سيمحق الله الباطل وينتصر الشعب!!
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
سيمحق الله الباطل وينتصر الشعب!!
د. مرتضى الغالي
(رمضان كريم) ووالله لن ينتصر الباطل… لن ينتصر الباطل مهما تكالبت وتجمّعت أجناد الباطل و(أكلة السُحت).. ومهما تدفّقت أموال (الكراية والجراية) وسال لعاب متعهدي التوريدات وسواقط سلة البشرية وأصحاب القامات القصيرة و(المظاهر الكدّابة) والعراقيب الصقيلة…!
والله لن تكون هذه الحرب الفاجرة حرب كرامة حتى ولو ولجت كل حبال الدنيا بنياقها من خرم الإبرة.
إنها حرب فاجرة لا يقف خلفها ألا من أراد أن يأكل من بقايا الجيف وان يكون طعامه وشرابه وملبسه من دماء السودانيين…!
لقد عرف الناس أن معظم دعاة الحرب الآن والسائرين في ركابها والمطالبين باستمرارها هم من ذات الشراذم التي تجري خلف كل لمعة دينار وتلعق ذيل كل طاغية وتلهث خلف كل انقلاب.. وقد انكشف أمرهم منذ حين وبان أن تشدقهم بمناصرة الثورة إنما كان من باب التُقية المذعورة وتغطية العورة.. وما أن وقع انقلاب الكيزان وسادت خزعبلات البرهان حتى انكشف (الكوك) عندما خاضوا في وحل الانقلاب واستنفعوا من استمرار الحرب والمتاجرة في (خشب النعوش)..!
مهما طارت الغربان أو حطّت على شجرة العدم التي يحرسها جماعة الكيزان وحركتهم؛ فان هذا لن يغيّر من طبيعة هذه الحرب الفاجرة.. فهي حرب صريحة ضد ثورة ديسمبر العظمى.. وهي حرب خالصة للكيزان.. وما عدا ذلك ما هو إلا صفقات وبيع وشراء وتمويهات ونكرات وإمّعات وتلاقيح و(نياشين من صفيح)…!
أرادوا واد الثورة وبدأوا بتعويق فترة الانتقال وتعطيلها.. وعندما لم يفلح ذلك.. جاءوا بالانقلاب.. ولما لم ينجح انتقلوا إلى إشعال الحرب… هذه (حرب كيزانية خالصة) وكل ما عدا ذلك ادعاءات وبالونات مخرومة عن شمال وغرب وهوامش ومراكز وتحالف حركات وعرب شتات وما شابه من أكلشيهات..!
إنها حرب الكيزان الكبرى.. وكل ما عدا ذلك مقاولات ومناقصات واوكازيون مفتوح على مصراعيه.. وفئران صغيرة تكفيها قُلمة الخبز و(لحس الطناجر) وما يتساقط من الدهن..!
أكبر كارثة إنسانية في العالم وموت آلاف آلاف السودانيين كل يوم بالرصاص والدانات والجوع والنزوح واللجوء والمهانة والقهر.. وإعلام الباطل يتحدث عن انتصارات مدوّية جنوب شرق كبري الحلفايا من جهة أم درمان بالقرب من (شارع الركشات)..!! وكما قال متحدث عسكر البرهان إن الغرض من عبور جسر الحلفايا هو عزل مليشيات الدعم سريع التي تتواجد في أحياء بحري القديمة؛ في شمبات والشعبية والمزاد والختمية والديوم والدناقلة وحلة حمد وحلة خوجلي..!
سيمحق الله الباطل وتنتصر الثورة بإذن الله مهما تكاثفت حنادس الظلام وتطاول الأقزام.. وللسودان ربٌ يحميه.. وشعب كريم وشباب لا يبخلون عليه بالمُهج والأرواح.. فأين ذلك من تيوس الضلال واللحى المدهونة بشحم الخنازير..؟!
الشر لا يكسب والحق لا يضيع والديّان لا يموت.. وسبحان ربك الذي يرسل الرياح لواقح… الله لا كسّبكم..!
[email protected]
الوسومالانقلاب الحرب السودان الكيزان ثورة ديسمبر المجيدة د. مرتضى الغاليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الانقلاب الحرب السودان الكيزان ثورة ديسمبر المجيدة د مرتضى الغالي إنها حرب
إقرأ أيضاً:
خطاب كامل إدريس وخيبة جديدة في مشهد مضطرب
حسب الرسول العوض ابراهيم
في وقت كان ينتظر فيه السودانيون أي بادرة أمل للخروج من نفق الحرب والدمار ، جاء خطاب رئيس الوزراء المعيَّن كامل إدريس باهتاً خالياً من أي إشارة إلى النزاع الدامي الذي يفتك بالبلاد ،،، تجاهله الإشارة الي الحرب وهي الملف الأهم في تاريخ السودان المعاصر ليس فقط صادماً بل يعكس استهتار بالواقع الذي يعيشه الملايين من الشعب السوداني بين القصف والنزوح والجوع.
التعيين المريب … محاولة التفاف لا أكثر
التساؤلات حول كامل إدريس لا تتعلق فقط بمحتوى خطابه بل تبدأ منذ لحظة تعيينه ، فقبله أعلن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان تعيين السفير دفع الله الحاج علي رئيساً للوزراء دون أن يصدر من الأخير أي موقف رسمي بل سرت تسريبات عن رفضه العودة إلى السودان ،، وهو ما أضعف موقفه وفتح الباب لبدائل وتكهنات كثيرة
لكن المعطيات تكشف أن قرار تعيين دفع الله لم يكن وليد اجتهاد فردي من البرهان بل جاء من رحم التنظيم الإسلاموي المسيطر على مفاصل الدولة العميقة .ومع ادراك اقتراب العقوبات الأمريكية الجديدة أدرك هذا التنظيم أن الإصرار على تعيين شخصية ذات مرجعية أيديولوجية واضحة مثل دفع الله الحاج علي ، قد يعزلهم خارجياً أكثر مما هم عليه داخلياً.
وهكذا لجأوا إلى “عملية تمويه سياسي” باختيار شخصية ذات خلفية دولية في محاولة لتسويقها خارجيًا. فوقع الاختيار على كامل إدريس ظناً أن عمله السابق في المنظمات الدولية سيمنحه شيئًا من القبول الغربي كما كان الحال مع عبد الله حمدوك ،،الا أن الفارق بين الرجلين شاسع ، فحمدوك جاء بثقل شعبي وشرعية ثورية بينما كامل إدريس جاء بترشيح داخلي دون غطاء جماهيري أو سياسي .
منصب بلا صلاحيات ورجل بلا مشروع ،،،
العارفون بخفايا المشهد يعلمون أن كامل إدريس الذي سعى طويلاً لمنصب رئاسة الوزراء ولم يوفق وجد هذه المرة ضالته و فرصته الذهبية لنظام فاقد للشرعية ،فقبل المنصب دون تردد رغم إدراكه أنه سيكون مجرد “محلل ” لواقع تهيمن عليه المؤسسة العسكرية ودولة الكيزان العميقة.
ولم يمض وقت طويل حتى بدأت أولى مظاهر التمرد على صلاحياته إذ رفضت حركة العدل والمساواة أحد أطراف اتفاق جوبا ذات الصلاحية المنتهية التخلي عن وزارة المالية ما يؤكد أن القوى المتحالفة مع النظام العسكري ليست في وارد احترام شكل الدولة الجديدة ولا تعترف بسلطة رئيس وزراء منزوع الدسم.
خطاب مهادن ومغازلة مفضوحة للكيزان ،،
الخطاب الأول لكامل إدريس لم يكن فقط خالياً من موقف واضح تجاه الحرب بل حمل إشارات واضحة إلى مهادنة الإسلامويين، عبر الإشادة بالقوات والمليشيات التي تقاتل إلى جانب الجيش ، وكأنه يقول لهم “أنا منكم وفيكم فاعتمدوا عليّ” تجاهل الحرب و التغاضي عن المأساة الإنسانية والانشغال بالرسائل السياسية ، كل ذلك يعكس أن الرجل لا يرى نفسه صاحب مشروع بل مجرد واجهة مطلوبة لتمرير أجندات أوسع ،،
في الختام … لا بشريات ولا موقف من خطاب كامل إدريس ،،
ما كان ينتظر من أول خطاب لرئيس وزراء جديد هو أن يطرح رؤية للخروج من الأزمة أو على الأقل موقفاً واضحاً من الحرب أو الدعوة لوقف القتال، أو عرض مبادرة وطنية جامعة. لكن ما سمعناه كان خطاباً فاترا باهتا، وظيفياً يفتقر لأي مضمون حقيقي ولا يُطمئن أي سوداني يتوق للسلام أو التغيير.
بهذا الخطاب، يُمكن القول إن كامل إدريس بدأ مشواره السياسي الأخير برصيد سلبي وضع نفسه فيه طواعية، ولم يترك سوى خيبة أمل جديدة تضاف إلى رصيد طويل من الإخفاقات في المشهد السوداني،،،
كاتب ومحلل سياسي
الوسومحسب الرسول العوض ابراهيم