بغداد– يُخيّم شبح صيف قاسٍ على سكان بلاد ما بين النهرين، وسط مخاوف من تفاقم أزمة الطاقة الكهربائية، وذلك على خلفية قرار الولايات المتحدة إنهاء الإعفاءات التي منحتها لبغداد المتعلقة باستيراد الغاز والطاقة الكهربائية من إيران.

وينذر هذا القرار، الذي يندرج ضمن سياسة "الضغط الأقصى" الأميركية، بعواقب وخيمة على استقرار العراق، حيث يعتمد بشكل كبير على الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية.

وقد أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ومستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز -خلال اتصال هاتفي، الأحد الماضي- التزامهما بتعزيز وتعميق الشراكة الإستراتيجية. بينما أشار الأخير إلى أن "إنهاء استثناء الكهرباء المجهزة من إيران يرتبط بسياسة الضغط الأقصى، مما يؤكد أهمية التنسيق الثنائي لتفادي أي آثار سلبية محتملة على استقرار العراق".

صيف قاسٍ يلوح

مظهر محمد صالح المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي أكد أن بلاده ستواجه صيفًا قاسيًا وصعبًا في حال أصرت الولايات المتحدة على موقفها بشأن إلغاء الاستثناءات المتعلقة باستيراد الغاز والطاقة الكهربائية من طهران.

حاجة العراق من الطاقة الكهربائية في ذروة الصيف تقارب 50 ألف ميغاواط (وزارة الكهرباء)

وأوضح صالح -في حديث للجزيرة نت- أن حاجة العراق من الطاقة الكهربائية في ذروة فصل الصيف تقارب 50 ألف ميغاواط، في حين أن أقصى إنتاج للعراق يبلغ حوالي 27 ألف ميغاواط، بما في ذلك المولدات الأهلية.

إعلان

وأضاف "كيف سيدبر العراق انقطاع الغاز الإيراني الذي يوفر تغذية 6 آلاف ميغاواط على الأقل، إضافة إلى ألف ميغاواط من الكهرباء المباشرة، والتي تصل في بعض الأحيان إلى 7 آلاف ميغاواط؟".

وأشار مستشار السوداني إلى أن العراق سيضطر للتعامل مع فصل الصيف بما مقداره 20 ألف ميغاواط فقط، موضحًا أن وزارة الكهرباء لديها القدرة على المناورة من خلال تشغيل بعض المحطات الغازية على وقود الديزل، رغم أن هذا النوع من الوقود يسبب تلفًا للمحطات بسرعة ويحتاج إلى تنظيف مستمر.

وأضاف "الأمر ليس بالهين في حال أردنا تحويل محطة غازية إلى محطة ديزل، ما لم تكن المحطة بالأصل مُجهزة بشكل تقني لهذا الشيء".

وأكد صالح وجود حراك فني على مستوى عالٍ للتعويض، لكنه أعرب عن أمله في حل هذه الجزئية وإلا فإن العراق سيواجه صيفا صعبا وقاسيا.

ودعا صالح الإدارة الأميركية لترك هذا الموضوع لأنه قضية إنسانية، مشيرًا إلى أنه حتى في حصار الأمم المتحدة على البلاد بعد عام 1991 كان يسمح باستيراد في مجال النواحي الإنسانية.

واختتم صالح بالقول "العراق يعمل بجهود كبيرة لتصفير حرق الغاز لتحويله إلى طاقة لأغراض المحطات الكهربائية وأشياء أخرى، ويعمل على التكيف مع الوضع المفروض، لكنه بصراحة ليس بالأمر السهل والهين".

ويعتمد العراق اعتمادا كبيرا على الغاز الإيراني لتشغيل محطاته الكهربائية خاصة الجنوب، وهذا يجعل البلاد عرضة للتأثر بأي تقلبات في إمدادات الغاز من إيران.

وتزود إيران العراق بنحو 50 مليون متر مكعب من الغاز يوميا، بما يغطي نحو ثلث احتياجات البلاد، وهو ما يكفي لإنتاج نحو 6-7 آلاف ميغاواط من الكهرباء.

خيارات العراق

أكد عضو لجنة الطاقة بالبرلمان العراقي باسم نغيمش أن الحكومة تدرس 3 خيارات بديلة في حال أصرت الولايات المتحدة على عدم تجديد الإعفاءات المتعلقة باستيراد الغاز والطاقة الكهربائية من إيران.

إعلان

وأوضح نغيمش -في حديث للجزيرة نت- أنه في حال إنهاء الإعفاءات، لا يوجد حل يلوح في الأفق لمسألة الطاقة الكهربائية، ولا بديل عن الغاز الإيراني الوقت الحاضر، مشيرًا إلى أن الغاز التركمانستاني يمر أيضًا عبر شركات إيرانية تخضع لفيتو أميركي.

وأشار إلى أن الخيارات الأخرى المطروحة، مثل استيراد الغاز من قطر أو الطاقة من الكويت أو السعودية، تحتاج وقتا طويلا، وأن الكميات التي يمكن استيرادها من الأردن قليلة جدًا ولا تفي بالغرض.

الخيارات الأخرى المطروحة مثل استيراد الغاز من قطر أو الطاقة من الكويت أو السعودية تحتاج وقتا طويلا (الجزيرة)

وأضاف نغيمش أن الخيارات المطروحة حاليًا أمام الحكومة تشمل:

الطاقة الشمسية: حيث بدأ رئيس الوزراء بالتعاقد على ألواح الطاقة الشمسية، وبدأت بعض المحافظات بتحديد المواقع المناسبة، إلا أن هذا الخيار يحتاج إلى وقت طويل قد يصل إلى سنة للإنجاز. منح قروض للمواطنين لتركيب ألواح شمسية في المنازل: وهو إجراء أسرع ولكنه يحتاج إلى دعم حكومي. دعم المولدات الأهلية بالوقود: وهو خيار يتطلب توفير كميات مضاعفة من وقود الكاز.

وأكد عضو لجنة الطاقة بالبرلمان أن العراق سيواجه أزمة كبيرة في حال عدم التوصل إلى حل سياسي يسمح باستيراد الغاز من طهران.

ومن جانبه أعلن وزير الكهرباء زياد علي فاضل في 4 فبراير/شباط الماضي عن مبادرة تهدف لتشجيع المواطنين على اقتناء منظومات الطاقة الشمسية وربطها بالشبكة الكهربائية. وتأتي هذه المبادرة ضمن جهود الحكومة لتخطي المشاكل السابقة، بسبب تلكؤ دخول الغاز الإيراني ومشاكل استيراد الكهرباء من خلال البحث عن وسائل أخرى لتنويع مصادر الطاقة وتخفيف العبء عن المنظومة الكهربائية الوطنية.

وأكد الوزير -في بيان- تأهيل 8 شركات متخصصة ‏في مجال الطاقة الشمسية ضمن المرحلة الأولى، في إطار مبادرة البنك المركزي.‏

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الطاقة الکهربائیة باستیراد الغاز الطاقة الشمسیة الغاز الإیرانی استیراد الغاز ألف میغاواط من إیران الغاز من فی حال إلى أن

إقرأ أيضاً:

نائب إطاري: سيبقى العراق تحت الحكم الإيراني رغم أنف أمريكا وحلفائها العرب

آخر تحديث: 31 ماي 2025 - 1:33 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- رد النائب عن الإطار التنسيقي، علي نعمة، اليوم السبت (31 أيار 2025)، على الدعوات التي أطلقها بعض أعضاء مجلس النواب الأمريكي بشأن فرض عقوبات فورية على العراق بذريعة التأثير الإيراني.وأوضح نعمة في تصريح صحفي، أن “العراق سيبقى تحت الحكم الإيراني وهذا شرف عظيم رغم أنف أمريكا وحلفائها العرب ،واضاف ان  علاقة العراق وإيران جسدان في روح واحدة .وأكد النائب، ما يمر به خامنئي ينفذ فورا في بغداد ،وقد شهد الكونغرس الأمريكي في الأيام الأخيرة دعوات من بعض أعضائه إلى إدارة الرئيس ترامب بضرورة اتخاذ إجراءات أكثر حزما تجاه الحكومة العراقية، من بينها فرض عقوبات مباشرة، لكونها إيرانية الارتباط، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية الشيعية.

مقالات مشابهة

  • المالكي: نحن جنود المحور الإيراني الروسي الصيني
  • الوزير الشيباني: رفع العقوبات هو بداية، واتخذنا خطوات جادة لتوفير الخدمات للمواطنين، ووقعنا اتفاقية منذ يومين مع شركات دولية لتأمين الغاز اللازم لتوليد الطاقة الكهربائية
  • توجيه حكومي بالعمل بالطاقات القصوى لإنتاج الغاز وتجهيز محطات توليد الطاقة الكهربائية
  • نائب إطاري: سيبقى العراق تحت الحكم الإيراني رغم أنف أمريكا وحلفائها العرب
  • بعد تصريحات الحكومة بشأن الكهرباء.. ماذا تعرف عن سفن التغويز وتكلفتها؟
  • الكهرباء تعلن تشغيل المحطة السابعة في المسيب لرفد الشبكة الوطنية بـ40 ميغاواط
  • محافظ دير الزور: اتفاقية الكهرباء ستقدم محطة لتوليد 750 ميغاواط للمحافظة وتوفر فرص عمل
  • بطاقة 24 ألف ميغاواط.. العراق يبحث تنفيذ ‏محطات كهربائية مع جنرال فرنوفا
  • وزير الكهرباء يجتمع مع "جنرال فرنوفا" لبحث مشاريع إنتاج 24 ألف ميغاواط
  • المهندس البشير: تأمين إمدادات الغاز يساهم بزيادة توليد الكهرباء وساعات التشغيل ما ينعكس على الواقع المعيشي للناس