البوابة نيوز:
2025-07-05@00:12:58 GMT

كيف نجت مصر من طوق الإرهاب الملتهب؟

تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

لا يمكن لأمة أن تنهار وفيها قائد يدرك حجم التحديات وجيش يحميها وشعب يدرك قيمتها

على مدار السنوات العشر الماضية، وقفت مصر على حافة هاوية سحيقة، حيث أحاطت بها نيران الإرهاب من الداخل وأطواق الفوضى من الخارج، في سيناء كانت الجماعات التكفيرية تحلم بتحويلها إلى إمارة دموية، وعلى حدودها كانت النيران تشتعل شرقًا وغربًا وجنوبًا، لكن رغم كل العواصف وقفت مصر شامخة مدافعة عن أرضها، وحافظت على كيانها وسط عالم يتهاوى.

فكيف نجت مصر من هذا الطوق الملتهب؟ وما الدور الذي لعبه الجيش والشعب في هذه الملحمة؟ وكيف كان يمكن أن يصبح المشهد لو انتصر الإرهاب؟ وهل نمتلك الشجاعة ونقول بصوت عال إن سيناء الأرض المقدسة التي رفضت السقوط؟ الإجابة هي نعم نستطيع.

 تعالوا نسترجع معاً الأحداث التاريخية التي شاهدناها بأعيننا، منذ عام 2013 ومع نجاح ثورة الشعب فى إسقاط حكم جماعة الإخوان اندفعت قوى الظلام لتحاول أن تنتزع سيناء من جسد الوطن، مستغلة الفراغ الأمني في سنوات الاضطراب.. تنظيم "أنصار بيت المقدس"، الذي تحول لاحقًا إلى "ولاية سيناء" عقب مبايعته لتنظيم داعش في 2014 بدأ بشن عمليات وحشية، مستهدفًا الجنود والمواطنين على حد سواء.

لم يكن الإرهاب في سيناء مجرد عمليات متفرقة بل كان مخططًا مكتمل الأركان، يراد له أن يحول الأرض الطاهرة إلى وكر للمتطرفين، ويفرض على المصريين أمرًا واقعًا لا يمكن تغييره، وفي 2015 بلغت ذروة الهجمات مداها، عندما استهدفت الجماعات الإرهابية مقر الكتيبة 101 في العريش، في واحدة من أشرس العمليات التي شهدتها سيناء، راح ضحيتها العشرات.

لكن مصر لم تنتظر أن تُفرض عليها المعركة، بل أخذت زمام المبادرة وأطلق القائد الأعلى للقوات المسلحة، رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى عملية "حق الشهيد"، التي لم تكن مجرد حملة عسكرية، بل كانت إعلانًا بأن الدولة لن تتهاون في حماية أرضها، وجاءت العملية على أربع مراحل من 2015 حتى 2018، توّجت لاحقًا بعملية "سيناء 2018"، التي كانت الضربة القاضية للجماعات التكفيرية، حيث تم تمشيط البؤر الإرهابية، وتدمير مخازن الأسلحة، والقضاء على قيادات التنظيمات المسلحة.

لم تكن حربنا ضد الإرهاب على عاتق الجيش وحده ولكن الشعب المصري كان في قلب المعركة وكان هو الحصن الذي لم ينكسر.. لم تكن حربنا سلاحًا وحيدًا فقط، بل كانت إرادةً وصمودًا، وكان للشعب دوره الذي لا يقل أهمية عن دور الجيش، لم يكن المصريون متفرجين على المعركة بل كانوا شركاء فيها. في سيناء دفعت القبائل ثمناً غالياً من دماء أبنائها، حيث انخرطت في مواجهات مباشرة مع الإرهاب، ورفضت أن تكون بيئتها حاضنة للتطرف.

في المدن، لم تنجح التنظيمات المتطرفة في كسب أي تعاطف، رغم محاولاتها المستميتة لإحداث فتنة بين الشعب والدولة، لعب الإعلام دورًا في كشف زيف دعاوى الإرهابيين، بينما ظل المواطن البسيط، الذي فقد قريبًا أو صديقًا في هجمات الغدر، مدركًا أن عدوه الحقيقي هو من يرفع السلاح في وجه وطنه.

وحتى نعرف طعم حلاوة النصر علينا أن نتخيل لا قدر الله لو سقطت سيناء كيف كان سيبدو المشهد؟ ماذا لو نجح الإرهابيون في بسط سيطرتهم على سيناء؟

المؤكد هو أن خريطة مصر كانت ستتغير إلى الأبد. كان الملايين سينزحون من مدنهم وقراهم، وسيتحول جزء من التراب المصري إلى معسكر مفتوح للموت والتدمير. كان يمكن للإرهاب أن يتمدد، متحالفًا مع جماعات أخرى في غزة وليبيا، ليشكل تهديدًا يتجاوز مصر إلى المنطقة بأسرها.

كانت قناة السويس هذا الشريان التجاري العالمي ستصبح تحت رحمة جماعات لا تعرف سوى لغة السلاح، وهو ما يهدد حركة التجارة العالمية، كانت الاستثمارات ستهرب، والسياحة ستنهار، وستدخل مصر في نفق اقتصادي لا يعلم أحد مداه.

لكن هذا السيناريو الكارثي لم يحدث، لأن هناك من دافعوا عن الأرض، ومن رفضوا أن يُسرق الوطن أمام أعينهم.

وما بين الحروب والحصار.. كيف نجت مصر من الطوق الملتهب؟ لأننا نعرف أن سيناء لم تكن وحدها ساحة المعركة، ففي كل الاتجاهات، كانت النيران تقترب من الحدود جنوبًا، كانت الحرب الأهلية السودانية تشتد، وتحول السودان إلى ساحة دمار ونزوح، لكن مصر استطاعت الحفاظ على حدودها، واستيعاب اللاجئين دون السماح بتسلل الفوضى إليها، غربًا، كانت ليبيا تغرق في مستنقع الميليشيات والصراعات القبلية، لكن مصر تعاملت بحزم، فأغلقت حدودها أمام تهريب السلاح، ودعمت استقرار ليبيا دون التورط في فوضاها.

شمالًا شرقًا، كانت غزة تعيش في أتون حرب طاحنة، ومع ذلك، تمكنت مصر من أن تحافظ على توازن دقيق، فدعمت الفلسطينيين إنسانيًا، دون أن تسمح بامتداد الحرب إلى أراضيها.

الدرس الأكبر هو أن مصر التي لا تسقط هي مصر المتماسكة جيشاً وشعباً، عشر سنوات من النار، لكن مصر لم تحترق. دفعت الثمن غاليًا، فقدمت مئات الشهداء، لكنها كسبت معركة البقاء. لم تسمح للإرهاب بأن يتمدد، ولم تترك للفوضى ثغرة تنفذ منها.

اليوم، وقد بدأت سيناء في استعادة نبض الحياة، يبقى الدرس الأهم لا يمكن لأمة أن تنهار وفيها جيش يحميها، وشعب يدرك قيمتها، وقائد يدرك حجم التحديات.

مصر لم تخرج من هذا العقد كما دخلته، بل خرجت أكثر قوةً وصلابة، وأثبتت للعالم أن من يُراهن على سقوطها، يخسر الرهان دائمًا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مصر سيناء لکن مصر مصر من لم تکن بل کان

إقرأ أيضاً:

لكنها الحرب !!

إن كان للحرب نقطة واحدة إيجابية حتما ستكون أنها كشفت لنا حجم التحالفات المعلنة والمستترة وأطماع و (أحلام) الكثيرين في خيرات وثروات بلادنا، وأسقطت أقنعة الخونة والمأجورين ، ووثقت مواقف دول ومنظمات منها ما كان متوقع ومنها مالم يكن متوقعاً ،، لكنها الحرب !!

هناك مَن دعم القوات المسلحة والشعب السوداني ووقف إلى جانب خياراته دعما للشرعية وإحقاقاً للحق ، ومنها من دعم المليشيا بالسلاح والعتاد والمرتزقة والمال ، وعمل على استمرار الحرب مما يعد دعما واضحاً وتأييداً مباشراً لجرائم المليشيا الإرهابية .

على كل نتفق أن النزاع في السودان يصنف نزاعاً مسلحاً غير دولي ، و بغض النظر عن حدة العنف وحجم الجرائم التي ارتكبتها المليشيا الإرهابية ، إلا أن المؤسف حقاً فضح أمر دويلة الشر وأجندتها الصهيونية تجاة المنطقة كلها وليس السودان فقط ، دويلة الشر والتي يفترض أنها عضو في المنظومة الدولية وتحترم القانون الدولي وتعرف مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، و أن هناك مبدأ في القانون الدولي يعطي الحق للدولة المتضررة الدفاع عن سيادتها وأراضيها ومواطنيها وهذا المبدأ يمثل حقاً أساسياً وليس منحة من أحد ولا امتياز ، وبالتالي لها أن تسلح جيشها الوطني بكل أنواع الأسلحة لأنه هو الذي يدافع عن سيادة الدولة وهو مكلف بذلك دستوريا ، ضد أي عدوان خارجي أو تمرد داخلي ، أو عمليات إرهابية و الأخيرة اتفق العالم أجمع على محاربتها ومحاكمة مرتكبيها ومن يمولها أو يدعمها سواء كان دول أو منظمات أو أفراد .

وقد وضع العالم سمات معينة وواضحة لتصنيف المنظمات أو الجماعات أو المليشيات بأنها (ارهابية) ؛ أولها اتباع أيدولوجيا متطرفة بغيضة إقصائية عنيفة، عبر نشر إفكار عنصرية بغيضة بتفوق عنصر علي آخر وهو ما اتبعته المليشيا الإرهابية بالضبط بسعيها إلى إيجاد وطن لعرب الشتات في السودان..

ثانياُ امتداد عابر للحدود وهذا ما تمتلكة المليشيا الإرهابية بصلاتها القبلية الممتدة بقبائل في دول الجوار والعمل على هذة النقطة تحديداً لاستجلاب المرتزقة من تلك الدول للانضمام لصفوفها تحقيقا لحلمهم بـ”وطن” واتباع نمط تطهير عرقي ممنهج .

ثالثاً العشوائية والوحشية وارتكاب جرائم بشعة تجاه المواطنين المدنيين (أصحاب الأرض الأصليين) لإرهابهم ومن ثم هروبهم، والجرائم هنا لا حصر لها والفظائع لا حد لها.

لكن الشعب السوداني أثبت بالفعل أنه أقوى من كل ذلك وأن القوات المسلحة السودانية هي علامة بارزة وبصمة مشرفة في التاريخ العسكري في العالم كله ، وأن ما قدمته من بطولة وجسارة وإقدام يدرس للعالم بأسره.

بناءً عليه فإن عودة السلام للسودان تتطلب العديد من المطلوبات أولها القضاء على هذة المليشيا المجرمة وإدانة جرائمها ومعاقبة قادتها أو بالأدق (الأحياء) منهم ، ومعاقبة مموليها ومسانديها و الدول المتورطة معها.

الجميع يعرف أنه إن لم تجد المليشيا المتمردة المال والسلاح والعتاد والمرتزقة لما استمرت في الحرب يوماُ واحداً.

ولو طبق المجتمع الدولي الاتفاقية الدولية لقمع وتمويل الإرهاب لعام 1999م وقرار مجلس الأمن رقم 1373 لعام 2001م ، والقرار 2462 للعام 2019 والذي يدعو دول العالم إلى منع وقمع تمويل الإرهاب وتجريم توفير الأموال أو جمعها عمداً لأغراض الإرهاب ويحثها لإنشاء آليات لتجميد أموال الأشخاص المتورطين في دعم الإرهاب أو أصولهم المالية أو مواردهم الاقتصادية.

وهناك القرار 2178 للعام 2014 والذي دعا فيه مجلس الأمن الدول الأعضاء لإيقاف أنشطة تمويل الإرهاب المرتبطة بسفر المرتزقة وتجنيدهم وتمويلهم، لكن المؤسف أن آليات القانون الدولي أصبحت مسيسة وأن المصالح المشتركة هي التي تحكم وليس العدالة الدولية.

علي المجتمع الدولي أن يخرج عن صمته المخزي ويصنف مليشيا الدعم السريع بالإرهابية ويجرم أفعالها ويجبرها على وقف جرائمها ضد الشعب السوداني والتي ظهرت بشكل جديد في ولاية شمال دارفور حيث انهيار الوضع الانساني والصحي وقلة الغذاء ومياه الشرب للمواطنين وزيادة حركة النزوح من الولاية في ظل حصار قاس فرضته المليشيا المتمردة ، ثم رفضها للهدنة التي اقترحتها الأمم المتحدة وعدم اهتمامها بما يحدث للمواطنين المدنيين فهي لا تزال في ضلالها القديم ، فالفاشر اليوم هي تحدي أممي لا يقتصر فقط علي جسر جوي إنساني إغاثي قادم من أوروبا بل إلى سعي الأمم المتحدة إلى عودة السلام للسودان، خاصة بعد انتصارات القوات المسلحة وبعد تعيين رئيس وزراء وبعد الشروع في تشكيل حكومة مستقلة وبداية عودة الحياة لطبيعتها في الولايات المحررة ، الكثير من العوامل والأحداث تضع الأمم المتحدة في موقف الداعم والمؤيد لخطوات السودان نحو الانتقال السياسي للبلاد ونحو الاستقرار وبداية مرحلة الإعمار وهذا بالتالي تناهضه المليشيا الإرهابية ومن يساندها ويدعمها .

كان علي الأمم المتحدة قبل أن ترسل إغاثتها لدارفور ، أن تمنع من يرسل الأسلحة والعتاد والمرتزقة للمليشيا، هذا هو الأجدى لإنهاء الحرب ، إن كانت الأمم المتحدة جادة فعلاً في مساعيها.

د. إيناس محمد أحمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • «الوطني الاتحادي» يشارك في اجتماع حول «مكافحة الإرهاب»
  • لكنها الحرب !!
  • هآرتس: فشل خطة إسرائيل الكبرى لتهجير فلسطيني غزة إلي سيناء
  • روبيو يتعهد بمراجعة تصنيفات الإرهاب المتعلقة بسوريا
  • هكذا تفعل الحداثة.. بدو سيناء خارج الخيمة
  • خالد الجندي: قريش كانت تعرف يوم عاشوراء وتعظمه قبل الإسلام
  • وفد محلية النواب يبدأ جولته التفقدية بمحافظة جنوب سيناء
  • إسرائيل تقصف مدرسة كانت تؤوي نازحين في غزة
  • ٣٠/ يونيو، ليلة القبض علی جَمْرَة!!
  • فرنسا تواصل انسحابها من ثاني دولة بالعالم وتسلم قواعدها العسكرية التي كانت تستخدمها