كتاب: تاريخ البعثات الدبلوماسية
تاريخ النشر: 29th, March 2025 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هذه فرصة مناسبة لتصفح الكتاب الموسوم (Outposts of Diplomacy)، والذي يعني البؤر الاستيطانية للدبلوماسية، أو المواقع المتقدمة للدبلوماسية، لكن ترجمة عنوان الكتاب إلى العربية لا تتوافق هنا مع فصوله التي يتناول فيها المؤلف تاريخ التمثيل الدبلوماسي، والعلاقات الثنائية بين البلدان، والمهام المكلفة بها السفارات والقنصليات حول العالم.
يرى المؤلف ان البعثات الدبلوماسية بدأت في عصر النهضة، عندما اختارت الدولة الإيطالية مجموعة منتخبة من وجهاء القوم لتمثيلها في بعض المدن الأوروبية البعيدة. .
يتساءل الناس الآن: هل يجب أن يكون السفير بهذه العظمة ؟. وهل ينبغي أن يعيش في مبنى باهظ الثمن ؟. ألا يمكن إنجاز الأعمال المكلف بها بإرسال أشخاص للقيام بزيارات خاطفة وجولات سريعة ومحدودة والعودة ثانية إلى الوطن الأم ؟. .
للإجابة، لا بد من العودة إلى الأساسيات. فالحكومات تحتاج دائما إلى نقل مخاطباتها إلى نظرائها بأمان، وتحتاج إلى فهم الردود. قد يبدو الأمر بسيطاً، لكنه ليس كذلك. لا يدرك السياسيون كيف يفكر الأجانب. قد تبدو الرسائل مفهومة للطرف الاول لكنها ربما تكون غير مفهومة ومشوشة للطرف الثاني. فالحكومات بحاجة إلى شخص يضمن فهم كل طرف للآخر، ويحبس دموعه عندما تسوء الأمور (وهذا ما يفعلونه في الغالب). وقد يكون السفير نفسه عبارة عن كبش فداء تم اختياره لمهمة صعبة قد لا يعود منها سالماً. .
باستطاعة السفراء اكتساب مهارات استثنائية على أفضل وجه من خلال معايشة الشعوب التي يتعاملون معها، والتعرف على طباعهم ومخاوفهم، ونزاعاتهم الداخلية، ونواياهم المحتملة. .
يرى المؤلف ان الدبلوماسية زهيدة الثمن مقارنة بغيرها من طرق إدارة العلاقات بين الدول. يُقال إن ديفيد فروست David Frost وصفها بأنها: (فن ترك الآخرين يتصرفون كما يحلو لهم). أما السير هنري ووتون Henry Wotton فقد عبر عن ذلك بشكل مختلف، واصفا السفير بأنه: (رجل نزيه أُرسل ليكذب في الخارج من أجل بلاده). أو: (honest man sent to lie abroad for his country)، فالكذب من ابسط الأساليب التي تستخدمها البلدان لتحقيق أهدافها، ولا يمكن للسفراء تجنب الوقوع في فخ الاحتيال. عادة ما يعتبر السكان المحليون حتى أكثر الطرق البريئة لجمع المعلومات تجسسا. وبخاصة في البلدان النامية. .
يحتاج السفراء إلى الحماية لضمان استمرارهم في أداء مهامهم، ولابد من توفر ارصدة من الحصانات والتفاهمات التي نمت على مر القرون. .
توجد الآن فيالق من الدبلوماسيين أكثر من أي وقت مضى، فقد تزايدت اعداد البلدان بشكل كبير منذ عام 1945. ولم يعد السفراء من الكائنات المهددة بالانقراض. اما إذا كنت ترغب في معرفة تفاصيل حياتهم، فينصح المؤلف بمشاهدة المسلسل التلفزيوني (سفراء Ambassadors) وهو من إنتاج بي بي سي، والذي يدور حول سفارة بريطانية في دولة خيالية في آسيا الوسطى (لا وجود لها)، هي طازبكستان Tazbekistan. .
يضع المؤلف في الختام تعريفاً موجزاً للدبلوماسية على أنها حزمة من الجهود المتعددة يرعاها الطرف الاول من خلال التواصل المباشر مع مؤسسات الطرف الثاني، لإقامة حوار مدروس يدعم الأهداف الإستراتيجية ويعزز المصالح المشتركة للطرفين. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
انطلاق موسم البعثات الأثرية 2025-2026 لحماية التراث وتوثيق الشواهد التاريخية
مسقط- الرؤية
انطلق موسم البعثات الأثرية للموسم 2025 – 2026م ضمن جهود وزارة التراث والسياحة لحماية التراث العُماني وتوثيق الشواهد التاريخية الممتدة عبر آلاف السنين وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كمركز بحثي إقليمي في مجال الدراسات الأثرية.
ويتضمن موسم هذا العام تنفيذ مشاريع مسح وتنقيب ودراسات تحليلية مخبرية وتوثيق ثلاثي الأبعاد، بالإضافة إلى برامج تدريب ميدانية تهدف إلى رفع كفاءة الكوادر الوطنية.
وفي إطار أعمال الموسم باشرت بعثة علمية إيطالية من جامعة سبنزا أعمالها في مواقع أثرية بولايتَي نخل ووادي المعاول حيث قامت البعثة بالتنقيب عن مواقع ترجع إلى الألف الثالث والأول قبل الميلاد إضافة إلى تنفيذ أعمال مسح أثري أسفرت عن تسجيل أكثر من 77 شاهدًا أثريًا حتى الآن. وتشير هذه النتائج إلى الأهمية التاريخية للمواقع المكتشفة واستمرار النشاط البشري في المنطقة خلال العصرين البرونزي والحديدي.
ومن المقرر أن يُقام مع نهاية أعمال البعثة لهذا الموسم معرض يهدف إلى التعريف بالآثار المكتشفة والتوعية بأهميتها بما يسهم في تعزيز الوعي بالتراث العُماني وتاريخه العريق.