من فيتنام إلى دبي.. رحلة ضابطة لاكتشاف مستقبل إنفاذ القانون
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
دبي: «الخليج»
لم تتوقع الرائد بوي ذيدونغ، المحاضِرة في أكاديمية الشرطة الشعبية في فيتنام، عند انضمامها إلى الدبلوم التخصصي في الابتكار الشرطي والقيادات الدولية (PIL) الذي تنظمه القيادة العامة لشرطة دبي، بالتعاون مع جامعة روتشستر للتكنولوجيا، مدى التأثير العميق الذي ستحدثه هذه التجربة في حياتها المهنية والشخصية، فبعد 14 عاماً من تدريب الضباط المرشحين في بلدها، جاءت إلى دبي باحثة عن أفكار جديدة، لكنها ستغادر برؤية جديدة لمستقبل إنفاذ القانون، وبمهارات قيادية متطورة، وأسلوب حياة مختلف.
أحدث الابتكارات
منذ يومها الأول في البرنامج، أُتيحت للرائد ذيدونغ فرصة الاطلاع على أحدث التقنيات التي تُعيد تعريف مفهوم العمل الشرطي العالمي وقالت: أدرك الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في إنفاذ القانون، لكن رؤية ذلك يُطبّق عملياً في دبي غيّر تماماً طريقتي في التفكير».
وتحدثت عن استخدام شرطة دبي لأنظمة الطائرات المسيرة «الدرون» في الدوريات وتعزيز الأمن: قائلة: «لا تزال هذه التكنولوجيا في مراحلها الأولى في فيتنام ولكن بعد زيارتي لمركز القيادة والسيطرة في شرطة دبي، شاهدت كيفية استخدامها بفعالية في الكشف عن الجرائم والقبض على مرتكبيها وتعزيز الأمن، إنه نموذج يمكننا الاستفادة منه لتعزيز أمن مجتمعاتنا».
كما أذهلتها مراكز الشرطة الذكية في دبي لتقديمها خدمات شرطية ومجتمعية متكاملة دون الحاجة إلى تدخل بشري وعلى مدار الساعة، مؤكدة أن هذه المراكز ليست مجرد مراكز خدمية وحسب، بل تحولًا حقيقياً في مفهوم الشرطة المجتمعية، حيث تعزز ثقة الجمهور في الشرطة، نظراً لكفاءة وسهولة التقديم على الخدمات.
عملية متكاملة
أضافت ذيدونغ: «يؤكد الدبلوم أن القيادة ليست مجرد توجيه للآخرين، وإنما هي عملية متكاملة ضمن منظومة شاملة تحفّز الفرق على التفكير الإبداعي والتكيف مع التغيير. سأحرص لدى عودتي إلى الفيتنام أن أطبق هذه المبادئ لجعل تدريب الضباط أكثر فعالية وحداثة». وأوضحت: «منحني الدبلوم فرصة التفاعل مع زملاء من 39 دولة، مُقدماً لي منظوراً جديداً تماماً، فالجميع هنا يشارك تجاربه وأفضل ممارساته، مما يخلق بيئة فريدة من التعلم المشترك وتبادل أفضل الخبرات».
اللياقة البدنية
أكدت ذيدونغ: «لم أكن أمارس الرياضة أبداً في الفيتنام ولكن هنا، أصبح التمرين جزءاً من يومي. الآن يمكنني الجري لمسافة خمسة كيلومترات دون توقف وهو أمر لم أكن أتصور أنني سأتمكن من القيام به سابقاً، هذا التغيير لم يكن مجرد تحسين في اللياقة البدنية بل أثر على طاقتي العقلية وحالتي النفسية وأصبحت أكثر تركيزاً وإيجابية».
مع اقترابها من نهاية البرنامج، باتت الرائد ذيدونغ متحمسة للعودة إلى فيتنام وتطبيق كل ما تعلمته.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات دبي فيتنام
إقرأ أيضاً:
حين تتحدث الأرقام… مؤشرات الأداء كمرآة للمؤسسة
حين تتحدث #الأرقام… #مؤشرات_الأداء كمرآة للمؤسسة
الأستاذ #الدكتور_أمجد_الفاهوم
ليست الأرقام مجرد نتائج في جداول، بل قصة مكتوبة بلغة الصدق. فالمؤسسة التي لا تراقب أرقامها تشبه من يسير في طريقٍ طويل بلا بوصلة، قد يظن أنه يتقدم بينما هو يدور في المكان نفسه. الأرقام لا تكذب، لكنها تحتاج إلى من يفهمها، ويقرأ ما وراءها. إنها مرآة الأداء، ومفتاح التوازن بين الطموح والواقع.
في بيئة الأعمال الأردنية، يمكن تمييز المؤسسات القادرة على النمو من خلال علاقتها بمؤشرات الأداء. فشركة البوتاس العربية مثلًا، لم تبنِ مكانتها العالمية على الحظ، بل على نظام متابعة دقيق لمؤشرات الإنتاج والتصدير والتكلفة، مما مكّنها من اتخاذ قراراتٍ سريعة في فترات الاضطراب الاقتصادي. وفي المقابل، كثير من المؤسسات الحكومية والخاصة ما تزال تتعامل مع الأرقام كمجرد تقاريرٍ سنوية تُعد لأغراض التقييم الشكلي لا للتحسين الحقيقي.
مقالات ذات صلة الباشا موسى العدوان… حين يتكلم ضمير الوطن ويسكت تجّار الأوطان 2025/12/12القائد الواعي يدرك أن مؤشرات الأداء (KPIs) ليست مجرد أدوات رقابة، بل وسيلة لإدارة المستقبل. حين يقيس الإنتاجية أو رضا العملاء أو زمن الاستجابة، فهو لا يبحث عن رقمٍ للعرض، بل عن إشارةٍ تدله على ما يجب أن يتغير. في جامعةٍ أردنية مثل اليرموك أو الأردنية، يصبح تتبّع مؤشرات البحث العلمي والرضا الأكاديمي ومعدلات التشغيل بعد التخرج دليلًا على جودة القرارات لا على حجم النشاط فقط. فالإدارة الحديثة لا تحكم بالانطباع، بل بالبيان.
في المقابل، من يسيء فهم الأرقام يحولها إلى عبءٍ على الموظفين. تُجمع البيانات بلا هدف، وتُراقب المؤشرات الخطأ، فتتحول الأرقام من وسيلةٍ للتطوير إلى أداةٍ للرقابة العمياء. فكم من مؤسسةٍ تقيس “عدد الاجتماعات” بدل جودة القرارات، أو “عدد الزوار” بدل رضا العملاء، أو “عدد المشاريع” بدل أثرها الحقيقي؟ تلك المفارقات تجعل الأرقام صامتة، لأنها تُستخدم بلا عقلٍ ناقد.
الشركات العالمية الناجحة أدركت هذه الحقيقة مبكرًا. فشركة Toyota تستخدم مؤشرات الأداء اليومية كجزءٍ من ثقافة العمل، لا كإجراءٍ إداري. كل عامل يعرف الأرقام التي تعنيه، ويفهم كيف تسهم في تحقيق الهدف العام. وفي Google، تُدار فرق العمل وفق نظام OKRs (الأهداف والنتائج الرئيسية)، حيث تُقاس النتائج ليس بالكمّ فقط، بل بمدى تأثيرها على الرؤية الكبرى. هناك يصبح الرقم لغة مشتركة بين القائد والفريق، لا مجرد تقريرٍ للمدير المالي.
في الأردن، نحن بحاجةٍ إلى هذا التحول في التفكير الإداري، حيث تُصبح مؤشرات الأداء وسيلة للتعلّم لا للمحاسبة فقط. أن نسأل: ماذا تقول لنا هذه الأرقام؟ ماذا تكشف عن ثقافة المؤسسة؟ وهل تحكي قصة نجاحٍ مستدام أم مجرد نشاطٍ عابر؟
الأرقام لا تزيّف الحقيقة، لكنها قد تُغفلها إن لم نُحسن قراءتها. والمؤسسة التي تتعلّم الإصغاء إلى بياناتها، تتعلم كيف تتغيّر قبل أن يُجبرها السوق على ذلك. فحين تتحدث الأرقام، على القائد أن يسمع جيّدًا… لأن الصمت في هذه الحالة ليس تواضعًا، بل خطرٌ وجودي.