(٣ مارس عيد يوم وحدة السودان) ، إنه شعار مثل غيره من الشعارات التي ادمنا ترديدها وحالنا اليوم يحتم علينا أن نقلل من الحماسة الفارغة ونوم العوافي وأحلام اليقظة وان ننظر بعين فاحصة للقاعدة الذهبية ( وأمرهم شوري بينهم ) !!..
حتي لا نغرق في الوهم ونغطس في الطين والوحل أكثر من ذلك ، أن الأمر في غاية البساطة إذا عاد وعينا الذي خرج في إجازة طالت واستطالت ودولاب أي شيء يقف محلك سر ، طبيعة الأشياء والمنطق والإدراك السليم أن أي أمة من الأمم لابد أن يكون بين أفرادها اتفاق ليس بالضرورة أن يكون هذا الاتفاق محل إجماع الغالبية العظمى ولكن عندما يصل المواطن بصفته صاحب المصلحة الحقيقية الي قانون أو ميثاق أو دستور يكون ملزما للكافة حتي الذين عارضوه علي اعتبار أن الكيان الذي سيفوز في الانتخابات ليس مخلدا ولن يكون منفردا بالقرارات طالما أن هنالك معارضة مسؤولة له بالمرصاد تدقق معه في الشأن الوطني من أجل الصالح العام وليس من أجل المناكفة وشراء الذمم وهذا كله علي اعتبار أن الانتخابات تمت في أجواء صافية وان لجنة الانتخابات محايدة تماما تؤدي عملها في مهنية عالية وبكفاءة نادرة وان النظام القائم يكون مثله ومثل بقية الجماعات المنافسة له ينتظر النتيجة ويقبلها بروح طيبة سواء كانت له أو عليه ويهنيء الفائز وتتم عملية التسليم والتسلم مثل بندول الساعة وتبدأ دورة جديدة في الحكم بوجوه جديدة يطبقون برنامجهم الذي قدموه للناخبين الذين أن رأوا في آخر المطاف أن البرنامج جيد لاغبار عليه جددوا لهم الثقة والا سحبوا البساط من تحت أقدامهم لو كانت فترتهم لا عمل فيها ولا ثمرة وانما كلها تمكين لاهل الثقة وإبعاد لاهل الخبره وفي هذا الاثنان يفقد الوطن عقله نتيجة انهيار التعليم ويفقد عافيته لضياع الصحة وماذا ينتظر من مواطن مريض وجاهل غير العواء والصراخ الذي يذهب مع الريح ولايبقي إلا الفراغ العريض !!.
كنا سنكون سعداء لو أن الطرفين المتحاربين قد وفرا علي الاقل عربة إسعاف واحدة للإسراع بالجرحي الي ماتبقى من مشاف وهذه المشافي علي قلتها لم تسلم من الاذي وبين كل وقت وحين تنهال عليها الدانات في حقد دفين وكان بينها وبين المتحاربين حقد مبيت !!..
لا نريد حكومة يتداول حولها أفراد لا ندري هم مليشيات ام أحزاب سياسية وكان الأولي أن تنتظم هذه المجموعات في أحزاب ببرامج معلومة قابلة للاختيار أو الرفض من جانب الشعب وحتي الآن وفي ظل هذه الفوضي العارمة الشعب غير جاهز لعمل كبير وخطير هو الانتخابات التي تقول الكلمة التي يجب أن يحكم بها أبناء الوطن في تراض ووفاق ومن الجانب الآخر فإن حكومة الأمر الواقع ليست مفوضة بأن تؤسس لنظام حكم يبدو أن ملامحه قد بانت مثل شمس الظهيرة والمولود الذي سيطل علينا كنظام سياسي لن يكون مختلفا عن نظام المخلوع ومن شابه أباه فما ظلم كما يقولون ونعني أنه لا جديد تحت الشمس وسيظل الحاكم هو الذي يتكلم ويتكلم ويختزل في داخل بزته العسكرية وعلي اضواء نياشينه والنجوم التي ترصع كتفه وعصا المارشالية في غياب تام لاي مجلس نيابي أو اي شوري ولادستور وقضاء مستقل ولا فصل بين السلطات وفي الحشود المصنوعة إياها ينبري أحدهم ويخاطب الرئيس القائد بأن يسير بالبلاد حاكما لمدة خمس سنوات وعلي الجيش أن يهيمن علي الأوضاع السياسية ... هذا الشخص إذا سألناه هل هنالك من فوضه ليقول مثل هذا الكلام أم أنه تطوع من تلقاء نفسه بكل طيبة السودانيين واعطي عطاء من لايملك لمن لايستحق ... وهذه مصيبتنا الكبري التي اورثنا لها تحول التعليم الي قطع غيار أو قطع مفككة كما يقولون في المغرب أو الي جزر معزولة ولحم راس .
تصوموا وتفطروا علي خير ونسأل الله سبحانه وتعالى أن تتوقف هذه الحرب اللعينة العبثية المنسية وان نعود لديارنا الحبيبة سالمين غانمين سعيدين فرحين مستبشرين وصلي الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين .
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
غزة تحت المقصلة.. عندما تحول إسرائيل التجويع إلى عقيدة حرب علنية
الثورة / متابعات
في مشهد يعيد إلى الأذهان أكثر صفحات التاريخ ظلمةً، يجد الفلسطينيون في قطاع غزة أنفسهم منذ أشهر طويلة في قلب مأساة إنسانية مركبة، يتصدرها هذه المرة سلاح ليس من الحديد والنار، بل من الخبز والماء والدواء.
سلاح التجويع، الذي كان يُمارس لسنوات بغطاء دبلوماسي أو مبررات أمنية، أصبح اليوم يُنفّذ بصورة علنية وممنهجة، وفق ما كشفته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير صادم.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أعاد تفعيل سياسة “التجويع الجماعي” ضد سكان غزة، هذه المرة دون مواربة، وبدعم مباشر من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
الاستراتيجية، التي تُصنّف دوليًا ضمن جرائم الحرب، تُنفّذ الآن بجرأة، دون اكتراث لقوانين دولية أو لنداءات إنسانية.
من الحصار إلى الجوع المُمنهج
منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير 2025، شهدت غزة انفراجة محدودة في إدخال المساعدات، سرعان ما تبخرت مطلع مارس عندما أغلقت إسرائيل المعابر كافة. لم يكن الإغلاق قرارًا عابرًا، بل جزء من تكتيك سياسي لليّ ذراع فصائل المقاومة في مفاوضات التهدئة، حسبما نقلت الصحيفة.
نتيجة ذلك، عادت الطوابير أمام المخابز التي سرعان ما توقفت عن العمل، وعاد السكان للشرب من مياه مالحة ملوثة، فيما بدأ مخزون الوقود والإمدادات الطبية ينفد بشكل ينذر بانهيار كامل للمنظومة الإنسانية في القطاع المحاصر.
صيام الجسد والكرامة
حلّ شهر رمضان هذا العام على الغزيين وهم يبحثون عن أدنى مقومات الإفطار.
الخبز بات عملة نادرة، ومياه الشرب النظيفة لم تعد متاحة لأكثر من 600 ألف مواطن، بعد أن أوقفت إسرائيل الكهرباء عن محطات التحلية.
القطاع الصحي، المنهك أصلًا، يئن تحت وطأة نقص الإمدادات.
فقد سُجّلت وفاة ستة أطفال رضع في فبراير الماضي بسبب انخفاض حرارة أجسادهم، وسط نقص حاد في البطانيات والرعاية الطبية.
فيما تعجز المستشفيات عن استقبال حالات جديدة بسبب شح الوقود اللازم لتشغيل المولدات.
المواد الغذائية الطازجة اختفت تقريبًا، ومعها بدأت الأسعار في التحليق إلى مستويات غير مسبوقة، لتجعل وجبة بسيطة حلمًا بعيد المنال لعائلات فقدت مصادر دخلها ومدخراتها.
⭕️ المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل:
▪️في غزة أطفال ينامون بلا طعام وأمهات يخفين دموع الجوع خلف ابتسامة مُرهقة وآباء يعودون بلا شيء إلا الحزن.
▪️الجوع في غزة ليس فقرا بل عقوبة ليس حالة إنسانية بل جريمة ترتكب بحق شعب أعزل.
صمت دولي.. وتواطؤ ناعم
ما يثير القلق أكثر من الجريمة نفسها، هو الصمت الصارخ للمجتمع الدولي. فبينما تحذر الأمم المتحدة من كارثة إنسانية وشيكة، تكتفي الدول الكبرى بالتصريحات “القلقة”، فيما تتعامل بعض العواصم الغربية مع المساعدات الإنسانية كأوراق تفاوض سياسية.
منظمات الإغاثة والأمم المتحدة وصفت هذا التجويع العلني بأنه “انتهاك جسيم للقانون الدولي الإنساني”، لكن دون تحرك فعلي أو مساءلة. أما إسرائيل، فتمضي قدمًا في خطتها مستندة إلى واقع سياسي يسمح لها باستخدام الغذاء كسلاح دون مساءلة.
إعاقة ممنهجة لجهود الإعمار
حتى المبادرات الرامية لبناء مستقبل أفضل لغزة تُواجه بالمنع، منظمات حاولت توزيع بذور زراعية، وأخرى شرعت في إعادة تأهيل شبكات المياه أو إزالة الأنقاض، اصطدمت بقرارات إسرائيلية تمنع دخول المعدات الثقيلة والمولدات وحتى الأنابيب البلاستيكية.
ما يجري في غزة لا يُمكن اختصاره في عنوان إخباري أو تقرير إنساني، بل هو نموذج مكتمل لعقيدة عقاب جماعي، تُمارس بوعي وبغطاء سياسي دولي، وتجعل من الحصار أداة حرب ومن المساعدات ورقة مساومة.