علي جمعة: الأنبياء جميعا جاءوا برسالة أخلاقية موحدة
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن المعجزة هي أمر خارق للعادة يؤيد الله به أنبياءه، وهي ليست في مقدور البشر لأن الله وحده هو خالق السنن الكونية، وهو القادر على مخالفتها إذا شاء.
أوضح خلال تصريح له، أن المعجزات كانت وسيلة لتصديق الوحي، حيث إن الناس كانوا يحتاجون إلى دليل مادي يؤكد أن النبي مرسل من عند الله.
وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن أي دعوة تدعو إلى الخروج عن النظام الإلهي والأخلاق الفطرية لا يمكن أن تكون حقًا، حتى لو صاحبها خوارق للعادة، فلا يوجد دين سماوي يأمر بالكذب أو القتل أو شهادة الزور أو الإفساد في الأرض، مؤكدا أن الأنبياء جميعًا جاءوا برسالة أخلاقية موحدة، تتوافق مع الفطرة السليمة، وهو ما جعل الناس يؤمنون بالوحي.
وأشار إلى أن المسلمين في كل مكان يشعرون بلذة خاصة عند تلاوة القرآن الكريم، ويتعلقون به تعلقًا فريدًا، حتى أن غير العرب يحفظونه بالكامل دون أن يكونوا ملمين باللغة العربية، مشيرا إلى المحاولات التي جرت في العصور السابقة لحفظ كتب الأدب، حيث لم يتمكن أحد من حفظها كما يُحفظ القرآن، وهذا يدل على تفرد النص القرآني.
وأشار إلى ظاهرة أخرى مدهشة، وهي أن من يقرأ القرآن باستمرار تتحسن تلاوته مع الوقت، حتى لو لم يتعلم التجويد نظريًا، وهذا دليل على التفاعل الروحي بين الإنسان والقرآن.
وذكر الدكتور علي جمعة قصة أبي العلاء المعري، الذي كان واسع الاطلاع في اللغة العربية، وحاول أن يؤلف كتابًا يشبه القرآن، وأسماه "الفصول والغايات"، لكنه عندما عرضه على الناس، وجدوا أنه يفتقد الجمال والطلاوة التي يتميز بها القرآن.
وأكد على أن القرآن ليس مجرد كلمات، بل هو نور وهداية، وهذا ما يجعله خالداً ومتجدداً عبر العصور، ولا يمكن لأي نص بشري أن يقترب من إعجازه أو يؤثر في النفوس كما يفعل القرآن.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المعجزة المزيد علی جمعة
إقرأ أيضاً:
الجنوب .. أضغاث أحلام ذبحها الارتزاق
ما يحصل اليوم في الجنوب اليمني المحتلّ هو كارثة إنسانية حقيقية، وفوضى عسكرية وأمنية وسياسية واجتماعية شاملة صنعتها دول تحالف العدوان وأيادي الارتزاق والعمالة، ونتيجة طبيعية للاحتلال وفقدان القيادة الوطنية والمنهجية الإيمانية، وانعدام المشروع القائم على الحرية والاستقلال؛ لأن التبعية للمستعمرين تخلق حالة من الفوضى والقتل والدمار والمعاناة والفقر والبطالة والتدهور في كُـلّ جوانب الحياة.
في الجنوب الواقع تحت سيطرة قوى الاحتلال والعدوان السعوديّ الصهيوني الإماراتي، مواطنون ساء حالُهم، وفسد مآلُهم، ولم تبقِ فصائلُ الارتزاق والخيانة لهم حقًّا ولا كرامة.. هتكوا أعراضَهم، وقتلوا أبناءهم، وسرقوا أموالهم، ونهبوا ثرواتهم، وسلبوهم حريتَهم وكرامتهم، وانتهكوا كُـلّ حرمات الله، ولم يرقبوا في أحد منهم إلًّا ولا ذمة.
يكذبون عليهم باسم الشرعية والانتقالي؛ فتارةً يعدونهم بالانفصال فيمكّنونهم من بعض المرافق، وتارة يعدونهم بالشرعية فيمكّنونها من بعض المناطق، ويستمر التناحر فيما بينهم، وكله صراع إماراتي سعوديّ؛ مِن أجلِ بسط النفوذ وتقاسمه والسيطرة على الثروات، والدم من رأس الجنوبيين، والمصلحة للسعوديّين الإماراتيين.
وهكذا يكذبون عليهم حتى صاروا -وللأسف الشديد-؛ بسَببِ كذبهم كالعملة المزوَّرة التي يتداولها اللصوص ليسرقوا جهدَ الناس ويسخروهم ويأكلوا عَرَقَهم ويبخسوهم وهم في غفلة من أمرهم.
ومن عجيب أمرهم أنهم يكذبون عليهم وعلى مدى عشرة أعوام من الاحتلال والقتل والتشريد، وهم مصدِّقون أنفسَهم أن قوى الاحتلال ستبني لهم دولةً وتحقّق لهم غاية، بل وموقنون بأنهم صادقون وصدوقون معهم، وهذه هي الكارثة.
وما ذلك إلا لأن الله طمس عينَ بصيرتهم؛ بسَببِ تقصيرهم وإعراضهم عن هدى الله بعد أن كان قد وصل إليهم، فأراهم الحقَّ باطلًا وأراهم الباطلَ حقًّا؛ فأصبح حالُهم كمثل الذي أُصيب بالعمى وهو يحسب أنه كامل الإبصار، ولكن الليل قد أرخى سدولَه وبسط خيمتَه.
وهذا ليس إلا نموذجًا بسيطًا مما يريد الغزاة تعميمه على كُـلّ مناطق اليمن في شمالها وجنوبها.
وفي المناطق الشمالية التابعة لصنعاء أمن وأمان، وحرية واطمئنان، وعزة وكرامة؛ لأن الله مَنَّ علينا بنعمةِ القيادة الربانية العظيمة ونعمة البصيرة والهدى؛ فعرفنا قيمة الحق وقيمة الحرية.
فانطلق رجالٌ صادقون يصرُخون في وجوه الغزاة وعملائهم صرخات مرعدة بالحق المبين، وقد سلَّموا للقائد الحكيم، فداسوا دبابات وعربات وآليات وطائرات ومجنزرات وأسلحة قوى الطاغوت والاستكبار والاحتلال بأقدامهم، وأسسوا أخلاقهم على مبادئ هدى القرآن ومبادئ الصدق والشرف والوفاء؛ فاعتدل في هذه المناطق ميزان العدل، ونمت في المنتمين لهدى الله من مجاهدينا في القوات المسلحة اليمنية وفي القبائل -دعامتها الأَسَاسية- قيمُ المروءة والحمية، وازدهرت أسسُ الوفاء، فتحولت هذه الأرض إلى رياض من الأمن والأمان، وأضحوا وهم في الأرض يتنسمون أنسام الحرية والكرامة ونعيمها بفضل من الله سبحانه وتعالى.
وهذا نموذج لمن اتبعوا هدى الله وعرفوا قيمة ومعنى وجودهم في هذه الحياة، وسلموا للقيادة تسليمًا مطلقًا.
وسيظل أبطالنا على عهدهم صادقين ما نبض فيهم قلبٌ أَو رفت لهم عين، حتى تحرير آخر شبر من تراب هذا الوطن.
ونأمل من أبناء الجنوب أن يأخذوا العبرة ويفهموا تلك الدروس، ويلتفوا حول رجال الله وأنصاره الصادقين ليتحرّروا من تلك القوى الظالمة، ويصدُقوا مع الله فيصدقهم، ويكتب لشعبنا شمالِه وجنوبِه الحرية والاستقلال والسبق في ميادين الجهاد والريادة، ويستقل بقراره وحريته، ويكون دعامة رئيسية للأمن القومي العربي والإسلامي.
وهذا ما نأمله، ويكفي عشرة أعوام من الدروس والعبر لمن كان له قلب أَو ألقى السمع وهو شهيد.