شهر رمضان.. روضة إلهية لأيام معدودات وساعات محدودة لنيل رضى الله
تاريخ النشر: 9th, March 2025 GMT
الاستعداد النفسي والذهني والجسدي خطوات يجب ترتيبها
نفحات عطرة تقترب من أبواب المسلمين لتجديد العهد مع الله وانتهاز الفرصة العظيمة التي لا تتكرر إلا مرة كل عام، فمن أحياها نال مُناها ومن أهملها حُرم رضاها.. كان لنا هذا الاستطلاع مع بعض التربويين للحديث حول التهيئة والاستعداد لشهرٍ أيامُه معدودة وساعاته محدودة، فمن اغتنمها لقي طيب أثرها ومن تركها شقي في هذه الحياة وتجرَّع مرارتها.
الثورة / رجاء عاطف- أمل الجندي
في البداية يقول العزي راجح وكيل الإرشاد: عندما نتحدث عن شهر رمضان فإننا نتحدث عن فرصة ثمينة ونحن قادمون على شهر الرحمة والمغفرة شهر يكون فيه الإنسان قريباً من الله، ونحن بحاجة للاستعداد وفهم الغاية الهامة من هذا الشهر والتي يجب أن نركز عليها في قول المولى جل وعلا (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قلبكم لعلكم تتقون)، فالتقوى غاية مهمة يجب أن يسعى الناس إليها والتزود منها.
فضل ليالِ رمضان
وأشار راجح إلى أنه يجب أن يُعد لهذا الشهر الفضيل العدة، فقد كان النبي صلوات الله عليه وآله وسلم يُعد العدة بل ويخطب بين أصحابه كيف يستقبلون هذا الشهر وكيف تكون نفسياتهم وأعمالهم ورؤيتهم وأعمالهم الصالحة مع الله سبحانه وتعالى، وفي يمن الإيمان والحكمة جرت العادة على الاستعداد الكامل والتام لبرنامج رمضاني مكتمل، وهذا البرنامج لا يخص الإنسان نفسه بل برنامج بقدر ما يزكي النفس وينميها ويطهرها ويزكيها بقدر ما يكون فيه جوانب أخرى هامة كجوانب الإحسان والبر والصلاة ومد يد العون إلى الضعفاء والمساكين، ويجب أن يقدم الإنسان على رمضان وهو يعي ماذا يعني هذا الشهر وماذا تعني ساعاته وأيامه وفضل لياليه وخاصة ليلة القدر التي يجب السعي لنيل بركتها، فكثير من الناس لا يفهم ماهي ومتى ليلة القدر وماهي علاماتها .. فجعلها الله ليلة مبهمة لقيام هذا الشهر بأكمله وقيام لياليه.
صيام الجوارح
وقال راجح: لا نعني بالصوم صوم الأكل والشرب بل صيام الجوارح والمشاعر والتوجه حيث يكون الإنسان صائما بما تعنيه الكلمة قريبا وفاهما لمسئوليته أمام الله تعالى، وشهر رمضان هو شهر القرآن، والارتباط ما بين القرآن ورمضان ارتباط كامل خاصة مع هذه الظروف ومع هذا الواقع والتوجه الغربي، فنحن بحاجة لنزكي ونطهر أنفسنا ونرتقي ونُقدم على الله بنفوس طاهرة طيبة زاكية تبتغي مرضاة الله تعمل من أجل وفي سبيل الله وهكذا نقدم إلى الله بأعمال صالحه ونفوس راضيه مرضية.
وأضاف : لدينا البرنامج الرمضاني الذي يقرر من قبل القيادة فبعض الملازم فيها كيف نعرف الله ومعاني الثقافة القرآنية ومعاني التسميع والتهليل والتبجيل والتمجيد لله سبحانه وتعالى وكذلك في رمضان الذي لا يخلو من شهر الجهاد فهناك معركة بدر يوم الفرقان ويوم الفتح، وكذلك المآسي ومنها استشهاد أمير المؤمنين الإمام علي بن ابي طالب، يجب أن نستفيد من عواقب التفريط والتقصير وعواقب اللامبالاة وعدم العمل ابتغاء مرضاة الله، وكذلك يوم القدس العالمي القضية الكبرى التي كانت مسيرتنا وأول ملزمة في مسيرتنا هي يوم القدس العالمي الذي يعد من أعظم المقدسات في الإسلام ويجب أن نسعى سعياً حكيماً وايمانياً وقرآنياً لأن يوفقنا الله لنطهر هذا المقدس على أيدينا.
الإخلاص لله
ودعا راجح كل أبناء شعب الإيمان والحكمة وكل أمتنا الإسلامية والمجاهدين في سبيل الله والمخلصين مع الله والخطباء وأئمة المساجد إلى إحياء هذا الشهر والعمل فيه العمل التام الذي يقربنا إلى الله سبحانه وتعالى، وعلى الإنسان أن يتخلص من كل استهتاراته وأن يجعل نظرته لرمضان أنه آخر رمضان في حياته من أجل أن يقدم إلى الله بنفس زاكية طاهرة وأن يفهم أنها فرصة، وكما يقال: ترك الفرصة غصة وندامة وحسرة ليوم المحشر.
ترك الفرصة غصة
إن لرمضان أياماً وساعات لا يمكن أن يرجعها لنا أحد ولا أن يردها لنا راد ولا أن يجددها لنا مجدد. هكذا تحدث الزبير أحمد المهدي – إمام وخطيب، وقال: يجب أن نغتنم الفرصة قبل زوالها، فانتهزوا فرص الخير، قبل أن تكون غصة وإنها لأكبر غصة أن نضيع رمضان ويذهب جهدنا الجهيد فيما لا ينفع من الالتهاء بالمأكولات والأطعمة وقتل الوقت في متابعة المسلسلات والمباريات والمنتديات وننسى أن الفرصة لن تعود وأنها تجري وتمر كالسحاب.
وأضاف بقوله: على المؤمن أن يحيي قلبه بالإيمان ويعمره بالتقوى ويميت شهواته بالزهد، فرمضان ينادي بالخير ويرفع لنا سنام التقوى والفضيلة وفي كل يوم لله عتقاء فلنكن أحدهم ولا نكن مع الاشقياء، وكما قال الحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم: “إذا كانت أول ليلة من رمضان صُفَّدت الشياطين ومردة الجن وغُلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب ونادى مناد يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر ولله عتقاء من النار وذلك في كل ليلة”، أتعترضنا كل هذه الفرص وتهيأ لنا كل هذه الأسباب ثم نشقى؟ إنها والله لأكبر خسارة في الدنيا والأخرى.
فلنقبل إلى الخير ولنكثر من الدعاء فإننا في شهر الدعاء والابتهال والبكاء فلنغتنم الفرصة ونبادر لقطف الثمرة قبل العويل والكبوة فإننا في شهر المساءلة نسأل الله العفو والعافية، الجنة النجاة النصر الرضا عنا فلا نتكبر بترك الدعاء بين يدي الكبير المتعال ولنمد أيدينا إلى الكريم الذي يستحي أن يردنا خائبين حاشاه فهو أكرم الأكرمين، هذا ظننا فيه تعالى.
شهر يجب اغتنامه
وقال الزبير: رمضان فرصة يجب اغتنامها والاستعداد لدخول هذه الروضة الإلهية للصيام والقيام وتلاوة القرآن والدعاء وسماع مواعظ العلماء الأتقياء وكذلك الدعاء لإخواننا في غزة البؤساء الذين خلقوا في زمن أشقى الأشقياء ومن الجميل ما نراه من بعض من يصدق فيهم قول النبي صلوات الله عليه وآله الإيمان يمان والحكمة يمانية، فهناك البعض يسارع لاغتنام شهر رمضان بالتردد على معقل النبوة في صنعاء الجامع الكبير ليرسمون لوحة جمالية فيها نسمات التأهب والعدة للضيف القادم والغائب العائد شوقا اليه كشوق يعقوب ليوسف فهم يشتمّون في هذه الأيام المباركة رائحة الرحمة ويتحسسون الفرج للأمة والمغفرة من صيام الشعبانية وإحياء لياليها المباركة.
وأوضح: إن أعظم تهيئة هي أن نهيئ انفسنا بالاقلاع عن المعصية والإقبال على الطاعة فما شرع رمضان إلا لنتقي الله في سكناتنا وحركاتنا وواقفنا ليل نهار سرا وعلانية، فنختم بالمسك القرآني والنبوي قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون.. وقول النبي صلوات الله عليه وآله [ افعلوا الخير دهركم، وتعرضوا لنفحات رحمة الله، فإن لله نفحات من رحمته، يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمن روعاتكم ] وقوله صلوات الله عليه وآله ” إن لربكم في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن يصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا “.
الاستعداد بتطهير النفوس
فيما تقول غادة العمري- أستاذة الإرشاد التربوي: يكون الاستعداد لرمضان أولا بتطهير القلوب والأنفس من البغضاء والأحقاد ويجب أن نهيئ أنفسنا لاستقبال الشهر الكريم بقلوب سليمة والحرص على العبادات وصوم الجوارح قبل الصوم عن الطعام لأن رسول الله صلى الله عليه وآله يقول ( رُب قائم ليس له من قيامه إلا الجوع والعطش ورُب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)، إلى جانب الحرص على اللقمة الحلال وإزالة الشحناء من القلوب لأن الله لا يغفر للمتشاحنين ولا لمن عق والديه، ونبتهل إلى الله أن يجعل الشهر الكريم ذاهبا بسيئاتنا ومقبلا بالخير والعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار، فرمضان هو شهر القرآن وشهر فيه ليلة القدر يجب أن نستعد حتى يوفقنا الله لليلة القدر.
خير من ألف شهر
إن أفضل شهر عند الله هو رمضان، اُنزل فيه أشرف كتاب وهو القرآن الكريم في أفضل ليلة هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، هكذا تحدث عبدالله الفقيه – أستاذ قرآن كريم ووكيل مدرسة حديثه قائلاً: إن الجو الرمضاني الذي نعيشه في هذه الأيام المباركة يجعل النفس المؤمنة تستعد لطاعة ربها في صيام هذا الشهر الذي يجب أن يكون مصحوباً بالنية الخالصة لله وحده مع ترتيب النفس لعدة أمور وما الذي يجب فعله في العبادات حيث يجب أن يستغل المؤمن وقته في تلاوة كتاب الله والتسبيح والاستغفار وقيام الليل وأن يضع في الحسبان أنه سيلقى الله تعالى يوم غد، فيستغل فرصة قدرته على الحركة قبل أن لا يقدر.
وقال من الناحية الأسرية يجب توجيه الأولاد والزوجة بعمل الطاعات وتوجيههم التوجيه السليم لينال الأجر فيهم، بالإضافة الى تفقد الجيران، فمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، وماذا سنقدم لله تعالى في المحتاجين والمساكين والفقراء حتى لا يسألنا الله تعالى يوم القيامة ويقول : يا عبدي استطعمتك فلم تطعمني !؟ فيقول : يارب كيف اطعمك وأنت الله؟ فيقول رب العزة: استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه ولو أطعمته لوجدتني عنده، ومن هنا علينا أن نعلم أن إطعام مسكين أو كسوته هو إطعام الله وكسوته فلا نحرم أنفسنا من هذا الأجر العظيم.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: صلوات الله علیه وآله لیلة القدر الله تعالى لله تعالى هذا الشهر شهر رمضان إلى الله یجب أن
إقرأ أيضاً:
قصف فوردو.. ضربة محدودة العواقب إشعاعيا لكن رد إيران سيكون “زلزالا عالميا”
#سواليف
في خضم التوتر المتصاعد بين #إيران و #الولايات_المتحدة و #إسرائيل، يبرز سيناريو قصف #منشأة_فوردو النووية كأحد أخطر الاحتمالات التي قد تعيد رسم خريطة #الصراع_الإقليمي والدولي.
ورغم أن التداعيات الإشعاعية المباشرة قد تكون محدودة وفق التقديرات الفنية، إلا أن الرد الإيراني المحتمل ينذر بعواقب جيوسياسية قد تهز النظام الدولي برمته.
وبحسب خبراء منع الانتشار النووي، فإن منشأة فوردو، المدفونة تحت جبل قرب #مدينة_قم، ليست مفاعلا نوويا نشطا، ما يقلل من احتمال وقوع #كارثة_نووية شبيهة بتشرنوبيل أو فوكوشيما.
مقالات ذات صلة نعيم قاسم عن المواجهة الإيرانية الإسرائيلية: لسنا على الحياد ونتصرف بما نراه مناسبا 2025/06/20وقالت كيلسي دافنبورت، مديرة سياسة منع الانتشار في “جمعية الحد من الأسلحة”، لشبكة CNN، إنه “إذا تمكنت القنابل من اختراق فوردو، فمن المرجح أن يحدث تسرب محدود للإشعاع الناتج عن اليورانيوم المخصب المخزن في المنشأة”. لكنها أكدت أن مثل هذا التسرب لن يؤدي إلى تلوث بيئي أو صحي واسع النطاق.
وأضافت أن الهجوم على موقع يحتوي على غاز سادس فلوريد اليورانيوم – وهو مركب يستخدم لتغذية أجهزة الطرد المركزي – قد ينتج عنه تسمم كيميائي و”إشعاع ألفا منخفض المستوى”، غالبا ما سيكون موضعيا، ويمكن احتواؤه باستخدام معدات الحماية المناسبة.
الرد الإيراني: معركة تتجاوز الحدود
في المقابل، فإن الأثر السياسي والعسكري لأي ضربة على فوردو قد يكون مزلزلا. فقصف المنشأة المحصنة، سواء تم بشكل منفرد أو مشترك من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل، سينظر إليه في طهران كإعلان حرب، مما يرجح ردا إيرانيا واسع النطاق وعابرا للحدود.
وتجمع تقديرات مراقبين على أن طهران قد تلجأ إلى ضربات مباشرة على قواعد أمريكية في العراق وسوريا والخليج. وإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل من الداخل الإيراني أو عبر حزب الله، الحوثيين، والفصائل العراقية. وتهديد الملاحة الدولية في مضيق هرمز، واستهداف ناقلات نفط وسفن عسكرية.
والضربة المحتملة قد تجهز أيضا على ما تبقى من الاتفاق النووي. فمن المرجح أن ترد إيران بالانسحاب الكامل من المحادثات، ورفع نسبة التخصيب إلى مستويات تقربها من العتبة النووية، وطرد المفتشين الدوليين.
كما قد تسرّع طهران خطاها باتجاه امتلاك سلاح نووي، معتبرة أن الردع الحقيقي لا يتحقق إلا بامتلاك القنبلة، في ظل غياب الضمانات الدولية.
تآكل في الاستقرار الدولي
أي تصعيد واسع النطاق في الخليج، خصوصا إذا طال منشآت نفطية أو أوقف الملاحة في مضيق هرمز، سيؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز، ما سينعكس بشكل مباشر على الأسواق العالمية والاقتصادات الكبرى.
كما سيسهم هذا التصعيد في انخفاض الثقة العالمية بالاستقرار في الشرق الأوسط، ويضعف من قدرة المجتمع الدولي على ضبط الأزمات النووية حول العالم.
ويجمع مراقبون أن قصف فوردو لن يكون مجرد ضربة عسكرية في منشأة تحت الأرض، بل سيكون تحولا زلزاليا في ميزان القوى الإقليمي والدولي. وإنه اختبار للردع، ولحدود صبر إيران.
وفي حال تم تنفيذ الضربة، فالعالم لن يواجه فقط خطر التلوث، بل حافة حرب إقليمية مفتوحة، قد تمتد آثارها إلى ما هو أبعد من الشرق الأوسط.