عربي21:
2025-06-30@19:45:52 GMT

ثورة 30 يونيو المجيدة في ذكراها!

تاريخ النشر: 30th, June 2025 GMT

اليوم 30 يونيو/ حزيران، ذكرى الثورة، والتي انتهيت أنا مبكرا إلى ضرورة تسميتها كذلك، لفض الاشتباك والجدل في الأستوديوهات بين المؤيدين والمعارضين لها؛ ثورة أم انقلاب؟ والذي كان يستهلك وقتا طويلا في مثل هذه المناظرات، فقلت: لا بأس من تسميتها بالثورة، ما دامت هناك رغبة من الذين شاركوا فيها أن يكونوا ثوارا، لكنها ثورة مضادة!

لن أكرر نفسي، ولن أكون جمال حماد آخر، وهو المؤرخ لثورة يوليو/ تموز 1952، وهو مؤرخ عسكري، كان من الضباط الأحرار، وعمل مديرا لمكتب المشير عبد الحكيم عامر، ثم ذهب في اتجاه آخر، وانصب اهتمامه على هذه الثورة وحدها!

 ولا شك أن الطبيعة الثقافية للضباط في تلك الأيام يختلف عن سياق الطبقة العسكرية بعد ذلك، وبعضهم اكتشف نفسه في مجالات مدنية، فكان الفنان أحمد مظهر، وعدد منهم عملوا في الصحافة، فأثبتوا جدارة مع الوقت، مثل أحمد بهجت بدوي، وأحمد حمروش.

وهناك بحث أكاديمي حصل به صاحبه على الدكتوراة (أحتفظ بنسخة منه) عن صحافة الثورة، ورصد عددا من أسماء العسكريين الذين عملوا في الصحافة، فلم يعسكروها ولكنهم التزموا بقواعدها ليثبتوا جدارتهم بالالتحاق بها!

وإذ اتجه جمال حماد للكتابة في الصحف واستقر به المطاف كاتبا في مجلة "آخر ساعة"، فإنه ظل في الذكرى السنوية للثورة من كل عام، يكتب عما يرى أنه "أسرار جديدة لثورة يوليو"، ليكون عنوان غلاف المجلة، وكان كاتبا روتينيا، لا يثير الانتباه، ولا يلفت النظر، حتى مع هذا العنوان السنوي الفاقع، لكنه قال كلاما جيدا في لقاء أحمد منصور معه في برنامج "شاهد على العصر"، بيد أنه في الكتابة لم يكن كذلك، وهناك لون من الكتّاب لا يعتبر خطأ، لكنه كالماء عديم اللون والمذاق!

وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير عندما نشر وثيقة ذات ذكرى، وبعد أربعين سنة من قيام الثورة، تختلف مع الثابت، من أن خالد محيي الدين لم يكن من المطالبين بالديمقراطية في مجلس قيادة الثورة، ولأنه طعن في الرجل في أعز ما يملك، فطعن محيي الدين قضائيا على الوثيقة ليثبت أنها مزورة، وكان الحكم طعنا في مصداقية المؤرخ العسكري، وتم وقفه عن الكتابة، الأمر الذي لم يتناوله منصور في "شاهد على العصر"، ربما لأن القضية كانت خبرا في الداخل المصري، لم يسجل في كتب أو في أرشيف الصحف الخارجية، وربما كان مذيع الجزيرة خارج مصر في هذه الفترة!

أسرار طارق زيدان:

ليس لدى أسرار جديدة عن ثورة يونيو (المجيدة) لكي أكون جمال حماد، لكن أعتقد أن ما ذكره "طارق زيدان"، أحد وجوه هذه الثورة، يمثل أسرارا تستدعي الاهتمام والوقوف عندها، عندما يشير، دون أن ينتبه إلى خطورة ما ذكر، أن تنسيقا تم بين بعضهم ووزير الداخلية في ذلك الوقت، وربما أراد أن يذكر أولي الأمر بدوره، فيفيضوا عليه من الماء أو مما رزقهم الله، كما يفعل شباب تمرد ليحافظوا على مكتسباتهم وانتخابات مجلس النواب على الأبواب، لكن هؤلاء حصلوا على ما حصلوا عليه لأنهم ضمن دائرة النفوذ الإقليمي، هو الذي مولهم ورعاهم، ولا يزال يرعاهم حتى الآن، ولهذا لم يُحرموا من العطايا في الداخل، كما يحدث في كل الثورات، وكما حدث مع كل الذين ذكروا بأمجادهم في هذه الثورة (الباسلة)، ليمنوا على أهل الحكم، فتم إبعادهم إلى بيوتهم، حتى لا تكون مشاركتهم صدقة يتبعها منّ، والمنّ يتبعه أذى!

ليس جيدا في حق ثورة يونيو (المجيدة والباسلة معا) أن يقال بوقوع تنسيق مع أفراد في السلطة، لأن هذا ينتقل بها من الثورة إلى الانقلاب، ومن الامتداد لثورة يناير/ كانون الثاني إلى القطيعة معها، لتكون ثورة مضادة عليها!

في علم الإجرام، يقولون ليست هناك جريمة مكتملة، ولأن البعض نسي مع الوقت أصول المسائل، فإنهم يقدمون أدلة إدانة لثورة يونيو/حزيران 2013، ولتعزيز موقف خصومها، كما فعل طارق زيدان في الذكرى السنوية لها هذا العام!

ومع أهمية ما قال، إلا أنه لا رغبة لي في أن أكون جمال حماد، هو المؤرخ لثورة يوليو/ تموز 1952، وأنا المؤرخ لثورة يونيو/حزيران 2013، لأنه لم يعد حديثا يهم الناس، حتى وإن كان مثيرا ما ذكره زيدان، دون أن يلقي له بالا، لكني أقف على أطراف الذكرى دون خوض في الموضوع!

أسرار الإخوان

من الأطراف، فإن الملاحظ هذا العام الاحتفال المبكر بها، ويبدو أن السبب هو ضغوط الحياة على الناس، يراد تذكيرهم بالإنجاز الذي تحقق بإسقاط حكم الإخوان المسلمين، بما فيه من شرور؛ وقد تم ذلك بمقابلات متواضعة، لشخصيات متهافتة، تصاب بالحسرة عندما يكون هؤلاء النفر هم ذخيرة أهل الحكم في المواجهة، فإذا نحن أمام لتّ وفتّ، وكلمة من الشرق وأخرى من الغرب، فلا تزال هناك أسرار عن الإخوان يفردون لها المساحات، ويملؤون بها الهواء!

فحتى في هذه فإن المستوى متواضع للغاية، انظر إلى الشخصيات التي كانت تجلس في الأستوديوهات في زمن مبارك، والأداء الذي كنت أصفه بحملة الإبادة الإعلامية، وبين الشخصيات المنتقاة في هذه المرحلة، سيرتد إليك البصر خاسئا وهو حسير!

كان ينبغي على المعنيين بالأمر أن يعطوا أنفسهم فرصة للتفكير، فأعمى من لا يرى من الغربال، فهناك كتلة لا يستهان بها انتخبت الفريق أحمد شفيق، ولم تبتهج بنجاح الدكتور محمد مرسي، وهي الكتلة التي شاركت ولو بالدعاء في ثورة يونيو (المجيدة) وينبغي سؤالها الآن: هل لا تزال ترى نفسها أنها فعلت إنجازا بإسقاط القوم؟!

إن من يتملكهم عدم اليقين بأنهم لم يحققوا إنجازا، هؤلاء سينظرون إلى الحملات الإعلامية للهجوم على الإخوان على أنها دعاية لهم، ولهذا تفشل الدعايات الإعلامية التي تقوم بها السلطة ضد الإخوان منذ 1952، بل ضد الوفد، الذي أكدت لحظة عودته، فعلا لا شعارا، أنه ضمير الأمة، وإن كان الرئيس جمال عبد الناصر اكتشف هذا مبكرا في جنازة مصطفى النحاس، ليسأل في حسرة: هل لا يزال الناس إلى الآن يذكرون النحاس رغم مرور تسع سنوات من تغييبه، وبرغم من كل ما فعلناه؟ لتتحرك الأجهزة الأمنية وتصنع واحدة من أغرب القضايا، بالقبض على بعض المشاركين في جنازته، والاتهام هو المشاركة في جنازة النحاس!

أحيانا تقلقني شعبية الإخوان، وغالبا تقلقني هذه الدعاية لهم وإن كانت بشكل غير مباشر، والمراد العكس لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، فكونهم هم الرقم الصحيح في الحياة السياسية، فإن هذا يمثل لغما في طريق قضية التحول الديمقراطي، وقد رأينا الهزيمة في مصر، وفي اليمن، وفي تونس التي استطاع فيها أرعن، لا معه شرطة ولا جيش ولا قضاء، أن يقطع المسار بجرة قلم، وبدون مقاومة "ولو برش الماء تعبيرا عن العداء"، وقديما قالوا: رش الماء عداء (أو عداوة)!

وتبدو هذه القوة الجماهيرية التي تفتقد لفهم أصول السياسة، مع إصرارها على تخطي الرقاب في ميدان السياسة، أزمة للديمقراطيات الناشئة، ربما لأن انتشارها في الخارج يجعل التخلص منها مما يلقى هوى غربيا، ولو كان البديل مستبدا يمثل التوافق معه هزيمة لكل القيم الغربية المتخيلة، من الانحياز للحرية إلى تشجيع الحكم الرشيد!

عندما عم الحزن:

وهذا أمر شرحه يطول، فالمهم أن القوم استعدوا مبكرا للاحتفال بالذكرى، وقد قاموا بنصب الزينات، بدا كما لو أن الأقدار تعاندهم، فكانت واقعة مقتل ثمانية عشرة فتاة في محافظة المنوفية، ليعم الحزن في كل القُطر المصري!

لم تكن هذه هي حادثة السير الأولى في التاريخ المصري، بل لم تكن هي الحادثة الأولى في نفس المكان (الطريق الإقليمي)، لكن المؤلم أن يحصد الموت كل هذا العدد في لحظة واحدة، بسبب الإهمال، وطريق انتهوا من إصلاحه وأنفقوا عليه 20 مليار جنيه (بحسب أحد النواب)، وشهد الكثير من الحوادث، وفي العام الماضي وحده وقعت فيه أربع حوادث، وإن كانت النتيجة إصابات بالجملة بدون وفاة، فإن هذا ليس هو مصدر الألم!

الفتيات خرجن من بيوتهن مبكرا من أجل العمل باليومية نظرا لقسوة الحياة، ومن يقول إن هذا يحدث منذ قديم الأزل، هو شاهد زور، إذ لم تكن الفتيات المتعلمات يقمن منذ قديم الأزل بهذه الأعمال اليدوية، ومن بين شهيدات لقمة العيش طالبة في كلية الهندسة، وأخرى طالبة بمعهد التمريض، لكنها الضغوط المعيشية الهائلة في ظل حكم ثورة يونيو/حزيران المجيدة فكان الحزن!

وكما كان يمكن لمبارك أن يُفشل ثورة يناير في اليوم الأول بحل مجلس الشعب المزور، فقد كان يمكن تجاوز الأزمة بعزل وزير النقل، لكن سوء التقدير هنا وهناك لعب ضد النظام نفسه، فمبارك تمسك بالمجلس؛ والسيسي تمسك بالوزير، الذي اندفع في حديث تلفزيوني كاشفا عن مستوى بائس، وهو يقول إنه سيظل في موقعه مدى الحياة ولن يستقيل أبدا، ليغطي الحادث وتصريحات الوزير كامل الوزير المثيرة على الأجواء الاحتفالية لذكرى ثورة 30 يونيو (المجيدة)!

إنها أقدار الله!

x.com/selimazouz1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه 30 يونيو ذكرى الثورة انقلاب المصري مصر انقلاب ذكرى ثورة 30 يونيو مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة اقتصاد مقالات سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ثورة یونیو جمال حماد وإن کان فی هذه

إقرأ أيضاً:

وزيرة التنمية المحلية تهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة

هنأت وزيرة التنمية المحلية الدكتورة منال عوض، الرئيس عبد الفتاح السيسي بمناسبة احتفال مصرنا الغالية بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة.

وقالت وزيرة التنمية المحلية في برقية التهنئة "نثمن بكل فخر وإعزاز الدور الوطني الذي قام به أبناء القوات المسلحة والشرطة البواسل في حماية الجبهة الداخلية للوطن وتدعيم وتأييد الإرادة الحرة لشعب مصر العظيم.. فحققوا نصراً تاريخياً لمصر وشعبها العظيم.

واختتمت الدكتورة منال عوض تهنئتها بالدعاء إلى الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة على الرئيس السيسي بمزيد من التقدم والنجاح وأن يحفظ مصر وشعبها العظيم وأبناء القوات المسلحة والشرطة البواسل ويحقق آمالها في الأمن والسلام والتنمية بجهود فخامتكم وجهود رجالها المخلصين، وكل عام وفخامتكم وشعب مصر بخير وسلام.

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى ثورة 30 يونيو

نقيب المعلمين يهنئ الرئيس السيسي والشعب المصري بذكرى ثورة 30 يونيو

«مدبولي» يُهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة

مقالات مشابهة

  • محافظ القليوبية يشهد احتفالية جامعة بنها بالذكرى الـ12 لثورة 30 يونيو
  • جامعة بنها تحتفل بالذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو (صور)
  • في ذكراها الـ 12.. الأحزاب السياسية: ثورة 30 يونيو نقطة فاصلة.. والهوية الوطنية لا تُباع ولا تُشترى
  • محافظ الأقصر يهنئ الرئيس بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة
  • طلاب جامعة الإسكندرية يحتفلون بذكرى ثورة ٣٠ يونيو المجيدة
  • محافظ أسوان يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسى بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة
  • وزيرة التنمية المحلية تهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة
  • محافظ أسيوط يهنئ الرئيس السيسى بالذكرى 12 لثورة 30 يونيو المجيدة
  • «مدبولي» يُهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو المجيدة