صحفية بريطانية تهاجم بي بي سي بشدة بعد استقالتها.. غزة هي السبب
تاريخ النشر: 8th, March 2025 GMT
كشفت الصحفية البريطانية كاريشما باتيل عن الأسباب التي دفعتها إلى الاستقالة من هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، مؤكدة أن تغطية القناة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة كانت السبب الرئيسي لقرارها.
وأوضحت باتيل، في مقال نشرته بصحيفة "إندبندنت" البريطانية هذا الأسبوع، أنها شعرت بعدم الارتياح تجاه النهج التحريري لـ"بي بي سي"، خاصة فيما يتعلق بتغطية الأحداث في قطاع غزة.
وقالت إن "هناك يوم واحد يبرز لي في الأشهر العديدة التي قضيتها في تغطية غزة، حيث وقفت أمام فريقي أعرض - للمرة الثانية - قصة فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات محاصرة في سيارة مع أقاربها القتلى: هند رجب".
وأضافت أنها كانت تتابع التحديثات المستمرة للهلال الأحمر أثناء محاولتهم إنقاذ الطفلة، لكن القسم الذي تعمل فيه اختار عدم تغطية القصة في ذلك اليوم.
وأردفت بالقول "لم يختر مذيعنا العام ذكر اسمها إلا بعد أن قتلها الجيش الإسرائيلي، بإطلاق النار على السيارة وهي بداخلها 300 مرة"، منتقدة طريقة معالجة القناة البريطانية للحدث "حتى عندما غطتها أخيرا، لم يوضح عنوان المقال حتى من فعل ماذا. لقد تجنب التوصل إلى استنتاج".
وشددت باتيل على أن "بي بي سي" فشلت في تغطية قصص الأطفال الفلسطينيين كما يجب، مؤكدة أن قرار القناة بسحب الفيلم الوثائقي "غزة: كيف تنجو من منطقة حرب" بعد ضغوط خارجية، يعكس افتقارها للنزاهة التحريرية.
وأوضحت أن الفيلم تعرض للرقابة بسبب ارتباط الراوي البالغ من العمر 13 عاما بشخصية سياسية في غزة، رغم أن القناة كان بإمكانها الاحتفاظ بالنسخة مع توضيح السياق، لكنها "اختارت التراجع تحت الضغط بدلاً من التمسك بالحقيقة في قلب الفيلم: أن إسرائيل تلحق الضرر بالأطفال الفلسطينيين".
ولفتت الصحفية إلى أن هذا القرار أثار استياء العديد من الصحفيين والمثقفين، حيث وقع أكثر من 1000 شخص، من بينهم الإعلامي جاري لينيكر والممثلة ميريام مارجوليس، على رسالة مفتوحة تدين هذه الخطوة.
وأشارت باتيل إلى أن المدير العام لـ"بي بي سي"، تيم ديفي، ورئيس مجلس الإدارة الدكتور سمير شاه، واجها أسئلة من لجنة الثقافة والإعلام والرياضة حول عمل المنظمة، حيث تساءلت النائبة روبا حق عما إذا كانت القناة قد "ألقت الطفل مع ماء الاستحمام" بإزالة الفيلم الوثائقي.
وأضافت "في حين تقول هيئة الإذاعة البريطانية إن هناك عيوبا خطيرة في كيفية صنع الفيلم، إلا أنها فشلت في الاعتراف بالافتقار العام إلى النزاهة التحريرية في تغطية غزة".
وأكدت أن هذا الوضع دفع المدير العام إلى الموافقة على الحاجة إلى مراجعة مستقلة للتغطية الشاملة التي تقدمها "بي بي سي" للشرق الأوسط، وهي خطوة وصفتها بأنها "تشتد الحاجة إليها".
وأوضحت الصحفية البريطانية أنها عملت في "بي بي سي" لمدة خمس سنوات، بدأت كباحثة ثم أصبحت قارئة أخبار وصحفية، وخلال تلك الفترة غطت أحداثا عالمية كبرى مثل تفشي مرض كوفيد-19، وغزو روسيا لأوكرانيا، وصعود القومية الهندوسية في الهند، لكنها شددت على أن تغطية "بي بي سي" للحرب على غزة أظهرت "مستوى صادما من التناقض التحريري".
وأشارت إلى أن بعض الصحفيين داخل القناة "كانوا يختارون بنشاط عدم متابعة الأدلة - بدافع الخوف"، مؤكدة أن المؤسسة الإعلامية كانت تعيد تكرار أحد أخطائها التحريرية الكبرى فيما يتعلق بتغير المناخ، قائلة: "كنا نناقش حقيقة واضحة بعد فترة طويلة من إثبات الأدلة لها".
وأكدت باتيل أن الجمهور يستحق "هيئة بث عامة تتبع الأدلة في الوقت المناسب، دون خوف أو محاباة"، مشددة على أن "الشجاعة التحريرية هي المفتاح".
وفي سياق انتقادها لسياسة الحياد المتبعة في "بي بي سي"، قالت: "أنا على وشك تقديم ادعاء جريء: الحقيقة موجودة"، موضحة أن دور الصحفي ليس مجرد عرض وجهتي نظر متساويتين، بل التحقيق والتوصل إلى استنتاجات قائمة على الأدلة، حتى لو أغضب ذلك بعض الأطراف.
وأضافت "لقد فشلت الحيادية إذا كانت طريقتها الرئيسية هي الموازنة باستمرار بين ‘كلا الجانبين’ من القصة باعتبارهما صحيحين على قدم المساواة"، مؤكدة أن أي وسيلة إخبارية ترفض التوصل إلى استنتاجات واضحة "تصبح بمثابة أداة في الحرب الإعلامية، حيث يغمر الفاعلون سيئو النية وسائل التواصل الاجتماعي بادعاءات لا أساس لها، مما يخلق ‘ضبابًا’ ما بعد الحقيقة".
وعن تجربتها الشخصية في تغطية الأخبار المتعلقة بغزة، قالت: "كل يوم، كانت أسوأ الصور ومقاطع الفيديو التي سأراها على الإطلاق تظهر على صفحتي على تويتر وإنستغرام. كنت أتصفحها ببطء، وأسرد القصص من غزة التي كنت أعرضها في اجتماع الصباح. كانت هذه الصور بمثابة مكواة وسم في الدماغ. كانت حارقة".
وتابعت: "في المرة الأولى التي رأيت فيها رجلاً سحقته جرافة إسرائيلية حتى الموت، كانت الصورة ضبابية لدرجة أنني كنت أنظر إلى حفنة من الخشخاش. وبينما كانت الصورة تشحذ، رأيت لب لحم رجل مضغوطا في الأرض، برتقاليًا وأحمر. لشهور، كنت أفكر فيه وكان صدري ينتفض. لكنني رفضت أن أبتعد. كان استيعاب وزن ومدى هذه الأدلة هو وظيفتي".
وأشارت باتيل إلى أن "رؤية مثل هذه الأدلة الساحقة كل يوم ثم سماع مناقشات بنسبة 50/50 حول سلوك إسرائيل - هذا ما خلق أكبر صدع بين التزامي بالحقيقة والدور الذي كان علي أن ألعبه كصحافية في هيئة الإذاعة البريطانية".
وأكدت أن "جرائم الحرب الإسرائيلية والجرائم ضد الإنسانية لم تعد قابلة للنقاش، فهناك أدلة أكثر من كافية - من الفلسطينيين على الأرض، ومنظمات الإغاثة، والهيئات القانونية - للتوصل إلى استنتاجات يجب أن تشكل التغطية الإعلامية لما فعلته إسرائيل".
وفي ختام مقالها، تساءلت باتيل "متى ستستنتج هيئة الإذاعة البريطانية أن إسرائيل تنتهك القانون الدولي، وتشكل تغطيتها حول هذه الحقيقة؟"، مؤكدة أن “وظيفة الصحفي ليست الإبلاغ عن احتمال هطول المطر أو عدم هطوله، بل النظر إلى الخارج وإخبار الجمهور إذا كان الأمر كذلك قبل أن تضيف: اسمحوا لي أن أخبركم: هناك عاصفة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية بي بي سي غزة الفلسطينيين بريطانيا فلسطين غزة الاحتلال بي بي سي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیئة الإذاعة البریطانیة مؤکدة أن فی تغطیة بی بی سی إلى أن
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإسرائيلية تهاجم حكومة نتنياهو: قادتنا إلى كارثة سياسية ويجب وقف الحرب
أكد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، أن الحكومة الحالية بقيادة بنيامين نتنياهو، قادت البلاد إلى "كارثة سياسية"، في إشارة إلى رغبة رئيس الوزراء بإطالة أمد حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ نحو عامين.
وقال لابيد في منشور عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا): "هذه الحكومة قادتنا إلى كارثة سياسية. فشل يتبع فشلا"، وذلك تعليقا على استمرار الحرب في غزة وعدم التوصل إلى اتفاق لإنهائها.
وأضاف أن "رئيس وزراء غائب عن الساحة السياسية، ووزير الخارجية (جدعون ساعر) عديم الفائدة، ووزراء يعرّضون جنود الجيش الإسرائيلي للخطر في كل مرة يفتحون فيها أفواههم".
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بالانصياع للتيار الأكثر تطرفا في حكومته ممثلا في وزيري الأمن القومي إيتمار بن غفير والمالية بتسلئيل سموتريتش، وعدم الرغبة في إنهاء الحرب في غزة حفاظا على ائتلافه الحكومي، بحسب ما ذكرت وكالة "الاناضول".
والاثنين، منعت الحكومة الهولندية، سموتريتش وبن غفير من دخول أراضيها، واعتبارهما شخصيين غير مرغوب فيهما، وذلك على خلفية دعوتهما لتطهير عرقي في غزة.
ومرارا، أعلنت حماس تعاطيها بإيجابية مع المفاوضات الدائرة منذ أكثر من 20 شهرا لإنهاء الحرب، لكن نتنياهو يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
من جانبه، قال زعيم حزب "الديمقراطيين" يائير غولان في كلمة بثها على منصة "إكس" مساء الثلاثاء: "لم تعد هذه حكومة نتنياهو، بل حكومة سموتريتش وبن غفير".
وأضاف غولان: "نتنياهو ضعيف وجبان، ومن يحكم فعليا هم مستوطنان (سموتريتش وبن غفير) من شبيبة التلال، كاهانيان (نسبة إلى الحاخام مائير كاهانا مؤسس حركة كاخ اليهودية المصنفة إرهابية في إسرائيل) حولا نتنياهو إلى أداة طيعة في أيديهما".
وشبيبة التلال جماعات يهودية هي الأكثر تطرفا من بين المستوطنين تسكن في البؤر الاستيطانية بالضفة الغربية المحتلة وتنفذ جرائم بحق فلسطينيين بما في ذلك اعتداءات وحرق ممتلكات.
ومضى غولان: "سموتريتش وبن غفير هما الهامش الأكثر تطرفا في المجتمع الإسرائيلي، وهما من يحددان اليوم سياسات الحكومة الإسرائيلية، اللذان يرسلان أولادنا للموت في المعركة، وينسفان صفقات إطلاق سراح المختطفين ويطيلان أمد هذه الحرب إلى الأبد".
وتابع: "علينا أن نوقف هذه الحرب، وإعادة جميع المختطفين إلى الوطن. مواطنو إسرائيل يريدون الأمن والديمقراطية، لا التضحية بأبنائنا".
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تشن "إسرائيل" حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.