تصحيح الحكم بتغريق أموال بني نبهان
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
قد تقدم في المقالة الفائتة أن الفقيه خميس بن سعيد بن علي الشقصي الرستاقي نقل في كتابه (منهج الطالبين) وثائق الحكم في أموال بني نبهان، وفي تلك المقالة تعرَّضنا للوثيقة الأولى المؤرخة سنة 887هـ ضمن باب سماه المؤلف: «القول في الأموال المنسوبة إلى أولاد نبهان من عمان». ونرى أن المؤلف قد جعل كل وثيقة فيما سماه فصلًا، فجاء بعد الوثيقة الأولى: فصل آخر جاء في أوله: «وُجِد مكتوبا بخط الشيخ الفقيه عبد الله بن مدّاد، رحمه الله» أي أن الوثيقة الأصل بخط عبدالله بن مدّاد، وهو عبدالله بن مدّاد بن محمد بن مدّاد بن فَضالة الناعبي (ق9هـ) فقيه قاضٍ ومتطبب فلكي، وله آثار في الفقه، ومسائل في الطب والكيمياء والفلك، وله كتاب في الصرف.
ثم جاء نص آخر في الفصل منقول عن الفقيه محمد بن عبد الله بن مدّاد (ت:917هـ) وهو ولد الأول، وهو كذلك قاضٍ وفقيه ومؤرخ، له جوابات فقهية كثيرة، وله أيضًا (ترتيب أجزاء كتاب بيان الشرع) وسيرة تاريخية معروفة سُمّيت بـ (صفة نسب العلماء وأكنيتهم وبلدانهم وموتهم)، ونص كلامه: «صح عندي وثبت لدي أن جميع الأموال والأملاك التي خلَّفها السيد سليمان بن مظفر قد استهلكتها الديون التي على سليمان والضمانات، وقد صارت جميع هذه الأموال والأملاك للإمام دون أولاد سليمان، ينفذها في عز الدولة، وكذلك الزروع الحاضرة وغيرها صارت للإمام. كتبه الفقير لله محمد بن عبد الله بن مداد بيده».
ونرى أن نص محمد بن عبدالله بن مدّاد ورد بغير تأريخ، ولعله جاء بعد كتابة أبيه وهو مُصدِّقٌ له. أما حكم الإمام عمر بن الخطاب الخروصي على يد القاضي أبي عبد الله محمد بن سليمان بن أحمد بن مفرج المُضمَّن في المقالة السابقة فقد كان في أموال آل نبهان «من لدن السلطان المظفر بن سليمان بن المظفر بن نبهان إلى آخر من ظَلَم من نسله وولد ولده الملكين سليمان بن سليمان وحسام بن سليمان»، وأما حكم عبدالله بن مدّاد فهو - حسب نص الوثيقة – في الأموال التي خلفها السيد المظفر بن سليمان بن نبهان وولده سليمان، وسليمان هذا الأخير لعله أبو الشاعر سليمان بن سليمان النبهاني صاحب الديوان، وهو -فيما يظهر- مشمول في حكم تغريق الأموال في الوثيقة الأولى كما نفهمه من عبارة: «وولد ولده الملكين سليمان بن سليمان وحسام بن سليمان»، ومعلومٌ أن الشاعر قد ذكر جدّه مظفرًا في شيء من أشعاره، منها قوله في الموعظة التي في آخر الديوان: «وأين جَدِّي ذو العُلا مظفرُ **وأين نبهان الهمام الأفخرُ ** أصبحَ منهم ملكهُمْ خَلِيّا».
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بن سلیمان بن محمد بن
إقرأ أيضاً:
سليمان وهدان: قمة شرم الشيخ للسلام تتويج لجهود الرئيس السيسي
قال النائب سليمان وهدان، أمين لجنة الشؤون البرلمانية بحزب الجبهة الوطنية، إن قمة شرم الشيخ للسلام بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأكثر من عشرين زعيما ورئيس دولة من مختلف القارات، تمثل حدثا استثنائيا في مسار الجهود الدولية لإنهاء الحرب في غزة ما كان ليتحقق لولا جهود الرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيرا إلى أن ما تحقق على أرض مصر هو انتصار جديد للدبلوماسية المصرية التي أثبتت قدرتها على صنع السلام في أكثر الملفات تعقيدا.
وأكد "وهدان" أن مشاركة هذا العدد الكبير من قادة العالم في القمة يعكس احترام المجتمع الدولي لمصر ولدورها المركزي في الشرق الأوسط، مضيفا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي استطاع أن يفرض معادلة جديدة قوامها "السلام بالمسؤولية"، أي أن كل طرف يتحمل نصيبه من التزامات الأمن والاستقرار الإقليمي، مؤكدا أن مشاركة ترامب في القمة ضمانة حقيقية لالتزام اسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في القمة يمثل خطوة أولى نحو تسوية شاملة وعادلة تضع حدا لمعاناة الشعب الفلسطيني، وتعيد الأمل إلى ملايين النازحين الذين دفعوا ثمن الصراعات خلال العامين الماضيين، لافتا إلى أن مصر لم تدخر جهدًا في سبيل الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية، سواء عبر التواصل المستمر مع الأطراف الفلسطينية أو من خلال التنسيق مع القوى الكبرى والإقليمية.
وأضاف "وهدان" ، أن الموقف المصري الراسخ من القضية الفلسطينية يستند إلى مبادئ واضحة لا تتغير، أبرزها دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض سياسات العدوان والاستيطان، والتأكيد على ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب في أمن وسلام مع جيرانها، مشددًا على أن القاهرة لطالما كانت صوت الضمير العربي في مواجهة منطق القوة.
وأكد النائب سليمان وهدان، أن القمة بمثابة رسالة إنسانية للعالم مفادها أن مصر لا تبحث عن مجدٍ سياسي، بل عن مستقبلٍ يسوده السلام، وأن ما تحقق في شرم الشيخ هو بداية لمرحلة جديدة من التعاون الدولي في مواجهة جذور الصراع وليس نتائجه فقط، مشددا على أن نجاح قمة شرم الشيخ في التوصل إلى اتفاق شامل يؤكد أن مصر هي بوابة الحل الحقيقي للقضية الفلسطينية، وأن القيادة المصرية ستواصل العمل مع شركائها لضمان تنفيذ الاتفاق على الأرض، حفاظا على أرواح الأبرياء وصونا لكرامة الشعوب.