تدخل أزمة الغاز المنزلي الخانقة في العاصمة اليمنية المؤقتة عدن والمحافظات المجاورة أسبوعها الثالث على التوالي، وسط استمرار احتجاز ناقلات الغاز من قبل جماعات مسلحة في أبين ومأرب، وغياب تام لدور الجهات الحكومية، بالإضافة إلى احتكار التجار للكميات المتوفرة من المادة.

يأتي ذلك في ظل تأكيدات الشركة اليمنية للغاز بشأن زيادة الحصة المخصصة للمحافظات خلال شهر رمضان، وسط مطالبات متزايدة للأجهزة الأمنية والعسكرية بتحمل مسؤولياتها إزاء تفاقم الأزمة وضبط المخالفين.

وأكدت مصادر محلية، يوم الأحد 9 مارس/ شباط، أن الأزمة بلغت ذروتها، حيث ارتفع سعر الأسطوانة سعة 20 لتراً في بعض المحطات التجارية إلى 14 ألف ريال، بينما تُباع في أماكن أخرى بسعر 11,500 ريال.

وأوضحت المصادر لوكالة خبر، أن هذه الأسعار جاءت بدلاً من التسعيرة السابقة المحددة بـ7,500 ريال، في ظل غياب واضح لدور الأجهزة الأمنية والرقابية في ضبط المخالفين، خاصة مع استمرار العديد من المحطات التجارية في ممارسة الاحتكار وإغلاق أبوابها أمام المواطنين.

وأشارت إلى أن المحطات التي تواصل البيع أصبحت نادرة ومتغيرة يومياً، مما أدى إلى اصطفاف عشرات المواطنين في طوابير طويلة أمامها، إضافة إلى ازدحام المركبات التي تستخدم الغاز كوقود.

ويؤكد المواطنون أن انعدام الغاز أدى إلى ارتفاع أسعاره بشكل غير مسبوق، ما زاد من معاناة السكان، في حين يبرر سائقو المركبات ارتفاع تعرفة المواصلات بأنه أمر خارج عن إرادتهم، مؤكدين أن ارتفاع أسعار الغاز والبنزين يفرض عليهم ذلك.

السوق السوداء واحتجاز الناقلات

من جانبه، أرجع المدير العام التنفيذي لشركة الغاز، المهندس محسن بن وهيط، اضطراب السوق المحلية وانتشار السوق السوداء إلى "استمرار احتجاز مقطورات الغاز".

ودعا "بن وهيط" السلطات المحلية في محافظة أبين، ووزارتي الدفاع والداخلية، إلى التدخل العاجل والفوري للإفراج عن مقطورات الغاز المحتجزة في مديرية مودية بمحافظة أبين، من قبل جماعات مسلحة وصفها بأنها "خارجة عن إطار القانون"، وفق ما أكدته العمليات المشتركة في المحافظة.

وكانت الشركة قد أوضحت في بيان سابق أن أحد أبرز أسباب الأزمة هو تعثر وصول ناقلات الغاز بسبب الأوضاع الأمنية في محافظتي شبوة وأبين.

كما أفادت مصادر محلية أخرى بوجود قطاع قبلي مسلح في مديرية الوادي بمحافظة مأرب، يعترض ناقلات الغاز.

وفي الوقت ذاته، تحدثت مصادر محلية عن قيام مسلحين تابعين لأحد المكونات العسكرية باحتجاز أكثر من 10 ناقلات غاز في نقطة أمنية بمدخل مدينة مودية، أثناء توجهها إلى عدن.

ووفقاً للمصادر، اشترط المسلحون استعادة طقم عسكري احتجزته قوة تابعة لوزارة الداخلية مقابل الإفراج عن الناقلات.

غياب الرقابة وتصاعد الأزمة

وأعلنت شركة الغاز، يوم الخميس الماضي، تزويد محافظتي عدن وتعز خلال الأسبوع الأول من شهر مارس الجاري بعدد 140 ناقلة غاز.

وأوضحت أنها رفعت الحصة الأسبوعية لعدن من 32 مقطورة إلى 65 مقطورة، بزيادة بلغت 33 مقطورة، فيما ارتفعت حصة تعز إلى 75 مقطورة، بزيادة 39 مقطورة، في محاولة لتلبية احتياجات المواطنين.

ودعا "بن وهيط" الأجهزة الأمنية والعسكرية والسلطات المحلية إلى تفعيل دورها الرقابي على توزيع الغاز المنزلي، وضمان وصوله إلى المواطنين المستحقين، ومحاسبة المتلاعبين.

ورغم تفاقم الأزمة وتصاعد حدة الاحتجازات المسلحة والاحتكار من قبل المحطات الخاصة، وبيعها للكميات الواردة بأسعار مضاعفة، فإن الأجهزة الأمنية والرقابية لم تحرك ساكناً.

وأمام تعدد الأزمات، يجد المواطنون أنفسهم الضحية الأولى، مما يدفعهم إلى توجيه اتهامات مباشرة للحكومة بالتسبب في هذه الأوضاع أو التواطؤ في استمرارها.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

قبائل حضرموت تحذر من تفاقم معاناة المواطنين جراء أزمة انقطاع الكهرباء

الجديد برس| وجّه حلف قبائل حضرموت، اتهاماً مباشراً للسلطة المحلية في المحافظة، الموالية لحكومة عدن والتحالف، بـ”التقاعس المتعمد” في استكمال إجراءات توفير مادة الديزل اللازمة لمحطات توليد الكهرباء، محذراً من أن التأخير في هذا الملف قد يؤدي إلى تفاقم أزمة انقطاع التيار الكهربائي وزيادة معاناة المواطنين في ظل ارتفاع درجات الحرارة. وأوضح بيان صادر عن لجنة محروقات مرافق الخدمات التابعة للحلف، أن مؤسسة الكهرباء كانت قد خاطبت قيادة الحلف رسمياً في ١٧ فبراير ٢٠٢٥ بطلب لتأمين كميات محددة من مادة الديزل لضمان استمرارية الخدمة، مشيراً إلى أن قيادة الحلف استجابت للطلب بشكل كامل ووافقت على الكميات المطلوبة. وأكد البيان أن المؤسسة أنجزت ما عليها من مهام فنية وإجرائية أولية، وكان من المفترض أن تقوم السلطة المحلية بتوجيه شركة نفط وادي حضرموت لرفع الطلب إلى شركة بترومسيلة لسحب الكميات وتسليمها للمحطات، إلا أن هذا الإجراء “لم يُنفذ حتى اللحظة”، ما أدى إلى تعثر التوريد رغم اكتمال كافة التفاهمات. وانتقد البيان صمت مؤسسة الكهرباء إزاء هذه الملابسات، وترك المواطنين في “دوامة من الحيرة”، دون مصارحتهم بأن التأخير ناتج عن تقاعس جهات حكومية محلية، لا المؤسسة نفسها، الأمر الذي أدى إلى تفشي حالة من الاستياء الشعبي في ظل انقطاعات متكررة للكهرباء. وشدد الحلف في بيانه على أن لجنة محروقات المرافق كانت تتابع الملف منذ البداية، وتحركت “بمسؤولية وحرص” بعيداً عن أي أجندات أو مزايدات، بهدف ضمان استمرار الخدمة وتقليل حجم المعاناة التي يتكبدها السكان. وتأتي هذه الاتهامات وسط تصاعد الغضب الشعبي في حضرموت نتيجة الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي، خصوصاً مع اشتداد موجة الحر، وغياب أي حلول ملموسة من قبل الجهات المعنية في الحكومة الموالية للتحالف.

مقالات مشابهة

  • قبائل حضرموت تحذر من تفاقم معاناة المواطنين جراء أزمة انقطاع الكهرباء
  • العليمي يعترف بإفلاس حكومة عدن ويعلن خصخصة الخدمات وسط أزمة مالية خانقة 
  • لماذا تفرض الحكومة المصرية قراراتها على المواطنين في توقيت صعب؟
  • علامة "إكسيد" الفاخرة تدخل السوق العُماني
  • أزمة مياه تخنق أهالي تعز.. وسلطة تعز تقيل مدير المؤسسة
  • أزمة غاز في لحج مع اقتراب عيد الأضحى المبارك
  • عميد بلدية القلعة: محطة واحدة متهالكة تخدم 4 بلديات وسط أزمة وقود
  • أزمة مالية تضرب أربيل: سياسات تثير غضب الشارع الكردي
  • كيف ساعدت الشركة الأمنية باستهداف الفلسطينيين قرب المساعدات؟.. بقنابل الغاز
  • شاهد.. إقبال المواطنين على استقلال الأتوبيس الترددي بعد تشغيله الفعلي اليوم