توفي الأسترالي جيمس هاريسون -المعروف بلقب "الرجل ذي الذراع الذهبية"- عن عمر 88 عاما، بعد مسيرة استثنائية في التبرع بالدم أنقذ خلالها حياة أكثر من مليوني طفل، وفق جمعية الصليب الأحمر الأسترالي التي أكدت وفاته في بيان رسمي.

وقالت عائلته إنه فارق الحياة بسلام أثناء نومه في 17 فبراير/شباط، داخل دار رعاية في ولاية نيو ساوث ويلز بأستراليا.

Blood donor who saved 2.4 million babies with his rare plasma dies at age 88 https://t.co/zLYUfd6w67 pic.twitter.com/2Mzy4xX0Oh

— New York Post (@nypost) March 3, 2025

وامتلك هاريسون بلازما دم تحتوي على أجسام مضادة نادرة تُعرف باسم "آنتي-دي" (Anti-D) وهي مادة حيوية تُستخدم في إنتاج علاج وقائي يمنع الحوامل من مهاجمة الأجنة بسبب عدم توافق فصائل الدم، مما يحمي الأطفال من اضطرابات دموية خطيرة قد تؤدي إلى تلف الدماغ أو الوفاة.

وأوفى هذا المتبرع بوعد قطعه على نفسه عندما كان في سن 14 عاما، بعد أن تلقى عمليات نقل دم لإنقاذ حياته خلال جراحة كبرى في الصدر، وتعهد بأن يصبح متبرعا بالدم لإنقاذ الآخرين.

وبالفعل، بدأ التبرع بالبلازما في سن 18 عاما، واستمر في فعل ذلك كل أسبوعين حتى بلغ 81 عاما، ليصبح أحد أكبر المتبرعين بالدم في العالم، حيث تبرع 1173 مرة.

When doctors told James Harrison his blood has unique, disease-fighting antibodies, he started donating plasma every week. For 60 years. His rare blood has helped save the lives of more than 2.4 million babies. https://t.co/f2TnXgozWf pic.twitter.com/NhrSYg1FHv

— CNN Business (@CNNBusiness) May 19, 2018

إعلان

وقبل اكتشاف الأجسام المضادة في دم هاريسون، كانت أستراليا تعاني من ارتفاع معدل وفيات الرضع بسبب مرض انحلال الدم لدى الجنين والوليد، وهي حالة تحدث عندما يهاجم جهاز المناعة لدى الأم خلايا دم الجنين، مما يؤدي إلى فقر دم حاد أو تلف دماغي أو حتى وفاة الجنين.

ولكن مع اكتشاف الأطباء للأجسام المضادة في دمه عام 1967، أصبح بالإمكان إنتاج علاج "آنتي-دي" الذي يُعطى للحوامل المعرضات للخطر، مما أدى إلى إنقاذ حياة مئات الآلاف من الأطفال كل عام.

وتقول جيما فالكينماير من خدمة الدم التابعة للصليب الأحمر الأسترالي، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأميركية عام 2015 "قبل عام 1967، كان هناك آلاف الأطفال يموتون سنويا، ولم يكن الأطباء يعرفون السبب. النساء كن يعانين من إجهاض متكرر، والأطفال كانوا يولدون بتلف في الدماغ. لكن مع اكتشاف الأجسام المضادة في دم جيمس، تغير كل شيء".

ومن جانبها، قالت تريسي ميلوشيب (ابنة هاريسون) إن والدها كان فخورا جدا بإنقاذ أرواح الكثير من الأطفال لقد "فعل ذلك عن قناعة خالصة، دون أن يطلب شيئا في المقابل. كان يؤمن أن بإمكانه تغيير حياة الناس من خلال عمل بسيط ولكنه عظيم".

45 ألف حامل تستفيد سنويا

واليوم، لا يزال العلاج المستخرج من دماء هاريسون يُستخدم في أستراليا لحماية أكثر من 45 ألف أم وأطفالهن سنويا. ورغم وجود أقل من 200 متبرع بمضاد "دي" في البلاد، فإن جهودهم مستمرة للحفاظ على هذا العلاج الثمين.

ويعمل العلماء في معهد والتر وإليزا هول للأبحاث الطبية في أستراليا على تطوير مضاد "دي" صناعي يمكن إنتاجه في المختبر، مستندين إلى دم هاريسون وغيره من المتبرعين. ويأمل الباحثون أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى توفير العلاج للحوامل في جميع أنحاء العالم.

ونظرا لإسهاماته الطبية الفريدة، اعتُبر هاريسون بطلا قوميا وحصل على وسام أستراليا، وهو أحد أعلى الأوسمة الوطنية التي تمنحها البلاد.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان

إقرأ أيضاً:

FT: خطة نتنياهو الكارثية لغزة لن تؤدي إلا لمزيد من الدمار وخسارة الأرواح

نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية، افتتاحية، قالت فيها إنّ: "القادة الأجانب يقومون ومنذ أسابيع بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لوقف حربه الكارثية في غزة، وبدلا من ذلك أمر مجلسه الأمني المصغر، الجيش، بخوض عملية جديدة في القطاع الممزق والسيطرة عليه بالكامل".

وأبرزت الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21" أنّه: "من شأن الخطة الجديدة أن تلحق المزيد من الموت والدمار بـ2.1 مليون فلسطينيا داخل القطاع المحاصر. وهذا يعني مقتل المزيد من المدنيين وتهجير مئات الفلسطينيين، قسرا، مرّة أخرى، حتّى في الوقت الذي تطارد فيه المجاعة، القطاع المحاصر".

وأضاف: "لن تكون هذه سوى البداية، ومن المرجح أن تكون الأهداف التالية هي المناطق الحضرية في وسط غزة حيث لم تنتشر القوات الإسرائيلية على نطاق واسع بعد، حيث يعتقد أن حماس تحتجز أسرى إسرائيليين هناك".

وأردف: "بتأييده للخطة يقول نتنياهو للعالم الذي يزداد استئياءه منه أنه لا يهتم بما يقول، بل ويلوّح له بعلامة الاحتقار والتحدّي المعروفة في بريطانيا (رفع السبابة والإصبع الأوسط وراحة اليد للداخل)، كما أنه يتجاهل نصائح قادته العسكريين ورغبات عائلات الأسرى وغالبية الإسرائيليين".

وأضافت الصحيفة أنّ: "توسيع مجال الحرب، سيكون كارثيا على إسرائيل والفلسطينيين. وسيعرض حياة الأسرى لدى حماس. وسيعني ذلك تعبئة آلاف من جنود الاحتياط وإرهاق جيش منهك وتعريض المزيد من أرواح الإسرائيليين للخطر. كما سيزيد من تآكل المكانة الأخلاقية لإسرائيل".

وأوردت أنّ: "الدولة اليهودية، فقدت ومنذ زمن طويل أي مبرر لمواصلة عدوانها، مع تزايد الأدلة على جرائم الحرب ومقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين. ومع ذلك، يصر نتنياهو على أن مهمته هي "النصر الكامل" على حماس: ويعني بهذا تحرير الأسرى ونزع سلاح غزة، وضمان السيطرة الإسرائيلية على القطاع".

واستدرك: "لكنه لم يقدم قط خطة متماسكة تتجاوز تدمير القطاع وتهجير الفلسطينيين قسرا. وقبل الإعلان عن التوسع الأخير، كان ما يقرب من 90% من غزة خاضعا لأوامر إخلاء إسرائيلية أو داخل مناطق عسكرية".

وتقول "فايننشال تايمز" إنّ: "نتنياهو لم يفكر جديا قط في أي بديل محتمل. فقد عكفت بريطانيا وفرنسا ودول عربية على صياغة خطة تتوخّى تشكيل لجنة من التكنوقراط الفلسطينيين، بدعم من السلطة الفلسطينية، لحكم غزة، على أن تشرف على الأمن الشرطة المحلية وأفراد من السلطة الفلسطينية". 

واسترسلت: "قد طرحوا فكرة نشر قوة دولية "لتعزيز الاستقرار" في القطاع. والأهم من ذلك، أن الدول العربية انضمت إلى حلفائها الأوروبيين في الاعتراف علنا بضرورة تخلي حماس عن السلطة ونزع سلاحها. ومع أن الخطة ليست مثالية، وقد لا تكون قابلة للتنفيذ، لكنها أفضل بكثير من البديل الذي يعتزم نتنياهو السعي إليه".


وتابعت: "رفض وبشكل مستمر الجهود الأمريكية والعربية لضمان وقف إطلاق نار دائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وبدلا من ذلك، يقدم نتنياهو، الذي يحاكم بتهمة الفساد والمرتبط بالمتطرفين في ائتلافه الحاكم، مصالحه السياسية على مصالح الإسرائيليين".

وتعتقد صحيفة "فايننشال تايمز" أنّ: "الرئيس دونالد ترامب هو الرجل الوحيد الذي يملك الثقل السياسي لمحاسبة نتنياهو. لكن بينما يبدو أن الرئيس الأمريكي قد أدرك أخيرا حجم المجاعة التي سببها استخدام إسرائيل للمساعدات كسلاح، فإنه إما غير راغب أو غير قادر على إجبار نتنياهو على إنهاء الحرب". 

واختتمت الافتتاحية بالقول: "هو في هذا، لا يخذل الفلسطينيين فحسب، بل إسرائيل أيضا. وتعتقد أن هناك فرصة فرصة ضئيلة لمنع تحول مخطط نتنياهو الكارثي الأخير إلى واقع. ويجب على ترامب، وحلفاء إسرائيل الآخرين، التحرك الآن لمنعه".

مقالات مشابهة

  • FT: خطة نتنياهو الكارثية لغزة لن تؤدي إلا لمزيد من الدمار وخسارة الأرواح
  • المغنية الأمريكية مادونا: لا أطيق رؤية معاناة أطفال غزة
  • هل يقع الطلاق وقت الغضب في غياب الزوجة؟.. الإفتاء تجيب
  • طفل ينقذ شقيقته من محاولة اختطاف في اليمن في وضح النهار
  • الموت ينتظر الضحايا الجدد.. 400 حالة وفاة و6 آلاف إصابة بـ”الكوليرا” في دارفور
  • غريق كل دقيقتين.. خطر صامت يحصد الأرواح حول العالم
  • أكثر من 3 ملايين وفاة غرقًا خلال عقد واحد
  • الكوليرا يجتاح بلداً عربياً.. 225 وفاة وأكثر من 5 آلاف إصابة
  • هذا ما سيحدث لك إذا رفعت ذراعيك إلى الأعلى لفترة طويلة ؟
  • تركيا.. زيادة في عدد الأطفال المحتاجين للدعم المالي