صراع الخطط والمصالح.. مستقبل غزة بين التهجير وإعادة الإعمار
تاريخ النشر: 11th, March 2025 GMT
منذ أن اقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، طرد سكان قطاع غزة، تسارعت التحركات في الشرق الأوسط للبحث عن بديل لمستقبل القطاع المثخن بالجراح.
ولكن كل اقتراح يبدو مقبولا لفئة ما، بينما يرفضه آخرون، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي ويجعل الوصول إلى حل مستدام بعيد المنال، حسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وفقًا لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي قوبلت برفض عربي ودولي واسع النطاق، ستقوم الولايات المتحدة بإدارة غزة وترحيل سكانها.
وتبنّت الدول العربية خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين، وذلك لمواجهة مقترح ترامب، كما دعت إلى توحيد الصف الفلسطيني تحت مظلة "منظمة التحرير الفلسطينية"، ما من شأنه تهميش حركة حماس غير المنضوية فيها.
ووفق الخطة العربية، سيتم تشكيل لجنة مستقلة مكونة من شخصيات غير فصائلية من التكنوقراط لإدارة غزة، قبل أن تستعيد السلطة الفلسطينية سيطرتها على القطاع.
وخلال القمة، عرضت مصر خطة بقيمة 53 مليار دولار على مدى خمس سنوات، وهو مبلغ يعادل تقديرات الأمم المتحدة، لإعادة بناء قطاع غزة. وأكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن الخطة ستضمن بقاء سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة على أراضيهم، ردًا على خطة ترامب لنقلهم إلى مصر والأردن لإعادة بناء القطاع وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وحظي المقترح العربي، الذي رفضته كل من إسرائيل والولايات المتحدة، بتأييد أوروبي. كما أشاد به المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
مقترحات إسرائيليةمن جهة أخرى، تقدمت إسرائيل بمقترحين:
الأول يتضمن التنازل عن جزء من السيطرة للفلسطينيين مع منع قيام دولة فلسطينية.الثاني يقترح احتلال غزة بالكامل.وازدادت الحاجة لوضع خطط واضحة بعد إعلان وقف إطلاق النار في يناير الماضي، حيث دفعت تصريحات ترامب حول التهجير القسري إلى تسريع الجهود الإقليمية لإيجاد بديل.
الشيطان يكمن في التفاصيليقول توماس ر. نايدز، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل، إن الشيطان يكمن في التفاصيل، ولا يوجد أي معنى لأي من التفاصيل في هذه الخطط. وأضاف أن إسرائيل وحماس لديهما مواقف متعارضة بشكل أساسي، في حين أن أجزاء من الخطة العربية غير مقبولة بالنسبة لإسرائيل، والعكس صحيح. ورأى أن من الصعب جدًا على أي طرف إيجاد أرضية مشتركة ما لم تتغير الديناميكيات بشكل كبير.
وأشارت الصحيفة إلى أن خطة ترامب قد ترضي العديد من الإسرائيليين، لكنها غير مقبولة سواء بالنسبة لحماس أو بالنسبة للشركاء العرب للولايات المتحدة. والنتيجة التي خلُصت لها "نيويورك تايمز" هي أنه على الرغم من موجة المقترحات منذ يناير، فإن الإسرائيليين والفلسطينيين ليسوا أقرب إلى اتفاق بشأن مستقبل غزة مما كانوا عليه في بداية العام، مما يزيد من مخاطر تجدد الحرب.
عقبات في طريق الحلكان من المفترض تقنيًا أن يستمر وقف إطلاق النار المتفق عليه في يناير ستة أسابيع فقط، وهي الفترة التي انتهت في بداية مارس الجاري. في الوقت الحالي، يحافظ الجانبان على هدنة غير رسمية بينما يواصلان المفاوضات - بوساطة مصر وقطر والولايات المتحدة - من أجل تمديد رسمي.
ولكن هذا الهدف يبدو بعيدًا، لأن حماس تريد من إسرائيل قبول خطة ما بعد الحرب قبل إطلاق سراح المزيد من الرهائن، في حين تريد تل أبيب إطلاق سراح المزيد من الرهائن دون التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل غزة.
وفي حين قد يقبل بعض الإسرائيليين أي اتفاق يضمن عودة 59 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، ويقال إن 24 منهم على قيد الحياة، فإن أعضاء رئيسيين في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الائتلافية لن يقبلوا بذلك.
وفي إشارة إلى الانقسامات العميقة بين الجانبين، قطعت إسرائيل الكهرباء عن محطة تحلية المياه في غزة يوم الأحد ــ آخر مكان متبق في المنطقة لا يزال يتلقى الكهرباء الإسرائيلية.
وجاءت تلك الخطوة، التي قوبلت بتنديدات واسعة، في أعقاب قرار إسرائيل الأسبوع الماضي بتعليق الإمدادات الإنسانية إلى القطاع. كما رفضت إسرائيل الانسحاب من الحدود بين مصر وغزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، في انتهاك لشرط من شروط الهدنة الأولية.
سيناريوهات قاتمةيرى محللون إسرائيليون أنه كلما طال أمد المأزق دون إطلاق سراح أي رهائن، زادت احتمالية عودة إسرائيل إلى القتال. وفي غياب أي اختراق، فإن إسرائيل سوف تضطر إما إلى قبول وجود حماس على المدى الطويل ــ وهي النتيجة التي لا يقبلها العديد من الوزراء في الحكومة ــ أو العودة إلى الحرب لإجبار حماس على التراجع، كما قال عوفر شيلاح، وهو عضو سابق في البرلمان وباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب.
وأضاف شيلاح أنه في ظل الوضع الحالي، فإننا نسير على مسار يؤدي إلى احتلال إسرائيلي لغزة، مما يجعل إسرائيل مسؤولة عن مصير مليوني شخص. واعتبر أن هذا من شأنه أن يخلف عواقب دائمة ليس فقط على الفلسطينيين في غزة، بل وأيضًا على إسرائيل نفسها، التي من المرجح أن تتورط في حرب استنزاف مكلفة من أجل الحفاظ على سيطرتها على المنطقة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر أمريكا ترامب الولايات المتحدة فلسطين قطاع غزة غزة تهجير الفلسطينيين المزيد
إقرأ أيضاً:
مشروع قانون أمريكي يقترح تزويد إسرائيل بقاذفات B-2 وقنابل خارقة لدرء أي تهديد إيراني
قدم مشرعون أمريكيون مشروع قانون يخول الرئيس دونالد ترامب دعم إسرائيل بأسلحة استراتيجية حال استمرار إيران في تطوير سلاح نووي، ضمن إجراءات احترازية لمواجهة التهديدات الإقليمية. اعلان
قدّم نائبان من الكونغرس الأمريكي مشروع قانون جديدًا يهدف إلى منح الرئيس دونالد ترامب السلطة القانونية لإرسال طائرات قاذفة من نوع B-2 Stealth Bombers وقنابل تدمير الملاجئ (Bunker Busters) إلى إسرائيل، في حال ثبت استمرار إيران في تطوير برنامجها النووي.
ويأتي المشروع الذي قدّمه النائب جوش غوتهايمر (ديمقراطي – نيوجرسي)، والنائب مايك لولر (جمهوري – نيويورك)، كخطوة استباقية لتعزيز قدرة إسرائيل على مواجهة أي تهديد نووي محتمل من قبل النظام الإيراني.
وقال النائب غوتهايمر في تصريحات نقلتها شبكة "فوكس نيوز": "إيران، الراعي الرئيسي للإرهاب عالمياً، وعدو رئيسي للولايات المتحدة، لا يمكنها أبداً أن تمتلك سلاحاً نووياً. هذا هو السبب الذي دعمنا فيه بشدة الإجراءات العسكرية التي اتخذناها في وقت سابق من هذا الشهر. لقد قتلت إيران العشرات من الأمريكيين، بما فيهم أفراداً من قواتنا المسلحة، وهجمت مراراً وتكراراً على حليفتنا الديمقراطية الرئيسية، وهي إسرائيل. يجب أن تكون إسرائيل قادرة على الدفاع عن نفسها ضد إيران ومنع إعادة بناء إمكاناتها النووية."
بدوره، أكد النائب مايك لولر أن التشريع المقترح "يعطي الرئيس القدرة على تمكين إسرائيل من الأدوات والتدريب اللازمين لردع طهران، وتحقيق السلام والأمان على المستوى الدولي".
ويشترط مشروع القانون على الرئيس تقديم تبرير كتابي للكونغرس يوضح فيه أنه يرى أن الخطوة ضرورية لأمن الولايات المتحدة القومي، بالإضافة إلى الحصول على "تصديق من الجهات المعنية بعدم امتلاك إسرائيل وسائل أخرى للتخلص من البنية التحتية النووية الإيرانية تحت الأرض."
وكان الرئيس دونالد ترامب قد أصدر أوامر سرّية بشن ضربات على إيران قبل أيام فقط من تنفيذ الولايات المتحدة عملية عسكرية استهدفت المنشآت النووية الإيرانية باستخدام قاذفات B-2 الخفية وقنابل تدمير الملاجئ. وقد صرح ترامب لاحقاً بأن الضربات أدت إلى "تدمير كامل" للمنشآت النووية الإيرانية.
Related بعد الضربات الإسرائيلية.. إيران جهّزت ألغامًا بحرية استعدادا لإغلاق مضيق هرمز الرئيس الإيراني يصادق على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذريةنتنياهو إلى واشنطن الأسبوع المقبل للقاء ترامب والرئيس يكشف: سنبحث ملفي غزة وإيرانوبعد العملية التي أُطلق عليها اسم مطرقة منتصف الليل (Midnight Hammer)، انقسمت مواقف أعضاء الكونغرس تجاه هذه الضربات.
وقالت السيناتور جين شاهين، العضو الأبرز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ: "تمثل الضربات الإسرائيلية على إيران تصعيداً مثيراً للقلق بشكل عميق، وستؤدي لا محالة إلى ردود فعل مضادة. وهذا لا يهدد فقط مفاوضات الولايات المتحدة مع إيران، بل أيضاً سلامة العسكريين الأمريكيين والدبلوماسيين وعائلاتهم والمقيمين الأمريكيين في المنطقة."
في المقابل، أعربت النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين من ولاية جورجيا عن موقف مخالف، حيث كتبت عبر منصات التواصل الاجتماعي: "الشعب الأمريكي غير مهتم بالتدخل في الحروب الأجنبية"، وأضافت لاحقاً أنها "تصلي من أجل السلام."
من جهتها، دافعت النائبة ديببي واسرمان شولتز (ديمقراطية – فلوريدا) عن العملية في تغريدة لها على موقع "إكس"، مشددة على أن "إسرائيل لها الحق الكامل في الدفاع عن نفسها. منذ فترة طويلة، تموّل إيران جماعات إرهابية قتلت أمريكيين، وهي تتحرك لتطوير أسلحة نووية تستهدف بها إسرائيل. وإذا كانت الضربات الإسرائيلية قد عرقلت البرنامج النووي الإيراني، فإننا جميعاً سنكون أكثر أماناً."
كما أعرب رئيس مجلس النواب آنذاك، مايك جونسون، عن دعمه للعملية قائلاً: "إسرائيل على حق — ولها الحق — في الدفاع عن نفسها!".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة