الجارديان دراسة: البلاستيك الدقيق يحد من نمو المحاصيل ويهدد الأمن الغذائي.. التلوث البلاستيكي يعوق التمثيل الضوئي ويمنع تحوّل ضوء الشمس إلى طاقة كيميائية ضرورية لنمو النباتات
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد التلوث البيئي من أخطر التحديات التي تواجه العالم اليوم، ويزداد خطره مع الانتشار الواسع للبلاستيك الدقيق، الذي يتغلغل في التربة والمياه ويؤثر على المحاصيل والكائنات الحية. ومع تزايد الأدلة على آثاره السلبية، يصبح الحد من استخدام البلاستيك ومعالجة تداعياته ضرورة بيئية ملحّة.
وأظهرت الدراسة، التي أشرف عليها البروفيسور هوان تشونغ من جامعة نانجينغ بالصين، أن البلاستيك قد يُعيق عملية التمثيل الضوئي – وهي العملية التي تحوّل ضوء الشمس إلى طاقة كيميائية ضرورية لنمو النباتات.
ورغم أن النتائج لا تزال بحاجة إلى تأكيد إضافي، إلا أنها تثير مخاوف جدية، خاصة مع تقديرات تشير إلى أن المحاصيل الأساسية قد تتراجع بنحو ١٢٪، ما قد يُحدث اضطرابات واسعة في قطاع الزراعة العالمي وسلاسل الإمداد الغذائي.
ولا تقتصر تأثيرات البلاستيك الدقيق على آلية واحدة، بل تنتج عن مجموعة عوامل، منها حجب أشعة الشمس، وعرقلة امتصاص المغذيات، وتلف التربة والخلايا النباتية. ويؤدي هذا بدوره إلى انخفاض مستويات الكلوروفيل – الصبغة المسؤولة عن التمثيل الضوئي وعند محاكاة الخسائر المحتملة في الإنتاج الزراعي، تبيّن أن آسيا ستكون الأكثر تضررًا، مما يزيد من مخاطر انعدام الأمن الغذائي وتفاقم أزمة الجوع في المنطقة.
و أصبح انتشار التلوث البلاستيكي واسع النطاق، إذ كشفت الدراسات عن وجود جزيئات البلاستيك الدقيقة في السائل المنوي البشري، وحليب الأم، بل وحتى في الدماغ والكبد ونخاع العظم، فضلًا عن رصدها في البيئات النائية مثل القطب الشمالي.
ومع تجاوز الإنتاج السنوي للبلاستيك ٥٠٠ مليون طن، يُلقى معظمه كنفايات دون إعادة تدوير، ما يجعله يترك بصماته في كل مكان. ومن المعروف بالفعل أن البلاستيك يشكل تهديدًا كبيرًا للكائنات الحية، حيث يؤدي إلى تسمم الكائنات البحرية، إلى جانب تأثيره المدمر على المناظر الطبيعية، مما ينعكس سلبًا على المجتمعات المحلية والقطاعات الاقتصادية، لا سيما السياحة.
وعلى الرغم من التقدم في فهم أضرار التلوث البلاستيكي، لا تزال هناك جوانب خفية تتطلب المزيد من البحث. فقد تم ربط وجود البلاستيك الدقيق بمخاطر صحية جسيمة، منها زيادة احتمالات الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية والولادة المبكرة. وأظهرت دراسة حديثة، عُرضت في مؤتمر عُقد في يناير، أن نسبة البلاستيك الدقيق في مشيمات الأطفال الخُدّج كانت أعلى بنسبة ٥٠٪ مقارنة بالمستويات العادية.
على الصعيد السياسي، شهدت المفاوضات التي جرت في كوريا الجنوبية، والتي كانت تهدف إلى التوصل إلى معاهدة أممية بشأن تلوث البلاستيك، فشلًا في ديسمبر الماضي، نتيجة معارضة الدول والشركات المنتجة للوقود الأحفوري، حيث يُستخدم هذا الوقود في تصنيع معظم المواد البلاستيكية أحادية الاستخدام. وأسهم العدد غير المسبوق لممثلي الصناعة في القمة في تعزيز نفوذ جماعات الضغط، مما أدى إلى عرقلة التوصل إلى اتفاق نهائي، رغم دعم أكثر من ١٠٠ دولة لمسودة تقترح تخفيضات ملزمة قانونيًا والتخلص التدريجي من بعض المواد البلاستيكية. مع استئناف المحادثات في سويسرا في وقت لاحق من العام الجاري، يتعين على الدول المعنية تقديم خطة واضحة.
في ظل إدارة دونالد ترامب، يُرجح أن تتحالف الولايات المتحدة مع روسيا والسعودية، ما قد يجعل التوصل إلى اتفاق أكثر تعقيدًا. ومع ذلك، فإن التزايد المستمر في حجم النفايات البلاستيكية، إلى جانب الأدلة المتزايدة على الأضرار البيئية الناجمة عنها، يستدعي تحركًا عاجلًا.
ورغم أن البلاستيك لا يزال ضروريًا في بعض الاستخدامات، فإن انتشار المواد ذات الاستخدام الواحد، خاصة في قطاع التغليف، أصبح خارج السيطرة.
ولا تتجاوز نسبة إعادة تدوير البلاستيك ٩٪، في حين أن عمليات التدوير نفسها قد تؤدي إلى زيادة السمية. في هذا السياق، يجب التصدي لمصالح صناعة الوقود الأحفوري فيما يتعلق بتلوث البلاستيك، تمامًا كما يجري التحدي بشأن تداعيات الفحم والنفط والغاز على الاحتباس الحراري.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: بلاستيك النباتات البلاستیک الدقیق
إقرأ أيضاً:
الفاو.. مدبولي: استضافة مصر لهذا المؤتمر تعكس التزامها بدعم الأمن الغذائي العالمي
أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه نيابة عن الرئيس السيسي ينقل للجميع بدوام التوفيق في أعمال المؤتمر.
وأضاف رئيس مجلس الوزراء، خلال المؤتمر السنوى لممثلى المكاتب الاقليمية والقطرية لمنظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” بأحد فنادق العاصمة الجديدة، أن استضافة مصر للمؤتمر يعكس التزامها بدعم الأمن الغذائي العالمي، والعمل على تطوير المنظومة الزراعة ودعم الدول التي تعاني من نقص الغذاء.
وأشار إلى أن مصر لها تاريخ طول في التعاون مع الفاو، وأن مصر استضافة مكتب للفاو في عام1947 ، وأن مصر حرصت على أن تكون فاعلا رئيسيا في دعم الدول من الجانب الغذائي.
كما أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن قضية الأمن الغذائي، من أخطر القضايا، موضحًا أن قضية الأمن الغذائي واحدة من أكثر القضايا إلحاحا.
وأضاف أحمد أبو الغيط، خلال المؤتمر السنوى لممثلى المكاتب الاقليمية والقطرية لمنظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” بأحد فنادق العاصمة الجديدة، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أنه وأنه كان ممثل مصر في روما لـ 4 سنوات، وتحدث عن قضية الأغذية لفترات طويلة.
ولفت إلى أن الفجوة الغذائية في المنطقة العربية تكون الأكبر، وأن الدول العربية تستورد 50% من الخارج، وهناك بعض الدولة تستورد حوالي 90%، وأن هناك 10 دول من أصل 22 دولة، يصنفون من الدول التي تعاني من ندرة المياه، وأن أكثر من 55 مليون نسمة يعانون من نقص التغذية.
ولفت إلى أن هناك أوضاع كارثية في بعض الدول بسبب نقص الغذاء، موضحًا أن الحروب الأهلية، والنزاعات الداخلية كثيرا ما تغطي على مشكلات كثيرة، وأن الحرب وعدم الاستقرار يتجه لـ لالفوضي بسبب الغذاء، وأنه خلال ما سمي بـ الربيع العربي حدث مشكلات كثيرة في السودان، فهناك الملايين يعانون من أزمة غذاء من عام 2023.
وأشار إلى أن الصومال أيضًا تتعرض لتغيرات مناخية ومشكلات، وأن الوضع الصعب في فلسطين صعب، فهناك 2.2 مليون مواطن يعانون، بخلاف الـ 100 ألف الذي تم قتلهم من قبل إسرائيل.
وأضاف أن الزراعة الفلسطينية تم حرقها وتم زراعتها بالإلغام، وأصبح الشعب ينتظر المساعدات، وأنه يطالب برفع كل القيود التي تفرض على دخول المساعدات لغزة.
وأشار إلى أن الفترة الأخيرة كانت كورونا والحرب في أوكرانيا كان لهم تأثير على الأمن الغذائي، وأنه يطالب بتأسيس منظومة راسخة لتوفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة.