أبوبكر الديب يكتب: التضخم والركود يهددان أحلام ترامب باقتصاد قوي
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يبدو أن الركود والتضخم، بات يهدد أحلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بأن تصبح أمريكا أقوي من خلال قوة اقتصادها من خلال نهج السياسة الحمائية وفرض الرسوم الجمركية علي الحلفاء قبل الأعداء، حيث قفزت معدلات الركود، من 10% في بداية العام إلى ما بين 25% إلى 30%، وقد يكون اقتصاد أمريكا معرضا لخطر النمو البطيء والتضخم المستمر.
ورغم استفادته من التوترات التجارية، إلا أن الدولار الأمريكي شهد تراجعا بسبب مخاوف النمو الاقتصادي حيث تراجع اليوم الجمعة، ليقترب من أدنى مستوى له في أربعة أشهر مع زيادة حالة عدم اليقين والقلق إزاء آفاق نمو أكبر اقتصاد في العالم، بسبب سياسة ترامب المتغيرة حول الرسوم الجمركية، مما جعل المستثمرين ينتظرون بيانات الوظائف المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم، كما أن عدم اليقين السياسي أثر سلبا على ثقة الشركات والأسر، وانخفض العائد على سندات الخزانة لأجل 10 أعوام بنحو 70 نقطة أساس خلال الأسابيع الأخيرة، ما يزيد الضبابية حول التوقعات الاقتصادية.
وخلال الفترة الماضية كشف عن سلسلة من البيانات الاقتصادية مخيبة للآمال، وتصاعدت الضغوط على الاقتصاد، وهدتت الرسوم الجمركية بتعطيل سلاسل التوريد العالمي،ة وبطء النمو الاقتصادي.
ومع تراجع البيانات الاقتصادية الأمريكية وتزايد التوترات التجارية التي أثرت على ثقة المستهلكين ونشاط الأعمال، عادت مخاوف النمو العالمي إلى دائرة اهتمام الأسواق المالية، حيث تراجعت ثقة المستهلكين والشركات في امريكا ما دفع المستثمرون الي تقليص استثماراتهم في الأسهم الأمريكية، حيث تسببت خطط ترامب الخاصة بالرسوم الجمركية في هبوط سوق الأسهم، مما أثار قلق المستهلكين الأمريكيين.
وحسب تقارير دولية فإن تعريفات ترامب الجمركية على الصين والمكسيك وكندا قد تخفض النمو الاقتصادي الأمريكي بمقدار 0.7 إلى 1.1 نقطة مئوية خلال الأرباع الثلاث المقبلة، كما قد تؤدي إلى تراجع النمو الكندي بمقدار 2.2 إلى 2.8 نقطة مئوية، مما قد يدفع المكسيك إلى الركود أيضا كما تراجع الدولار الكندي والبيزو المكسيكي إلى أدنى مستوياتهما خلال شهر.
وباتأكيد فإن الحرب التجارية تزيد الضغط على البنوك المركزية العالمية لمواصلة خفض الفائدة لدعم النمو، فالرسوم الجمركية تعمل فعليًا كضريبية اضافية على المستهلكين الأمريكيين، فالمنتجون الأجانب لا يتحملون التكلفة بأكملها، ما يرفع الضغوط التضخمية ويؤثر سلبا على النمو الاقتصادي، مع العلم أن التجارة تشكل 24 % من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحد الأمريكية.
ويحذر الفيدرالي الأمريكي من تأثير الرسوم الجمركية على السياسة النقدية، ويوم أمس الخميس، ذكر عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، إنه يعارض بشدة خفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لهذا الشهر، على الرغم من أنه يرى أن التخفيضات لا تزال واردة في وقت لاحق من العام إذا استمرت الضغوط التضخمية في التراجع، خاصة في ظل حالة عدم اليقين الكبيرة التي تسببت فيها سياسات الرئيس دونالد ترامب التجارية.
ورغم تهديداته المتكررة.. وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أوامر تنفيذية يوم أمس الخميس، بتأجيل فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على العديد من الواردات من المكسيك وبعض الواردات من كندا لمدة شهر.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرسوم الجمرکیة النمو الاقتصادی
إقرأ أيضاً:
وسط رسوم ترامب الجمركية.. الصين تسجل انخفاضا حادا في الصادرات إلى أمريكا
أصدرت بكين، بيانات تجارية اليوم الاثنين ، تظهر انخفاض صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 34.5% في مايو مقارنةً بالعام السابق لتصل إلى 28.8 مليار دولار فقط.
وارتفع إجمالي صادرات الصين بنسبة 4.8%، وهو ما يقل عن المتوقع، بينما انخفضت الواردات بنسبة 3.4%، مسجلةً فائضًا تجاريًا قدره 103.2 مليار دولار.
إلى جانب انخفاض الصادرات إلى الولايات المتحدة، سجلت الصادرات إلى جنوب شرق آسيا والاتحاد الأوروبي زيادةً حادةً بلغت 14.8% و12% على التوالي. ويوضح الاقتصاديون أن تسارع الصادرات إلى هذه الأسواق ساعد بكين على تخفيف آثار الصراع المستمر مع واشنطن.
في ظل هذه البيانات المخيبة للآمال، من المتوقع عقد جولة جديدة من المحادثات اليوم في لندن بين ممثلي الولايات المتحدة والصين، عقب مكالمة هاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ. ويهدف ذلك إلى تهدئة الحرب التجارية بين الاقتصادين الرئيسيين.
وعلى الرغم من تعليق مؤقت للرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوما، لا تزال التوترات مستمرة بشأن قضايا أخرى، بما في ذلك القيود المفروضة على الطلاب الصينيين في الولايات المتحدة، وصناعة الرقائق، والموارد الحساسة مثل "المعادن الأرضية النادرة".
في الوقت نفسه، صدرت اليوم بيانات التضخم، مما يشير إلى ضعف الطلب في الصين: انخفض مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.1%، وانخفض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 3.3%، وهو أدنى مستوى له منذ حوالي عامين. ويحذر الاقتصاديون من آثار الانكماش المستمر على الاستهلاك المحلي واستقرار النمو.