سلطنة عُمان تنجح في إجراء أول عملية فصل لتوأم سيامي
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
العُمانية: نجحت سلطنة عُمان في إجراء أول عملية فصل توأم ملتصق من نوع "أمفالوإيشيوباگوس" (Omphaloischiopagus)، أحد أندر أنواع التوائم الملتصقة التي تتشارك في منطقة الحوض مع ارتباط في الأمعاء والجهاز البولي والأوعية الدموية، واستمرت العملية 19 ساعة، ويخضع التوأم العُماني بعد العملية لرعاية طبية مكثّفة وسط تحسُّن مستمر في وضعهما الصحي.
وأُجريت العملية بإشراف مباشر من معالي الدكتور هلال بن علي السبتي وزير الصحة، وضمّ الفريق الطبي عددًا من الأطباء المختصين في مجالات متعددة، ونخبة من الجرّاحين والمجموعات الطبية من المستشفى السُّلطاني ومستشفى خولة ومستشفى المدينة الطبية للأجهزة العسكرية والأمنية ومستشفى نزوى الذين عملوا بتنسيق متكامل ضمن خطة طبية متطورة لضمان النتائج الفضلى.
وتطلبت العملية جهودًا طبية متكاملة بمشاركة مجموعات عُمانية متخصّصة في مختلف المجالات الجراحية والطبية المساندة، ما يعكس التطور الذي وصلت إليه الخدمات الصحية في سلطنة عُمان، ومرت بمراحل دقيقة، بدأت بالتقييم الشامل، والتحضير الجراحي على عدّة مراحل، تلاها إجراء عملية الفصل وإعادة بناء الأنسجة، وأخيرًا مرحلة ما بعد الجراحة ورعاية طبية مكثفة لضمان تعافي التوأم واستقرارهما الصحي.
ويمثّل هذا النجاح الطبي علامة فارقة في القطاع الصحي في سلطنة عُمان، ويؤكّد على قدرة الكفاءات العُمانية على تنفيذ أكثر العمليات الجراحية تعقيدًا وفق أعلى المعايير الطبيّة العالميّة، ما يعزز مكانة سلطنة عُمان في مجال الجراحات المتقدمة.
وقال الدكتور محمد جعفر الساجواني طبيب استشاري أول جراحة أطفال بالمستشفى السُّلطاني، رئيس الفريق الطبّي في عملية فصل التوأم السيامي إنّ التوائم الملتصقة من الحالات النادرة جدًا، ولسوء الحظ فإن الكثير من الأطفال لا يعيشون إما قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها نتيجة التشوهات الخلقية التي لديهم، وهناك العديد من حالات الالتصاق الأخرى إلا أنّ الالتصاق في منطقة الحوض من الحالات القليلة جدًا خاصة لدى البنات وهو ما يزيد من تعقيدها لوجود العديد من الأجهزة في هذه المنطقة المعقّدة.
وأضاف: كنّا نتابع الحالة أثناء الحمل وتمّ التواصل مع أطباء الحوامل، وقررنا أن يتم إجراء العملية وعلاجهم في سلطنة عُمان، وجرت الولادة بكل يُسر، وتمّ نقل التوأم إلى العناية المركزة للأطفال الخدّج، مشيرًا إلى وجود بعض التحدّيات التي استطعنا تجاوزها خلال 11 شهرًا من التحضيرات والاجتماعات والأشعّات لمعرفة مكان الالتصاق والأجهزة المشتركة بين التوأم.
وأضاف أنّ ما ساعدنا في التحضير للعملية هو التخصُّصات والكفاءات العُمانية الموجودة في سلطنة عُمان حيث أجرينا العملية في السابع من فبراير الماضي، وبحمد الله وتوفيقه تمّ فصل التوأم بنجاح.
من جانبه أشار الدكتور مهند محمد بطل طبيب استشاري جراحة أطفال إلى العلامة الفارقة الذي يمثّله النجاح الطبي في القطاع الصحي العُماني، مما يؤكّد على قدرة الكفاءات العُمانية على تنفيذ أكثر العمليات الجراحية تعقيدًا وفق أعلى المعايير الطبية العالمية، ويعزز مكانة سلطنة عُمان في مجال الجراحات المتقدمة.
ووضّح الدكتور علي بن طالب الجابري طبيب استشاري أول عناية مركزة حديثي الولادة، رئيس قسم العناية المركزة لحديثي الولادة أنّ أطباء النساء والولادة اكتشفوا الحالة مبكرًا، ثم تم التنسيق مع أطباء العناية المركزة لتكون ولادتهما آمنة بعملية قيصرية، وتكلّلت الجهود بعمل مؤسسي وتخطيط لمدة ما يقارب سنة، بدأت بمتابعة يومية لحالة التوأم وما بها من مضاعفات تم التغلب عليها، وبعدها خطّط أطباء الجراحة والتخدير والتجميل والأشعة لإجراء العملية، مؤكّدًا على أنّ هذا النجاح هو نجاحٌ للنظام الصحي ونجاحٌ للأطباء العُمانيين القادرين على تنفيذ هذا النوع من العمليات النادرة.
وقالت الدكتورة نوال بنت عبد الله الشرجية طبيبة استشارية جراحة مسالك بولية أطفال إنه في حالة التوأم السيامي الملتصق من الحوض، تكون هناك التصاقات في المسالك البولية وفي الحوالب وهذه من أبرز التحدّيات التي واجهناها خلال الجراحة، مؤكّدة على أن وجود فريق متميز من أطباء الأشعة ساعد في كشفها واستطعنا التعامل معها وخططنا لها منذ 11 شهرًا.
من جانبه أشار الدكتور مسعود بن ناصر العبدلي طبيب استشاري جراحة عظام أطفال بمستشفى خولة إلى أنه جرى تكوين فريق جراحة عظام الأطفال من مختلف التخصُّصات المعنية بجراحة عظام الأطفال منها جراحة العمود الفقري وجراحة الحوض من مختلف المستشفيات، مضيفًا أنه عُقد الكثير من الاجتماعات التحضيرية لمناقشة التفاصيل سواءً داخل الفريق نفسه أو مع التخصُّصات الأخرى للاستعداد لهذه العملية، وتمثّل دور جراحي عظام أطفال في فصل التوأم في منطقة الحوض وعمل قطع حوضي لتقريب الأطراف السفلية مع بعضها.
ولفت الدكتور شيخان بن ناصر الهاشمي، طبيب استشاري جراحة ترميم وتجميل أطفال بمستشفى خولة إلى أن حالة الالتصاق السيامي من الحالات النادرة على مستوى العالم وهذه الحالة تتمثل في الالتصاق في منطقة الحوض وهي من أكثر الحالات نُدرة إذ تتطلب تحضيرًا مبكرًا، فالفائدة الأساسية في عملية فصل التوأم السيامي هي تحضير الأنسجة بحيث تتمكن كل طفلة من المحافظة على الأنسجة الحيوية والأعصاب والشرايين الرئيسة الخاصة بها، وهذا ما تم ولله الحمد من خلال تحضير الأنسجة وترميم عضلات منطقة الحوض مع المحافظة على الأنسجة الأساسية المهمة.
وبينت الدكتورة رملة مال الله القصاب طبيبة استشارية أولى تخدير وعناية مركزة، مديرة فريق التخدير لعملية فصل التوأم أنّ التخدير في أي عملية جراحية من أهم المراحل التي تضمن نجاحها، إذ تم التحضير من قبل فريق التخدير في لحظة قرار عمل العملية في المستشفى السُّلطاني، والبدء بتشكيل فريق تخدير بكل عناية من أطباء فنيين وممرضي تخدير إضافة إلى مراجعة جميع بروتوكولات التخدير في مثل هذه العمليات الجراحية خاصة وأنها أول عملية تُجرى من هذا النوع.
ووضّحت الدكتورة فرحانة بنت إسحاق العثمانية طبيبة استشارية في العناية المركزة للأطفال بالمستشفى السُّلطاني أنّ إجراء هذا النوع من العمليات يستغرق مدة طويلة ويسبب مضاعفات والتهابات، ولكن تعاملنا مع الحالة بتميز، وجرى تقديم العناية الصحية اللازمة.
وأعرب سعيد المصلحي، والد التوأم عن شكره لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظّم /حفظهُ اللهُ ورعاهُ/ مشيدًا بتفاني واحترافية الفريق الطبي وكل من أسهم في إجراء هذه العملية النوعية التي تكللت بالنجاح.
وقالت رقية بنت عبدالله الجردانية، ممرضة، ومسؤولة جناح العمليات: عقدنا العديد من الاجتماعات والتحضيرات للتجهيز لاحتياجات إجراء هذه العملية، وتمّ التنسيق مع الفرق الأخرى ومن مستشفى خولة الذين قدّموا لنا الدّعم من كوادر واحتياجات حتى انتهاء عملية فصل التوأم.
يذكر أنّ نسبة حدوث التوأم الملتصق عالميًّا تقدر بحالة واحدة لكل 200,000 إلى 1,000,000 ولادة، بينما يُعدُّ نوع "أمفالوإيشيوباگوس" من أندر الحالات المسجلة، ما يجعل هذا النجاح الطبي العُماني إنجازًا استثنائيًّا.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: عملیة فصل التوأم العنایة المرکزة طبیب استشاری الع مانیة ع مانیة
إقرأ أيضاً:
صحة الدقهلية: إجراء 41 ألف جلسة علاج طبيعي خلال سبتمبر
كثفت إدارة العلاج الطبيعي بالدقهلية جهودها خلال شهر سبتمبر 2025، حيث نفذت (70) جولة مرورية على أقسام العلاج الطبيعي بالمستشفيات والوحدات الصحية التابعة لإدارات ميت غمر، نبروه، السنبلاوين، أجا، بلقاس، شربين، منية النصر، المنصورة، دكرنس، محلة دمنة، تمى الأمديد، الجمالية، المطرية، الكردي، والمنزلة، لمتابعة سير العمل وأداء الخدمة المقدمة للمرضى.
وأكد الدكتور حمودة الجزار وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، أن قطاع العلاج الطبيعي يعد من الركائز الأساسية في المنظومة الصحية، مشيرًا إلى أن الجهود المبذولة خلال الشهر تعكس حرص المديرية على تحسين جودة الخدمات وتأهيل المرضى وفق أحدث الأساليب العلمية.
وأضاف أن الوزارة، لا تدخر جهدًا في دعم الأقسام بالأجهزة الحديثة وتدريب الكوادر بما يحقق أفضل خدمة ممكنة للمرضى، في إطار تطوير شامل للقطاع العلاجي على مستوى المحافظة.
ومن جانبه، أوضح الدكتور السيد فاروق وكيل المديرية للطب العلاجي، أن إدارات العلاج الطبيعي شهدت طفرة واضحة في معدلات الأداء، حيث بلغ إجمالي عدد الجلسات 41,305 جلسة، وبلغ عدد المرضى 5,873 مريضًا، بإجمالي تردد 24,856 مريضًا على أقسام العلاج الطبيعي بالمستشفيات والوحدات.
وأشار إلى أن عدد مرضى الغسيل الكلوي المتلقين لجلسات العلاج الطبيعي بلغ 821 مريضًا، بإجمالي 9,443 جلسة مخصصة لهم، كما بلغ عدد المرضى بأقسام الداخلي والعناية 664 مريضًا، تلقوا 2,031 جلسة علاجية خلال الشهر.
وفيما يتعلق بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بلغ عددهم 323 طفلًا، تلقوا 1,480 جلسة علاج طبيعي، بالإضافة إلى 554 طفلًا في الحضانات وعناية الأطفال، تلقوا 1,119 جلسة علاجية متخصصة.
وأضافت الدكتورة سارة مكاوي مدير إدارة العلاج الطبيعي، أن الإدارة نفذت 53 اجتماعًا فنيًا وورشة تدريبية بمختلف المستشفيات والإدارات الصحية، شملت ميت غمر، المنصورة، منية النصر، أجا، جمصة، السنبلاوين، دكرنس، بلقاس، تمى الأمديد، شربين، المنزلة، المطرية، وذلك بهدف رفع الكفاءة الفنية للأخصائيين وتحسين مستوى الخدمة العلاجية المقدمة.
كما تم دعم عدد من المستشفيات بأجهزة جديدة من وزارة الصحة، منها جهازي تنبيه كهربائي وموجات فوق صوتية (PTL) لمستشفى ميت غمر المركزي، وجهاز ليزر علاجي لمستشفى بلقاس المركزي، وآخر لمستشفى السنبلاوين العام، بما يسهم في تحسين جودة الخدمة العلاجية المقدمة للمرضى.
وأوضحت مكاوي، أنه تم تشغيل عيادة الأطراف الصناعية بمستشفى دكرنس العام وبدء استقبال الحالات ضمن البرنامج التأهيلي للحالات، بالإضافة إلى معاينة وحدات ميت محمود، برق العز، وسلكا التابعة للإدارة الصحية بالمنصورة استعدادًا لافتتاح أقسام علاج طبيعي جديدة بها.
كما تم معاينة مستشفى حميات المنصورة تمهيدًا لافتتاح قسم للعلاج الطبيعي بها، بدعم من الوزارة بتجهيزات جديدة تشمل جهاز تيارات وجهاز موجات فوق صوتية، إلى جانب تجهيز قسم العلاج الطبيعي بوحدة طب أسرة الدمايرة التابعة لإدارة بلقاس الصحية استعدادًا للافتتاح.
واختتمت مدير إدارة العلاج الطبيعي تصريحها بالإشارة إلى مشاركة الإدارة مع إدارة العلاج الحر في معاينات مراكز العلاج الطبيعي واستصدار التراخيص اللازمة، مؤكدة أن هذه الجهود تأتي ضمن خطة مديرية الشئون الصحية بالدقهلية للارتقاء بمستوى خدمات العلاج الطبيعي وتوسيع نطاقها لتشمل جميع المرضى على مستوى المحافظة.
وذلك في إطار تعليمات الدكتور حمودة الجزار وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، وحرصه على المتابعة الميدانية المستمرة لرفع كفاءة الخدمات العلاجية المقدمة للمرضى بمختلف المستشفيات والإدارات الصحية .