صحيفة الاتحاد:
2025-07-31@01:44:56 GMT

«مدفع رمضان».. صوت الفرح

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

خولة علي (أبوظبي) 
مدفع رمضان، صوت عابق بالذكريات، لا يزال يدوي في الأفق كلما أقبل شهر رمضان الكريم، معلناً لحظات الإفطار، حيث يتسارع الجميع لكسر الصيام بحبات تمر وكوب ماء أو لبن.. هذا المدفع ليس مجرد أداة لإبلاغ الصائمين بموعد إفطارهم، بل رمز من رموز الشهر الفضيل، يحمل في طياته عبق التاريخ وأصالة التراث، وأصداء الماضي التي لا تزال تدوي في الحاضر، ليستمتع الصغار قبل الكبار بمشاهدة تلك اللحظات التي تحمل ألوان الفرح والتشويق، سواء على أرض الواقع، أو عبر شاشات التلفزة.

 

أخبار ذات صلة القطاع الخاص غير النفطي في الإمارات يواصل وتيرة النمو القوي سوسن بدر: «الباء تحتها نقطة» يتناول جهود محو الأمية رمضانيات تابع التغطية كاملة

أصل الحكاية
بحسب الباحث التراثي راشد بن هاشم، فإن أصل فكرة مدفع رمضان يعود إلى القرن الخامس عشر الميلادي في مصر، وتحديداً خلال عهد السلطان المملوكي «خشقدم»، مضيفاً بن هاشم، أن «مدفع رمضان» في بدايته أُطلق عن طريق الصدفة وقت غروب الشمس بشكل عفوي، لكن سرعان ما تحولت تلك الصدفة إلى تقليد رسمي امتد إلى مختلف الدول الإسلامية كرمز للاحتفاء بالشهر الكريم، وهذا التقليد، كما يوضح بن هاشم، لم يكن مجرد إعلان عن مواقيت الإفطار، بل كان أيضاً وسيلة لتأكيد روح الوحدة في المجتمعات الإسلامية، حيث يتفق الجميع على صوت واحد إعلاناً عن بدء الإفطار أو الإمساك.

ترقب وفرح
ويضيف بن هاشم: «صوت المدفع يحمل رمزية تتجاوز كونه إشارة زمنية، فهو يعكس الترابط بين الماضي والحاضر، ويدعو الأجيال للتأمل في بساطة الحياة وقيم التواصل المجتمعي التي كانت سائدة، فهو يجمع العائلات، ويخلق لحظات من الترقب والفرح، خاصة في زمن كانت فيه وسائل الإعلام والاتصالات محدودة، فكل دوي كان يحمل رسالة مليئة بالطمأنينة، ليعلم الناس أن وقت الإفطار قد حان. 

صوت التراث
ويوضح بن هاشم، أن الإمارات، مثل باقي الدول الإسلامية، التي انتشر بها مدفع رمضان منذ سنوات طويلة، حيث كان يُنصب في مواقع استراتيجية لتصل أصداؤه إلى جميع أنحاء المدينة،  وقديماً كان يُنصب أمام الحصون، أما في الوقت الحاضر فقد تم توزيعه في أرجاء مختلفة من إمارات الدولة، خاصة بمحيط المساجد، حيث يجتمع الناس لرؤية لحظة إطلاق المدفع الذي يحمل الفرح والبهجة وقت الإفطار.
ويضيف بن هاشم «على الرغم من التطور التكنولوجي، لا يزال مدفع رمضان حاضراً في الإمارات كجزء من الهوية التراثية، وبات إطلاق المدفع يُبث مباشرة عبر التلفزيون والإذاعات، مما يحفظ لهذا التقليد مكانته في نفوس أفراد المجتمع صغاراً وكباراً». 

طقوس متوارثة 
ويشير بن هاشم، إلى أن مدفع رمضان له طقوسه الخاصة منذ القدم في الدولة، فعند ثبوت رؤية هلال رمضان، يتم إطلاق المدفع طلقة واحدة إلى طلقتين، وليلة انتهاء رمضان يتم إطلاق طلقتين، وبعد صلاة العيد أيضاً يطلق المدفع طلقة واحدة، لتبدأ الزيارات والمعايدات بين الأهل والجيران، وعادة ما تُحشى فوهة المدفع بالخيش أو ليف النخيل، والبارود، حتى لا يؤذى البشر، فالمغزى الأساسي هو صوت المدفع والرسالة التي يحملها لأهل المنطقة.

عبق الماضي
مدفع رمضان، على حد قول بن هاشم، ليس مجرد صوت، بل مشاهد تراثية تحمل في طياتها عبق الماضي وروحانية الشهر الكريم، فيه دعوة للتأمل واستكشاف أصالة تراثنا الثقافي الذي يبقى خالداً رغم مرور الزمن، ومع حلول شهر رمضان، يعيد المدفع إحياء تلك اللحظات البسيطة والمفعمة بالروحانية، ليؤكد أن التراث ليس مجرد ذكريات، بل هو جزء من حاضرنا ومستقبلنا، صوت يربط الأجيال بجذورها وهويتها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مدفع رمضان مدفع الإفطار مدافع الإفطار الإمارات رمضان شهر رمضان الإفطار الرمضاني الإفطار في رمضان مدفع رمضان بن هاشم

إقرأ أيضاً:

هل يجوز توزيع حلوى المولد على الفقراء واحتسابها من زكاة المال ؟

أوضحت دار الإفتاء المصرية الحكم الشرعي بشأن توزيع حلوى المولد النبوي على الفقراء واعتبارها من أموال الزكاة، وذلك تزامنًا مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف.

وأجابت الدار، من خلال فتوى سابقة نشرت على موقعها الرسمي، أن توزيع الحلوى من أموال الزكاة لا يجوز شرعًا، لأن الزكاة واجبة في المال ويجب أن تُعطى للفقير بشكل نقدي ليتمكن من التصرف فيه حسب احتياجاته، فقد لا يكون بحاجة إلى الحلوى بقدر حاجته إلى الطعام أو الدواء أو سداد ديون. وأكدت الدار أنه يمكن تقديم الحلوى للفقراء على سبيل الصدقة أو الهدية أو التبرع، لكن لا تحتسب من الزكاة المفروضة.

ما حكم أداء صلاة الضحى في المسجد؟.. الإفتاء تجيبحكم قول سبوح قدوس رب الملائكة والروح في الركوع.. الإفتاء تجيبالأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضحما معنى قهر الرجال الذي استعاذ منه النبي؟.. الإفتاء تجيب

من جهة أخرى، تطرقت دار الإفتاء إلى مشروعية إطلاق لفظ "العيد" على يوم المولد النبوي الشريف، مؤكدة أن ظهور النبي محمد  إلى الوجود هو أعظم النعم التي تستحق الفرح والاحتفال، بل وتستوجب اعتبار يوم مولده عيدًا حقيقيًا للإسلام والمسلمين، كونه النور والرحمة للعالمين وطوق النجاة للبشرية.

وأضافت أن مظاهر الاحتفال التي تشمل الولائم واجتماع الأهل والأحباب على الطعام، كما يُفعل في الأعياد، لا حرج فيها، بل تُعد من مظاهر الفرح المستحب شرعًا. 

واستشهدت بآراء عدد من العلماء، منهم الإمام بدر الدين العيني والعلّامة الحسن بن عمر بن الحاج إدريس، ونقلًا عن الإمام أبي زرعة العراقي، الذين أكدوا أن الفرح بمولد النبي  من شعائر الدين، وأن إظهار السرور في العيد من شعار الإسلام، كما ذكره الخطابي في كتابه "أعلام الحديث".
 

طباعة شارك الإفتاء المولد الزكاة الحلوى الفقراء

مقالات مشابهة

  • أيمن سماوي يوجّه الشكر للأجهزة الأمنية: العيون الساهرة على أمن الفرح
  • عبد الخالق ونميري ومنصور خالد في محاكم الشجرة: كما تكونوا يُفَكَر لكم
  • رصاصة طائشة تحول الفرح إلى مأتم .. القصة الكاملة لمصرع شاب بالدقهلية
  • بعد القبض على رمضان صبحي في مطار القاهرة.. تعرف على الاتهامات والعقوبة التي يواجهها
  • "المقمع".. تراث حربي يُزيَّن بالنحاس ويُشعل أيام الفرح
  • “يوم خامس من الفرح في جرش: الناس والفن والحضارة في مشهد واحد” هنا الأردن ….ومجده مستمر
  • اصنع سعادتك بنفسك.. 7 خطوات تمنحك يومًا مختلفا!
  • “المقمع”.. تراث حربي يُزيَّن بالنحاس ويُشعل أيام الفرح
  • نورزاد هاشم صاحبة الـ 23 عاما.. دخلت المستشفى روحا خرجت جـ ثة
  • هل يجوز توزيع حلوى المولد على الفقراء واحتسابها من زكاة المال ؟