صحيفة البلاد:
2025-07-12@06:21:33 GMT

احرصوا على سجل الذكريات

تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT

احرصوا على سجل الذكريات

الذكريات صفحات تسجلها الذاكرة منذ الطفولة، مع كل الأشخاص الذين نعيش معهم، ويعيشون حولنا في الشارع والحارة، في المدرسة، في بيوت أهالينا وجيراننا، وفي كثير من المواقف التي تمر بنا، وتلتصق بذاكرتنا، إما لطرافتها، أو لجمالها ، أو لصعوبتها وقسوتها، وتبقى الذكريات أجمل ما نحمله معنا، حتى القاسية منها، تفقد قسوتها مع مرور الزمن.

والجميل يطغى على السيئ، وكثيراً ما يحتاج الناس لا ستراجعها من الذاكرة، لإرواء عطش تصحُّر أيام أصابها الجفاف، واستيراد دفء الماضي، وقد تفيد في إشعال الأمل للمستقبل.
واعتقد أن أهم محضن، وأول ميدان لصناعة الذكريات، هو (منزل العائلة)، وصناعة الذكريات، واجب جميع أفراد العائلة، وعلى رأسهم الوالدين والأجداد والإخوة والأخوات، ولن أنسى العائلة الممتدة من خلال الأب (أعمام وعمات) وكذلك الأم (أخوال وخالات)، ويدخل ضمنها الجيران وزملاء وزميلات العمل. من كل هؤلاء، وبهم، ومعهم، تصنع الذكريات. لذا فمن المهم جداً، أن يحرص كل فرد في العائلة، وكذلك الأصدقاء والجيران أن يرسموا خريطة ذكرياتهم بكلماتهم ومواقفهم وتواجدهم بين بعضهم البعض. فالذكريات لا تأتي من نفسها، بل هي كاللوحة الفنية يرسمها الرسام، لذلك ينتقي للوحته الألوان الجيدة، والوقت المناسب، لتكون اللوحة قد رسمت بحب وشغف. والعكس صحيح. فبدون اعتناء، وحرص، ستكون اللوحة مشوشة. هكذا الذكريات وليس منا من أحد إلا ويختزن في ذاكرته ملفات وفيديوهات بعضها مشرقة بحروف دونها أصحابها من نور. في استرجاعها سعادة وشوق وسرور، وأخرى قاسية غليظة بغلاظة من كتبها في ذاكرة الآخرين سواء أبناء أو زملاء أو جيران! ولعل أهم الذكريات، هي التي ينقشها الوالدان في عقول أبنائهما، فعلاقة الأب بالأم علاقة جميلة راقية ملؤها الاحترام، حتى لو اختلفا، فبعيداً عن السوء من الأفعال والأقوال، يحرصون على تعريف الأبناء أن الحياة جميلة حتى مع الخلافات، وأن الخلافات أمر طبيعي لا يخلو منها بيت، لكن نوع الخلافات، وأسلوب تعاطيها، هو المهم. فالخلاف مع النقاش الهادئ المحترم، مهم جداً ليتعلم الأبناء كيف يكون الخلاف. فأكثر ما يترك أثراً في ذاكرة الأبناء، هي العلاقة بين والديهم. وقيسوا على ذلك تعامل الوالدين مع بقية أفراد العائلة، فعندما تسود العلاقات الجيدة المليئة بالود والتقدير، وحين تكون اللقاءات العائلية، والرحلات الترفيهية بينهم، فبدون شك هم يصنعون ذكريات، يحفظها أفراد العائلة وأهمهم الأبناء الذين تتشكل ذاكرتهم بحسن سير وتعامل أهلهم، الجلسات العائلية الدافئة، تصنع ذكريات غاية في الجمال، فكيف يفرط البعض في ذلك؟ وأيضاً الصحبة الطيبة الراقية، بيئة رائعة لصناعة الذكريات، فتستحق الحرص عليها. العلاقات مع الأهل والأقارب، ميدان خصب لأجمل الذكريات. فهل يمكن التفريط في ذلك؟ كما أن علاقات العمل والمساجد والمدارس، كلها محاضن لذكريات كم أسعدت كثيراً ولازالت. الذكريات استثمار للسعادة في الحياة.
من المهم أن يستثمر رب العائلة وقته مع زوجته وأبنائه فيملأه حباً ولعباً وتعاملاً راقياً وتعاوناً، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام (فخيركم خيره لأهله وأنا خيركم لأهلي) لا أدري ألا يخجل الرجل القاسي في بيته والليِّن مع رفاقه، ألا يخجل الرجل الذي يقضي جل وقته لاهياً خارج بيته وعائلته آخر اهتمامه؟ مثل هؤلاء الرجال (هداهم الله)، الخجل يخجل منهم! حتى يكبر الأبناء وهم يحملون أجمل الذكريات، لابد أن يبذل الآباء والأمهات جهداً لفهم معنى العائلة وواجباتها التي لا تتوقف عند المأكل والمشرب والملبس، فللحياة احتياجات نفسية وعاطفية وعقلية مهمة جداً، إذا تم التفريط فيها، فكثيراً ما تحدث نتائج لا يريدها الأهل. فلله در أولئك الذين يزرعون في نفوس الآخرين أجمل وأطيب الذكريات.
إن جودة صناعة الذكريات، مسؤولية الجميع.
وليبقى الكل في ذاكرة الكل ذكرى جميلة، أرجو أن يوفق الله الجميع لصناعة أجمل الذكريات في حياة أحبتهم. ودمتم. (اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً).

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

عائلة فلسطينية تلجأ للقضاء لإجبار بريطانيا على مساعدتها فى مغادرة غزة

لجأت عائلة فلسطينية مكونة من ستة أفراد، محاصرة في قطاع غزة، إلى المحكمة العليا في بريطانيا لإجبار الحكومة البريطانية على تقديم الدعم القنصلي اللازم لمغادرتهم، رغم حصولهم على إذن رسمي للالتحاق بأحد أقاربهم المقيمين في بريطانيا.

وتعود تفاصيل القضية إلى فبراير الماضي، حينما أثارت جدلاً سياسياً بعد أن انتقد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر قرار قاضٍ في محكمة الهجرة بمنح العائلة حق الإقامة في بريطانيا، وذلك بعد تقديمهم طلباً عبر برنامج كان مخصصاً بالأصل للاجئين الأوكرانيين.

ورغم أن وزارة الداخلية البريطانية أقرت بحقهم في دخول البلاد، بشرط تقديم بياناتهم البيومترية في مركز لتقديم طلبات التأشيرة، فإن مغادرتهم غزة تتطلب تدخلاً قنصلياً من وزارة الخارجية البريطانية، وهو ما تم رفضه، في خطوة وصفها محامو العائلة بأنها "غير قانونية".

العائلة – التي لم يتم الكشف عن هويتها لأسباب أمنية – تتكون من أب وأم وأربعة أطفال، ويعيش شقيق أحد الوالدين كمواطن بريطاني في بريطانيا.

وأكد محامي العائلة، تيم أوين، أن طلبهم كان "متواضعاً" ومن المتوقع أن توافق عليه السلطات الإسرائيلية دون اعتراض، مشيراً إلى وجود آلية إسرائيلية محددة لاستقبال مثل هذه الطلبات من دول ثالثة لكنه أضاف أن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي "يرفض حتى تقديم الطلب".

من جانبها، دافعت وزارة الخارجية البريطانية عن موقفها، قائلة إن تسهيل مغادرة المدنيين من غزة "عملية معقدة للغاية وتستهلك رأسمال سياسياً"، محذرة من أن اتخاذ موقف عام في هذا الملف قد يؤثر سلباً على قدرتها في مساعدة آخرين مؤهلين للدعم.

وأشار القاضي تشامبرلين إلى أن القضية أثارت "جدلاً سياسياً ملحوظاً"، مشدداً على خطورة الوضع الإنساني الذي تعيشه العائلة، والتي غادرت منزلها في 23 أكتوبر الماضي بعد تلقيها تحذيراً مدته 10 دقائق من الجيش الإسرائيلي قبل قصف المبنى.

كما أوضحت الوثائق المقدمة للمحكمة أن العائلة اضطرت إلى التنقل عدة مرات هرباً من القصف، وتعرض ثلاثة من أفرادها لإطلاق النار أثناء محاولتهم الوصول إلى نقطة توزيع مساعدات، فيما أصيب أحدهم بشظايا قذيفة دبابة، دون تلقي العلاج المناسب.

وخلال الجلسة، كشف ممثل وزارة الخارجية أن الحكومة البريطانية على علم بوجود عشرة أشخاص في غزة لديهم تصريح دخول غير مشروط إلى بريطانيا، بالإضافة إلى 28 شخصاً آخرين يمتلكون تصاريح مشروطة بإنهاء الفحص البيومتري.

واختتم القاضي الجلسة معلناً تأجيل إصدار القرار إلى موعد لاحق، لكنه شدد على "الطابع الملح" لقضية العائلة، في ظل المخاطر المستمرة التي تهدد حياتهم داخل قطاع غزة.

طباعة شارك غزة بريطانيا الاحتلال

مقالات مشابهة

  • العائلة المالكة.. دراما ملكية هندية تخطف الأنظار وتخيب التوقعات
  • دليل اختبارات القدرات لـ فنون جميلة حلوان تخصص فنون
  • بالأسماء.. مصرع وإصابة 5 من أسره واحدة في انقلاب سيارة بمحور الضبعه
  • د. عاطف العساكرة : العيسوي .. رجل التنفيذ الهادئ و”ذاكرة الدولة”
  • الترند صيحات رائجة توجه الأبناء .. وتحدٍّ متزايد للأسر
  • الإفتاء: لا يجوز شرعًا حرمان الأب أو الأم من رؤية أبنائهما بعد الطلاق
  • عائلة فلسطينية تلجأ للقضاء لإجبار بريطانيا على مساعدتها فى مغادرة غزة
  • قصائد الذكريات في بيت الشعر بالشارقة
  • فرقة الحشرات من “آدم ومشمش” في عرض موسيقي ممتع لكل أفراد العائلة!
  • ذاكرة اليمن المحفورة .. المسند والنقوش السبئية قراءة في وجدان حضارة ناطقة بالحجر