إلى السيد وزير التعليم العالي.. هذا القرار مخالف للدستور
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
آخر منشور تم نشره في صفحتي على الفيس بوك كتبه أحد الأباء المقيمين بدولة الإمارات العربية المتحدة… حكى فيه الظلم الذي تعرضت له ابنته المتفوقة وبالتالي كل أسرته… إذ أن الابنة امتحنت الشهادة الثانوية في مهجر أسرتها في 2025 فتفوقت وامتازت … وكرمت هناك تكريما يليق بتفوقها… ومنحت الإقامة الذهبية لمدة عشر سنوات… وبالمقابل عندما قدمت للالتحاق بالجامعات السودانية الحكومية.
الجامعات السودانية تعرضت لتدمير ممنهج جراء (الحربة) الحالية.. ورغم ذلك يصر بعض الآباء كأمثال صاحب المنشور على إلحاق أبنائهم المتفوقين بها (وطنية بس)… أي حرصا على التنشئة الوطنية ولكنهم اصطدموا بمثل هذة القرارات الجائرة العشوائية غير المدروسة..
طالب سوداني شاءت الأقدار أن يكون كل تعليمه العام خارج السودان… ولم تتوقف دراسته وتحصل على الشهادة الثانوية في 2025… عندما يريد الإلتحاق بالجامعات السودانية الحكومية يقال له ما عندك فرصة… لأن الفرصة هذا العام للذين كانوا يفترض أن يدخلوا الجامعة في 2023 وتأخروا بسبب الحرب…طيب ما ذنب هذا الطالب؟ هل هو الذي أشعل الحرب؟ هل المطلوب منه أن ينتظر عامين إذا كان غير قادر على الدراسة على النفقة الخاصة؟… بعد عام ستكون شهادته (بايتة) وبالتالي سيكون خارج المنافسة.. إذن هذا القرار أخرق وأشتر وغير تربوي وغير أخلاقي وغير دستوري.. نعم لأنه يحرم مواطن من حقه الدستوري … وأتمنى أن ينبري نفر من المحامين بمخاطبة المحكمة الدستورية التي يتوجب عليها كفالة الحقوق التي يقر بها الدستور للمواطن… أو تقوم المحكمة الموقرة من تلقاء نفسها بإحقاق هذا الحق… والحمد لله أن هذه المحكمة العامة قد عادت للوجود بعد غيبة طويلة..
فيا سيادة وزير التعليم العالي الحالي من المعروف أنه ليس لك في هذا القرار يد ولكن الواجب يحتم عليك أن تقوّم ما وجدته معوجاُ فالأمر بين يديك… فانظر ماذا ترى.
حاشية…أو كسرة:
قبل حوالى عقدين من الزمان إن لم تخن هذة الذاكرة الخربة… قامت هجمة قوية على شهادة لندن ابتدرها أحد أساتذة جامعة الخرطوم… على أساس أنها تضيق على طلاب الشهادة السودانية في الإلتحاق بالجامعات السودانية… خاصة جامعة الخرطوم… وقد أشترك عمود حاطب ليل في هذة الحملة… بدافع عصبية للشهادة الثانوية السودانية… أو بقايا ثورية أو ربما لا يخلو الأمر من طبقية (أولاد المصارين البيض)… أو قد يكون تأثرا بفكرة المركز المتمتع بالمطايب الهامش الذي (ياكل ناره).. لكن أصدقكم القول لو استقلبت من أمري ما استدبرت لما وقفت من شهادة لندن ذلك الموقف… لأنني جالست فيما بعد صديقنا الراحل الدكتور صفوت فانوس استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم والذي شغل منصب مدير لإحدى مراكزها… وأطلعني على مناهجها ونسخ من امتحاناتها… فوجدت فيها ما أدهشني من التميز (الناس أعداء ما جهلوا)… ومن المؤكد أن الذين بحملونها سوف يسدون ثغرة للبلاد…
اليوم العلينا كثر سوادنة الشتات.. وأصبح السودان كحال ساكن بغداد.. (في كل بلد سوالو أولاد)… وفي هذا جانب إيجابي لأنهم سوف يرفدون البلاد بمرجعيات وتجارب علمية مختلفة… وسوف يكملون ما قصرت فيه مناهجنا..
قبل عدة سنوات جلست جلسة مطولة مع الدكتور علي الشيخ مدير مكتب القبول…. وعلي هذا خبير وطني ومفخرة في هذا المجال… إذ كنت أحمل له بعض شكاوي المغتربين أو بالأحرى بعض تظلماتهم.. فأوضح لي بالبيانات أنه إذا أخذت الشهادة العربية كماهي دون أي معادلة.. وألغيت المحاصصة في الدخول للجامعات… فإن طلاب الشهادة الثانوية السودانية لن يجدوا أكثر من عشرة في المية في كليات الطب والأسنان والهندسة في أكبر ثلاثة جامعات سودانية… وقد قام دكتور علي برفع توصيات يراها مرضية لكافة الأطراف.. وبالتالي أصبح القرار سياسي.. ولكن حدث ما حدث… ياربي دكتور علي ومكتبه وين الآن؟
أن نظام الشهادة الثانوية السودانية نظام صارم يندر ان تجد له مثيل.. إذ تؤخذ نسبتها كاملة من امتحان موحد قومي مافيهو شق ولا طق… وإذا حدث أي تسرب يعاد كل الامتحان وفي كل السودان… وقد حدث هذا عدة مرات… وأكاد أجزم أن مكتب امتحانات السودان من المؤسسات القليلة التي لم تطالها يد الخراب.. يكفي الشهادة الثانوية السودانية فخراً أنه يتساوى فيها ابن الوزة وابن السمبرية (مش قلنا ما دايرين سياسة)
ولكن مع ذلك لو أن بعض أهل السودان ربنا رفع قدمهم… بسبب الاغتراب أو الهجرة… أو كترت القروش… أو الوظيفة الدولية أو بحاجات تانية حامياني… وعلموا أولادهم تعليما متقدما تعجز عنه إمكانيات بلادنا… فإننا يجب أن نفرح لهم لأنهم أولادنا وأولاد بلدنا… وحتما سوف يفيدون البلاد والعباد وكما يقول علماء الأصول ما لايدرك كله لا يترك جله..
دكتور عبد اللطيف البوني
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بالجامعات السودانیة الجامعات السودانیة الثانویة السودانیة الشهادة الثانویة فی هذا
إقرأ أيضاً:
الحكومة البريطانية تطلب تشديد الإجراءات ضد معاداة السامية بالجامعات
قالت الحكومة البريطانية -أمس السبت- إنه يجب على الجامعات اتخاذ إجراءات أقوى لحماية الطلاب اليهود، وذلك بعد هجوم على كنيس يهودي في شمال إنجلترا أسفر عن سقوط قتلى ووسط مخاوف بشأن معاداة السامية في الجامعات في بريطانيا والولايات المتحدة.
وقالت الحكومة إنه يجب أن يكون الشباب مجهزين لرصد ما تصفها بالمعلومات المضللة على الإنترنت والتصدي لها، وحثت الجامعات على استخدام كل الأدوات المتاحة "لمواجهة الكراهية والانقسام".
وقالت وزيرة التعليم بريدجيت فيليبسون في بيان "حالة واحدة من الإساءات المعادية للسامية هي أكثر من اللازم".
وأضافت "لذلك أنا واضحة، المسؤولية تقع على عاتق الجامعات عندما يتعلق الأمر بتخليص حرمها الجامعي من الكراهية، ولديها دعمي الكامل لاستخدام صلاحياتها للقيام بذلك".
وفي 2 أكتوبر/تشرين الأول، دهس بريطاني من أصل سوري المارة بسيارة ثم بدأ بطعن عدة أشخاص في "يوم الغفران" اليهودي، خارج كنيس هيتون بارك في مانشستر، ولقي رجلان حتفهما في الهجوم.
وفي أعقاب الهجوم، كتبت فيليبسون إلى نواب رؤساء الجامعات تحثهم على اتخاذ "خطوات عملية ومتناسبة" لضمان بقاء الجامعات أماكن آمنة.
وتتطلب القواعد الجديدة التي تم تطبيقها في أغسطس/آب أن يكون لدى المؤسسات التعليمية سياسات واضحة وآليات إبلاغ لمواجهة التحرش بجميع أنواعه.
وهددت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقطع التمويل الاتحادي عن الجامعات بسبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الحرم الجامعي. وتقول إن الجامعات سمحت بمظاهر معاداة السامية.