رمضان زمان.. صينية الشهر الكريم من كل بيت إلى مائدة البسطاء
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
في خضم أيام شهر رمضان المبارك، حين تهب رياح الذكريات على أرواحنا وتغمر قلوبنا بأجواء الماضي، نجد أنفسنا نستعيد طقوسًا مميزة وعاداتٍ ما زالت تروي لنا حكايات من زمن مضى.
ومن أبرز هذه العادات التي ما زالت حية في بعض المناطق الشعبية والريفية والصعيدية، هي "صينية رمضان" التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالروح الطيبة للمجتمع المصري في الشهر الكريم.
كانت البيوت المجاورة للمساجد هي أول من يشعر بالواجب تجاه المصلين الذين يأتون لصلاة المغرب، فيستشعرون أن لحظات الإفطار يجب أن تكون مُفعمة بالرحمة والمشاركة.
فلا يتأخر هؤلاء القاطنون عن حمل صواني الطعام – كل حسب استطاعته – ليضعوها بين يدي عامل المسجد، الذي يبدأ فورًا في توزيع الطعام على المصلين بعد الصلاة، وكأن هذه الصواني ليست مجرد طعام، بل هي تعبير عن الإنسانية والروح المشتركة التي تزداد بريقًا في هذا الشهر المبارك.
ورغم أن الأطعمة التي كانت تقدم في هذه الصواني لم تكن فاخرة أو مكلفة، إلا أنها كانت مليئة بالحب والعطاء، غالبًا ما كانت الأطباق تتكون من خضروات مطبوخة بسيطة، خالية من اللحم، لكن ذلك لم يكن ناتجًا عن البخل أو التقشف، بل كان انعكاسًا لحال معظم البيوت في تلك الفترة، كان الجزارون يقتصرون على العمل يوم الجمعة فقط، بينما في الأيام الأخرى كان الكثير من البيوت يعتمدون على الدواجن والبط التي تربى في المنازل.
كانت تلك اللحظات أكثر من مجرد تقديم طعام، كانت رمزًا للتكافل الاجتماعي، وتعبيرًا عن المساواة في أيام رمضان المباركة.
هذه الصواني التي كانت تدور بين الأيدي، لم تكن تحمل الطعام فقط، بل كانت تحمل رسالة مفعمة بالعطاء، والمحبة، والرحمة، لتظل واحدة من أبرز الذكريات التي تجعل رمضان أكثر من مجرد شهر للعبادة، بل هو شهر لتجديد الروابط الإنسانية.
ولم تكن تلك المائدة السريعة التي تُعد بعناية سوى رمز من رموز المحبة، التي تزداد إشراقًا بين قلوب البشر في أيام الخير، وتبقى هذه العادة محفورة في ذاكرة كل من عاش تلك اللحظات.
رمضان، شهرٌ يمسح الغبار عن أرواحنا ويعلمنا أن العطاء ليس في المال فقط، بل في الوقت، والمشاركة، والتضامن.
مشاركة
المصدر: اليوم السابع
كلمات دلالية: رمضان زمان شهر رمضان
إقرأ أيضاً:
"كبار العلماء" تبحث موضوعات مُحالة من "المقام الكريم" وتستدعي خبراء لاستطلاع آرائهم
عقدت هيئة كبار العلماء برئاسة سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، اليوم، اجتماعها الدوري الـ(97)، وذلك بمقر الهيئة في محافظة الطائف.
وجرى خلال الاجتماع بحث عددٍ من الموضوعات المُحالة إليها من المقام الكريم، وبعض الجهات الحكومية، والموضوعات المدرجة على جدول أعمال المجلس.
أخبار متعلقة إسلام آباد.. تفاصيل لقاءات رئيس أركان القوات البحرية في باكستانحالة الطقس المتوقعة ليوم الخميس في المملكةالقيادة تعزّي رئيس نيجيريا في وفاة الرئيس السابق محمد بخاري .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } "كبار العلماء" تبحث موضوعات مُحالة من "المقام الكريم" وتستدعي خبراء لاستطلاع آرائهم بحوث محكمةوأوضح الأمين العام لهيئة كبار العلماء الدكتور فهد بن سعد الماجد، أن أعمال الجلسة يبدأ الاستعداد لها مبكرًا منذ انتهاء الجلسة السابقة؛ حيث كوّنت الهيئة على هامش اجتماع المجلس لجانًا استشارية، تضم عددًا من أعضاء الهيئة ومن المختصين من ذوي الكفايات المرموقة؛ لتقديم رؤى متخصصة، ورفعت اللجان تقاريرها للهيئة للنظر فيها.
وأعدت الأمانة العامة بحوثًا محكمة في الموضوعات المدرجة من مختلف التخصصات؛ بهدف دراسة جميع جوانب النظر في تلك الموضوعات، كما استدعت مجموعة من الخبراء لاستطلاع آرائهم وتقويماتهم حول بعض الموضوعات ذات الاختصاص.
ورفع الدكتور الماجد، الشكر لخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -حفظهما الله-، على ما تلقاه الهيئة من دعم ورعاية مكنتها بفضل الله تعالى من أن تقوم بدورها المُناط بها.