حيث الإنسان يقلب موازين الحياذه لذوي الإعاقة في مديرية الشمايتين بمحافظة تعز .. الطفولة تبتسم بكل معانيها.
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
إنسانية حيث الإنسان لهذه الليله يحمل وساما عاليا لأهمية القضية التي تبناها وحولها من حلم الى واقع معاش.
هناك في قلب الريف بمحافظةتعز، كان الأهالي يتقاطرون كل صباح، يحملون أطفالهم على الأكتاف، لا تعب يثنيهم، ولا مسافة تعيقهم، وجوههم تشرق برجاء، وقلوبهم معلّقة بأمل صغير، يكبر كل يوم في مركز صغير، اسمه كبير.
تبدا الحكاية عندما قررت مؤسسة توكل كرمان، عبر برنامج "حيث الإنسان" في موسمه السابع، بدعم وتأهيل مركزًا للعلاج الطبيعي والتأهيل الحركي في منطقة الشمسرة بمديرية الشمايتين في محافظة تعز، جنوب غرب اليمن.
في قلب ريف تعز، يتوافد الأهالي يوميًا، حاملين أطفالهم على الأكتاف، لا يعوقهم تعب ولا مسافة، تتلألأ وجوههم بالأمل ورغبتهم في الشفاء. في هذا المكان، يعانق الأمل الواقع، وتبدأ رحلة التغيير في "مركز الإرادة" للعلاج الطبيعي والتأهيل الحركي.
تروي أم منصور، إحدى الأمهات اللاتي يراجعن المركز، قائلة: "جئت بابني للتدريب في المركز منذ أكثر من عام. كان لا يستطيع الحركة، ولكن بفضل الله يتحسن يومًا بعد يوم. المركز مهم جدًا للأطفال ويحتاج إلى دعم مستمر لتوفير الأجهزة والآلات التي تساعد في تأهيلهم ليتمكنوا من السير على أقدامهم. كان هناك أطفال كنت أشك في قدرتهم على المشي، ولكن بفضل المركز، بدأوا يتحسنون وهناك أطفال غادروا المركز لأنهم تمكنوا من المشي".
من جانبه يقول، عدنان الحمادي، طبيب العلاج الطبيعي في المركز: "لقد بدأ المركز منذ عام ونصف، وأنا سعيد بالعمل هنا حيث نكون سندًا للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. المركز يعمل بشكل شبه طوعي ويعتمد على دعم بسيط يغطي تكاليف إيجار الشقة واحتياجات المركز، ولكن لا يوجد دعم ثابت يتبنى المشروع بشكل كامل".
ويضيف الحمادي: "نقدم العلاج لعدة حالات مثل الشلل الدماغي، الجلطات الدماغية، الانزلاق الغضروفي، الشد العضلي، التهاب الأعصاب، وغيرها. ورغم الإمكانيات البسيطة، كانت النتائج جيدة جدًا، حيث تحسنت حالات كثيرة وشفِيَ العديد من المرضى".
وأوضح عدنان أن المركز يحتاج إلى العديد من الأجهزة المتخصصة، مثل جهاز "السبايدر" والشبكة العنكبوتية، بالإضافة إلى تحسين تجهيزات المركز بالأجهزة المتطورة مثل جهاز التحفيز، الأشعة تحت الحمراء، والمساج. مؤكدا أنه: "كلما توفرت الأدوات والأجهزة، كانت النتائج أفضل بكثير".
وفي استجابة سريعة، قامت مؤسسة توكل كرمان عبر برنامج "حيث الإنسان" بتوفير أحدث المستلزمات الطبية للمركز. فقد أجرت دراسة شاملة لتحديد احتياجات المركز، وبدأت بتوفير المستلزمات التي تتناسب مع الجودة المطلوبة. كما تم ترميم المركز وتنظيمه وفقًا للأجهزة الجديدة، وتوفير منظومة طاقة شمسية لتلبية احتياجات الأجهزة الطبية من الطاقة الكهربائية، إلى جانب كل ما كان الأطفال بحاجة إليه بشكل عاجل.
ومن أهم المعدات التي تم توفيرها للمركز، جهاز ديجيتال الترا سونيك 123 موجات صوتية، وجهاز شوكوي موجات تصادمية، وأجهزة إضاءة وتدليك خاصة بالعلاج الطبيعي، ومعدات تساعد على تدريبات السير من جديد وما تم طلبه من قبل القائمين على المركز كحزمة الشبكة العنكبوتية وجهاز التحفيز. وفي إحدى زوايا المركز تم تخصيص مكان للأدوات والألعاب الخشبية التي صنعت وقدمت مجانًا من قبل مهندس وذلك بعد أيام فقط من حصوله على مشروع من برنامج حيث الإنسان.
وأكد المرضى والقائمون على المركز أن الوضع صار أفضل مما كان عليه سابقًا بعد تدخل مؤسسة توكل كرمان حيث تم توفير جميع الأجهزة والأدوات التي ستعمل على تقديم خدمة علاجية أفضل مما يعطي نتائج إيجابية أفضل، مشددين على أن الفرحة الآن لا توصف ولا تسع المرضى معبرين عن شكرهم لبرنامج حيث الإنسان، ومؤسسة توكل كرمان".
وبفضل الدعم المقدم من مؤسسة توكل كرمان أصبح "مركز الإرادة" اليوم أكثر قدرة على تقديم العون للأطفال، مما يساهم في تحقيق حلمهم بالشفاء والعودة إلى حياة طبيعية مليئة بالأمل.
لقد منح هذا المشروع اعمارا جديده لكثير من الأطفال الفقراء الغير قادرين على تلقى العلاج في مثل هذه المراكز.، انه بذرة أمل حصاده وفير في زمن القحط .
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
محافظ الغربية يستقبل مدير صندوق مكافحة الإدمان ويتفقدان أول مركز متكامل للعلاج بالدلتــا
استقبل اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، صباح اليوم الثلاثاء، الدكتور عمرو عثمان مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، والوفد المرافق له، وذلك بمقر ديوان عام المحافظة، لمناقشة أوجه التعاون المشترك، وتفقد أول مركز متكامل لعلاج وتأهيل مرضى الإدمان بمحافظات الدلتا، والذي أُنشئ بدعم مباشر من محافظة الغربية، في إطار جهود الدولة المصرية للاهتمام ببناء الإنسان وتوفير سبل الرعاية الصحية المتكاملة له، وفي ضوء دعم المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” بمركز زفتى.
وأكد اللواء أشرف الجندي خلال اللقاء أن محافظة الغربية كانت في طليعة الداعمين لإنشاء هذا الصرح العلاجي، انطلاقًا من إيمانها العميق بأن الإنسان هو محور التنمية، وأن مواجهة الإدمان لا تكتمل إلا بإتاحة خدمات العلاج والتأهيل في بيئة صحية متكاملة. وقد خصصت المحافظة الوحدة الصحية السابقة بقرية دمنهور الوحش، وما عليها من مبانٍ بالإضافة إلى عدد من قطع أراضي بمساحة مساحة ٣٥٣٨ م²، لإنشاء هذا المركز، لتكون بذلك أول محافظة على مستوى الدلتا تبادر بهذا الدعم النوعي والمباشر لصالح صندوق مكافحة الإدمان.
وقد استكملت المحافظة دعمها لهذا المشروع النوعي من خلال التنسيق الكامل لإدخال المرافق الأساسية إلى المركز (كهرباء، مياه، صرف صحي )، بما يضمن تشغيله بأعلى كفاءة، ويؤكد أن الدعم لم يقتصر على تخصيص الأرض فقط، بل امتد ليشمل كل عناصر البنية التحتية المطلوبة، تنفيذًا لتوجيهات المحافظ بسرعة إنهاء المشروع لخدمة أبناء الغربية والدلتا.
ووجه اللواء أشرف الجندي أيضًا بتأهيل وتطوير المنطقة المحيطة بالمركز، ورفع كفاءتها بالكامل بما يتسق مع طبيعة المشروع العلاجي الجديد، وذلك لتحقيق التكامل بين المنشأة ومحيطها العمراني وتهيئة بيئة داعمة ومشرفة للمترددين على المركز وأهالي القرية.
ويضم المركز صالات تأهيل بدني ورياضي، قاعات تدريب، ورش مهنية، مكتبة، مسرح، صالة كمبيوتر، ومناطق مخصصة لممارسة الأنشطة الاجتماعية، كما يشمل مساحات خضراء وترفيهية دعمًا لحالة النزلاء النفسية وتهيئة بيئة علاجية متكاملة.
وأشار المحافظ إلى أن إنشاء هذا المركز جاء ترجمة حقيقية لتوجيهات القيادة السياسية بالاهتمام بصحة المواطن المصري وبناء وعيه، حيث تم تجهيز المركز ليخدم أبناء محافظة الغربية بالإضافة إلى المحافظات المجاورة المحرومة من هذه النوعية من الخدمات، ليسهم بذلك في سد فجوة حقيقية في ملف علاج الإدمان على مستوى إقليم الدلتا.
ويُعد مركز العزيمة لعلاج الإدمان والتأهيل النفسي والاجتماعي، المقام بقرية دمنهور الوحش بمركز زفتى، نموذجًا متكاملًا للمؤسسات العلاجية المطابقة للمعايير الدولية، حيث أُقيم بتكلفة إجمالية بلغت 70 مليون جنيه، بسعة 100 سرير داخلي و3 عيادات خارجية، ويستهدف استقبال أكثر من 4000 مريض سنويًا، ويقدم كافة خدمات العلاج والتأهيل مجانًا وفي سرية تامة، بالتنسيق مع الخط الساخن للصندوق 16023.
وخلال الزيارة، ثمّن الدكتور عمرو عثمان مدير الصندوق الدور الحيوي الذي قامت به محافظة الغربية في إنجاح هذا المشروع، مؤكدًا أن المحافظة كانت شريكًا أساسيًا منذ اللحظة الأولى، ليس فقط في تخصيص الأرض، بل في تهيئة المناخ العام والدعم الإداري والفني وإدخال المرافق، حتى خرج المركز إلى النور بالشكل اللائق. وأكد أن هذا الدعم يُجسّد حرص المحافظة الحقيقي على بناء الإنسان وتحقيق الحماية المجتمعية لأبنائها.
وقد شهد اللقاء أيضًا استعراض نتائج الأنشطة التي نفذها الصندوق داخل محافظة الغربية، والتي شملت حملات توعية في المدارس والجامعات، والكشف على الموظفين وسائقي الحافلات، وتنفيذ برامج دعم نفسي ومبادرات مجتمعية في قرى “حياة كريمة”، بإجمالي أكثر من 1500 نشاط متنوع خلال عام واحد فقط.
وفي ختام الزيارة، أكد اللواء أشرف الجندي أن محافظة الغربية ستظل داعمة لكل ما يخدم المواطن ويحميه من آفات المجتمع، مشيرًا إلى أن ملف تنمية الإنسان يقع على رأس أولويات العمل التنفيذي، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، وتماشيًا مع رؤية الدولة نحو “جمهورية جديدة” يكون الإنسان المصري في قلبها.