د. نصار عبد الله: للصيام حكمة تتمثل في تحمل الإنسان الشدة والضيق بإرادته قبل أن تُفرض عليه
تاريخ النشر: 16th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال المفكر الكبير د. نصار عبدالله، أستاذ الفلسفة السياسية بجامعة سوهاج، إن للصوم حكمة يجب أن يشعر بها الإنسان، وتتمثل في أن الحياة لا تقدم لك ما تريده وعليك أن تمتنع عما هو متاح لك حتى تتعرض لظرف به من الضيق والشدة رغمًا عنك، وعليك أن تعيش الضيق والشدة بقرار منك قبل أن تأتى لحظة ويُفرض عليك هذا الضيق وهذه الشدة.
وأضاف "عبدالله" في حديث خاص لـ"البوابة نيوز"، أنه يفتقد الكثير من السلوكيات الرمضانية التي عاشها مع أسرته الكبيرة، وخاصة بعض سلوكيات الأهالي قديمًا فى رمضان، أو سلوكيات الأطفال فى الشهر الكريم.. قائلًا: فى طفولتي كان الإفطار والسحور جماعيًا، العائلة الكبيرة تجتمع فى المندرة، وتخرج صوانى للمندرة من البيت وتحتشد حولها الجموع والمفطرون، وليس أصحاب الصينية فقط، وإنما دعوة عامة لكل عابر سبيل يتصادف وجوده، وهو منظر بهيج افتقدناه، منظر الصوانى وهى تخرج من البيت فى المغربية منظر بهيج وجميل.
ومن ذكريات الطفولة أيضا، قال "عبدالله": ولحظة انتظار آذان المغرب ونحن أطفال لحظة مؤثرة، لم يكن هناك صوت مدفع، وننتظر صوت المؤذن، وساعتها تنطلق الأغانى الطفولية "افطر يا صايم على الكشك العايم".
وعن قضايا الدين والفلسفة، استكمل "عبدالله" قائلا: أعتقد أن مشكل الدين مع الفلسفة أو مع الإلحاد مثلًا كان مرهونًا بشروط وظروف تاريخية معينة، ومنها أن مكونًا ما حاول أن يكون صاحب السلطة السياسية العليا، وأعتقد أنه مع التقدم السياسى لم تعد هذه المناطحة من جانب المشتغلين بالدين واردة، وهل تعلم أن العالم به نحو ٥٠ أو ٦٠ ديانة مختلفة، ومن الممكن أن تسميها ديانات كبرى، وكل دين يؤمن بأنه الدين الصحيح، وتتفاوت الديانات فى أعداد تابعيها، ولا يمكن أن نقول أن ديانة تمتلك نصف مليون مؤمن هى أقل قيمة من ديانة يتبعها نحو أكثر من مليار إنسان مثل الديانة الهندوكية.
وأوضح أنه فى النهاية يظل جزء ما من حياة الإنسان داخليا، يريد أن يشبعه وجدانيًا، أيًا كان شكله أو بصمته فى الحياة، وأيًا كان نفوذه فى مجرى الأحداث اليومية، نسميه بالعقيدة، أيًا كانت هذه العقيدة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: نصار عبدالله الفلسفة السياسية الدين والفلسفة
إقرأ أيضاً:
البابا تواضروس يُطلق سلسلة حكايات الشجرة المغروسة في اجتماع الأربعاء بالإسكندرية
ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من كنيسة القديسين مكسيموس ودوماديوس والقوي الأنبا موسى بشارع ٤٥ حي العصافرة بالإسكندرية.
بحضر العظة، عدد من الآباء الأساقفة والكهنة وأبناء الكنيسة، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وصلى قداسته صلوات العشية، بمشاركة أصحاب النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزة، والأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرق الإسكندرية، والأنبا أرشليدس الأسقف العام والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية والاباء كهنة الكنيسة وبعض من الآباء كهنة الإسكندرية، بمشاركة خورس شمامسة الكنيسة وأعداد غفيرة من الشعب امتلأت بهم الكنيسة .
أكثر من 12 ألف أسرة.. كنيسة الإسكندرية الأكبر تستقبل قداسة الباباوقبل العظة قدم كهنة وخدام الكنيسة بعض الفقرات احتفالاً بزيارة قداسة البابا الأولى للكنيسة، وقدمت إحدى الخادمات قصيدة شعرية وشرح القس موسى جمال كاهن الكنيسة، الكثافة السكانية التي تزيد عن 12000 أسرة كواحدة من أكبر كنائس الإسكندرية من حيث الكثافة السكانية وقدم القمص بموا غالي كاهن الكنيسة نبذة عن تاريخ الكنيسة وتأسيسها وعرض القس يوناثان محفوظ خدمات الكنيسة وأهمها مشروع تطوير خدمة الأنبا أبرآم لخدمة إخوة الرب والأسر المستورة.
وأخيرًا رحب نيافة الانبا باڤلي بقداسة البابا، موضحًا دور الكنيسة الهام الذي تشارك وتحمل مع أجهزة الدولة هموم الوطن من خلال تقديم خدمات طبية وتعليمية لكل أطياف المجتمع المصري.
وقبل بدء العظة عبّر قداسته عن بالغ فرحته في وجوده بالكنيسة وعن حفاوة الاستقبال ، وايضًا لقائه بأعداد غفيرة من شعب المنطقة في السرادق المقام بالأرض المجاورة للكنيسة وكل الفقرات التي تم عرضها قبل وبعد صلوات العشية وشكر نيافة الأنبا باڤلي على كلمته وبالأخص توجه الكنيسة للاهتمام بالتعليم والصحة وبناء المدارس والمستشفيات مؤكدًا على دور الكنيسة في مشاركة الوطن وصيانته.
وبدأ قداسة البابا سلسلة جديدة بعنوان "حكايات الشجرة المغروسة"، وحدّد الفترة الزمنية من عام ٢٥١م. وحتى عام ٤٥١م.، والتي تبدأ بميلاد القديس الأنبا أنطونيوس "أبو الرهبان" وتنتهي بالعام الذي انقسمت فيه الكنيسة، وتناول أوّل حلقات السلسلة اليوم عن "حكايات إيماننا القوي الذي نحياه" من خلال الأصحاح السابع عشر في سِفر إرميا والآيات (٧، ٨)، والأصحاح الخامس من رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى والآيات (١ - ٤)، وأوضح أن المقصود بالشجرة هو الكنيسة وشعبها.
وأشار قداسته إلى معنى الإيمان المسيحي كالآتي:الإيمان هو ارتباط صميمي بشخص حي هو الله والانتماء إليه باعتباره مصدر حياتنا ووجودنا، لذلك الإيمان هو:
- إدراك كياني حي لوجود الله.
- علاقة شخصية بين الإنسان وبين مسيحه.
- يتحوّل لدى الإنسان إلى حياة، "أَيْضًا إِذَا سِرْتُ فِي وَادِي ظِلِّ الْمَوْتِ لاَ أَخَافُ شَرًّا، لأَنَّكَ أَنْتَ مَعِي" (مز ٢٣: ٤).
وأضاف: مَنْ هو المؤمن المسيحي؟
١- الذي الله هو محور حياته، "يا رب يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطئ".
٢- الذي يحفظ الوصية، "وَأَمَّا غَايَةُ الْوَصِيَّةِ فَهِيَ الْمَحَبَّةُ مِنْ قَلْبٍ طَاهِرٍ، وَضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَإِيمَانٍ بِلاَ رِيَاءٍ" (١تي ١: ٥).
٣- الله يسكن في قلبه على الدوام، "يَا ابْنِي أَعْطِنِي قَلْبَكَ، وَلْتُلاَحِظْ عَيْنَاكَ طُرُقِي" (أم ٢٣: ٢٦).
٤- إيمانه أرثوذكسي (مستقيم)، استقامة الفكر والعقيدة والسلوك، "اُذْكُرُوا مُرْشِدِيكُمُ الَّذِينَ كَلَّمُوكُمْ بِكَلِمَةِ اللهِ. انْظُرُوا إِلَى نِهَايَةِ سِيرَتِهِمْ فَتَمَثَّلُوا بِإِيمَانِهِمْ" (عب ١٣: ٧).
وقدّم قداسة البابا: كيف يعيش الإنسان الإيمان المسيحي باستمرار؟
- الله يسعى إلى الإنسان دائمًا لأنه يحبه، ويحترم حريته، "نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلًا" (١يو ٤: ١٩).
- أن يعيش الإنسان التوبة، "«هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ»" (لو ١٩: ٨).
واختتم قداسته بالآية: "لأَنَّ كُلَّ مَنْ وُلِدَ مِنَ اللهِ يَغْلِبُ الْعَالَمَ. وَهذِهِ هِيَ الْغَلَبَةُ الَّتِي تَغْلِبُ الْعَالَمَ: إِيمَانُنَا" (١يو ٥: ٤).