مقتل 9 أكراد بغارات تركية في جنوب كوباني
تاريخ النشر: 17th, March 2025 GMT
أعلنت قوات سوريا الديموقراطية، الذراع العسكرية للإدارة، مساء أمس الأحد مقتل 9 أشخاص في غارات جوية اتهمت تركيا بشنها.
وقالت قوات سوريا الديمقراطية على تلغرام "قصفت طائرة تركية خلال ساعات متأخرة من ليل أمس الأحد عائلة تعمل في الزراعة جنوبي كوباني".
وأضافت "ارتفع عدد القتلى المدنيين خلال القصف الجوي التركي على المنطقة الواقعة بين قرية قومجي وبرخ بوتان جنوبي كوباني إلى تسعة قتلى من عائلة واحدة إضافة إلى جريحين اثنين من العائلة نفسها".
ولطالما اتّهمت تركيا وحدات حماية الشعب الكردية التي تشكل عماد قوات سوريا الديموقراطية، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي تصنّفه أنقرة ودول غربية "منظمة إرهابية" ويخوض منذ العام 1984 تمرّداً ضد الدولة التركية.
وتسعى السلطات السورية الجديدة إلى حلّ الجماعات المسلّحة وبسط سيطرة الدولة على كامل أراضي البلاد منذ إطاحة الرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) بعد حرب أهلية استمرت أكثر من 13 عاماً.
ووقّع الشرع وقائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي اتفاقاً ينصّ على "دمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز"، ويُفترض أن يدخل الاتّفاق حيّز التنفيذ بحلول نهاية العام.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: وقف الأب رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل يوم زايد للعمل الإنساني غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية قوات سوريا الديمقراطية الرئيس بشار الأسد سوريا قسد تركيا سقوط الأسد قوات سوریا
إقرأ أيضاً:
هل اقترب الصدام بين تركيا وإسرائيل في سوريا؟
أثارت خطط تركيا لتعزيز قدراتها العسكرية ودعمها الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد ارتباكا وامتعاضا إسرائيليا، وسط تساؤلات عما إذا كانت أنقرة وتل أبيب في طريقهما إلى الصدام المباشر.
وبعد 4 سنوات من تقديم طلب للحصول عليها، أبرمت تركيا -بموافقة ألمانية- صفقة لشراء 40 مقاتلة من طراز "تايفون"، مما زاد من الهواجس الإسرائيلية.
كما ضاعف إعلان وزارة الدفاع التركية طلب الإدارة السورية مساعدتها في تنمية قدراتها الدفاعية المخاوف داخل إسرائيل من تعاظم القدرات العسكرية لتركيا وتنامي دورها الإقليمي.
وكانت معارك كلامية قد اندلعت بين أنقرة وتل أبيب حتى وصل الأمر بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى اتهام إسرائيل بزعزعة أمن سوريا واستغلال الورقة الطائفية لمنع التمكين لنظام مركزي قوي.
مشروع تركي منافسوتنبع المخاوف الإسرائيلية من وجود 3 مشاريع في المنطقة (إسرائيل، وتركيا، وإيران)، لكن الحرب الأخيرة أزاحت طهران ليبقى المشروع التركي الوحيد المنافس لنظيره الإسرائيلي، وفق رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي.
ويشكل الموقف التركي بالنسبة لسوريا إزعاجا لإسرائيل، إذ ترفض أنقرة "خلق بيئة تفتت سوريا إلى دويلات، وتسمح لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرقي سوريا بتهديد أمن تركيا"، كما قال الشوبكي لبرنامج "ما وراء الخبر".
وأقر الكاتب والباحث السياسي محمود علوش بأن تركيا تشكل تحديا إستراتيجيا لإسرائيل، إذ بدأت البيئة التنافسية المتزايدة في العلاقات منذ عقدين تقريبا مع تعاظم دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتعزيز بلاده حضورها في الشرق الأوسط.
ووفق علوش، فإن سوريا تنظر إلى تركيا شريكا إستراتيجيا، كما أنها مهمة لتحقيق التوازن الذي يساعد دمشق على حماية نفسها في المنطقة، لذلك يحاول الرئيس أحمد الشرع بناء شراكات تقوم على توازن الإقليم والعلاقات مع واشنطن.
إعلان
ورفض المحاضر بجامعة الدفاع الوطنية التركية محمد أوزكان الحديث عن تنافس تركي إسرائيلي، إذ تأتي صفقة مقاتلات "تايفون" في إطار تعزيز قدراتها العسكرية وأسطولها الجوي وتقوية الخطط الدفاعية بين الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو).
لكنه لم يُنكر أن الحرب بين إيران وإسرائيل تسببت بـ"خلخلة" الموازين في المنطقة، مما عزز رغبة تركيا في زيادة قدراتها ومقدراتها العسكرية وتأمين حدودها وسلامة أراضيها.
وحسب أوزكان، هناك تعارض في الرؤى بين أهداف تركيا وإسرائيل في سوريا، فالأولى تريد إرساء دولة قوية ومستقرة على حدودها، في حين "تحاول تل أبيب تعريف وتحديد طموحات الدول الأخرى".
الصدام وشيك؟أما بشأن المخاوف من صدام وشيك، فأعرب الشوبكي عن قناعته بأن التفاهمات ممكنة بين أنقرة وتل أبيب في سوريا، مستدلا بالتنسيق السابق بين روسيا وإسرائيل، لكن المعضلة الإسرائيلية تبقى "ألا تسمح لتركيا بعدم عرقلة مشاريعها في سوريا".
أما علوش فقال إن التنافس بين إسرائيل وتركيا نقلهما إلى صدام جيوسياسي وشيك في سوريا، وهو ما أدركته أنقرة، لذلك "لم يعد الحديث حاليا عن اتفاقية دفاع مشترك وبناء قواعد عسكرية لها داخل سوريا".
وبناء على ذلك، فإن تركيا تراهن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إدارة الخلاف مع إسرائيل في سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تريد توازنا تركيا إسرائيليا هناك.
كما أن واشنطن "ستمنع انزلاق التنافس إلى صدام"، مستدلا بالتفاهمات الإسرائيلية التركية التي جرت برعاية أميركية "وإن كانت لا تزال هشة".
وذهب أوزكان في الاتجاه ذاته، إذ قلل من احتمالات أي صدام محتمل بين تركيا وإسرائيل في ظل وجود علاقات جيدة بين الرئيسين التركي والأميركي وتقارب رؤية بلديهما تجاه سوريا، كما أن تركيا باتت في موقف قوي يجعلها تلعب دورا في سوريا.
لكن التحدي الأكبر لتركيا -وفق علوش- يبقى استغلالها وجود ترامب في البيت الأبيض من أجل إنجاز تفاهم مع إسرائيل بشأن سوريا.