جنيف غزة "د ب أ" "أ ف ب": قال متحدث باسم الأمم المتحدة،اليوم إن الحصار الإسرائيلي المفروض على المساعدات المتجهة إلى قطاع غزة يعرض السكان مجددا للخطر.

وذكر ينس لايركه المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، أن برنامج الأغذية العالمي لا يزال لديه 5700 طن من المواد الغذائية التي تم إحضارها إلى المنطقة خلال وقف إطلاق النار.

وأوضح أن هذه الكمية تكفي لمدة أسبوعين.

وكانت إسرائيل قد أوقفت إيصال المزيد من المساعدات الإنسانية في بداية مارس قائلة إن ذلك يرجع إلى رفض حماس قبول خطة بوساطة أمريكية لمواصلة اتفاق وقف إطلاق النار.

واتهم منتقدون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتعطيل تنفيذ المرحلة الثانية من خطة وقف إطلاق النار للحفاظ على بقائه في السلطة، حيث إن شركاءه في الائتلاف اليميني غير راغبين بالانسحاب من غزة.

ووجه مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية اتهامات خطيرة للسلطات الإسرائيلية، حيث قال ينس لايركه: "ما نشهده استخفافا قاسيا بالحياة البشرية والكرامة، والأعمال الحربية التي نشهدها تحمل بصمات جرائم وحشية."

وفي إطار القانون الدولي، يشير مصطلح "جرائم وحشية" إلى الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.

وأضاف لايركه بأن "لا شيء يمكن أن يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني."

المحادثات تتكثّف

أكد عضو المكتب السياسي في حماس باسم نعيم الجمعة أنّ المحادثات بين الحركة والوسطاء من أجل استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة، "تكثّفت في الأيام الأخيرة".

وقال نعيم لوكالة فرانس برس "نأمل أن تشهد الأيام القليلة القادمة انفراجة حقيقية في مشهد الحرب، بعدما تكثّفت الاتصالات من ومع الوسطاء في الأيام الأخيرة".

وأفادت مصادر مقرّبة من حماس فرانس برس، بأنّ محادثات بدأت مساء الخميس بين الحركة الفلسطينية ووسطاء من مصر وقطر في الدوحة، من أجل إحياء وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة.

وفي السياق، أوضح نعيم أنّ المقترح الذي يجري التفاوض بشأنه "يهدف لوقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات والأهم العودة للمفاوضات حول المرحلة الثانية والتي يجب أن تؤدي إلى وقف الحرب بشكل كامل وانسحاب قوات الاحتلال".

وفي 18 مارس، استأنف الجيش الإسرائيلي قصف قطاع غزة ثمّ عملياته البرية، بعد شهرين من هدنة نسبية في الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023.

وتعثرت المفاوضات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ تسعى إسرائيل إلى تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، بينما تطالب حماس بإجراء محادثات بشأن المرحلة الثانية التي من المفترض أن تؤدي إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وبحسب وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قُتل 896 شخصا في القطاع منذ استئناف إسرائيل ضرباتها.

ومن بين 251 رهينة إسرائيلية احتجزتهم حماس في هجوم السابع أكتوبر 2023، لا يزال 58 في القطاع بينهم 34 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وأتاحت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار عودة 33 رهينة إلى إسرائيل بينهم ثمانية توفوا، فيما أفرجت إسرائيل عن نحو 1800 معتقل فلسطيني كانوا في سجونها.

وبدأت محادثات في الدوحة غداة تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بالاستيلاء على أجزاء من غزة إذا لم تفرج حماس عن الرهائن.

من جانبه، قال نعيم إنّ الحركة تتعامل "بكل مسؤولية وإيجابية ومرونة"، مضيفا "نصب عينيها كيف ننهي معاناة شعبنا الفلسطيني وتثبيته على أرضه ونفتح الطريق لاستعادة الحقوق".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المرحلة الثانیة وقف إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

غزة.. اكتمال الاستعدادات لتبادل الأسرى والرهائن

حسن الورفلي، أحمد شعبان (غزة، القاهرة)

أخبار ذات صلة «اليونيفيل» تدعو إسرائيل لوقف الهجمات ضد جنودها الإمارات.. أكبر مانح للمساعدات الإنسانية في غزة

أعلنت إسرائيل وحماس وواشنطن عن قرب الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين وأسرى فلسطينيين، يأتي ذلك تزامناً مع انطلاق مؤتمر شرم الشيخ بشأن غزة برعاية الرئيسين المصري والأميركي. 
وتواصلت المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل في مدينة شرم الشيخ المصرية، أمس، لاستكمال ترتيبات تبادل الأسرى، بما في ذلك القائمة النهائية لأسماء الأسرى الفلسطينيين، فيما ذكرت مصادر أن حركة حماس تصر على أن تتضمن القائمة النهائية للأسرى الفلسطينيين المقرر إطلاق سراحهم «الستة الكبار»، بما يشمل القيادي في حركة «فتح»، مروان البرغوثي، والأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، أحمد سعدات.   
وأشارت المصادر إلى أن الوسطاء مصر وقطر وتركيا، بذلوا أقصى جهد لتجاوز النقاط الخلافية والوصول للقائمة النهائية وترتيبات التبادل.
وأوضحت مصادر فلسطينية أن حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى في قطاع غزة، أنهت كافة ترتيبات التبادل، حيث سيتم إطلاق سراح 20 من المحتجزين الإسرائيليين الأحياء، وعدد من الجثث دفعة واحدة.
ومن المقرر أن تبلغ حماس الوسطاء، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بمواقع تسليم الرهائن والموعد الزمني المحدد لاستلامهم، دون أي مراسم احتفالية أو جماهيرية.
وأشارت المصادر إلى أن حماس أنهت بالفعل ترتيبات تسليم المحتجزين الأحياء ووضعتهم في عدة أماكن سرية بالقطاع، لافتة إلى أن الحركة أبلغتهم أنه سيتم إطلاق سراحهم، اليوم الاثنين، ضمن اتفاق إنهاء الحرب.
بدورها، قالت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية: إن تل أبيب تتوقع إطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء، وعددهم 20، دفعة واحدة.
وأضافت المتحدثة أن «إطلاق سراح المحتجزين سيبدأ في وقت مبكر من صباح الاثنين»، مشيرة إلى أن «الجيش الإسرائيلي تراجع إلى الخط الأصفر».
وقالت شوش بدرسيان المتحدثة باسم مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في إحاطة صحافية: «سيتم الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين بمجرد أن تؤكد إسرائيل وصول جميع رهائننا المقرر إطلاق سراحهم عبر الحدود».
في غضون ذلك، تنطلق اليوم الاثنين، قمة دولية حول السلام في قطاع غزة، في مركز المؤتمرات بمنتجع مدينة شرم الشيخ المصرية، بمشاركة واسعة من قادة دول العالم برئاسة الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي، والأميركي دونالد ترامب، وأعلنت الرئاسة المصرية أسماء 20 دولة أكدت الحضور.
وتهدف القمة لوضع اللمسات الأخيرة على توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حماس وإسرائيل.
ومن المنتظر أن تتناول الجلسات الرئيسية للقمة سبل وقف إطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة، واستئناف مسار الحل السياسي العادل والشامل، بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني واستقرار المنطقة.
أمنياً، واصل آلاف الفلسطينيين، أمس، التوجه شمالاً نحو مدينة غزة، التي شهدت هجمات إسرائيلية خلال الشهرين الماضيين.
وقال الفلسطينيون العائدون إلى شمال غزة: إن دماراً واسعاً لحق بالمنطقة، فيما حذر عمال الإنقاذ من احتمال وجود ذخائر غير منفجرة وقنابل في المنطقة.
كما بدأت شاحنات المساعدات الإنسانية في الدخول إلى قطاع، أمس، وذلك بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
ودخلت شاحنات المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، وأظهرت مقاطع فيديو سكاناً وهم يتجمعون على أطراف الطرقات في محاولة للحصول على الغذاء والماء، وذلك وسط تفش للمجاعة في العديد من مناطق القطاع.
واعتبر محللون فلسطينيون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، أن اتفاق وقف إطلاق النار يشكّل بداية لمرحلة جديدة ومغايرة، وسط جهود إقليمية ودولية مكثفة لضمان نجاح الاتفاق، في ظل إصرار أميركي واضح على تثبيت التهدئة، وفرض واقع سياسي جديد في القطاع.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، الدكتور أيمن الرقب، أن تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق سيفتح الباب لتسهيل تنفيذ المراحل اللاحقة، خاصةً بعد تجاوز ملف الرهائن، لافتاً إلى أن المرحلة الثانية من الاتفاق، التي تتعلق بنزع سلاح حماس، تخضع حالياً لنقاشات مهمة، إذ إن هناك حاجة إلى بعض الترتيبات التي تضمن عدم حدوث فراغ أمني داخل القطاع.
وشدد الرقب، في تصريح لـ«الاتحاد»، على ضرورة أن تأخذ الولايات المتحدة الأميركية هذه المعادلة في الحسبان، مع ممارسة ضغوط على إسرائيل لتحقيق تسويات متوازنة، خصوصاً فيما يخص السلاح الخفيف الذي تطالب حماس بالإبقاء عليه. وأشار إلى أن عملية إعادة إعمار غزة بحاجة إلى عقد مؤتمر دولي، يتم التحضير له لاحقاً بعد استكمال المراحل الأساسية للاتفاق، مع ضرورة تشكيل لجنة إدارية وطنية لإدارة القطاع تحت إشراف السلطة الفلسطينية، إضافة إلى وجود جهاز شرطة موحّد.
بدوره، قال مسؤول ملف الإعلام في مفوضية المنظمات الشعبية، الدكتور محمد أبو الفحم، إن المرحلة الأولى من الاتفاق تسير وفق جدول زمني واضح ومتفق عليه، مما يعكس جدية الأطراف والتزامها بالتهدئة.
وأضاف أبو الفحم، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن المرحلة الثانية من الاتفاق ستُنفذ في موعدها، نظراً لغياب المبررات الإسرائيلية بعد الإفراج عن جميع الرهائن، مبيناً أن هذا الاتفاق يمثل تطبيقاً فعلياً لخارطة الطريق التي تبنّاها الموقفان العربي والفلسطيني، واللذان مارسا ضغوطاً كبيرة خلال المفاوضات للوصول إلى هذه النقطة.
واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني، زيد الأيوبي، أن وقف إطلاق النار يمثّل أولوية للشعب الفلسطيني في غزة. ولفت في تصريح لـ«الاتحاد» إلى أن المرحلة الثانية ستكون الأصعب، كونها تتعلق بمسائل حساسة، مثل نزع سلاح حماس، وإنهاء سيطرتها على غزة، وهو ما يتطلب ضغوطاً إضافية من الأطراف الراعية للاتفاق.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تعلن وجود تقدم بوصول المساعدات الإنسانية لغزة
  • حماس: مستمرون في تنفيذ اتفاق وقف الحرب ما التزم الاحتلال به
  • غزة.. اكتمال الاستعدادات لتبادل الأسرى والرهائن
  • بعد وقف إطلاق النار.. أين يتمركز الجيش الإسرائيلي في غزة؟
  • حماس: لن نشارك في حكم قطاع غزة
  • ما الذي يفهم من تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي بشأن الأنفاق؟
  • الأمم المتحدة تدعو إلى توسيع نطاق الاستجابة الإنسانية فورا بعد وقف الحرب بغزة
  • الأمين العام للأمم المتحدة يتوجه إلى مصر لحضور مؤتمر السلام الدولي
  • مقرر أممي: وقف إطلاق النار حل رائع وإسرائيل يجب أن تُحاسب على ما ارتكبته في غزة
  • وصول 200 جندي أمريكي إلى إسرائيل للإشراف على وقف إطلاق النار