية.

ويتعرض قطاع التعليم في مسافر يطا لانتهاكات واعتداءات متواصلة من الاحتلال ومستعمريه، تصل أحيانا إلى منع الطلبة والمعلمين من الوصول إلى مدارسهم، بحسب المواطنين.

مديرة مدرسة فلسطين الأساسية المختلطة، مها أبو زهرة، بينت لـ"وفا" أن المدرسة تخدم منطقتي اشكارة وجورة الجمل بمسافر يطا، ويصل عدد طلبتها إلى قرابة 140 طالبة وطالبا، منهم 23 في الروضة، وهي مكونة من 6 غرف صفية وغرفتي مديرة ومعلمات ودورات مياه وصرف صحي، وجميعها من الطوب والصفيح.

ويطالب المواطنون في المنطقة، المؤسسات الأممية والدولية التي تعنى بحقوق الإنسان، بتحمل مسؤولياتها في حماية المدارس من تهديدات الاحتلال المتواصلة بحق مسيرة التعليم والكوادر التعليمية، خاصةً بالمناطق النائية والتي يستفيد منها الطلبة الأطفال.

ويصل عدد المدارس في مديرية تربية وتعليم يطا، إلى 105 مدارس، ويبلغ عدد الطلبة 33 ألف طالبة وطالب، منهم 8 آلاف طالبة وطالب في مسافر يطا والبادية والمناطق المحاطة بالمستعمرات في يطا، بحسب مدير العلاقات العامة في المديرية جبرين دبابسة.

ويشير دبابسة لـ"وفا" إلى أن وزارة التربية والتعليم العالي باشرت منذ عام 2016 بإنشاء مدارس "الصمود والتحدي" في مسافر يطا وعددها حتى الآن 10 مدارس، لافتا إلى أن الاحتلال هدم في الأعوام الأخيرة ثلاث مدارس في يطا وهي: خلة الضبع وعميرة وصفي.

وفي توثيقها لانتهاكات الاحتلال بحق التعليم في قطاع غزة والضفة الغربية ما بين السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و11 شباط/ فبراير الماضي، أفادت وزارة التربية والتعليم باستشهاد ما يزيد على 12467 طالبة وطالبا، وإصابة 20311 آخرين في قطاع غزة، فيما استشهد 91 طالبا وطالبة في الضفة، وأصيب 563 آخرين، واعتقل 313.

كما استشهد 569 وأصيب 2703 من الكوادر التعليمة في قطاع غزة، فيما استشهد 3 وأصيب 18 واعتقل ما يزيد على 157 في الضفة الغربية.

ودمر الاحتلال  111مدرسة بشكل كامل و241 تعرضت لأضرار بالغة، و85 تعرضت للقصف والتخريب وجميعها حكومية، إضافة إلى 89 مدرسة تابعة للأونروا تعرضت للتخريب في قطاع غزة، فيما تعرضت 117 مدرسة في الضفة للتخريب في الفترة ذاتها.

وبخصوص الجامعات، تعرضت 20 مؤسسة تعليم عال لأضرار بالغة، كما تم تدمير 51 مبنى تابعا للجامعات بشكل كامل، و57 مبنى بشكل جزئي في قطاع غزة، فيما تعرضت 7 جامعات وكليات لاقتحامات متكررة وتخريب في الضفة الغربية في الفترة ذاتها.

يذكر أن قرى وتجمعات مسافر يطا تعرضت في أكثر من مرة لعمليات هدم وتهجير على يد الاحتلال. ففي عام 1966 هاجمت قوات الاحتلال جنوب الضفة الغربية، وبلدة السموع، وقرى مسافر يطا، وهدمت جزءا كبيرا من تلك التجمعات ومنها قرية "جنبا".

اقرأ ايضاًبيان أردني شديد اللهجة حول قرار إسرائيل وقف إدخال المساعدات

وفي عام 1981 أصدر الاحتلال أمرًا عسكريًا بإغلاق تلك المناطق، وإعلانها منطقة إطلاق نار، وشرع في تنفيذ سلسلة من الاعتداءات على المواطنين، كان أعنفها في 17 رمضان 1985 عندما قام بهدم عدد كبير من منازل المواطنين في تلك التجمعات، وفي صبيحة عيد الفطر من العام ذاته أعاد الاحتلال هجومه على (جنبا، وبئر الغوانمة، والمركز، والفخيت) وهدم ما تبقى منها للمرة الثانية.

وتكرر الأمر عام 1999، عندما شن الاحتلال حملة تهجير قسري لأهالي تلك التجمعات، وأغلق المنطقة بالكامل ونقل بقوة السلاح المواطنين وقطعان الماشية خاصتهم بحافلات، وأبعدهم عن قراهم، إلى منطقة نائية تقع بين قريتي الكرمل والتوانة، وهدم تلك التجمعات للمرة الثالثة.

وبمسافر يطا ما يزيد على 30 قرية وخربة صغيرة تقع على تلال جنوب الخليل جنوب الضفة الغربية، وتعاني من بنية تحتية معدومة، وهي جزء من المخطّط الإسرائيلي الذي وضع قبل أكثر من سبعة أعوام لصالح التوسّع الاستعماري، فقد سمحت سلطات الاحتلال بإقامة عشرات البؤر الاستعمارية العشوائية في المنطقة وتهجير المواطنين الفلسطينيين قسرا منها بذريعة أنها منطقة تدريبات عسكريّة وإطلاق نار حي.

Via SyndiGate.info


� 2022 Palestine News and Information Agency (WAFA). All rights reserved.

عمر الزاغ

محرر أخبار، كاتب وصانع محتوى عربي ومنتج فيديوهات ومواد إعلامية، انضممت للعمل في موقع أخبار "بوابة الشرق الأوسط" بعد خبرة 7 أعوام في فنونالكتابة الصحفية نشرت مقالاتي في العديد من المواقع الأردنية والعربية والقنوات الفضائية ومنصات التواصل الاجتماعي. ‎

الأحدثترند بعد ساعات من فوزها بجائزة "أوسكار" عن فيلم "لا أرض أخرى".. سلطات الاحتلال تخطر بلدة فلسطينية بيان عاجل عن حماس بشأن استمرار اتفاق وقف النار بيان هام من البنك المركزي بشأن القروض والتسهيلات تشكيلات الفرق: ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في دوري أبطال أوروبا 2024-25 تفاصيل إطلالة سيلينا غوميز الخاطفة في حفل الأوسكار 2025.. 16,00 قطرة زجاجية Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: سلطات الاحتلال الضفة الغربیة فی مسافر یطا فی قطاع غزة فی الضفة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يمنح صفة قانونية لـ 19 مستوطنة في الضفة الغربية

منح مجلس وزراء الاحتلال الإسرائيلي صفة قانونية لمستوطنات في الضفة الغربية المحتلة يبلغ عددها 19 مستوطنة، من بينها مستوطنتان تم إخلاؤهما قبل 20 عاما، في إطار عملية انسحاب كان هدفها تعزيز أمن "إسرائيل" واقتصادها.

ونددت السلطة الفلسطينية الجمعة بالقرار الذي أعلن عنه في وقت متأخر من مساء أمس الخميس. وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن بعض المستوطنات حديثة الإنشاء وبعضها قديم.

وجاء اقتراح التقنين من وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش ووزير الحرب يسرائيل كاتس، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".


وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات الإسرائيلية، المقامة على أراض احتلتها في حرب 1967، غير شرعية. ودعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في العديد من القرارات "إسرائيل" إلى وقف جميع الأنشطة الاستيطانية.

ويرفض الاحتلال الإسرائيلي ذلك، ويؤكد أن له روابط تاريخية ودينية بالأرض. وزاد بناء المستوطنات في ظل الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة في "إسرائيل"، مما أدى إلى تفتيت الضفة الغربية وعزل المدن والبلدات الفلسطينية عن بعضها البعض. وتم بناء بعضها بدون ترخيص رسمي من "إسرائيل".

وتضم المستوطنات التسع عشرة اثنتين انسحبت منهما "إسرائيل" في عام 2005 بموجب خطة أشرف عليها رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون وكانت تركز بالأساس على غزة.

وبموجب خطة الانسحاب، التي عارضتها الحركة الاستيطانية آنذاك، صدرت أوامر بإخلاء كل المستوطنات الإسرائيلية في غزة، وكان عددها 21. ولم تتأثر معظم المستوطنات في الضفة الغربية باستثناء أربع.


ووصف الوزير الفلسطيني مؤيد شعبان رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيان صدر هذا الإعلان بأنه خطوة أخرى نحو "إبادة الجغرافيا الفلسطينية"، قائلا "القرار بمثابة تصعيد خطير ويكشف عن النوايا الحقيقية لحكومة الاحتلال في تكريس نظام الضم والفصل العنصري والتهويد الكامل للأرض الفلسطينية".

وأضاف "هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة ممنهجة تقودها حكومة المستعمرين بزعامة نتنياهو وسموتريتش، الرامية إلى شرعنة البؤر الاستعمارية وتحويلها إلى مستعمرات رسمية، بما يكرس السيطرة الإسرائيلية الدائمة على الأراضي الفلسطينية".

ووفقا للأمم المتحدة، بلغت هجمات المستوطنين الإسرائيليين على الفلسطينيين أعلى مستوياتها المسجلة في أكتوبر تشرين الأول إذ نفذ المستوطنون ما لا يقل عن 264 هجوما.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يشن حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية
  • الاحتلال يقتحم بلدة فلسطينية جنوب شرق بيت لحم
  • الاحتلال يمنح صفة قانونية لـ 19 مستوطنة في الضفة الغربية
  • اقتحام إسرائيلي لبلدة عنبتا شرق طولكرم بالضفة الغربية
  • استشهاد فلسطينية وأصيب آخرون في قصف الاحتلال مخيم جباليا بغزة
  • اقتحامات بالضفة وإدانات فلسطينية لقرار إسرائيل بناء وحدات استيطانية
  • الاحتلال يقتحم قرية فلسطينية غرب بيت لحم
  • اليونيفيل: دورية تعرضت لإطلاق نار من دبابة إسرائيلية جنوب لبنان
  • قوات الاحتلال تعتقل 43 فلسطينيًا في عدة محافظات الضفة الغربية
  • قوات الاحتلال تعتقل 43 فلسطينيا في عدة محافظات بالضفة الغربية