سودانايل:
2025-07-03@11:49:17 GMT

بين حمدوك وسر الختم الخليفة: سنعبر

تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT

3 نوفمبر 2021
(توقف عند ملاحظة دولة 56 بعد ثورة أكتوبر مزنوقة من جماهير الهامش زنقة الكلب اللحس الخمارة. وتقول لي ترباس مشلخ"
قلت للدكتور حمدوك، رئيس الوزراء، في لقاء بالزوم إنك عقدت مقارنة بين ثورة أكتوبر وثورة ديسمبر من جهة عاصمية الأولى وإقليمية الثانية لم اتفق معك فيها. ولكن المقارنة التي صحت عندي وهي أنك ما تزال رئيس وزراء الثورة لم تستقل كما فعل سر الختم الخليفة، رئيس مجلس وزراء ثورة أكتوبر.

وهي استقالة طلبها منك الحلفاء ربما قبل الأعداء ربما. ولا تفعلها.
بدا لي أن العسكريين، بعد أن خاب فألهم في انقلابهم، يريدون إعادة إنتاج سر الختم الخليفة الذي كان على رأس تشكيلين وزاريين مختلفتين في أكتوبر ١٩٦٤. فأجمع الناس عليه في الوزارة التي تشكلت بعد الثورة مباشرة في أول نوفمبر ١٩٦٥ ثم استقال بضغط من الثورة المضادة كما سنرى ليشكل حكومة مختلفة جداً في فبراير ١٩٦٥. فبدا لعسكري اليوم، واسطة عقد الثورة المضادة في منصة القصر، أنه ربما أن دولتهم باطلة بغير حمدوك. فأرادوا منه بالمفاوضات الجارية أن يشكل حكومة ثانية بشروطهم كما فعل الخليفة في حكومته الثانية.
كانت ثورة أكتوبر قد انقسمت في الرأي والفعل إلى منصتين. استعصمت جبهة الهيئات، رأس قائدة الثورة، في نادي أساتذة جامعة الخرطوم بينما اجتمعت قوى الثورة المضادة، التي ضمت حزب الأمة والوطني الاتحادي والإخوان المسلمين، في قبة الإمام المهدي. وحملت منصة القبة على جبهة الهيئات، التي نسبوها للشيوعيين مرة واحدة، بهمة، بل بكفاءة عالية. وكان أكثر ما أرقهم قيام وزارة غلب فيها المهنيون والعمال والمزارعون بينما لم ينل أي حزب كبر أم صَغُر، سوى مقعد وزاري. وانزعج النادي السياسي التقليدي لتلك "البدعة" التي خشي أن تكون سنة فينا.
وحملت منصة القبة على الحكومة والجبهة والشيوعيين حملة بلغت من التصنع الشرس حداً أضطر معه الخليفة للاستقالة في ١٥ فبراير ١٩٦٥. وجاء في استقالته رضاؤه بما قامت به حكومته، ولم ينقض على قيامها ثلاثة أشهر ونصف الشهر، في تنفيذ برنامجها الانتقالي. وأشار إلى دبيب الشقاق بين الأطراف التي وقّعت على ميثاق الثورة. فهناك من رأى الحكومة حادت عن الطريق المرسوم ومن يراها التزمت به. وخلص إلى أن هذا الخلاف أفسد الجو السياسي. وعليه رأى الخليفة أن يستقيل "حرصاً على مصلحة البلاد وسلامتها وعلى تجنيب أبنائها الشقاق والخلاف الحاد". ورأى في ذلك حلاً يتيح للأطراف المتنازعة أن تعيد النظر في ميثاق الثورة، وسبل تنفيذه فيما تبقى من فترة الحكومة الانتقالية. وقبل مجلس السيادة الاستقالة وكلفه بالبقاء رئيساً للوزراء وتشكيل حكومة جديدة.
وكانت جريدة "الميدان"، الناطقة باسم الحزب الشيوعي، قد تساءلت عن ذلك التهديد لسلامة المواطنين الذي اضطر رئيس الوزراء للاستقالة. وهو سؤال معروف ب"البلاغي" لأن الميدان كانت تعرف الإجابة. فما حمل رئيس الوزراء على الاستقالة كان تحشيد حزب الأمة لقوى الأنصار من الأرياف لتعرض بقوة، وبالقوة، مطلبها أن تستقيل حكومة الثورة الأولى لانحرافها عن مسارها في زعمهم. وقد شهدت بنفسي رتلاً من السيارات عليها أنصار غلاظ شداد تطوف شوارع الخرطوم. وقيل إنها كانت بقيادتها السيد الأصم. ولن يكون استعراض الأنصار لعضلهم السياسي في فبراير ١٩٦٥ الأخير في بابه. فقد عادوا في نوفمبر من نفس السنة ليفرضوا بالقوة حل الحزب الشيوعي. وسمى أستاذنا عبد الخالق محجوب إحداق الأنصار بدار حزبه، وتعديهم على أعضائه، ب"عنف البادية".
ووجدت عند المؤرخة الذربة الدكتورة فدوى عبد الرحم على طه أفضل تصوير لاستعراض العضل الأنصاري في فبراير ١٩٦٥ الذي آثر بعده رئيس الوزراء السلامة للوطن بالاستقالة. فحل حكومة الثورة الأولى. قالت:
تفاقم الأمر بالتهديد بقدوم حشود من الأنصار إلى الخرطوم من النيل الأبيض وكردفان والنيل الأزرق. ففي اليوم الرابع من فبراير ١٩٦٥ امتلأت العاصمة بآلاف من الأنصار الذين وفدوا من الأقاليم وهددوا الحكومة وطالبوا باستقالتها. وطافت الحشود شوارع الخرطوم مطالبة بإنقاذ البلاد من سيطرة جبهة الهيئات والشيوعيين وتكوين حكومة جديدة تعبر عن المصلحة الوطنية العليا. وأصدر أحمد المهدي في يوم ١٦-٢-١٩٦٥ بياناً قال فيه بأن لحزب الأمة "القدرة على تغيير الحكومة، إلا أنهم يفضلون حلاً مدنياً لحل الأزمة السياسية بالبلاد. وإن لم ينجح ذلك الحل السياسي فسيجد حزب الأمه نفسه مجبراً على استخدام القوة". وكرر عبد الله عبد الرحمن نقد الله سكرتير عام الحزب ذات التهديد بجلب الأنصار من مناطق نفوذ الحزب بالأقاليم.
واختلف أمران هذه المرة. لقد زين الأنصار منصة ثورة اليوم بوجودهم الغزير من فوق نضال مستميت بقيادة الإمام الصادق المهدي لديكتاتوريات تعاقبت، وضرجت الوطن. أما الأمر الثاني ففينا حمدوك الذي عززته الجماهير الحدادي مدادي يوم ٣٠ أكتوبر لحماية الانتقال الديمقراطي. لسنا أقلية نحن هذه المرة.

ibrahima@missouri.edu

   

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: رئیس الوزراء ثورة أکتوبر

إقرأ أيضاً:

الإعلام وثورة 30 يونيو في ملتقى الهناجر الثقافي: ثورة الوعي وحماية الهوية الوطنية

في إطار احتفالات وزارة الثقافة بالذكرى الثانية عشرة لثورة ٣٠ يونيو، نظم قطاع شؤون الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال، اللقاء الشهري لملتقى الهناجر الثقافي تحت عنوان "الإعلام وثورة 30 يونيو"، وذلك بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور، وأدارته الدكتورة ناهد عبد الحميد، مؤسس ومدير الملتقى.

وافتتحت د. ناهد عبد الحميد اللقاء بكلمة أكدت فيها أن ثورة ٣٠ يونيو لم تنقذ مصر فحسب، بل أنقذت الوطن العربي بأسره من ظلام كان وشيكًا، ووصفتها بأنها ملحمة شعبية وإنسانية سطّرها الملايين دفاعًا عن هوية الوطن، وشددت على دور الجيش والشرطة في حماية الشعب ومقدراته.

ومن جانبه، قال الإعلامي محمد علوي إن الثورة أعادت تصحيح المسار، مشيرًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحمل مسؤولية جسيمة لإنقاذ الدولة من الفوضى، وأن الشعب كان هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في هذه الثورة.

وأكد المستشار خالد الكيلاني أن ٣٠ يونيو كانت ثورة من أجل الحفاظ على الهوية المصرية، لافتًا إلى الدور الوطني الذي لعبه التلفزيون المصري في مواجهة محاولات أخونة الإعلام.

بينما أشار الدكتور أشرف جلال، عميد كلية الإعلام بجامعة السويس، إلى أن وعي الشعب المصري أفسد كل السيناريوهات التي كانت تحاك ضد البلاد، وأن معركة الوعي مستمرة في مواجهة الشائعات والمخططات.

وفي السياق ذاته، شدد الإعلامي الكبير حسن هويدي على أن مصر كانت وستظل حجر عثرة أمام تفتيت المنطقة، مشيرًا إلى أهمية الإعلام الوطني في التصدي للشائعات والمعلومات المغلوطة عبر منصات التواصل الاجتماعي.

وتحدثت الدكتورة تغريد حسين، وكيل وزارة الإعلام ورئيس قناة النيل الدولية سابقًا، عن الجهود الإعلامية لنقل صورة الثورة إلى الخارج وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مؤكدة أن القناة لعبت دور "السفيرة الإعلامية" لمصر بالخارج.

أما الدكتورة رضوى عبد اللطيف، مدير تحرير صحيفة "الأخبار"، فقد تناولت دور الصحافة القومية في مقاومة محاولات السيطرة عليها، ودعت إلى تعزيز الثقافة الرقمية لدى الشباب، باعتبار أن المعركة القادمة هي معركة وعي ومعلومات.

كما أشارت الدكتورة هند هلال، رئيس وحدة الإعلام الرقمي لمحافظة الشرقية، إلى أهمية توظيف أدوات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في العمل الإعلامي الحديث، موضحة أنها أنتجت نشرة إخبارية تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، بفضل دعم الدولة للشباب وتمكينهم من مواقع التأثير.

وشهد الملتقى مداخلات من عدد من الشخصيات العامة والمثقفين، من بينهم اللواء هشام الهناوي، والمفكر حسين البنهاوي، والدكتورة أماني وهبة، واللواء محمد عبد العظيم، والدكتور أحمد الشامي، والمستشارون محمد المنسي، أحمد متولي، إيهاب قنديل، ومحمد العايق.

واختتمت الفعاليات بوصلة غنائية وطنية قدمتها المطربة آية عبد الله بمصاحبة فرقتها الموسيقية، تضمنت مجموعة من الأغاني الخالدة مثل "يا حبيبتي يا مصر" و"أحلف بسماها"، بالإضافة إلى إلقاء الطفل أدهم الجمال، الفائز بجائزة المبدع الصغير، قصيدة شعرية في حب مصر.

طباعة شارك وزارة الثقافة ثورة ٣٠ يونيو قطاع شؤون الإنتاج الثقافي المخرج خالد جلال

مقالات مشابهة

  • كأس رئيس الدولة ينطلق 24 أكتوبر
  • فعاليات في حجة بذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • الإعلام وثورة 30 يونيو في ملتقى الهناجر الثقافي: ثورة الوعي وحماية الهوية الوطنية
  • رئيس جامعة سوهاج: ثورة 30 يونيو إرادة شعب وعزيمة قائد
  • برلماني: ثورة 30 يونيو رفعت وعي المصريين بحجم المؤامرات ضد الوطن
  • جامعة بنها تحتفل بالذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو (صور)
  • الكرملين: الاحتجاجات ضد حكومة صربيا قد تكون ثورة ملونة
  • رئيس جامعة سوهاج باحتفال 30 يونيو: الثورة أكدت أن مصر لم تسقط
  • ثورة 30 يونيو المجيدة في ذكراها!