بسطات البلد.. تجسد عبق رمضان وذكريات الماضي في جدة التاريخية
تاريخ النشر: 4th, March 2025 GMT
تشهد جدة التاريخية خلال موسم رمضان 1446هـ، الذي تنظمه وزارة الثقافة تحت شعار “عادت ليالينا”، إقبالًا واسعًا من الزوار والسياح الذين يتوافدون للاستمتاع بفعاليات وأجواء رمضانية تنبض بروح التراث، وتتجلى العادات والتقاليد الأصيلة التي تبرز الهوية الثقافية المتجذرة التي تعايشت مع تطورات الزمن دون أن تفقد أصالتها.
وتعد فعالية بسطات البلد، إحدى أبرز الفعاليات الرمضانية، وتحوّلت المنطقة المخصصة لها إلى نقطة التقاء لعشّاق المأكولات الشعبية، إذ تصطف عربات الطعام والأكشاك التقليدية والمقاهي في زوايا الحارات القديمة، لتقدم أشهى الأطباق والمشروبات وسط مشاهد تستحضر روح الماضي.
وفي هذه الأجواء الساحرة، يُعانق موسم رمضان روح المدينة في لوحة نابضة بالحياة تكتظ الأسواق بالحركة وتمتزج روائح الكبدة والبليلة مع روائح الشريك والبطاطس، لتأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن، تُعيد إليه أجمل الذكريات وعبق التاريخ ودفء اللقاءات الاجتماعية التي تجسد روح رمضان بكل تفاصيلها.
ويجد رواد بسطات البلد أنفسهم أمام تجربة طهو حية، حيث تُعدّ الأطباق وفق أساليب تقليدية تحاكي طرق الأجداد، ما يثير فضول الزوار لاكتشاف أسرارها، بل ويحفّزهم على التفكير في خوض تجربة إعدادها بأنفسهم.
هذه الأجواء لا تعزز متعة التذوق فحسب، بل تسهم أيضًا في إثراء قطاع فنون الطهي السعودي، ودعم الطهاة المحليين، وترسيخ مكانة الأطباق التراثية في المشهد الثقافي الحديث.
اقرأ أيضاًالمجتمعأمير المنطقة الشرقية يدشّن النسخة الخامسة من حملة “صحتك في رمضان”
ولا تقتصر الفعالية على المذاق فحسب، بل تمتد لتشكل عنصرًا رئيسًا في إحياء منطقة جدة التاريخية وتحويلها إلى وجهة ثقافية متكاملة، تعزز الاقتصاد المحلي، وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة، عبر استقطاب المزيد من الزوار والسياح.
وتسعى وزارة الثقافة من خلال موسم رمضان إلى تقديم تجربة ثقافية غنية تدمج بين المتعة والمعرفة، وتسلّط الضوء على العادات والتقاليد الرمضانية المتوارثة، تعزيزًا للوعي الثقافي وترسيخًا للقيم الاجتماعية التي تميز المجتمع السعودي في هذا الشهر الفضيل.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية
إقرأ أيضاً:
برلماني: قمة شرم الشيخ محطة تاريخية تجسد ريادة مصر في إنهاء الحرب وترسيخ دعائم السلام
أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن قمة شرم الشيخ للسلام تمثل منعطفًا تاريخيًا في مسار استعادة الأمن والاستقرار في قطاع غزة والمنطقة بأكملها، مشددًا على أنها ليست قمة بروتوكولية عابرة، بل حدث محوري يعكس مكانة مصر ودورها الاستراتيجي في قيادة الجهود الدولية نحو وقف الحرب وإرساء السلام الدائم.
وأضاف "أبوالفتوح"، أن لقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وتوقيع المرحلة الأولى من اتفاقية وقف إطلاق النار، يعد انطلاقة جديدة نحو شرق أوسط أكثر اتزانًا واستقرارًا، بعد أن خاضت الدولة المصرية ملحمة دبلوماسية استثنائية للدفاع عن الشعب الفلسطيني ورفض مخططات التهجير القسري ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن القاهرة لم ولن تتهاون في حماية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
وأشار "أبو الفتوح"، إلى أن تنفيذ بنود الاتفاق يُعد مسؤولية جماعية تقع على عاتق المجتمع الدولي، داعيًا إلى ضرورة تفعيل آليات رقابة دولية صارمة لضمان الالتزام الكامل بوقف القتال ومنع أي خروقات من جانب الاحتلال الإسرائيلي قد تُهدد بإجهاض الجهود المبذولة، مشددًا على أهمية تهيئة المناخ السياسي والإنساني الملائم لاستئناف مفاوضات الحل الدائم، وضرورة توحيد الجهود الدولية لإعادة بناء الثقة ودفع عملية السلام على أسس عادلة وشاملة.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، أن نجاح مصر في جمع هذا العدد غير المسبوق من قادة وزعماء العالم على طاولة واحدة في شرم الشيخ، يؤكد أن مصر ما زالت قبلة العمل الدبلوماسي العالمي وبوابة الاستقرار وصوت الحكمة في المنطقة، مشيرًا إلى أن رسالة القمة واضحة: "لا سلام دون مصر، ولا استقرار دون دورها المحوري".
وشدد الدكتور جمال أبو الفتوح، على أن قمة شرم الشيخ لم تقتصر على وقف القتال فحسب، بل تفتح الباب أيضا أمام مرحلة جديدة من إعادة إعمار غزة، عبر تشكيل تحالف دولي إنساني واقتصادي لإعادة بناء ما دمره العدوان، وضمان تدفق المساعدات الإغاثية والطبية والإنسانية إلى القطاع الذي عانى من القصف والحصار لأكثر من عامين، مشيرًا إلى أن مصر ستظل الأمان الحقيقي للشعوب العربية، ولاسيما الشعب الفلسطيني، في أوقات المحن والأزمات، فهي الضامن الأول لاستقرار المنطقة، وصاحبة الرؤية المتزنة التي تجمع بين القوة والإنسانية في التعامل مع الأزمات.