الميتفورمين ينظم تدفق الغلوكوز من الدم إلى الأمعاء
تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT
كشفت دراسة جديدة عن أن الغلوكوز (سكر الدم) ينتقل طبيعيا من الدم إلى الأمعاء الدقيقة، حيث تتغذى عليه ميكروبات الأمعاء الصديقة وتحوله إلى مادة يحتاجها الجسم.
كما أظهرت الدراسة أن دواء ميتفورمين (Metformin) الذي يستخدم في علاج مرضى السكري يزيد من إفراز الغلوكوز بمقدار 4 أضعاف. وقد يؤدي فهم هذه الآلية الفسيولوجية الجديدة إلى تطوير إستراتيجيات علاجية مبتكرة لتنظيم ميكروبيوم الأمعاء.
وأجرى الدراسة باحثون من جامعة كوبي في اليابان ونشرت نتائجها في مجلة كوميونيكشنز ميدسين (Communications Medicine) في 3 مارس/آذار الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
ماذا تصنع ميكروبات الأمعاء بالسكر الذي نقدمه لها؟تساعدنا ميكروبات الأمعاء على إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، والتي تعد مصدر الطاقة الأساسي للخلايا التي تبطن أمعاءنا، وكان يُعتقد سابقا أن المصدر الوحيد لها هو تخمير الألياف الغذائية.
والأحماض الدهنية قصيرة السلسلة هي واحدة من مواد عديدة يحتاجها جسمنا، ولكنه لا يستطيع إنتاجها بنفسه.
وبينت نتائج دراسة سابقة للفريق أن الأشخاص الذين يتناولون عقار الميتفورمين لعلاج مرض السكري يفرزون سكر الغلوكوز إلى داخل أمعائهم بشكل أكبر من غيرهم.
ويقول عالم الغدد الصماء بجامعة كوبي أوغاوا واتارو الباحث المشارك في الدراسة: "إذا تم إفراز الغلوكوز بالفعل في الأمعاء، فمن المعقول أن يؤثر هذا على العلاقة التكافلية بين ميكروبيوم الأمعاء والمضيف (جسم الإنسان)".
ووجد الفريق أن الغلوكوز يفرز أولا في "الصائم" (jejunum)، وهو جزء من الأمعاء الدقيقة، وينتقل من هناك إلى الأمعاء الغليظة والمستقيم، ثم يتحول إلى أحماض دهنية قصيرة السلسلة في الأمعاء الغليظة.
إعلانويوضح أوغاوا: "كان من المدهش أن نجد أن الأفراد الذين لا يتناولون الميتفورمين أظهروا مستوى معينا من إفراز الغلوكوز في الأمعاء".
وأضاف أن "هذا الاكتشاف يشير إلى أن إفراز الغلوكوز في الأمعاء هو ظاهرة فسيولوجية عامة في الحيوانات، ويعمل الميتفورمين على تعزيز هذه العملية".
زاد الميتفورمين من إفراز الغلوكوز في الأمعاء 4 أضعاف تقريبا في كل من البشر والفئران، بغض النظر عما إذا كانوا مصابين بالسكري أم لا.
ويجري أوغاوا وفريقه الآن المزيد من الدراسات بهدف فهم كيفية تأثير الميتفورمين وأدوية السكري الأخرى على إفراز الغلوكوز وميكروبات الأمعاء ومنتجاتها الأيضية.
ويقول: "إن إفراز الغلوكوز من الأمعاء يمثل ظاهرة فسيولوجية لم يتم التعرف عليها من قبل. إن فهم الآليات الجزيئية الأساسية وكيف تتداخل الأدوية مع هذه العملية قد يؤدي إلى تطوير علاجات جديدة تهدف إلى تنظيم ميكروبات الأمعاء ومستقلباتها".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان میکروبات الأمعاء إلى الأمعاء فی الأمعاء
إقرأ أيضاً:
الوقت المناسب لبدء تناول علاج الدهنيات لمرضى السكري هو الآن
وجد باحثون في دراسة أجريت على أكثر من 7 آلاف مريض مصاب بالسكري أن المرضى الذين بدؤوا العلاج بالستاتينات فورا بعد حصولهم على النصيحة الطبية قللوا من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بمقدار الثلث مقارنة بمن اختاروا تأجيل العلاج. وعلى الرغم من توصية الأطباء لعديد من مرضى السكري بتناول الستاتينات، إلا أن ما يقرب من خُمسهم يختارون تأجيل العلاج.
وتعرف الستاتينات على أنها مجموعة من الأدوية التي يمكن أن تساعد في خفض مستوى الكوليسترول الضار (الليبروتين منخفض الكثافة (low density lipoprotein)) في الدم. ويُعد تناول دواء الستاتينات طريقة فعالة وآمنة ومنخفضة التكلفة لخفض الكوليسترول وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وأجرى الدراسة باحثون من مستشفى ماساتشوستس جنرال بريغهام في الولايات المتحدة، ونُشرت النتائج في مجلة جمعية القلب الأميركية في 13 مايو/أيار الجاري وكتب عنها موقع يوريك ألرت.
ويعتبر "خلل الدهون في الدم" (Dyslipidemia) أحد عوامل الخطر الرئيسية لأمراض القلب والأوعية الدموية لدى مرضى السكري من النوع الثاني، ويتميز بارتفاع الكوليسترول الكلي، والدهون الثلاثية، والليبروتين منخفض الكثافة، وانخفاض الليبروتين عالي الكثافة (الكوليستيرول الجيد).
وصرح الباحث الرئيسي ألكسندر تورتشين، الحاصل على دكتوراه في الطب وماجستير في العلوم، من قسم الغدد الصماء في مستشفى بريغهام والنساء، قائلا: "أرى مرضى السكري بانتظام، وأوصي بعلاج الستاتينات لكل من يحتاج ذلك".
إعلانوأضاف: "يرفض بعض الأشخاص العلاج لأنهم يرغبون في تجربة تدخلات نمط الحياة أو أدوية أخرى أولا. لكن التدخلات الأخرى ليست بنفس فعالية بدء علاج الستاتينات في خفض الكوليسترول في أسرع وقت ممكن. الوقت عامل حاسم لصحة القلب والدماغ".
ولا تزال النوبات القلبية والسكتات الدماغية السبب الرئيسي للمضاعفات والوفيات لدى مرضى السكري. ويُقلل العلاج بالستاتينات من خطر الإصابة بهذه الحالات القلبية الوعائية عن طريق منع تراكم اللويحات في الأوعية الدموية، والتي بمجرد تراكمها، تمنع وصول الأكسجين والعناصر الغذائية الأساسية إلى القلب والدماغ.
واللويحة كتلة تتكون من تراكم رواسب المواد الدهنية والكوليسترول ومنتجات النفايات الخلوية والكالسيوم والفيبرين، وعند تراكمها تصبح جدران الشرايين سميكة وصلبة. ويؤدي تراكم اللويحات في الشرايين إلى زيادة خطر التعرض للنوبات القلبية والسكتة الدماغية.
واستخدم الباحثون أسلوب ذكاء اصطناعي يُسمى معالجة اللغة الطبيعية لجمع البيانات من السجلات الصحية الإلكترونية لـ7239 مريضا في مستشفى ماساتشوستس العام، والذين بدؤوا في نهاية المطاف العلاج بالستاتينات خلال فترة الدراسة التي استمرت قرابة 20 عاما.
ورفض ما يقرب من خُمس (17.7%) المرضى في الدراسة العلاج بالستاتينات عندما أوصى به أطباؤهم لأول مرة، ثم قبلوه لاحقا (بعد متوسط عام ونصف) بناء على توصية متكررة من أطبائهم. من بين أولئك الذين تأخروا، أصيب 8.5% بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. ولكن بالنسبة للمرضى الذين بدؤوا العلاج بالستاتينات فورا، كان معدل هذه الأحداث القلبية الوعائية 6.4% فقط.
وقال تورتشين: "يجب على الأطباء إدراك زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية المرتبط بتأخير العلاج بالستاتينات لمرضى السكري، واستخدام هذه المعلومات لتوجيه محادثات صنع القرار المشتركة مع مرضاهم".
إعلان