22 مارس، 2025

بغداد/المسلة:

في ظل التحولات السياسية التي تشهدها الساحة العراقية، يبدو أن هناك دعوات متزايدة من قبل المختصين لتحسين التمثيل الانتخابي للأحزاب الصغيرة والمستقلة، خاصة مع اقتراب الانتخابات المقبلة.

ويشير خبراء إلى أن استخدام قسمة أكبر ضمن نظام سانت ليغو يمكن أن يكون الحل الأمثل لهذه الأحزاب التي غالبًا ما تجد نفسها في مواجهة صعوبات كبيرة في تأمين تمثيل عادل في البرلمان.

واعتبر المستشار القانوني سالم الساعدي، أن الانسب للأحزاب الصغيرة والمستقلة في الانتخابات المقبلة هو استخدام قسمة أكبر ضمن نظام سانت ليغو لتوزيع المقاعد.

وبحسب بعض الآراء القانونية، فإن زيادة الرقم المستخدم في القسمة، مثل اللجوء إلى قيم 1.4 أو 1.6 أو 1.7، يساعد على تقليص الفجوة بين الأحزاب الكبيرة والصغيرة. فكلما ارتفع الرقم في عملية القسمة، زادت فرصة الأحزاب الأصغر في الحصول على مقاعد، مما يعزز تمثيلها في المجلس التشريعي. وهذا التغيير المقترح يساهم في تقديم صورة أكثر توازنًا في العملية الانتخابية، ويعزز من تعددية الآراء والمصالح السياسية في البلاد.

للشرح بشكل عملي، إذا تم استخدام رقم 1.6 في نظام سانت ليغو المعدل، فإن الأحزاب الصغيرة ستكون أكثر قدرة على الحصول على مقاعد بموجب هذه المعادلة. فمثلاً، إذا حصل حزب ما على 100 ألف صوت، يتم تقسيم هذه الأصوات على الأرقام 1، 3، 5، وهكذا، وتُوزع المقاعد بناءً على أعلى القيم الناتجة عن هذه العملية. وهذا النظام يضمن أن الأحزاب الصغيرة، التي غالبًا ما تجد نفسها في الهامش، تحصل على فرص أكثر للمنافسة والتمثيل داخل البرلمان.

إن تبني هذا النظام قد يكون له تأثير كبير على التوازن السياسي في العراق، حيث يعزز من التنوع في التمثيل ويسمح للأحزاب الصغيرة والمستقلة بالمشاركة الفاعلة في صنع القرار، بدلًا من أن تكون مجرد تابع للأحزاب الكبيرة التي تهيمن على الساحة السياسية.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

اتساع الفجوة بين الشارع والنخب.. تظاهرات ليبيا.. رفض شامل للنظام السياسي

البلاد – طرابلس
تشكل التظاهرات الواسعة التي اجتاحت العاصمة طرابلس ومدن غرب ليبيا مؤخراً، نقطة تحول محتملة في المشهد الليبي، حيث عبّر آلاف المتظاهرين عن رفضهم القاطع لاستمرار جميع الأجسام السياسية الحالية، وسط دعوات صريحة لإنهاء المرحلة الانتقالية المتعثرة والذهاب إلى انتخابات حرة.
المطالب الشعبية لم تميز بين سلطات الغرب أو الشرق، بل جاءت في سياق رفض شامل للنظام السياسي القائم، بدءًا من حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، وصولاً إلى حكومة البرلمان في الشرق، مروراً بالمجلس الرئاسي والمجلس الأعلى للدولة والبرلمان. هذا التوافق الشعبي في الشعارات والهتافات “ارحلوا”، و”مفاتيح الدولة في يد الشعب” يعكس فقداناً شبه كامل للثقة في جميع المؤسسات السياسية، ويؤكد أن الأزمة لم تعد أزمة انقسام جغرافي بقدر ما هي أزمة شرعية شاملة.
ويبدو أن الهوة بين تطلعات الشارع الليبي ومسارات النخب السياسية قد بلغت نقطة اللاعودة. ففي الوقت الذي يطالب فيه المواطنون بوضع حد للفساد وحكم الميليشيات، تواصل الأطراف المتصارعة تثبيت مواقعها وتعزيز نفوذها بدلاً من التوصل إلى توافق وطني. البرلمان يسعى لتشكيل حكومة جديدة، بينما تحاول سلطات الغرب الحفاظ على مكاسبها، وهو ما يكرس حالة الجمود السياسي.
اللافت أن هذه التطورات تأتي بالتزامن مع محاولات البعثة الأممية إعادة إحياء مسار الحوار السياسي، في ظل فشل كل المسارات الأحادية. لكن غياب توافق دولي حاسم، واستمرار التدخلات الخارجية المتضاربة، يعرقل أي فرصة حقيقية لإنهاء الانقسام. وإذا ما تصاعدت التحركات الشعبية وامتدت رقعتها الجغرافية، فقد يجد المجتمع الدولي نفسه أمام مشهد جديد يصعب احتواؤه ما لم يُستجب لمطالب الليبيين.
ورغم الانقسام السياسي الحاد، حملت الشعارات التي رفعت في “ميدان الشهداء” بطرابلس دلالات وحدوية لافتة، من قبيل “لا شرقية، لا غربية.. ليبيا وحدة وطنية”، ما يشير إلى أن الشارع الليبي سبق السياسيين بمسافة طويلة في تجاوز منطق المحاصصة والانقسام الجهوي.
تصريحات رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، التي دعت إلى “مواصلة التعبير السلمي”، تعكس إدراكاً لحساسية اللحظة، وربما محاولة لاحتواء الغضب الشعبي دون مواجهته، إلا أن هذه الدعوة، رغم طابعها التصالحي، تبقى في إطار رد الفعل، وليست بديلاً عن مبادرة سياسية شجاعة تفتح الطريق أمام إنهاء الأزمة.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: زيني الخيار الأمثل لرئاسة الشاباك
  • العزوف الانتخابي يهدد شرعية الديمقراطية العراقية
  • وزير الشئون النيابية: القائمة المطلقة النظام الأمثل لتمثيل الفئات المهمشة
  • أسلحة الذكاء الاصطناعي التي استخدمتها إسرائيل في حرب غزة
  • خلاف حزبي على الهواء| قانون الانتخابات الجديد يُشعل الجدل: بين «التمثيل الدستوري» و«تهميش المعارضة»
  • اتساع الفجوة بين الشارع والنخب.. تظاهرات ليبيا.. رفض شامل للنظام السياسي
  • أحزاب العراق: تضخم الأعداد يهدد استقرار النظام السياسي
  • الأونروا: المساعدات التي تدخل غزة"إبرة في كومة قش" ولا وقت للانتظار أكثر
  • علم الوثائق والأرشيف.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
  • قاضية أمريكية توقف خطة ترامب لتقليص الحكومة: لا يمكن تجاوز الكونجرس