مفتاح يطلع على التحضيرات النهائية لانعقاد المؤتمر الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية”
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
الثورة نت/..
تفقد النائب الأول لرئيس الوزراء العلامة محمد مفتاح اليوم، التحضيرات النهائية لمكان انعقاد المؤتمر الثالث ” فلسطين قضية الأمة المركزية” الذي ستنطلق أعماله غدا السبت بالعاصمة صنعاء ويستمر أربعة أيام.
واطلع العلامة مفتاح ومعه رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور عبد الرحيم الحمران، ونائبه الدكتور أحمد العرامي، ورئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ- رئيس التحرير نصر الدين عامر، على التجهيزات الفنية والتقنية الخاصة بالمؤتمر الذي سيشارك فيه نخبة من رجال الفكر والسياسة والناشطين والعلماء من اليمن والدول العربية والإسلامية ودول العالم.
واستمع مفتاح من رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ونائبه، إلى شرح عن سير أعمال مختلف اللجان الفنية والتقنية والعلمية والأكاديمية والمساعدة، ومستوى تنفيذ المهام الموكلة لها وفقاً للبرنامج وكذا التجهيزات بالقاعة الكبرى التي تتسع لأكثر من ألفي مشارك، والقاعات الفرعية التي ستحتضن جلسات أعمال المؤتمر.
وأشار الحمران إلى أن أعمال المؤتمر هذا العام تستوعب المتغيرات والمستجدات ليوم القدس العالمي الذي يحييه الشعب اليمني تضامنا مع قضية الأمة المركزية ومظلومية فلسطين.. مؤكدا أن المؤتمر سيسلط الضوء على الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني والتي يندى لها جبين الإنسانية.
ودعا الجميع إلى الحضور والمشاركة الفاعلة في المؤتمر وأن يكون لهم بصمة وموقف أمام الله وأمام المظلومية التاريخية لفلسطين ورفض الإجرام الوحشي للعدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
كما دعا الحمران أحرار الأمة إلى التحرك الجاد والخروج إلى الساحات واتخاذ موقف ضد المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني، واستحضار الدروس والعبر من سيرة النبي العطرة الذي خاض في الشهر الكريم معارك ضد الكفر ومنها معركة بدر الكبرى.
وخلال الزيارة أشاد النائب الأول لرئيس الوزراء، بمستوى التجهيزات الفنية والتقنية للمؤتمر.. مؤكداً أن المادة العلمية والأوراق البحثية جاهزة، ومعظم الضيوف من الخارج وصلوا إلى اليمن فيما سيصل عدد من الضيوف الليلة للمشاركة في المؤتمر.
ولفت إلى أن كافة متطلبات المؤتمر جاهزة بما يليق بالقضية الفلسطينية وتضحيات الشعب الفلسطيني، وبما يؤكد للأشقاء الفلسطينيين أنهم ليسوا وحدهم.
فيما أكد نائب رئيس اللجنة التحضيرية أن المؤتمر سيناقش على مدى أربعة أيام 173 بحثاً وورقة عمل من أصل 272 بحثا وورقة تم التقدم بها من قبل مشاركين وباحثين وناشطين من اليمن، وفلسطين، ولبنان، وتونس، وليبيا، ومصر، والهند، وماليزيا وعدد من الناشطين من عدة دول أجنبية.
رافقهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية للمؤتمر عبدالله أبو الرجال، ومساعد مدير مكتب رئيس الوزراء طه السفياني وعدد من المسؤولين.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اليمن صوت الإيمان والنصرة في زمن الصمت والخذلان
في زمن يعلو فيه صوت القهر على أنين المظلومين، ويهيمن فيه صمت الأنظمة على صرخات الجياع المحاصرين من نساء وأطفال غزّة المستضعفين، خرج اليمن بصوته الصداح، وقبضته المرفوعة، وهاماته الشامخة، شعبًا وقيادة، ليؤكد أن الأمة لم تمت، وأن القلوب الحيه ما زالت تنبض بالإيمان والغيرة والكرامة.
لم يكن الحشد المليوني في ميادين المحافظات وميدان السبعين مجرد جموع خرجت لترفع شعارات عابرة، بل كان تجسيدًا حيًا لعقيدة راسخة تؤمن بأن فلسطين ليست قضية حدودٍ ووطنٍ مسلوب فحسب، بل هي اختبار للإيمان والوفاء والوعي. إن خروج الشعب اليمني لم يكن مقتصرًا على هذا اليوم فقط، فهو خروج يتكرّر كلّ يوم جمعة منذ بداية العدوان “الإسرائيلي” على غزّة، تأكيدًا على الثبات والوفاء، غير أن هذا اليوم كان الأوسع والأكثر حشدًا وزخمًا، استجابة لدعوة القائد الذي حمل هم الأمة في صدره وأكد على أهمية هذا الخروج العظيم، لتكون جموع اليمنيين رسالة حية إلى غزّة المحاصرة: لستم وحدكم.
من وسط هذا الزمان الذي ساد فيه الخذلان وعم فيه النكوص، حسب تعبير الرئيس المشاط، في تحيته للجماهير اليمنية اليوم، وقف الشعب اليمني يقول كلمته: إن دماء أطفال غزّة ليست أرقامًا في نشرات الأخبار، وإن دموع الأمهات الثكالى ليست مادة للفرجة، بل هي أمانة في أعناق الأحرار وأبطال الميادين. وفي ميادين اليمن، تردّدت الهتافات تهزّ القلوب: “الجهاد الجهاد.. حيّ حيّ على الجهاد”، “مع غزّة يمن الأنصار.. بجهوزية واستنفار”.
ما فعله اليمن لم يكن شجبًا إنشائيًّا ولا تأييدًا رمزيًّا بل كان تأكيدًا عمليًّا على استعداد واستنفار وتفويض كامل للقيادة في اتّخاذ ما يلزم من خطواتٍ تصعيدية. هكذا يتحول الغضب الشعبي من مشاعر إلى مواقف، ومن مواقف إلى أفعال، ومن فعل إلى عنوان يتجاوز حدود اليمن ليبلغ أسماع من اعتادوا الصمت في قصورهم.
هنا يتجلى الفارق الجوهري بين من يحجبون المعابر ويغلقون الأبواب في وجه المجاهدين، وبين شعبٍ لا يطلب سوى أن يفتح له الطريق ليشد الرحال إلى الجبهات، مستجيبًا لأمر الله، ونصرة للحق، ووفاء لدماء الشهداء.
إن هذا الحشد المليوني بقدر ما كان رسالة للعدو الصهيوني، فقد كان أيضًا صفعة أخلاقية للأنظمة المتخاذلة، واستنهاضًا للضمائر في الأمة التي طوقها الخوف وكبلها الخنوع. فقد برهن اليمنيون أن الشعوب حين تصحو لا تحتاج إذنًا من أحد، وأن الإرادة الشعبية أقوى من كلّ سياج وحدود.
أما حين يهتف الشعب: “فوضناك يا قائدنا”، فإنه يختصر المسافة بين القيادة والقاعدة، ويقول بلسانٍ واحد: نحن معكم في السراء والضراء، في الحصار وفي الجهاد، في القهر وفي الانتصار.
إن الموقف اليمني يخرج القضية الفلسطينية من مربع الشعارات، لتصبح التزامًا ايمانيًّا وعقدًا أخلاقيًّا مع الله والتاريخ. ومن ميدان السبعين إلى غزّة، تمتد خيوط الوعي والصبر والمواجهة، لتقول للعالم إن الدم لا يُقهر إن حمله الأحرار في عروقهم، وإن الحصار لا يقتل الروح إن حملتها قلوب مفعمة بالعقيدة والثقة بوعد الله.
سيبقى اليمن شاهدًا على أن الأمة لم تمت، وسيبقى اليمني البسيط، الذي يدفع من قوت يومه ليمنح ما يستطيع لأجل فلسطين، عنوانًا صادقًا للأمة حين تتجلى في اصدق صورها، أمة الجهاد، أمة العزة، أمة الكرامة.