حوارات ثقافية| الدكتور مصطفى عيسى لـ«البوابة نيوز»: رمضان شهر الإبداع.. أزمة الذوق العام تحتاج إلى دراسات سوسيولوجية وسيكولوجية.. والذكاء الاصطناعي حاليًا غير مفيد
تاريخ النشر: 12th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق _ رمضان شهر الإبداع وأنظم وقتي بين القراءة والرسم والكتابة_نحتاج إلى صنع قنوات وروافد التقارب بين أجيال الفنانين_الذكاء الاصطناعي حاليًا غير مفيد على كلا المستويين الفنى والنقدى_أزمة الذوق العام تحتاج إلى دراسات سوسيولوجية وسيكولوجية لحلها
فنان وناقد تشكيلي مصري بارز، يتميز بتجربته الفنية العميقة والمتنوعة.
■ حدثنا عن ذكرياتك في الشهر الكريم.. وما طقوسك كفنان فى رمضان؟
- أولًا كل عام وأنتم بخير في هذا الشهر الكريم والذي يهتم فيه المرء بممارسة العبادات وتكثيفها. ومن ثم قد يكون المتاح من الوقت قابلا للقسمة على عدة ممارسات مختلفة. بالنسبة لي ما يتحدد منها يتمثل في القراءة والرسم والكتابة، باعتباره الثالوث الذي أشعر فيه بوجودي.
■ ما مدى أهمية النقد الفنى للتشكيليين؟
- ليس ثمة شك أن النقد يمثل الطرف الأقرب للفنان إذا كان جادا ومصيبا، وفي موضعه. ولكن الحقيقة أن غالبية التشكيليين المصريين لا يهتمون كثيرا بمتابعة هذا الجانب المهم فيما يعتمدون في ممارستهم على الانطباعات الشخصية السريعة في ظل وجود صور ميديا متقدمة ترهن الخطاب النقدي لما يشبه المناوشات أكثر مما هو عمل جدي يقوم على تفنيد وتفسير وتأويل التجارب الفنية في مشهد فني يتسم الزخم والفوضى معا.
■ كيف ترى الذكاء الاصطناعي فى العملية الإبداعية؟
- لا يزال الذكاء الاصطناعي مجالا مفتوحا على مستقبل غامض، إذ لم يصلنا منه سوى ما قد نقرنه ب "الاسكتش" الذي يستحضرالفكرة فقط. ولهذا فإنني أراه –جاليا- غير مفيد على كلا المستويين الفني والنقدي، ما يعني أننا سوف ننتظر لبعض الوقت حتى نتفهم الكيفية التي تصلح لتعامل الفنان والناقد مع هذا الفتح الجديد. بكلام يتصل بنفس الفهم فإن كل جديد قابل للتطور من داخله وسوف يأتي الوقت الذي نتعامل فيه مع الذكاء الاصطناعي باعتباره ركنا مهما ومادة جيدة تضيف للفنان ولا تخذله.
■ وماذا عن التواصل بين أجيال الفنانين وأهميته للحركة التشكيلية؟
- المؤكد أن الفنان بشكل عام يستمد مادته من روافد كثيرة تقنيا وجماليا ولهذا يظل التواصل بين الأجيال بمثابة مبدأ عام ومهم مما يعني أن التجربة الفنية تحتمل التراكم المعرفي والجمالي وهو ما أعده نقطة مهمة يجب مراعاتها في تعامل الشباب مع أجيال الخبرة وبالعكس إذ أن لكل جيل سمته وحيويته. وربما يحتاج الأمر إلى استرسال أكثر في كيفية صنع قنوات وروافد التقارب بين الأجيال من حيث تسهم فيها أطراف عديدة مؤسسية وغير مؤسسية، وإن ظل الفنان يتحمل العبء الأكبر، فهو مستقبل وفي الوقت نفسه مرسل للآخر.
■ النقد التشكيلى يقرب المسافة بين المبدع والمتلقى.. ما تعليقك؟
- الاجابة عن هذا السؤال مرتبطة بما سبق القول به بيد أن كل الطرفين المبدع والناقد يمثلان وجهين لعملة واحدة نظرا لهذا المعنى من خلال تفهمنا بأن النقد في حقيقته ممارسة إبداعية غير منغلقة على ذاتها، كونها موجهة بالأساس للمبدع. ولهذا فإننا نؤكد على ضرورة أن ينظر كل طرف للآخر باهتمام وأن يتبادلا الحوار الجاد وليس النظرة العابرة الانطباعية والتي تمتلئ أحيانا باستخفاف غير مقبول.
■ هناك أزمة حقيقية فى الذوق العام.. هل هناك حلول لذلك؟
- لا شك أن ثمة أزمة مجتمعية كبيرة نستشعرها في اضمحلال الذائقة الجمالية، ولعلها مجتمعية غير منتسبة لفن بعينه إذا نظرنا إلى تكامل الفنون وتداخلها وتأثيراتها. فما يحدث في الشارع من فوضي تتردد في الأغاني الشبابية مثلا سوف يتردد صداه في فنون التشكيل والقول مثل الرواية والشعر وغيرها. إنها مائدة واحدة، ويجب أن تتسم بالتناغم بينما ما يحدث يأتي غالبا في العكس من ذلك. ولعلي أعتقد في طرح حلول تحتاج بداية إلى دراسات سوسيولوجية وسيكولوجية لكي تضع نقاطا ودوائر حول مناطق الخلل.
■ عودة الدراسات النقدية المصاحبة للمعرض العام هذا العام، كتقليد كان متبعًا في الدورات السابقة هل هو قرار سديد؟
- بالتاكيد أن ما اتخذه قطاع الفنون التشكيلية في شأن الكتابات النقدية أمر مهم أم قد أراه حجرا في بحيرة كبيرة لكنه سوف يترك أثرا قابلا للنمو في اعتقادنا الجدي في ضرورة النقد وممارسته من خلال وسائط عديدة.
482779690_1332521268068757_4323535180304997054_n (1)
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الدكتور مصطفى عيسى الفن التشكيلي المصري الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
محمد موسى: أغاني المهرجانات كارثة ثقافية تدمّر وعي الأجيال
حذر الإعلامي محمد موسى من الخطر المتصاعد لما يُعرف بـ"أغاني المهرجانات"، مؤكدًا أنها لم تعد مجرد حالة فنية عابرة أو تعبيرًا شعبويًا، بل أصبحت كارثة ثقافية تضرب الوعي العام، وتشكّل تهديدًا مباشرًا لقيم المجتمع وذوقه العام.
وقال محمد موسى خلال تقديم برنامج "خط أحمر" على قناة الحدث اليوم، إن مصر التي قدّمت عبر تاريخها رموزًا فنية خالدة من أمثال أم كلثوم، عبد الوهاب، وعبد الحليم حافظ، كانت دائمًا رائدة في تقديم فن يحمل قيمة ورسالة، لافتًا إلى أن الأغنية المصرية كانت في يوم من الأيام "سفيرة للهوية والانتماء، ولسان حال الناس".
وأضاف: "ما نراه اليوم ليس فنًا، بل حالة انحدار غير مسبوقة كلمات بلا معنى، موسيقى صاخبة، أداء هزيل، ومضامين تحرّض على العنف والانحراف، وتروّج للجهل والإيحاءات الرخيصة".
وأشار إلى أن مؤدي المهرجانات لا يمتلكون أي تأهيل فني أو ثقافي، ومعظمهم لا يملكون تعليمًا حقيقيًا ولا وعيًا بتأثير كلماتهم على ملايين الأطفال والشباب، ورغم ذلك يتم استضافتهم في القنوات والبرامج، وكأنهم نماذج للنجاح.
وتابع موسى: "حينما يصبح الجهل فنًا، والإسفاف تريندًا، والانحطاط يُسمى شهرة، فنحن لا نخسر فقط الفن، بل نخسر أولادنا ووعينا، ونقوّض دور مصر كقوة ناعمة في العالم العربي".
وشدّد على أن الأمر لا يتعلّق باختلاف أذواق، بل بغزو ثقافي داخلي يهدد هوية المجتمع، ويمس جوهر المعركة الحقيقية: معركة الوعي، داعيًا المؤسسات الإعلامية والثقافية والرقابية إلى الاضطلاع بدورها قبل أن تتسع الفجوة بين الفن والجمهور.
ووجّه موسى رسالة للجمهور قائلًا: "أنتم من تصنعون هؤلاء، فإذا عزفتم عنهم، اختفوا. لا تدعموا الانحدار، بل ادعموا الكلمة الراقية والصوت المسؤول. لأن ما يدخل الأذن يصنع العقل، ويشكّل وجدان الأمة".
وختم بالقول: "ما يحدث اليوم ليس مجرد تراجع فني، بل تدمير منظم لوعي الأجيال القادمة. المعركة بدأت، ومعركة الوعي لا تحتمل الحياد فإما أن نقف مع الفن الحقيقي، أو نستسلم لانحدار لا نهاية له."