هل اقترب الصدام بين تركيا وإسرائيل في سوريا؟
تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT
أثارت خطط تركيا لتعزيز قدراتها العسكرية ودعمها الإدارة السورية الجديدة بعد سقوط نظام بشار الأسد ارتباكا وامتعاضا إسرائيليا، وسط تساؤلات عما إذا كانت أنقرة وتل أبيب في طريقهما إلى الصدام المباشر.
وبعد 4 سنوات من تقديم طلب للحصول عليها، أبرمت تركيا -بموافقة ألمانية- صفقة لشراء 40 مقاتلة من طراز "تايفون"، مما زاد من الهواجس الإسرائيلية.
كما ضاعف إعلان وزارة الدفاع التركية طلب الإدارة السورية مساعدتها في تنمية قدراتها الدفاعية المخاوف داخل إسرائيل من تعاظم القدرات العسكرية لتركيا وتنامي دورها الإقليمي.
وكانت معارك كلامية قد اندلعت بين أنقرة وتل أبيب حتى وصل الأمر بوزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى اتهام إسرائيل بزعزعة أمن سوريا واستغلال الورقة الطائفية لمنع التمكين لنظام مركزي قوي.
مشروع تركي منافسوتنبع المخاوف الإسرائيلية من وجود 3 مشاريع في المنطقة (إسرائيل، وتركيا، وإيران)، لكن الحرب الأخيرة أزاحت طهران ليبقى المشروع التركي الوحيد المنافس لنظيره الإسرائيلي، وفق رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي.
ويشكل الموقف التركي بالنسبة لسوريا إزعاجا لإسرائيل، إذ ترفض أنقرة "خلق بيئة تفتت سوريا إلى دويلات، وتسمح لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) شمال شرقي سوريا بتهديد أمن تركيا"، كما قال الشوبكي لبرنامج "ما وراء الخبر".
وأقر الكاتب والباحث السياسي محمود علوش بأن تركيا تشكل تحديا إستراتيجيا لإسرائيل، إذ بدأت البيئة التنافسية المتزايدة في العلاقات منذ عقدين تقريبا مع تعاظم دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتعزيز بلاده حضورها في الشرق الأوسط.
ووفق علوش، فإن سوريا تنظر إلى تركيا شريكا إستراتيجيا، كما أنها مهمة لتحقيق التوازن الذي يساعد دمشق على حماية نفسها في المنطقة، لذلك يحاول الرئيس أحمد الشرع بناء شراكات تقوم على توازن الإقليم والعلاقات مع واشنطن.
إعلان
ورفض المحاضر بجامعة الدفاع الوطنية التركية محمد أوزكان الحديث عن تنافس تركي إسرائيلي، إذ تأتي صفقة مقاتلات "تايفون" في إطار تعزيز قدراتها العسكرية وأسطولها الجوي وتقوية الخطط الدفاعية بين الحلفاء داخل حلف شمال الأطلسي (ناتو).
لكنه لم يُنكر أن الحرب بين إيران وإسرائيل تسببت بـ"خلخلة" الموازين في المنطقة، مما عزز رغبة تركيا في زيادة قدراتها ومقدراتها العسكرية وتأمين حدودها وسلامة أراضيها.
وحسب أوزكان، هناك تعارض في الرؤى بين أهداف تركيا وإسرائيل في سوريا، فالأولى تريد إرساء دولة قوية ومستقرة على حدودها، في حين "تحاول تل أبيب تعريف وتحديد طموحات الدول الأخرى".
الصدام وشيك؟أما بشأن المخاوف من صدام وشيك، فأعرب الشوبكي عن قناعته بأن التفاهمات ممكنة بين أنقرة وتل أبيب في سوريا، مستدلا بالتنسيق السابق بين روسيا وإسرائيل، لكن المعضلة الإسرائيلية تبقى "ألا تسمح لتركيا بعدم عرقلة مشاريعها في سوريا".
أما علوش فقال إن التنافس بين إسرائيل وتركيا نقلهما إلى صدام جيوسياسي وشيك في سوريا، وهو ما أدركته أنقرة، لذلك "لم يعد الحديث حاليا عن اتفاقية دفاع مشترك وبناء قواعد عسكرية لها داخل سوريا".
وبناء على ذلك، فإن تركيا تراهن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إدارة الخلاف مع إسرائيل في سوريا، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة تريد توازنا تركيا إسرائيليا هناك.
كما أن واشنطن "ستمنع انزلاق التنافس إلى صدام"، مستدلا بالتفاهمات الإسرائيلية التركية التي جرت برعاية أميركية "وإن كانت لا تزال هشة".
وذهب أوزكان في الاتجاه ذاته، إذ قلل من احتمالات أي صدام محتمل بين تركيا وإسرائيل في ظل وجود علاقات جيدة بين الرئيسين التركي والأميركي وتقارب رؤية بلديهما تجاه سوريا، كما أن تركيا باتت في موقف قوي يجعلها تلعب دورا في سوريا.
لكن التحدي الأكبر لتركيا -وفق علوش- يبقى استغلالها وجود ترامب في البيت الأبيض من أجل إنجاز تفاهم مع إسرائيل بشأن سوريا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات إسرائیل فی فی سوریا
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية التركي يجدد التأكيد على وحدة سوريا ويحذر من خطر تقسيمها
أنقرة-سانا
جدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان تأكيد بلاده على وحدة أراضي سوريا واستقرارها، وحذر من خطر تقسيمها.
وفي مقابلة تلفزيونية نقلتها وكالة أنباء الأناضول، قال فيدان: إن تركيا رصدت تحركات في عموم سوريا لاستغلال الأحداث التي جرت في السويداء، وحذرت من تقسيم البلاد، وقال: توجب علينا إطلاق هذ التحذير لأننا نريد وحدة سوريا وسلامتها.
وأضاف فيدان: “كنا نرى دائمًا أن هناك جهاتٍ يمكن أن تستفيدَ من تقسيم سوريا، ومن عدم استقرارها، ومن عدم تعافيها، وأنهم يرغبون في أن تظلَّ سوريا تتخبط في حفرة اليأس والإحباط والسلبية”.
وتابع فيدان: “عندما لم تخرج الصورة كما يتوقّعون بفضل المفاوضات الدبلوماسية التي أجريناها، وأيضا الجهود التي بذلها المجتمع الدولي، لجأ هؤلاء إلى اتباع سيناريو مختلف تمامًا”، مشيرا إلى أن إسرائيل لديها مثل هذا الهدف.
ولفت فيدان إلى أن تركيا ودولًا أخرى أكدت مرات عدة ضرورة احترام الحكومة المركزية السورية هوية كل أطياف الشعب ومراعاة حقوقهم، مبينًا أنه لا يجب لأي جهة أن تحمل السلاح خارج سلطة الدولة.
وحول الاشتباكات التي اندلعت في محافظة السويداء جنوب سوريا مؤخرًا، قال فيدان: “بصراحة، نرى أن إسرائيل تعرقل جهود الحكومة المركزية للتدخل بشكل محايد في النزاع بين عشائر البدو والدروز. وكان اعتراضنا الإستراتيجي على ذلك على وجه الخصوص”.
وأوضح فيدان أن الأطراف اجتمعت في العاصمة الأردنية عمان الأسبوع الماضي وتوصلت إلى تفاهم، لكن فرعًا واحدًا فقط من الدروز بدأ باستخدام لغة معادية تمامًا للاتفاق والوفاق، وأن ذلك الطرف استخدم لغة مفادها بأنهم “سيقاتلون بالسلاح لتحقيق درجة معينة من الاستقلال”.
وبين فيدان أن الرئيس أحمد الشرع طبّق سياسة شاملة تجاوزت التوقعات وأكد على ضرورة عدم انحياز الحكومة المركزية لأي طرف في النزاعات المحتملة بين الجماعات، بل عليها التدخل، ومعاقبة المسؤولين عند ثبوت تورطهم، لافتا الى
أن الرئيس الشرع تدخّل في هذه القضايا بالموارد المتاحة له.
كما شدد الوزير التركي على أهمية سوريا بالنسبة للأمن القومي التركي، مبينًا أن الهدف الأساسي لبلاده هو ضمان السلام والاستقرار والأمن في المنطقة.
من جهة ثانية، وفيما يتعلق باتفاق إدماج قوات سوريا الديمقراطية “قسد” بمؤسسات الجمهورية العربية السورية الذي تم التوقيع عليه في العاشر من آذار الفائت،
قال فيدان: إن تركيا تنتظر تنفيذ الاتفاق، وأن يسير الأمر في أجواء إيجابية.
وكان فيدان جدّد الأسبوع الماضي دعم بلاده لسوريا، وقال: إن أي محاولة
لتقسيمها ستعد تهديدًا مباشرًا لأمن تركيا القومي وسنتدخل.
#سانا
إسماعيل / سهير/وسام
أنقرة-سانا حذر وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من عواقب الاعتداءات الإسرائيلية
آخر الأخبار 2025-07-26وزير الخارجية التركي يجدد التأكيد على وحدة سوريا ويحذر من خطر تقسيمها 2025-07-26وزير الداخلية يبحث مع المحافظين الواقع الأمني في المحافظات السورية 2025-07-26الدفاع المدني: نقل القافلة الخامسة من المدنيين من محافظة السويداء عبر معبر بصرى الشام 2025-07-26التربية السورية تنفي تحديد موعد إصدار نتائج امتحانات التعليم الأساسي 2025-07-26مراسل سانا: انطلاق قافلة مساعدات إنسانية للهلال الأحمر العربي السوري وعدد من المنظمات الأممية من دمشق إلى محافظة درعا ضمن جهود متواصلة لتعزيز الاستجابة الإغاثية للأسر المتضررة وتلبية احتياجاتها الأساسية 2025-07-25مؤسسة نقل وتوزيع الكهرباء تعلن إيصال التيار الكهربائي إلى محطة مياه السويداء 2025-07-25الخارجية السويسرية ترحب بعمل اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل السوري 2025-07-25مباحثات سورية تركية على هامش معرض 2025 IDEF للصناعات الدفاعية 2025-07-25البطريرك أفرام الثاني يلتقي وفد لجنة انتخابات مجلس الشعب بدمشق 2025-07-25عواصف رملية وغبارية تجتاح ريف حمص الشرقي
صور من سورية منوعات أمازون تغلق مختبرها للذكاء الاصطناعي بالصين 2025-07-25 بحث جديد: جلد القرش الأزرق يخفي تراكيب نانوية تساعده على تغيير لونه 2025-07-25
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |