شظايا نيزك تحمل معطيات عن التطور المبكر للمريخ
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
تحمل شظايا جرانيت عُثر عليها في أحد النيازك على الاعتقاد بأن قارات بدأت تتشكل على المريخ قبل 4,4 مليارات سنة، مما يوفر معطيات عن تطوره المبكر وعن تطور كوكب الأرض.
ومع أنّ المهمات الاستكشافية التي أُرسلت إلى الكوكب الأحمر لم تتمكن من إحضار عينات من الصخور المريخية إلى الأرض، فقد وصل بعضها إلينا عن طريق نيازك.
وأوضحت بريجيت زاندا، المتخصصة في النيازك لدى المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس، أن أصل هذه الصخور التي يبلغ وزنها 400 كيلوجرام وجُمعت حول العالم، حُدّد بفضل «غازات نادرة علقت داخل بعض هذه الصخور المريخية عندما قذفت إلى الفضاء».
وأشارت الباحثة التي شاركت في الدراسة المنشورة في مجلة «نيتشر جيوساينسس» إلى أنّ هذه الغازات النادرة تتوافق مع تلك «المقاسة في الغلاف الجوي للمريخ».
وفي عام 2012، أحضر لها تاجر نيازك فرنسي عينات عثر عليها في الصحراء الغربية. وتقول إن النيزك «ان دبليو ايه 7533» NWA7533 المسمى «بلاك بيوتي»، كانت له تركيبة «معقدة جدا» و«مختلفة تماما» عن تركيبة النيازك المريخية الأخرى.
ويتألف الجزء الداخلي الداكن والمنقّط بحبيبات «وردية فاتحة وبيضاء»، من شظايا صخور وغبار دُمجت به بعد عملية اصطدام واحدة أو أكثر بتضاريس قديمة جدا في نصف الكرة الجنوبي للمريخ.
وتقول زاندا إنّ كل النيازك المريخية التي عُثر عليها حتى اليوم «قريبة للبازلت». وتنشأ هذه الصخور الكثيفة التي تشكل القشرة المحيطية على الأرض، من تبريد سريع لمحيط الصهارة على سطح الكوكب أثناء تكوينه. وكان يُعتقد منذ زمن طويل أن العملية توقفت عند هذا الحد على المريخ، وأن ليس لدى الكوكب الأحمر ما يعادل القارات الأرضية. فهذه القارات تتكون من صخور غنية بالسيليكا الأقل كثافة من البازلت، و«تطفو» على القشرة المحيطية.
وقد أعيد النظر بهذه الفكرة خلال العقد الفائت عن طريق اكتشاف مركبة «كوريوسيتي» الفضائية صخور مريخ غنية بالسيليكا أكثر من البازلت، وهو ما تؤكده دراسة «نيتشر جيوساينسس».
وتبين أنّ بعض شظايا الصخور في «بلاك بيوتي» هي من الجرانيت الذي يحتوي على معدن يتألف من سيليكا نقية هي الكوارتز.
وتقول زاندا «يبدو أن القارات الأولية تشكلت على المريخ، وأن هذا مرتبط بالصدمات التي أدت إلى إذابة سماكة كبيرة من قشرة المريخ، وبالتالي تطورت السوائل التي تشكلت نحو تركيبات أكثر ثراء بالسيليكا».
يُعدّ هذا الاكتشاف أيضا مؤشرا قويا إلى وجود الماء قديما على سطح المريخ، إذ باتت هذه الظواهر سهلة من خلال امتصاص الماء في الصهارة.
لكن بما أنّ المريخ أصغر بكثير من الأرض ويخزن حرارة أقل في البداية، فإن «قشرته توقفت عن تجديد نفسها في وقت مبكر جدا»، بحسب الباحثة.
وتسلط هذه الجرانيتات المريخية التي تعود إلى 4,4 مليار سنة ضوئية على التطور الجيولوجي لسنوات كوكبنا الأولى، في ظل «عدم إتاحة أي صخرة قديمة لنا من هذا القبيل على الأرض»، وفق زاندا.
دُمّرت أقدم الصخور على كوكبنا بسبب التأثير المشترك للتآكل وتكتونية الصفائح -وهي صفائح صلبة تتحرك عبر سطح الأرض وتغير تخطيط القارات والمحيطات. أما الشاهد الوحيد على العمر القديم جدا للأرض فهو حبيبات من الزيركون يعود تاريخها إلى 4,3 مليار سنة.
لكن «النماذج الفيزيائية تشير إلى أن المريخ والأرض ربما كان لهما ظروف مناخية متشابهة جدا وأن العمليات الجيولوجية التي حدثت عليهما كانت متشابهة. لذا من المعقول الاعتقاد بأن العمليات المتعلقة بالقارات الأرضية الأولى تشبه تلك التي شكلت أولى صخور الجرانيت المريخية»، بحسب الباحثة.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
3 إصابات شمالي الأردن بعد سقوط شظايا صواريخ (شاهد)
أعلنت السلطات الأردنية صباح السبت، إصابة ثلاثة أشخاص بسقوط "جسم" على منزل في مدينة إربد شمالي المملكة.
وقالت مديرية الأمن العام، إن الإصابات الثلاث نُقلت إلى المستشفى للعلاج، وحالتهم العامة حسنة.
وأضافت في بيان "باشرت الفرق المختصة من القوات المسلحة الأردنية والأمن العام التحقيق".
وبالتزامن، تداول ناشطون سقوط شظايا من الصواريخ الإيرانية التي جرى اعتراضها في سماء الأردن قبل وصولها إلى مدن الاحتلال الإسرائيلي.
وأظهرت بعض المشاهد سقوظ شظايا كبيرة في مناطق حريما، وإيدون، ولواء بني كنانة التابعة لمحافظة إربد.
وكان الأردن أعلن عبر الناطق باسم الحكومة محمد المومني مساء الجمعة، أنه لن يسمح في استخدام أجوائه من قبل أي طرف.
وشاهد الأردنيون بشكل واضح الصواريخ الإيرانية وهي في طريقها نحو فلسطين المحتلة، حيث جرى اعتراض بعضها فوق المدن الأردنية.
وصباح اليوم السبت، أعاد الأردن فتح مجاله الجوي أمام الطائرات المدنية، عقب إغلاقه الجمعة، وإلغاء كافة الرحلات الجوية.