لجريدة عمان:
2025-05-24@09:55:37 GMT

نجم العقرب

تاريخ النشر: 6th, March 2025 GMT

نجم العقرب

لطالما كان للنجوم حضور قوي في الثقافة العربية، ولا تزال الكثير منها تحمل أسماء عربية حتى اليوم، وقد ورد ذكرها في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى في سورة الأنعام: «وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ»، وارتبط العرب بالنجوم بشكل وثيق، فأطلقوا عليها أسماء ووصفوها بدقة، ولم يقتصر تأثيرها على علم الفلك وحسب، بل امتد أيضًا إلى الشعر والأدب، حيث تغنّى بها الشعراء وحيكت حولها الأساطير، مستخدمين إياها لرسم صور خيالية تربط بين النجوم وتوضح مواقعها في السماء ضمن حكايات وقصص مشوّقة.

نتحدث اليوم عن نجم قلب العقرب الذي يعتبر من نجوم الصيف عند العرب، وكان ظهوره فـي الفجر علامة على اشتداد الحر وبداية منتصف الصيف، وهو من أضخم وألمع النجوم فـي السماء، فهو نجم عملاق أحمر يقع فـي كوكبة العقرب، وكان ظهوره عند العرب القدماء يشير إلى نهاية وقت زراعة بعض المحاصيل الصيفـية، واقتراب موسم جني المحاصيل التي تتحمل الحر.

يمكن رؤيته فـي الدول العربية فـي فصل الصيف فـي ساعات الليل الأولى، حيث يظهر فـي الأفق الجنوبي الشرقي بعد غروب الشمس.

أما فـي النصف الشمالي من الكرة الأرضية، فـيظهر بوضوح فـي فصل الصيف خاصة فـي يونيو ويوليو وأغسطس، وأما عن موقعه فـيمكن العثور عليه بالقرب من مركز مجرة درب التبانة، حيث يظهر كنجم أحمر لامع.

وقد أوضحت الدراسات الفلكية الحديثة أن هذا النجم يبعد عن الأرض حوالي 550 سنة ضوئية، هذا يعني أن الضوء الذي نراه اليوم من النجم قد غادره منذ 550 عامًا، ومن ضخامة هذا النجم العملاق فإن قطره يُقدر بحوالي 700 ضعف من قطر الشمس، فإذا وُضع مكان الشمس، فإنه سيصل إلى مدار كوكب المشتري.

يُعتبر قلب العقرب نجمًا فـي نهاية عمره، ولذلك فإن درجة حرارته أقل من درجة حرارة شمسنا، فدرجة حرارة سطحه حوالي 3,500 درجة كلفن، وهي أقل بكثير من حرارة سطح الشمس التي تبلغ حوالي 5,778 كلفن، مما يعطيه لونه الأحمر المميز، ولكن إشعاعه أكثر لمعانًا من الشمس بحوالي 60,000 مرة، وذلك بسبب ضخامته واتساعه فـي مجال الرؤية، لكنه يُشع الكثير من طاقته فـي الأشعة تحت الحمراء.

وقد ورد هذا النجم فـي أشعار العرب وكتبهم، وكانوا يكرهون السفر إذا كان القمر نازلا بالعقرب، كما يذكر ذلك ابن قتيبة الدينوري فـي كتابه الأنواء فـي مواسم العرب، أما الزواج فـيعتبرونه جيدا فهذا الشاعر الجاهلي عبد هند الثعلبي يقول فـي أحد قصائده:

فَسيروا بِقلْبِ العقربِ اليومَ إنَّهُ

سواءٌ علَيْكم بالنُّحوسِ وبِالسَّعْدِ

ومن الشعراء الجاهليين الذين ذكروا هذا النجم، ويذكر فـيه وقت ولادته بحساب النجوم فـيقول:

وُلِدْتُ بِحادي النَّجْمِ يَتْلو قَرِينَهُ

وَبِالْقَلْبِ قلبُ العقربِ المتوقِّدِ

وممن ذكر هذا النجم الشاعر العباسي الذي لقب برهين المحبسين وهو أبو العلاء المعري الذي قال فـي قصيدة له:

يا سَعْدَ أخْبِيَةِ الّذينَ تَحَمَّلوا

لمّا رَكِبْتِ دُعيتِ سَعْدَ المَرْكَب

غادَرْتني كبَنَاتِ نَعْشٍ ثابتًا

وجَعَلْتِ قلبي مِثْلَ قلْبِ العَقْرَبِ

بالجَفْنِ بارَزْتِ القُلوبَ وإنّما

بالنّصْلِ يَبْرُزُ كلُّ شَهْمٍ مِحْرَبِ

كما ذكره الشاعر العباسي أبو الحسين الصوفـي فـي منظومته الفلكية التي بلغة 494 بيتًا، ويقول فـيها:

كلاهما ذو رونق ولمح

بينهما فـي البعد قيد الرمح

هما جميعا كفّة الميزان

وبيد العقرب يعرفان

وأما الشاعر ابن نباته المصري الذي عاش فـي العصر المملوكي فـيقول أنه سافر فـي الوقت الذي لا يستحسن فـيه السفر لأجل محبوبته، ويؤكد فـيه نظرة العرب أنهم كانوا لا يستحسنون السفر إذا كان القمر نازلا بالعقرب، فـيقول:

وكم قمرٍ فـيكِ سافرتُ عنهُ

وعقرب أصداغه غيهب

فما كانَ بالسفرِ المستجاد

وقد أطلعَ القمرَ العقرب

كما أن الشاعر محمد بن حمير الهمداني الذي عاش فـي العصر المملوكي قد ذكر هذا النجم فـي شعره فقال:

ما لي أُحبُّ ولا أُحَبُّ وأنّني

وأنا البريء أرى كأَني مُذْنب

عقريب صدغك والهلال جعلته

وجهًا يكره للهلال العقرب

وفـي العصر الحديث نجد الشاعر العراقي أبو المحاسن الكربلائي يذكر هذا النجم فـيقول:

فلكية رصدت بها أوقاته

فـي المشرق النائي وأقصى المغرب

تحوي بروج الأفق إلا أنها

خصت منازلها بسير العقرب

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: هذا النجم

إقرأ أيضاً:

شدة حر الصيف .. خطيب المسجد الحرام: ابتلاء يعظم الأجر بـ3 أعمال

قال الشيخ الدكتور بندر بن عبدالعزيز بليلة، إمام وخطيب المسجد الحرام ، إن من الابتلاء ما يصيب الناس ويلحقهم من عنت ولأواء، بسبب شدة حر الصيف وزمهرير الشتاء.

شدة حر الصيف

واستشهد " بليلة" خلال خطبة الجمعة الأخيرة من شهر ذي القعدة، اليوم، من المسجد الحرام بمكة المكرمة، بما جاء عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: «اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ: يَا رَبِّ، أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا! فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشَّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ». 

ونبه إلى أن الصبر في شدة حر الصيف على الطاعات والتجلد فيه على القربات مما يعظم الأجر عند رب الأرض والسماوات من جمع وجماعات، وطواف بالبيت أوقات الظهيرات.

وأوضح أن المقصود من البلاء والابتلاء، تكفير السيئات، وتكثير الحسنات، ورفعة الدرجات، وهي ضُروب لا يمكن حصرها، ويعسر استقصاؤها، منها المادية: من ضيق في الرزق، وعلة في البدن، وفقدان للأهل، وهلاك للحرث.

لا يمكن حصرها

وأضاف أن منها معنوية: من حُزن، وهم، وغَم، وَخَوْفٍ، وَنَحْوِهَا، فعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه- قَالَ: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمْ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٌ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ)، منوهًا بأن الله -جل وعلا- يبتلي عباده ليشعرهم بفقرهم إليه.

وتابع: وحاجتهم له، وعدم استغنائهم عنه، فيهرعون إليه، ويستغيثون به، فيسمع دعاءهم، ويرى تذللهم، ويبصر تضرعهم، فتنقلب المحنة منحة، والبلاء هبة ومنة، والضر عبادة وخضوعًا، وإلا فإن الله غني عن تعذيب عباده، لما قال الله تعالى : {مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}.

وأردف: فهنيئًا لمن قابل ذلك بإحسان الظن بربه، فسلم أمره لله، ورضي واسترجع، وأعقب ذلك صدق الالتجاء، وإخلاص الدعاء، فاستحق من الله الرحمة والثناء، ويا خيبة ويا خسارة من قابل ذلك بالتسخط والعصيان، والتمرد والكفران، فباء بغضب من الرحمن.

نقص في الدين

وأشار إلى أنه لا يفهم من ذلك الترغيب في التعرض للبلاء، ولا الحث على تمني الابتلاء - معاذ الله، موضحًا أن ذلك من قلة العقل ونقص في الدين، فالمؤمن لا يدري أَيصبر أم يَسْخَط، أَيَشْكُر أم يَكْفُر، والعافية لا يعدلها شيء.

واستطرد:  ولكن من سَبَق في علم الله أن يلحقه بلاء، وأن يُصاب بابتلاء، فعليه بالصبر والرضا ما استطاع، فإن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، رفعت الأقلام وجفت الصحف.

ولفت إلى أنه من أجل العبادات القيام على أمن وسلامة وخدمة حجاج بيت الله الحرام، من طرف رجال الأمن وباقي الجهات والهيئات، وبخاصة فيما يستقبل من العشر المباركات، التي تضاعف فيها الحسنات وترفع فيها الدرجات، فاحتسبوا فيها أعمالكم عند ربكم، فإن الأجر على قدر المشقة، متى ما حصلت اتفاقًا، واعلموا أنما هي أيام قلائل تمضي وتنقضي، ويبقى الثواب عند من لا يضيع عنده مثقال ذرة.

طباعة شارك شدة حر الصيف خطيب المسجد الحرام إمام وخطيب المسجد الحرام خطبة الجمعة من المسجد الحرام بليلة

مقالات مشابهة

  • تعرف على طقس اليوم ومستجدات الحالة الجوية في بحر العرب
  • رسائل حب من اليمن إلى قطر قصائد الشاعر بعداني تضيء كتارا
  • برج العقرب حظك اليوم السبت 24 مايو 2025.. لحظة انجذاب روحي مفاجئة
  • شدة حر الصيف .. خطيب المسجد الحرام: ابتلاء يعظم الأجر بـ3 أعمال
  • قيظ مبكر في العراق قبل 9 أيام على الصيف
  • تحذيرات من حرارة الصيف على صحة الجلد.. والتدابير الوقائية ضرورة
  • المسند: اليوم تتعامد الشمس فوق ⁧‫وادي الدواسر‬⁩ وينعدم الظل تمامًا
  • رحيل الشاعر ياسين البكالي بعد رحلة إبداعية مع الحرف والقصيدة
  • الكوميديا الشعرية.. كيف سخر ألكسندر بوب من مجتمعه؟
  • موفق محمد .. لسان حال الناس