السكري والتمثيل الغذائي.. دراسة تحذر من خطورة مشروبات الصودا دايت
تاريخ النشر: 10th, August 2025 GMT
كشفت دراسة أسترالية حديثة وموسعة عن نتائج مثيرة للقلق تتعلق بتأثير المشروبات المحلاة صناعيًا، مثل مشروبات الدايت، على الصحة العامة، وتأثيرها على الإصابة بمرض السكري وذلك وفقًا لما تم نشره في موقع (تايمز أوف انديا).
أجريت الدراسة على يد فريق بحثي من جامعة موناش، وجامعة RMIT، ومجلس السرطان في فيكتوريا، ونُشرت في مجلة "داء السكري والتمثيل الغذائي"، وتتبع الباحثون عادات الأكل ونمط استهلاك المشروبات لدى 36,608 شخصًا على مدى يقارب 14 عامًا، حيث راقبوا بدقة تأثير تناول المشروبات المحلاة بالسكر وتلك المحلاة صناعيًا على الصحة.
حسب موقع تايمز اوف انديا فان أبرز ما خلصت إليه الدراسة هو أن تناول عبوة واحدة فقط يوميًا من هذه المشروبات قد يرفع خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني بنسبة تصل إلى 38%، وهو رقم يفوق حتى الخطر المرتبط بالمشروبات الغازية التقليدية المُحلاة بالسكر، والذي يبلغ 23%.
داء السكري: أزمة عالمية متفاقمةيعاني أكثر من 500 مليون شخص حول العالم من داء السكري من النوع الثاني، من بينهم 1.3 مليون أسترالي، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، وترتبط الغالبية العظمى من هذه الحالات بأنماط غذائية غير صحية وقلة النشاط البدني، وغالبًا ما تُسوّق المشروبات الغازية الخالية من السكر كخيار صحي للأشخاص الراغبين في التحكم بمستوى السكر في الدم أو تقليل الوزن، إلا أن الدراسة الأسترالية الحديثة تُشكك في مدى أمان هذه البدائل.
المحليات الصناعية ليست بديلاً آمنًايُروج للمشروبات الغازية الخالية من السكر بوصفها خيارًا صحيًا للأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بداء السكري، غير أن الدراسة الأخيرة تشير إلى أن هذه المشروبات قد تحمل مخاطر خفية، فقد أوضح البروفيسور باربورا دي كورتن، قائد فريق البحث، أن "المُحليات الصناعية تُوصى بها غالبًا كبديل صحي، لكن نتائج دراستنا تُبيّن أنها قد تُسبب اضطرابات في أيض الجلوكوز وتؤثر على توازن بكتيريا الأمعاء"، وهو ما يُعدّ عاملًا رئيسيًا في زيادة خطر الإصابة بالسكري.
تأثيرات مباشرة على التمثيل الغذائيتشير الدراسة إلى أن خطر المشروبات السكرية التقليدية يرتبط غالبًا بزيادة الوزن والسمنة، بينما الخطر الناتج عن المشروبات المحلاة صناعيًا ظل قائمًا حتى بعد ضبط مؤشر كتلة الجسم، مما يدل على أن هناك تأثيرًا أيضيًا مباشرًا لهذه المحليات، بغض النظر عن كمية السعرات الحرارية المستهلكة أو الوزن.
كيف تُؤثر المحليات الصناعية على الجسم؟رغم أن هذه المحليات لا تحتوي على سعرات حرارية تُذكر، فإنها قد تُحدث تغييرات في توازن الميكروبات المعوية، وتُسبب اختلالًا في أيض الجلوكوز، وتُسهم في تطور مقاومة الأنسولين. وتُعد هذه العوامل من أهم المؤشرات الحيوية في تطور مرض السكري من النوع الثاني، ويشير الباحثون إلى الحاجة لمزيد من الدراسات للكشف عن الآليات البيولوجية الدقيقة، لكنهم في الوقت نفسه يُحذرون من تجاهل النتائج الحالية، التي تكفي لتغيير التوجهات الصحية لدى الأفراد والمؤسسات.
تداعيات على سياسات الصحة العامةمن المتوقع أن يكون لهذه الدراسة أثر عميق على الحملات التوعوية ورسائل الصحة العامة، خاصة تلك التي تروج للمشروبات المحلاة صناعيًا كبدائل صحية، ويوضح البروفيسور دي كورتن أن "دراستنا تُظهر أن الخيارات المُحلاة صناعيًا ليست آمنة كما يُروج لها، بل قد تكون محملة بمخاطر صحية جسيمة".
ويُشدد الباحثون على ضرورة الاعتدال في استهلاك المشروبات غير المغذية، سواء كانت تحتوي على السكر أو مُحليات صناعية، لأنها قد تُؤدي إلى آثار سلبية على المدى الطويل، خاصة فيما يتعلق بمرض السكري.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: السكري التمثيل الغذائي مشروبات الدايت داء السكري المشروبات المحلاة بمرض السکری خطر الإصابة داء السکری
إقرأ أيضاً:
دراسة صادمة.. نظامك الغذائي قد يقودك إلى الاكتئاب والرجال الأكثر تضررًا
في وقت يلجأ فيه كثيرون إلى الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات لخسارة الوزن وتحسين صحتهم، جاءت نتائج دراسة علمية حديثة لتدق ناقوس الخطر، محذّرة من أن تلك الأنظمة قد تكون مرتبطة بزيادة أعراض الاكتئاب، خاصة لدى الرجال ومن يعانون من السمنة.
الرجيم القاسي قد يصيبك بالأكتئابوكشفت دراسة أميركية حديثة، أن اتباع أنظمة غذائية صارمة سواء كانت مقيدة بالسعرات الحرارية أو بعناصر غذائية محددة مثل الدهون والسكريات قد يزيد من احتمالية ظهور أعراض الاكتئاب، مقارنة بمن لا يتبعون أي حمية غذائية.
وأجرى الباحثون تحليلًا لبيانات أكثر من 28 ألف مشارك في الدراسة الوطنية الأمريكية للفحص الصحي والتغذوي (NHANES)، والتي جرت خلال الفترة من 2007 إلى 2018، باستخدام استبيان «PHQ-9» لتقييم شدة الأعراض الاكتئابية.
وأظهرت النتائج أن نحو 8% من المشاركين أفادوا بوجود أعراض اكتئاب، في حين كانت فئات أوزانهم موزعة بين وزن طبيعي (29%)، وزيادة في الوزن (33%)، وسمنة (38%).
وصُنّفت الأنظمة الغذائية إلى أربع فئات، وفقا لما نشر فيالمجلة العلمية BMJ Nutrition Prevention & Health، وهي :
ـ أنظمة مقيدة بالسعرات.
ـ أنظمة مقيدة بمكونات غذائية معينة.
ـ أنظمة طبية مثل حمية مرضى السكري.
ـ عدم اتباع أي نظام غذائي.
وأوضحت الدراسة، أن الأشخاص الذين اتبعوا أنظمة غذائية مقيدة بالسعرات الحرارية، خاصة من فئة الرجال، كانوا أكثر عرضة لتدهور في الحالة المزاجية، وصعوبات في التركيز، وأعراض جسدية أخرى.
كما سجل الأشخاص المصابون بالسمنة ممن اتبعوا أنظمة طبية محددة ارتفاعًا في الأعراض الانفعالية، مقارنة بمن يتمتعون بوزن صحي ولم يلتزموا بأي نظام غذائي.
ورغم النتائج المثيرة، شدّد الباحثون على أن الدراسة لا تثبت علاقة سببية مباشرة، نظرًا لاعتمادها على الملاحظة الذاتية.
كما أشار الباحثون، إلى أن التجارب السريرية السابقة التي أظهرت تحسن الحالة النفسية عند خفض السعرات، اعتمدت على خطط غذائية متوازنة ومدروسة، بعكس الأنظمة العشوائية التي يلجأ لها البعض، والتي قد تسبب نقصًا في البروتينات والمعادن والفيتامينات المهمة لوظائف الدماغ.
ومن الأسباب التي طرحها الباحثون لزيادة حدة الأعراض النفسية، ظاهرة «اليويو دايت» أو تكرار فقدان واستعادة الوزن، والتي قد تؤدي إلى الإحباط والإجهاد الذهني.
أما بشأن الفروقات بين الجنسين، فقد فسّر الباحثون تأثر الرجال بشكل أكبر باحتمال حاجتهم لنسب أعلى من المغذيات الحيوية، مثل الجلوكوز وأحماض أوميغا-3، للحفاظ على توازنهم النفسي والمعرفي.