ولي عهد أبوظبي يشهد الجلسة الرمضانية الأولى لمجلس محمد بن زايد بعنوان مستقبل الأنظمة المالية في عصر التقنيات الذكية
تاريخ النشر: 7th, March 2025 GMT
شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، الجلسة الرمضانية الأولى التي نظمها مجلس محمد بن زايد في موسمه الحالي تحت عنوان "مستقبل الأنظمة المالية في عصر التقنيات الذكية".
تحدث في الجلسة ـ التي عقدت في مقر المجلس في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي ــ جيم ماروس مؤسس التقرير المصرفي الرقمي وخبير في الدراسات المستقبلية ومعالجة الاضطرابات في القطاع المالي.
وتناول المتحدث تأثير الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل القطاع المصرفي، مما يخلق فرصاً وتحديات تشمل تطور توقعات المستهلكين، الذين أصبحوا يريدون المشاركة والحوار وتفهم المؤسسات المالية احتياجاتهم وليس مجرد "تجربة جيدة".
كما تطرق إلى بعض التحديات التي تواجه المؤسسات للاستثمار في التكنولوجيا، والمتمثلة في عدم وجود أشخاص يتمتعون ببعد نظر وعلى استعداد لمواكبة التطور وتبني مستقبل الذكاء الاصطناعي والرؤية والتحول حتى وإن توافرت أفضل التقنيات.
وقدم الخبير المالي شرحاً بشأن ما يجب على المؤسسات المالية أن تقوم به لكسب مستوى مرتفع من الثقة لدى المستهلكين، لتحويل الطريقة التي يتعاملون بها مع المؤسسات، مشيراً إلى أن أنظمة المكاتب التقليدية "التي لا تتعامل مباشرة مع العملاء"، يجب أن تواكب ذلك من أجل دعم التحول الجاري.
ويرى أهمية "إتاحة الوصول إلى البيانات"، وقال إن المستهلكين أصبحوا يتوقعون الحصول على تجربة مخصصة لمتطلباتهم، مشيرا إلى أن الابتكار واسع النطاق يحدث بسرعة مدفوعاً بالبيانات والتحليلات والتكنولوجيا.
ودعا إلى أهمية تبني أنظمة الذكاء الاصطناعي وطرح الأسئلة عليها باستمرار، كون مهارات طرح الأسئلة بشأن أنظمة الذكاء الاصطناعي هي أدوات المستقبل.
وشهدت الجلسة مناقشة جماعية حول الموضوع، شارك فيها هناء الرستماني الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك أبوظبي الأول، وعبد الله المنصوري الشريك الإداري في I3H للاستثمار، وفراس جلبوط المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بركة.. فيما أدارت الجلسة شذى الشامسي مستشارة الاستراتيجية في شركة "إي واي بارثينون".
وستبث جلسة "مستقبل الأنظمة المالية في عصر التقنيات الذكية" يوم غد السبت 8 مارس في الساعة الخامسة مساءً على تلفزيون أبوظبي وقناة مجلس محمد بن زايد على اليوتيوب.
أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: ولي عهد أبوظبي خالد بن محمد بن زايد الذکاء الاصطناعی محمد بن زاید ولی عهد
إقرأ أيضاً:
البشر يتبنون لغة الذكاء الاصطناعي دون أن يشعروا
في ظاهرة تبدو كأنها خرجت من قصص الخيال العلمي، كشفت دراسة حديثة أن البشر بدؤوا بالفعل تبني أسلوب لغوي يشبه إلى حد كبير أسلوب الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل تشات جي بي تي.
هذا التحول الصامت، الذي رصده باحثون في معهد "ماكس بلانك لتنمية الإنسان" في برلين، لم يقتصر على المفردات فحسب، بل امتد إلى بنية الجمل والنبرة العامة للحديث، مما يثير تساؤلات عميقة حول مستقبل اللغة والتنوع الثقافي في عصر هيمنة الآلة ومنطقها في التفكير.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"كل ما نريده هو السلام".. مجتمع مسالم وسط صراع أمهرة في إثيوبياlist 2 of 2سيرة أخرى لابن البيطار بين ضياع الأندلس وسقوط الخلافةend of list تسلل إلى حواراتنا اليوميةاعتمدت الدراسة، التي لم تنشر بعد في مجلة علمية وتتوفر حاليا كنسخة أولية على منصة (arXiv)، على تحليل دقيق لمجموعة ضخمة من البيانات اللغوية، شملت ما يقرب من 360 ألف مقطع فيديو من منصة يوتيوب الأكاديمية و771 ألف حلقة بودكاست. وقام الباحثون بمقارنة اللغة المستخدمة في الفترة التي سبقت إطلاق" تشات جي بي تي" في أواخر عام 2022 وما بعدها، وكانت النتائج لافتة.
لاحظ الفريق البحثي زيادة حادة في استخدام ما أطلقوا عليه "كلمات جي بي تي"، وهي مفردات يفضلها النموذج اللغوي، مثل "delve" (يتعمق)، "meticulous" (دقيق)، "realm" (عالم/مجال)، "boast" (يتباهى/يتميز)، و"comprehend" (يستوعب). هذه الكلمات، التي كانت نادرة نسبيا في الحوار اليومي العفوي، شهدت طفرة في الاستخدام. على سبيل المثال، ارتفع استخدام كلمة "delve" وحدها بنسبة 48% بعد ظهور تشات جي بي تي.
وللتأكد من هذه "البصمة اللغوية"، قام الباحثون باستخلاص المفردات التي يفضلها النموذج عبر جعله يعيد صياغة ملايين النصوص المتنوعة. ووجدوا أن استخدام هذه الكلمات في كلام البشر المنطوق ارتفع بنسبة قد تصل إلى أكثر من 50%، مما يؤكد أن التأثير لم يقتصر على النصوص المكتوبة، بل امتد إلى المحادثات اليومية.
تغير في الأسلوب والنبرةالمفاجأة الكبرى في الدراسة لم تكن في المفردات فحسب، بل في النبرة الأسلوبية العامة. لاحظ الباحثون أن المتحدثين بدؤوا يتبنون أسلوبا أكثر رسمية وتنظيما، وجملا أطول، وتسلسلا منطقيا يشبه إلى حد كبير المخرجات المنظمة للذكاء الاصطناعي، بعيدا عن الانفعالات العفوية والخصوصية اللغوية. هذه الظاهرة تعني أننا نشهد مرحلة غير مسبوقة: البشر يقلدون الآلات بطريقة واضحة.
إعلانيصف الباحثون ما يحدث بأنه "حلقة تغذية ثقافية مغلقة" (closed cultural feedback loop)؛ فاللغة التي نعلمها للآلة تتحول، بشكل غير واع، إلى اللغة التي نعيد نحن إنتاجها.
يقول ليفين برينكمان، أحد المشاركين في الدراسة: "من الطبيعي أن يقلد البشر بعضهم بعضا، لكننا الآن نقلد الآلات"، في مشهد يؤكد تحول الذكاء الاصطناعي إلى مرجعية ثقافية قادرة على التأثير في الواقع البشري.
تآكل التنوع اللغويرغم الطابع الطريف الذي قد تبدو عليه هذه الظاهرة، فإن الدراسة تحمل في طياتها تحذيرا جادا حول مستقبل التنوع الثقافي واللغوي. يلفت الباحثون الانتباه إلى أن اعتمادنا المفرط على أسلوب لغوي موحد، حتى لو بدا أنيقا ومنظما، قد يؤدي إلى تآكل الأصالة والتلقائية والخصوصية التي تميز التواصل الإنساني الحقيقي.
وفي هذا السياق، يحذر مور نعمان، الأستاذ في معهد "كورنيل تك"، من أن اللغة عندما تكتسب طابع الذكاء الاصطناعي قد تفقد الآخرين ثقتهم في تواصلنا، لأنهم قد يشعرون بأننا نسعى لتقليد الآلة أكثر من التعبير عن ذواتنا الحقيقية.
تشير الدراسة إلى أن ما بدأ كأداة للمساعدة في الكتابة والبحث قد تحول إلى ظاهرة ثقافية واجتماعية مرشحة للتوسع. فإذا كان الإنترنت قد أدخل على لغتنا اختصارات تقنية مثل "LOL"، فإن ما يحدث اليوم هو انعكاس مباشر لعلاقة أعمق وأكثر تعقيدا بين الإنسان والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد هذه النتائج أن اللغة ليست مجرد كلمات، بل هي مرآة للسلطة الثقافية ومنبع للهوية. ومع تحول الذكاء الاصطناعي إلى جزء من هذه السلطة، فإن تبنينا لأسلوبه قد يعني أننا، وبشكل غير محسوس، نفقد جزءا من شخصيتنا وهويتنا اللغوية الفريدة في ساحة معركة هادئة تكتب فيها فصول جديدة من تاريخ التواصل البشري.